لبنان ٢٤:
2025-07-29@18:19:12 GMT

لماذا وافق نتنياهو على الهدنة مع حزب الله؟

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

ترى صحيفة "فايننشال تايمز" أن العديد من العوامل غذت قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النهائي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية في لبنان، وكانت أهداف حربه ضد حزب الله دائماً أكثر تواضعاَ من "النصر الكامل" الذي سعى إليه ضد حماس في غزة.    
لكن في مواجهة العديد من المنتقدين المحليين للاتفاق، بما في ذلك وزراء الحكومة اليمينية المتطرفة ورؤساء بلديات شمال إسرائيل وشخصيات معارضة، قدر نتنياهو أن أهدافه قد تحققت إلى حد كبير، في حين أن مخاطر المضي قدماً بالحرب تتزايد، بحسب الصحيفة.

  ضغوط متزايدة على إسرائيل   وفي هذا السياق، يقول يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو الذي يعمل الآن في مؤسسة جينسا البحثية في واشنطن: "حزب الله ليس حماس. لا يمكننا تدميره بالكامل. لم يكن الأمر مطروحاً على الورق.. لبنان كبير جداً، وحزب الله قوي جداً".   وقال إن اتفاق وقف إطلاق النار هذا "ليس الحلم الذي كان يحلمه الكثير من الإسرائيليين"، لكن أميدرور سلط الضوء على تناقص مخزونات إسرائيل من الذخيرة و"الضغط" على جنود الاحتياط العسكريين الذين كانوا يقاتلون منذ شهور، وقال: "لا يمكن لإسرائيل تحمل سنة أخرى من الحرب في نطاقها الحالي في الشمال".   مسؤولون إسرائيليون قالوا إن هدفهم هو العودة الآمنة لعشرات الآلاف من سكان الشمال الذين تم إجلاؤهم بعد أن بدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل في أعقاب هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023.   وقال مسؤولون إن هذا سيتطلب دفع مقاتلي "حزب الله" إلى العودة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتغيير "الواقع الأمني" على طول الحدود.
وبعد أشهر من تبادل محدود نسبياً لإطلاق النار عبر الحدود مع حزب الله، تصاعدت إسرائيل في حربها في أيلول، مما أدى إلى تفجير الآلاف من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي في عملية سرية طالت أعضاء حزب الله في لبنان، تزامناً مع موجات من الضربات الجوية في جميع أنحاء البلاد، وبعدها بدأت غزواً برياً عقابياً ضد لبنان لأول مرة منذ ما يقرب من عقدين.
أهداف إسرائيل   وفي غضون بضعة أسابيع، استشهد معظم قادة حزب الله، بمن فيهم أمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله، فيما تدم تدمير جزء كبير من ترسانة التنظيم الضخمة من الصواريخ.   وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تضرب بيروت كما تشاء، بينما توغلت القوات البرية في جميع أنحاء جنوب لبنان. وقال تامير هايمان، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الذي يرأس الآن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن "النجاح العسكري كان استثنائيا". وأوضح أن الحملة البرية الإسرائيلية أسفرت عن "تدمير منهجي" لمواقع حزب الله مثل المخابئ والأسلحة ومواقع إطلاق النار في المنطقة الحدودية، مما جعل عودة السكان الإسرائيليين إلى منازلهم أكثر أماناً، وفق ما تقول الصحيفة. لكن الهجوم جاء بتكلفة مدمرة للبنان، حيث دمر القصف الإسرائيلي مساحات واسعة من الجنوب والشرق، وقتل أكثر من 3700 شخص معظمهم منذ أيلول، ونزح أكثر من 1 مليون شخص من منازلهم.

ويستند اتفاق وقف إطلاق النار إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، لكنه لم ينفذ بالكامل. وهنا، وصف هايمان الاتفاق المبرم حديثاً بأنه نسخة "مشددة" من الاتفاق القديم.   وقف إطلاق النار ومن المقرر أن ينسحب كل من الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله من جنوب لبنان، ليحل محلهم الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.   وتهدف آلية المراقبة الدولية المعززة التي تقودها الولايات المتحدة إلى إثارة الإنذارات بشأن أي انتهاكات قد تحدث.   وأوضح مسؤولون إسرائيليون كبار بالفعل أنهم سيأخذون الأمور بأيديهم ويضربون حزب الله داخل لبنان مرة أخرى إذا انتهكت الحزب الاتفاق. وفي الواقع، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الشامل، زودت الولايات المتحدة إسرائيل بـ"خطاب جانبي" منفصل يقنن درجة معينة من حرية إسرائيل في التصرف عسكرياً، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. لكن بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين، قد تكون الجائزة الاستراتيجية الحقيقية في وقف إطلاق النار هي احتمال إعادة تنظيم حزب الله في لبنان.

وفي السياق، قال هايمان: "كان من المعتاد أن يكون حزب الله أقوى من دولة لبنان، لكنه الآن ضعيف للغاية.. هذه فرصة كبيرة للدولة لإعادة تقويم التوازن بين القوى الداخلية المختلفة وكسر سلطة إيران وحزب الله على الدولة". ووفقاً لشخصين على دراية بمداولات الحكومة الإسرائيلية، لعبت السياسة الداخلية الأميركية دوراً حاسماً في توقيت ومضمون الاتفاقية. وكما هو الحال مع الكثير من الدوافع المحركة لنتنياهو خلال العام الماضي، لعبت السياسة الداخلية أيضاً دوراً محورياً في استعداد الزعيم الذي خدم لفترة طويلة للتوصل إلى اتفاق. وعلى الرغم من معارضتهم، لم يهدد حلفاء نتنياهو السياسيين اليمينيين المتطرفين بالإطاحة بالحكومة بسبب وقف إطلاق النار في لبنان على عكس تعهداتهم خلال العام الماضي بالقيام بذلك إذا توصل إلى اتفاق في غزة. وعلى عكس "حزب الله"، قد يتطلب التوصل إلى اتفاق مع حماس إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحلم القومي اليهودي المتطرف بإعادة توطين غزة.

في الواقع، بالنسبة للاستراتيجيين الإسرائيليين، ربما يكون الجانب الأكثر أهمية في الصفقة هو أن حزب الله، بموافقته على وقف القتال، قد قطع الصلة المباشرة التي أقامها مع حماس في بداية الحرب، عندما بدأ إطلاق النار "تضامناً" مع الحركة في غزة وتعهد بالاستمرار حتى انتهاء القتال في القطاع الفلسطيني. (24)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء التايلاندي: توصلنا إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار مع كمبوديا

أعلن رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة، بومتام ويشاياشاي، اليوم، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار مع كمبوديا، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات المتصاعدة على الحدود بين البلدين.

وقال ويشاياشاي في تصريح صحفي: "تم التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار مع كمبوديا، لكننا نرغب في أن نرى نية صادقة من جانبهم من أجل تحقيق تهدئة مستدامة".

 وأكد أن بلاده تسعى إلى حل سلمي للنزاع، مشددا على أهمية الالتزام المتبادل ببنود الاتفاق.

وجاء هذا التطور في أعقاب محادثات هاتفية أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كل من ويشاياشاي ورئيس الوزراء الكمبودي هون سين، حيث قال ترامب إن "الزعيمين اتفقا على الاجتماع فورا وبسرعة والعمل على وقف إطلاق النار".

طباعة شارك رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة بومتام ويشاياشاي بومتام ويشاياشاي وقف إطلاق النار كمبوديا تايلاند وكمبوديا

مقالات مشابهة

  • تايلاند تتهم كمبوديا بخرق الهدنة وتواصل القتال الحدودي رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • ماليزيا تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند
  • ترامب: وقف إطلاق النار في غزة مُمكن ولا أتفق مع نتنياهو بعدم وجود مجاعة
  • بعد أيام من الاشتباكات… اتفاق لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
  • ماليزيا تعلن اتفاق تايلند وكمبوديا على وقف فوري لإطلاق النار
  • واشنطن: اقتربنا من اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
  • تصريحات ترامب| اتفاق عاجل بين كمبوديا وتايلاند لإنهاء التصعيد ووقف إطلاق النار
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
  • رئيس الوزراء التايلاندي: توصلنا إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار مع كمبوديا