لبنان ٢٤:
2025-06-03@17:36:21 GMT

لماذا وافق نتنياهو على الهدنة مع حزب الله؟

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

ترى صحيفة "فايننشال تايمز" أن العديد من العوامل غذت قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النهائي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية في لبنان، وكانت أهداف حربه ضد حزب الله دائماً أكثر تواضعاَ من "النصر الكامل" الذي سعى إليه ضد حماس في غزة.    
لكن في مواجهة العديد من المنتقدين المحليين للاتفاق، بما في ذلك وزراء الحكومة اليمينية المتطرفة ورؤساء بلديات شمال إسرائيل وشخصيات معارضة، قدر نتنياهو أن أهدافه قد تحققت إلى حد كبير، في حين أن مخاطر المضي قدماً بالحرب تتزايد، بحسب الصحيفة.

  ضغوط متزايدة على إسرائيل   وفي هذا السياق، يقول يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو الذي يعمل الآن في مؤسسة جينسا البحثية في واشنطن: "حزب الله ليس حماس. لا يمكننا تدميره بالكامل. لم يكن الأمر مطروحاً على الورق.. لبنان كبير جداً، وحزب الله قوي جداً".   وقال إن اتفاق وقف إطلاق النار هذا "ليس الحلم الذي كان يحلمه الكثير من الإسرائيليين"، لكن أميدرور سلط الضوء على تناقص مخزونات إسرائيل من الذخيرة و"الضغط" على جنود الاحتياط العسكريين الذين كانوا يقاتلون منذ شهور، وقال: "لا يمكن لإسرائيل تحمل سنة أخرى من الحرب في نطاقها الحالي في الشمال".   مسؤولون إسرائيليون قالوا إن هدفهم هو العودة الآمنة لعشرات الآلاف من سكان الشمال الذين تم إجلاؤهم بعد أن بدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل في أعقاب هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023.   وقال مسؤولون إن هذا سيتطلب دفع مقاتلي "حزب الله" إلى العودة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتغيير "الواقع الأمني" على طول الحدود.
وبعد أشهر من تبادل محدود نسبياً لإطلاق النار عبر الحدود مع حزب الله، تصاعدت إسرائيل في حربها في أيلول، مما أدى إلى تفجير الآلاف من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي في عملية سرية طالت أعضاء حزب الله في لبنان، تزامناً مع موجات من الضربات الجوية في جميع أنحاء البلاد، وبعدها بدأت غزواً برياً عقابياً ضد لبنان لأول مرة منذ ما يقرب من عقدين.
أهداف إسرائيل   وفي غضون بضعة أسابيع، استشهد معظم قادة حزب الله، بمن فيهم أمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله، فيما تدم تدمير جزء كبير من ترسانة التنظيم الضخمة من الصواريخ.   وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تضرب بيروت كما تشاء، بينما توغلت القوات البرية في جميع أنحاء جنوب لبنان. وقال تامير هايمان، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الذي يرأس الآن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن "النجاح العسكري كان استثنائيا". وأوضح أن الحملة البرية الإسرائيلية أسفرت عن "تدمير منهجي" لمواقع حزب الله مثل المخابئ والأسلحة ومواقع إطلاق النار في المنطقة الحدودية، مما جعل عودة السكان الإسرائيليين إلى منازلهم أكثر أماناً، وفق ما تقول الصحيفة. لكن الهجوم جاء بتكلفة مدمرة للبنان، حيث دمر القصف الإسرائيلي مساحات واسعة من الجنوب والشرق، وقتل أكثر من 3700 شخص معظمهم منذ أيلول، ونزح أكثر من 1 مليون شخص من منازلهم.

ويستند اتفاق وقف إطلاق النار إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، لكنه لم ينفذ بالكامل. وهنا، وصف هايمان الاتفاق المبرم حديثاً بأنه نسخة "مشددة" من الاتفاق القديم.   وقف إطلاق النار ومن المقرر أن ينسحب كل من الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله من جنوب لبنان، ليحل محلهم الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.   وتهدف آلية المراقبة الدولية المعززة التي تقودها الولايات المتحدة إلى إثارة الإنذارات بشأن أي انتهاكات قد تحدث.   وأوضح مسؤولون إسرائيليون كبار بالفعل أنهم سيأخذون الأمور بأيديهم ويضربون حزب الله داخل لبنان مرة أخرى إذا انتهكت الحزب الاتفاق. وفي الواقع، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الشامل، زودت الولايات المتحدة إسرائيل بـ"خطاب جانبي" منفصل يقنن درجة معينة من حرية إسرائيل في التصرف عسكرياً، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. لكن بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين، قد تكون الجائزة الاستراتيجية الحقيقية في وقف إطلاق النار هي احتمال إعادة تنظيم حزب الله في لبنان.

وفي السياق، قال هايمان: "كان من المعتاد أن يكون حزب الله أقوى من دولة لبنان، لكنه الآن ضعيف للغاية.. هذه فرصة كبيرة للدولة لإعادة تقويم التوازن بين القوى الداخلية المختلفة وكسر سلطة إيران وحزب الله على الدولة". ووفقاً لشخصين على دراية بمداولات الحكومة الإسرائيلية، لعبت السياسة الداخلية الأميركية دوراً حاسماً في توقيت ومضمون الاتفاقية. وكما هو الحال مع الكثير من الدوافع المحركة لنتنياهو خلال العام الماضي، لعبت السياسة الداخلية أيضاً دوراً محورياً في استعداد الزعيم الذي خدم لفترة طويلة للتوصل إلى اتفاق. وعلى الرغم من معارضتهم، لم يهدد حلفاء نتنياهو السياسيين اليمينيين المتطرفين بالإطاحة بالحكومة بسبب وقف إطلاق النار في لبنان على عكس تعهداتهم خلال العام الماضي بالقيام بذلك إذا توصل إلى اتفاق في غزة. وعلى عكس "حزب الله"، قد يتطلب التوصل إلى اتفاق مع حماس إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحلم القومي اليهودي المتطرف بإعادة توطين غزة.

في الواقع، بالنسبة للاستراتيجيين الإسرائيليين، ربما يكون الجانب الأكثر أهمية في الصفقة هو أن حزب الله، بموافقته على وقف القتال، قد قطع الصلة المباشرة التي أقامها مع حماس في بداية الحرب، عندما بدأ إطلاق النار "تضامناً" مع الحركة في غزة وتعهد بالاستمرار حتى انتهاء القتال في القطاع الفلسطيني. (24)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

«مقترح ويتكوف».. اتفاق لوقف النار «يلوح بالأفق»

حسن الورفلي (القاهرة) 

أخبار ذات صلة «ويبقى الأمل».. فيلم وثائقي عالمي يبرز  إنسانية الإمارات في غزة «الأغذية العالمي»: الوضع الإنساني خرج عن السيطرة في غزة

أعلنت حركة حماس، أمس، أنها سلمت ردها على المقترح الأخير الذي تقدم به المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وذلك بعد جولة من المشاورات، مؤكدة أن موقفها يأتي انطلاقاً من «المسؤولية العالية تجاه الشعب الفلسطيني ومعاناته».
وأكدت الحركة، في بيان رسمي، أن الرد سُلم إلى الوسطاء، بما يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.
وأضافت: «الاتفاق المقترح يشمل إطلاق سراح عشرة من أسرى الاحتلال الأحياء، وتسليم جثامين ثمانية عشر آخرين، مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين».
وحصلت وسائل إعلام على معلومات حول المقترح الأميركي الجديد، وأبرز ما فيه وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، يضمن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها، كما يتضمن المقترح إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء وجثث 18 من قائمة «الـ58 محتجزاً»، المقرر إطلاقهم في اليومين الأول والسابع، وسيتم إطلاق نصف المحتجزين الأحياء وجثث المتوفين «5 أحياء و9 جثث» في اليوم الأول من الاتفاق، أما النصف المتبقي من المحتجزين «5 أحياء و9 جثث» فسيتم إطلاق سراحهم في اليوم السابع. ومقابل إطلاق المحتجزين الإسرائيليين العشرة الأحياء، ووفقاً لبنود المرحلة الأولى من اتفاق 19 يناير 2025، بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين، ستفرج إسرائيل عن 180 أسيراً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، و1111 أسيراً من غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، ومقابل تسليم رفات 18 محتجزاً إسرائيلياً، ستفرج إسرائيل عن 180 غزياً متوفى. ويتضمن المقترح أيضاً، وقف جميع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية الهجومية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ، كما سيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف النار.
وسيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات المقدمة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق، وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر. وفي اليوم الأول لتطبيق الاتفاق ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار الدائم في غزة.
في الأثناء، شهد قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، مقتل 60 فلسطينياً وإصابة 284 آخرين لترتفع الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى أكثر من 54 ألف قتيل.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية وصول 60 قتيلاً، بينهم قتيل تم انتشاله من تحت الأنقاض، و284 مصاباً إلى مستشفيات القطاع، مشيرة إلى أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبات جمة في الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • صدمة في حماس.. ومراقبون: مسودة «ويتكوف» غامضة ومخادعة
  • جنوب لبنان تحت النار.. غارات إسرائيلية تهدد وقف إطلاق النار
  • مصر وقطر :لابديل عن المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة
  • رئيس المخابرات التركية يبحث مع “حماس” تطورات مفاوضات الهدنة بغزة
  • حماس تعلن استعدادها لمفاوضات غير مباشرة لوقف إطلاق النار في غزة
  • ردود فعل غاضبة بعد منع إسرائيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية في رام الله
  • حماس تسعى لإدخال تعديلات على مقترح الهدنة الأمريكي
  • لبنان يعلن استهداف شخص في غارة إسرائيلية على الجنوب
  • «مقترح ويتكوف».. اتفاق لوقف النار «يلوح بالأفق»
  • بري: حزب الله جمع سلاحه وملتزم بوقف إطلاق النار