وتساءل مقدم البرنامج فيصل القاسم عما إذا كانت هذه التهديدات النووية تعكس واقعا خطيرا يوشك أن يتحقق، خاصة مع تعديل موسكو لعقيدتها النووية مؤخرا، أم أن هذه التصريحات لا تتعدى كونها وسائل ضغط إعلامي وسياسي، كما ناقش القاسم دور الغرب في تعزيز المواجهة مع روسيا، خاصة بعد السماح الأميركي لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى.

وأشار القاسم إلى تجاهل البعض لتحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتهامه الغرب بخوض حرب شاملة ضد بلاده، مستفسرا عن تداعيات هذا الاستخفاف على الأمن العالمي، لا سيما بعد التعديلات الأخيرة في العقيدة النووية الروسية التي فتحت المجال لاحتمالات غير مسبوقة.

وفي هذا السياق، يرى الدكتور محمد فرج الله، رئيس تحرير وكالة أنباء أوكرانيا بالعربية، أن التهديدات النووية الروسية ليست جديدة، لكنها تعكس قلقا متزايدا في الكرملين، مضيفا أن روسيا استخدمت سياسة "الترهيب" منذ بداية الحرب لإبعاد الغرب عن دعم أوكرانيا، لكنها فشلت في تحقيق ذلك.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تقرير في إندبندنت: خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة جدي وحقيقيlist 2 of 4ميدفيديف محذرا: صاروخ أوريشنيك يمكنه إلحاق أضرار بالغرب في دقائقlist 3 of 4"أوريشنيك" يستنفر أوكرانيا وينذر بإشعال حرب عالميةlist 4 of 4هل يقع قرار نهاية العالم في يد الذكاء الاصطناعي قريبا؟end of list

تهديدات غير جادة

وأشار فرج الله إلى أن الغرب لم يأخذ التهديدات الروسية بجدية، مستشهدا بمواقف دول مثل الصين والهند التي انتقدت تصريحات بوتين النووية ووصفها بأنها غير مسؤولة، كما يرى أن روسيا، رغم تهديداتها، لا تجرؤ على استخدام السلاح النووي، مستشهدا بتصريحات غربية تفيد بأن أي محاولة كهذه ستؤدي إلى عواقب كارثية على روسيا نفسها.

وأوضح فرج الله أن تعديل العقيدة النووية الروسية جاء نتيجة الضغوط الكبيرة التي تواجهها موسكو، خاصة بعد تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى من الغرب، مضيفا أن بوتين يحاول رفع سقف التهديدات للحفاظ على ماء وجهه، لكنه يعلم أن استخدام السلاح النووي سيؤدي إلى تدمير روسيا بالكامل.

وردا على سؤال عن الاستخفاف بالتصريحات الروسية، قال فرج الله إن موسكو لا تزال تخشى رد الفعل الأميركي والغربي، مشيرا إلى أن روسيا أبلغت البنتاغون مسبقا بأن أحد صواريخها الباليستية التي أطلقتها لا يحمل رؤوسا نووية، في محاولة لطمأنة الغرب.

وأضاف أن قرار استخدام السلاح النووي ليس بيد بوتين وحده، بل يتطلب موافقة جنرالات ومسؤولين عسكريين، وهو ما يجعل تنفيذ هذا القرار صعبا، وأكد أن الجيش الأميركي وحلفاءه يراقبون روسيا عن كثب، ولن يسمحوا بأي تحرك نووي دون رد ساحق.

وأشار فرج الله إلى أن الغرب يدرك نقاط ضعف روسيا، ولهذا يمنح أوكرانيا الدعم العسكري اللازم لإضعافها. واختتم بالقول إن التهديدات الروسية ليست سوى محاولة لتعويض إخفاقاتها العسكرية والسياسية في الحرب.

تصعيد عالمي

في المقابل، يرى الباحث السياسي حازم عياد أن التهديدات الروسية يجب أن تؤخذ على محمل الجد، مشيرا إلى أن التوترات الحالية قد تؤدي إلى تصعيد عالمي إذا لم يتم احتواؤها، وأضاف أن الغرب يجب أن يكون حذرا في تصعيد الدعم العسكري لأوكرانيا، لأنه قد يدفع بوتين إلى اتخاذ قرارات أكثر خطورة.

ويؤكد عياد في هذا السياق أن بوتين لا يعاني من حالة رعب كما يُروج، بل يعتمد على إستراتيجيات هجومية ودفاعية تعكس ثقته بقدرات بلاده العسكرية، مشيرا إلى أن الحرب على أوكرانيا وسابقا جورجيا والقرم، إضافة إلى نشر غواصات نووية في المحيط الأطلسي وتحريك أسلحة متطورة مثل صواريخ "أوريشنيك"، تؤكد أن روسيا تتصرف من موقع قوة.

وأوضح عياد أن هذه الصواريخ تتميز بتعدد رؤوسها واستخداماتها، وقدراتها التي تتجاوز معاهدات الأسلحة النووية بين روسيا وأميركا، مثل "ستارت 1″ و"ستارت 2" و"سولت 2″، التي كانت تهدف لتقليص عدد الرؤوس النووية، مضيفا أن بوتين لم يكتف بتجاوز هذه الاتفاقيات، بل استعرض قدرات جديدة تتضمن صواريخ أسرع من الصوت بقدرة تصل إلى حمل 6 رؤوس نووية.

وتابع عياد أن هذه التطورات تظهر أن بوتين يتحرك دفاعا عن النفس، خاصة في ظل توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ عام 1997، الذي شمل دول البلطيق مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وصولا إلى محاولات ضم أوكرانيا وجورجيا، مما جعل روسيا محاصرة عمليًا.

وأكد عياد أن تعديل بوتين للعقيدة النووية جاء في سياق تصاعدي للدفاع عن المصالح الروسية، خاصة بعد سماح أميركا باستخدام أسلحة طويلة المدى تطال العمق الروسي، لافتا إلى أن اتفاقية بودابست لعام 1994 نفسها تمنح روسيا حق الرد النووي إذا تعرضت لهجوم تقليدي من دولة حليفة لقوة نووية، مما يبرر التهديدات الروسية في مواجهة التصعيد الغربي.

27/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التهدیدات الروسیة فرج الله أن روسیا أن بوتین عیاد أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الخارجية الروسية: العودة لاتفاقية ستارت الجديدة للحد من الأسلحة مع واشنطن أصبحت أقل واقعية

أكدت الخارجية الروسية، أن العودة لاتفاقية ستارت الجديدة للحد من الأسلحة مع واشنطن أصبحت أقل واقعية، وفقا لما أذاعته فضائية “القاهرة الأخبارية” فى نبأ عاجل.

ترامب: بوتين أبلغني أنه سيرد على الهجوم الأوكراني العنيف على روسيا.. ومقتل أحد جنود جيش الاحتلال بعد إصابته بجروح خطيرة في غزة| أخبار التوك شوترامب: بوتين أبلغني أنه سيرد على الهجوم الأوكراني العنيف على روسيا

وأضافت أن مشروع القبة الذهبية الأمريكي مزعزع جدا للاستقرار ويخلق عقبات لا يمكن التغلب عليها.


 

طباعة شارك الخارجية الروسية واشنطن القبة الذهبية الأمريكي

مقالات مشابهة

  • ألاعيب قذرة.. أوكرانيا ترد على اتهام روسيا بتأجيل تبادل أسرى الحرب
  • روسيا تتهم أوكرانيا بإرجاء عملية تبادل أسرى الحرب بينهما
  • روسيا تتهم أوكرانيا بتأجيل تبادل أسرى الحرب
  • أعنف هجوم روسي على خاركيف منذ بداية الحرب.. ترامب: أوكرانيا أعطت بوتين ذريعة للرد
  • فرنسا: قد نجبر بوتين على وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • مندوب روسيا لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا: مصير أوكرانيا ليس بيد الغرب
  • روسيا تشنّ هجوما ضخما على أوكرانيا .. وتعتبر النزاع قضية وجودية
  • الخارجية الروسية: العودة لاتفاقية ستارت الجديدة للحد من الأسلحة مع واشنطن أصبحت أقل واقعية
  • 100 قصف خلال ساعات.. روسيا تكثّف هجماتها على شمال أوكرانيا
  • روسيا: بوتين قد يشارك في حل المشكلة النووية الإيرانية