هناك جهود مستمرة منذ 25 عامًا للوصول إلى اتفاق يسعى لإنشاء واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم. ومع ذلك، يعارض المزارعون بأوروبا بشدة إبرام هذا الاتفاق لأسباب متعددة. وتدعم بعض الدول، مثل فرنسا، موقف المزارعين، حيث تسعى لفرض شروطها وعرقلة تنفيذ الخطة. فهل ستتمكن هذه الدول من النجاح بمسعاها؟

اعلان

بدأت المفاوضات في عام 1999، وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي في عام 2019 والإعلان عن مسدودة اتفاق، لكن لم يتم التصديق عليه حتى الآن بسبب المعارضة الكبيرة من مجموعة دول، أنشطها فرنسا.

بالإضافة إلى وجود مجموعة من الخلافات، حول القضايا البيئية والاقتصادية والسياسية تؤخر الموافقة النهائية عليه.

بعد مرور كل ذلك الوقت، ما يزال الاتحاد الأوروبي وميركوسور، يحاولان وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية تجارية كبرى بالرغم من أنها تثير احتجاجات المزارعين الأوروبيين.

إن الميركوسور تكتل تجاري في أمريكا الجنوبية يضم البرازيل والأرجنتين وباراغواي وأوروغواي وبوليفيا.

ما هي الصفقة؟

تهدف الاتفاقية إلى إنشاء واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، وتغطي أكثر من 700 مليون شخص وما يقارب الـ 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

مزارع يمشي بجوار النار بينما يحتج المزارعون على اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور في سان لوران دي مور بالقرب من ليون وسط فرنسا 18 تشرين الثاني نوفمبر 2024AP Photo/ Laurent Cipriani

إن خفض التعريفات الجمركية والحواجز التجارية من أهداف الصفقة، ما يسهل تصدير السلع، كما يحصل ضمن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وسيعني الاتفاق خفض التعريفات الجمركية على منتجات مثل السيارات والآلات والمواد الكيميائية بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وستستفيد دول الميركوسور من تحسين وصولها إلى أسواق الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالصادرات الزراعية، مثل لحوم الأبقار والدواجن والسكر.

لماذا يعارض بعض المزارعين الاتفاق؟

يخشى المزارعون الأوروبيون، لا سيما في فرنسا، من أن يؤدي تدفق منتجات أمريكا الجنوبية إلى تشبع أسواقهم وإضعاف الزراعة المحلية.

وقد بدأت جولة أخرى من الاحتجاجات في جميع أنحاء القارة، بعد عام واحد من حركة الاحتجاج الضخمة للمزارعين الأوروبيين. ويدعي الكثيرون أن الإعفاء من الرسوم الجمركية أو خفضها على منتجات أمريكا الجنوبية، قد يكون قاتلاً بالنسبة لهم.

كما يقول مزارعو الماشية إنهم لا يستطيعون منافسة المنتجين في أمريكا الجنوبية، الذين لديهم ميزات ما، كانخفاض تكاليف العمالة، وتواجد المزارع الأكبر حجماً، واللوائح الأقل صرامة بشأن ممارسات معينة، كاستخدام هرمونات النمو مقارنة بمعايير الاتحاد الأوروبي.

مزارعون يقودون جراراتهم خلال مظاهرة ضد اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور في بوفيه شمال فرنسا 18 تشرين الثاني نوفمبر 2024AP Photo/ Matthieu Mirville

وقد وجد تدقيق أجرته المفوضية الأوروبية في تشرين الأول/أكتوبر أن البرازيل، وهي أكبر مصدر للحوم البقر في العالم، لا يمكنها ضمان خلو صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي من أحد هرمونات النمو الذي يدعى "أوستراديول 17-β"، المحظور في أوروبا منذ عقود.

من يدعمه؟

تُعد ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال من بين دول الكتلة التي تضغط من أجل إتمام الاتفاق بحلول نهاية العام. وترى ألمانيا تحديدا أن ميركوسور سوقًا رئيسيًا لشركات صناعة السيارات لديها.

Related"ميركوسور تهدد مستقبلنا".. مزارعون فرنسيون يشلون حركة المرور رفضاً للاتفاقيةعدوى الاحتجاجات تنتقل إلى دول أوروبية بعد فرنسا رفضا لاتفاقية ميركوسورمزارعون فرنسيون يحتجون ضد اتفاقية ميركوسور.. إغلاق الطرق وجرارات تحتل الشوارع

وينظر قادة مثل الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الاتفاقية، على أنها دفعة للتجارة الإقليمية والنمو الاقتصادي. كما تدعم دول مثل أوروغواي وباراغواي الاتفاقية، على أمل تنويع شركائها التجاريين وتقليل الاعتماد على الصين. كما أيدها الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.

وأعربت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، عن دعمها القوي للاتفاق، على الرغم من معارضة بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

"لن نوقع على الاتفاق كما هو"..من يعارضها؟

قادت فرنسا المعارضة في الاتحاد الأوروبي إلى جانب بولندا والنمسا وهولندا. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده "لن توقع على الاتفاق كما هو". ودعا ماكرون إلى تشديد المعايير البيئية ومعايير العمل، مع العلم أن فرنسا تمتلك أكبر قطاع زراعي في أوروبا.

ومع ذلك، فإن تأثير فرنسا على سير الاتفاق يعتبر محدودا، كون المحادثات التجارية تقع تحت سلطة المفوضية الأوروبية، التي تتفاوض نيابة عن الدول الأعضاء ال 27. كما انتقدت الجماعات البيئية الاتفاق، محذرةً من أنه قد يؤدي إلى تسريع إزالة الغابات في منطقة الأمازون وزيادة استخدام المبيدات الضارة.

اعلانما هي الخطوة التالية؟

قد تكون قمة ميركوسور في الخامس والسادس من كانون الأول/ ديسمبر في الأوروغواي لحظة حاسمة للاتفاق. ومع ذلك، حتى لو تم التوقيع على الاتفاق، يجب أن تتم المصادقة عليه من قبل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبرلمان الأوروبي، وجميع البرلمانات الوطنية للدول الأعضاء قبل أن يدخل حيز التنفيذ، الأمر الذي قد يمنح فرنسا فرصة لاستخدام حق النقض- الفيتو.

ولكن بهدف تسريع عملية الموافقة وتسهيلها، تدرس المفوضية الأوروبية تقسيم الاتفاق إلى اتفاقية تعاون ذات نطاق أوسع، واتفاقية تركز على التجارة. ولن يتطلب ذلك إلا تصويت الأغلبية بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي، دون الحاجة إلى الموافقة بالإجماع.

وبموجب هذه الخطة، ستفقد فرنسا حق النقض إن لم تتمكن من جمع ما يكفي من الدعم لتشكيل أقلية مانعة. وفي حين أن دولًا مثل بولندا والنمسا أثارت اعتراضاتها، فإن تأثيرها مجتمعةً لا يرقى إلى الحد الأدنى اللازم لوقف الاتفاق.

المصادر الإضافية • أ ب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من بينها الري بالطاقة الشمسية.. تحولات في الزراعة بزيمبابوي لمواجهة الجفاف الناجم عن التغير المناخي الزراعة الذكية: هل تساهم التقنية الذاتية في تعزيز المحاصيل وحماية العمال؟ بوريس جونسون يتهم نتنياهو بزراعة أجهزة تنصت في حمامه الشخصي صادراتمنظمة السوق المشتركة لدول الجنوبصناعة السياراتفرنساالاقتصاد الأوروبيأمريكا اللاتينية اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حماس ترى في الاتفاق مع لبنان تحطيما لأوهام نتنياهو وميقاتي يؤكد التمسك بسيادة لبنان برا وبحرا وجوا يعرض الآن Next روسيا تواصل حملتها الجوية على أوكرانيا بأسراب من المسيرات الانقضاضية وتتسبب في إصابة 3 أوكرانيين يعرض الآن Next لمن الفضل في وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل؟ بايدن وترامب في سباق لإثبات الدور الأكبر يعرض الآن Next هل رزت مملكة السعادة؟ بوتان وجهة سياحية للسلام والاسترخاء والتواصل مع الطبيعة يعرض الآن Next بمناسبة يوبيل 2025.. الفاتيكان يفتح الباب للحوار المباشر مع البابا من خلال مجلة "بيازا سان بيترو" اعلانالاكثر قراءة مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها حب وجنس في فيلم" لوف" معجزة علمية: أمومة متأخرة.. امرأة ستينية تضع مولودها الأول في سن الـ61 عاما بعد محاولات كثيرة يائسة اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29حزب اللهلبنانإسرائيلوقف إطلاق النارغزةروسياالحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهوأسلحةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: كوب 29 حزب الله لبنان إسرائيل وقف إطلاق النار غزة كوب 29 حزب الله لبنان إسرائيل وقف إطلاق النار غزة صادرات صناعة السيارات فرنسا الاقتصاد الأوروبي أمريكا اللاتينية كوب 29 حزب الله لبنان إسرائيل وقف إطلاق النار غزة روسيا الحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهو أسلحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنان المفوضیة الأوروبیة الاتحاد الأوروبی أمریکا الجنوبیة التجارة الحرة یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

إبراهيم النجار يكتب: وعود ترامب.. وماذا بعد؟!

يعيش عالمنا المعاصر، العديد من الصراعات الإقليمية والدولية الواسعة. والتي خلفت آلاف القتلي والجرحي والنازحين. فقد شهد العالم في عام 2023، أكثر من 183 نزاعا مسلحا. وهو الرقم الأعلي منذ عقود. حسب تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في لندن. حيث لا يبدي التقرير، تفاؤلا كبيرا تجاه حالة السلم والأمن الدوليين. بل إنه يرسم صورة قاتمة للعنف المتصاعد في الكثير من بقاع العالم. فمنذ وصوله إلي البيت الأبيض، وعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالعمل علي وقف الحروب، وإنهاء الأزمات، واحلال السلام. وعد ترامب، بعالم أفضل. ولكنه هدد بشن حروب في مناطق أخري. فما الذي اسفرت عنه وعود وتعهدات ترامب؟. 


يظل اتفاق وقف إطلاق النار، بين إسرائيل وحماس، أكثر الملفات أهمية. وقد اتخذت الإدارة الأمريكية، آليات لمراقبة تنفيذ الاتفاق. علي الرغم من الخروقات الإسرائيلية المتكررة. تقارير أمريكية، تفيد بأن ترامب، يضغط بشدة سعيا للانتقال إلي المرحلة الثانية من الاتفاق. وتشمل إدارة غزة، عبر حكومة انتقالية، ورسم خطة اقتصادية لإعادة اعمار القطاع. بيد أن هذا المسعي، سيظل معلقا بإنتظار الاجتماع المرتقب بين ترامب ونتانياهو، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. في لبنان، لا يزال الوضع يسوده قلق يومي، جراء استمرار الخروقات الإسرائيلية، برا وجوا. ففي السابع والعشرين من نوفمبر الماضي، وبرعاية أمريكية، جري التوصل إلي اتفاق هدنة بين إسرائيل وحزب الله. إلا أن الاتفاق ظل أبعد ما يكون عن التنفيذ.


أوروبيا، يتذكر العالم، كيف وعد ترامب، بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، في ظرف 48 ساعة. ولحد الآن تواجه خطته لإنهاء الحرب، التي يري مراقبون أنها راعت المصالح الروسية. وقد واجهت معارضة من الأوروبيين، بالنظر إلي أنها لم تحقق تطلعاتهم وتطلعات الأوكرانيين. إلي آسيا، وفي ظل الاشتباكات المتقطعة بين باكستان وأفغانستان، لا تزال الهدنة الهشة علي الحدود. بانتظار ما وعد به ترامب. فقبل شهرين صرح الرئيس الأمريكي، بأنه سيعمل علي إنهاء التوتر بين البلدين سريعا. لكن تطورات الساعات الأخيرة، تشي بمزيد من التصعيد. بعد الاعلان عن مقتل جندي وأربعة مدنيين في أفغانستان. أما النزاع بين تايلاند وكمبوديا، حيث وقع البلدان في أكتوبر الماضي، اتفاق سلام في كوالالمبور، بحضور ترامب. تظهر الأحداث الأخيرة، إنتهاكا للاتفاق، إثر إعلان الجيش التايلاندي مقتل أثنين من جنوده، في مواجهات حدودية مع كمبوديا. وتعهد بالانتقام. كذلك القارة الأفريقية، وبعد تعهد الرئيس الأمريكي، بإنهاء الصراع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا. وقع البلدان بحضوره أيضا، اتفاق سلام مطلع الشهر الجاري، وصفه ترامب، بالتارخي. لكن الاتفاق بات في مهب الريح، بعد إعلان تقدم حركة "أم 23"، المدعومة من رواندا، في شرق الكونغو. فهل الوعود الأمريكية، وصلت إلي خواتيمها؟ وما الذي تحقق من وعود وتعهدات ترامب، حتي اللحظة؟

طباعة شارك الصراعات الإقليمية لندن دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • للحد من هيمنة التجارة الإلكترونية الصينية.. الاتحاد الأوروبي يفرض ضريبة على الطرود الصغيرة
  • الاتفاق على استخدام الأصول الروسية المجمدة لم يحسم بعد والقرار سيتخذ خلال قمة الاتحاد الأوروبي
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • أخنوش: مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب رافعة لتحولات صناعية في أفريقيا
  • أوروبا تقترب من صفر الانبعاثات.. اتفاق تاريخي لخفض التلوث 90% بحلول 2040
  • وزير الاستثمار يطرح رؤية مصر لتنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية
  • وزير الاستثمار يشارك في "منتدى أعمال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية" بالمغرب
  • وزير التجارة الخارجية الفرنسي يؤكد عزم بلاده توسيع الشراكة الاقتصادية مع سلطنة عمان
  • الاتحاد الأوروبي يقر هدفاً إلزامياً لخفض الانبعاثات 90% بحلول 2040
  • إبراهيم النجار يكتب: وعود ترامب.. وماذا بعد؟!