لماذا وافق نتنياهو على الهدنة مع حزب الله؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
ترى صحيفة "فايننشال تايمز" أن العديد من العوامل غذت قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النهائي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية في لبنان، وكانت أهداف حربه ضد حزب الله دائماً أكثر تواضعاَ من "النصر الكامل" الذي سعى إليه ضد حماس في غزة.
لكن في مواجهة العديد من المنتقدين المحليين للاتفاق، بما في ذلك وزراء الحكومة اليمينية المتطرفة ورؤساء بلديات شمال إسرائيل وشخصيات معارضة، قدر نتنياهو أن أهدافه قد تحققت إلى حد كبير، في حين أن مخاطر المضي قدماً بالحرب تتزايد، بحسب الصحيفة.
وبعد أشهر من تبادل محدود نسبياً لإطلاق النار عبر الحدود مع حزب الله، تصاعدت إسرائيل في حربها في أيلول، مما أدى إلى تفجير الآلاف من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي في عملية سرية طالت أعضاء حزب الله في لبنان، تزامناً مع موجات من الضربات الجوية في جميع أنحاء البلاد، وبعدها بدأت غزواً برياً عقابياً ضد لبنان لأول مرة منذ ما يقرب من عقدين.
أهداف إسرائيل وفي غضون بضعة أسابيع، استشهد معظم قادة حزب الله، بمن فيهم أمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله، فيما تدم تدمير جزء كبير من ترسانة التنظيم الضخمة من الصواريخ. وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تضرب بيروت كما تشاء، بينما توغلت القوات البرية في جميع أنحاء جنوب لبنان. وقال تامير هايمان، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الذي يرأس الآن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن "النجاح العسكري كان استثنائيا". وأوضح أن الحملة البرية الإسرائيلية أسفرت عن "تدمير منهجي" لمواقع حزب الله مثل المخابئ والأسلحة ومواقع إطلاق النار في المنطقة الحدودية، مما جعل عودة السكان الإسرائيليين إلى منازلهم أكثر أماناً، وفق ما تقول الصحيفة. لكن الهجوم جاء بتكلفة مدمرة للبنان، حيث دمر القصف الإسرائيلي مساحات واسعة من الجنوب والشرق، وقتل أكثر من 3700 شخص معظمهم منذ أيلول، ونزح أكثر من 1 مليون شخص من منازلهم.
ويستند اتفاق وقف إطلاق النار إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، لكنه لم ينفذ بالكامل. وهنا، وصف هايمان الاتفاق المبرم حديثاً بأنه نسخة "مشددة" من الاتفاق القديم. وقف إطلاق النار ومن المقرر أن ينسحب كل من الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله من جنوب لبنان، ليحل محلهم الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وتهدف آلية المراقبة الدولية المعززة التي تقودها الولايات المتحدة إلى إثارة الإنذارات بشأن أي انتهاكات قد تحدث. وأوضح مسؤولون إسرائيليون كبار بالفعل أنهم سيأخذون الأمور بأيديهم ويضربون حزب الله داخل لبنان مرة أخرى إذا انتهكت الحزب الاتفاق. وفي الواقع، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الشامل، زودت الولايات المتحدة إسرائيل بـ"خطاب جانبي" منفصل يقنن درجة معينة من حرية إسرائيل في التصرف عسكرياً، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. لكن بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين، قد تكون الجائزة الاستراتيجية الحقيقية في وقف إطلاق النار هي احتمال إعادة تنظيم حزب الله في لبنان.
وفي السياق، قال هايمان: "كان من المعتاد أن يكون حزب الله أقوى من دولة لبنان، لكنه الآن ضعيف للغاية.. هذه فرصة كبيرة للدولة لإعادة تقويم التوازن بين القوى الداخلية المختلفة وكسر سلطة إيران وحزب الله على الدولة". ووفقاً لشخصين على دراية بمداولات الحكومة الإسرائيلية، لعبت السياسة الداخلية الأميركية دوراً حاسماً في توقيت ومضمون الاتفاقية. وكما هو الحال مع الكثير من الدوافع المحركة لنتنياهو خلال العام الماضي، لعبت السياسة الداخلية أيضاً دوراً محورياً في استعداد الزعيم الذي خدم لفترة طويلة للتوصل إلى اتفاق. وعلى الرغم من معارضتهم، لم يهدد حلفاء نتنياهو السياسيين اليمينيين المتطرفين بالإطاحة بالحكومة بسبب وقف إطلاق النار في لبنان على عكس تعهداتهم خلال العام الماضي بالقيام بذلك إذا توصل إلى اتفاق في غزة. وعلى عكس "حزب الله"، قد يتطلب التوصل إلى اتفاق مع حماس إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحلم القومي اليهودي المتطرف بإعادة توطين غزة.
في الواقع، بالنسبة للاستراتيجيين الإسرائيليين، ربما يكون الجانب الأكثر أهمية في الصفقة هو أن حزب الله، بموافقته على وقف القتال، قد قطع الصلة المباشرة التي أقامها مع حماس في بداية الحرب، عندما بدأ إطلاق النار "تضامناً" مع الحركة في غزة وتعهد بالاستمرار حتى انتهاء القتال في القطاع الفلسطيني. (24)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن توسطه في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
(CNN)-- زعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، أنه تمكن من وقف الاشتباكات الدائرة بين تايلاند وكمبوديا، وأعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الحكومتين اتفقتا على وقف القتال بعد أن تحدث مع زعيميهما عبر الهاتف.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "أجريتُ صباح اليوم محادثة مثمرة للغاية مع رئيس وزراء تايلاند، أنوتين تشارنفيراكول، ورئيس وزراء كمبوديا، هون مانيه، بشأن تجدد الحرب الطويلة الأمد بينهما، وهو أمر مؤسفٌ للغاية. وقد اتفقا على وقف إطلاق النار اعتبارًا من مساء اليوم (الجمعة)، والعودة إلى اتفاقية السلام الأصلية التي أبرمتهما معهما، بمساعدة رئيس وزراء ماليزيا العظيم، أنور إبراهيم".
وفي المنشور نفسه، قال الرئيس إن العنف بدأ بـ"عبوة ناسفة على جانب الطريق أسفرت في البداية عن مقتل وإصابة عدد من الجنود التايلانديين"، واصفا إياها بأنها حادث. وتابع: "لكن تايلاند ردت بقوة شديدة"، وأضاف أن "كلا البلدين مستعدان للسلام ومواصلة التجارة مع الولايات المتحدة الأمريكية".
ويأتي تعليق الرئيس الأمريكي بعد أيام من تصاعد الاشتباكات المسلحة على طول الحدود التايلاندية الكمبودية، حيثُ شكلت التوترات تحديا للدعوات الأمريكية المتكررة لكلا الجانبين للالتزام باتفاقية السلام التي رعاها ترامب والتي تم التفاوض عليها في وقت سابق من هذا العام.
وأفادت شبكة CNN في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنه تم إجلاء نحو 400 ألف شخص من سكان المناطق الحدودية بين الدولتين الواقعتين في جنوب شرق آسيا، وذلك في أحدث تصعيد للتوتر.
وفي بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرت الحكومة التايلاندية أن أنوتين أبلغ ترامب خلال مكالمة هاتفية بينهما أن "تايلاند التزمت بجميع الشروط بينما انتهكتها كمبوديا"، و"أصر على ضرورة أن تتوقف كمبوديا أولا وتسحب قواتها".