حكم طلب المسلم المددَ من الأولياء والصالحين وإحياء ذكراهم
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن طلب المسلم المددَ من الأولياء والصالحين أحياءً ومنتقلين محمولٌ على السببية لا على التأثير والخلق؛ لذلك لا يوجد مانع منه في الشريعة الإسلامية.
وأوضحت الإفتاء أنه يجوز الذكر باسمٍ من أسماء الله الحسنى سرًّا أو جهرًا، فرادى أو جماعات، حيث أنه مشروع بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية .
وعن إقامة الموالد إحياءً لذكرى الأولياء والصالحين وحبهم والفرح بهم، قالت الإفتاء إنه أمرٌ مُرَغَّبٌ فيه شرعًا؛ لما فيه من الباعث على التأسي بهم والسير على طريقهم، ولا بأس من تحديد أيام معينة يُحتَفَل فيها بذكراهم؛ سواء أكانت أيام ميلادهم أم غيرها.
حكم الصلاة في المساجد التي يوجد بها أضرحة الأولياء والصالحين
أما عن حكم الصلاة في المساجد التي يوجد بها أضرحة الأولياء والصالحين، قالت الإفتاء إنها صحيحةٌ ومشروعةٌ، بل إنها تصل إلى درجة الاستحباب، وذلك بالكتاب، والسُّنَّة، وفعل الصحابة، وإجماع الأمة الفعلي.
-فمن القرآن الكريم: قوله تعالى: ﴿فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾ [الكهف: 21].
قال الإمام الرازي في "تفسيره": [﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾: نعبد الله فيه، ونستبقي آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد] اهـ.
وقال الشهاب الخفاجي في "حاشيته على تفسير البيضاوي": [في هذه دليل على اتخاذ المساجد على قبور الصالحين] اهـ.
ومن السُّنَّة: حديث أبي بصير رضي الله عنه الذي رواه عبد الرزاق عن مَعمَر رضي الله عنه، وابن إسحاق في "السيرة"، وموسى بن عُقبة في "مغازيه" -وهي أصح المغازي كما يقول الإمام مالك- ثلاثتهم عن الزُّهرِي عن عُروة بن الزُّبَير رضي الله عنه عن المِسوَر بن مَخرَمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهم: أن أبا جَندَلِ بن سُهَيل بن عمرو رضي الله عنه دفن أبا بَصِير رضي الله عنه لَمَّا مات وبنى على قبره مسجدًا بسِيف البحر، وذلك بمحضر ثلاثمائة من الصحابة. وهذا إسناد صحيح؛ كله أئمة ثقات، ومثل هذا الفعل لا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك فلم يَرِد أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر بإخراج القبر من المسجد أو نبشه.
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «في مسجد الخَيفِ قَبرُ سبعين نبيًّا» أخرجه البزار والطبراني في "المعجم الكبير"، وقال الحافظ ابن حجر في "مختصر زوائد البزار": [هو إسناد صحيح] اهـ.
وقد ثبت في الآثار أن سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر رضي الله عنها قد دُفِنا في الحِجر من البيت الحرام، وهذا هو الذي ذكره ثقات المؤرخين واعتمده علماء السِّيَر؛ كابن إسحاق في "السيرة"، وابن جرير الطبري في "تاريخه"، والسهيلي في "الروض الأنف"، وابن الجوزي في "المنتظم"، وابن الأثير في "الكامل"، والذهبي في "تاريخ الإسلام"، وابن كثير في "البداية والنهاية"، وغيرهم من مؤرخي الإسلام.
وأقرَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك ولم يأمر بنبش هذه القبور وإخراجها من مسجد الخيف أو من المسجد الحرام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشريعة الإسلامية المدد الأولياء والصالحين صلى الله علیه وآله وسلم ر رضی الله عنه
إقرأ أيضاً:
هل الدعاء بعد المغرب يوم الجمعة مستجاب؟ انتبه لـ5 حقائق
لعل ما يطرح السؤال عن هل الدعاء بعد المغرب يوم الجمعة مستجاب أم فاتك ؟، هو ما عرف من عظم يوم الجمعة وما فيه من ساعة يُستجاب فيها الدعاء أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بتحريها واغتنامها ، وحيث أذن المغرب منذ قليل فهذا ما يطرح سؤال هل الدعاء بعد المغرب يوم الجمعة مستجاب أم فاتك؟، خاصة وأن ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة تكون حتى المغرب، ولأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قد أوصانا بتحري أوقات الإجابة واغتنامها بدعاء، في كثير من نصوص السُنة النبوية الشريفة، ولأنه كذلك قد ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بأن دعاء بعد الصلاة المكتوبة مستجاب، فهذا ما يجعل هل الدعاء بعد المغرب يوم الجمعة مستجاب ؟ سؤالًا مطروحًا من قبل أولئك الحريصين على اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الذين لهم حوائج ويسعون لقضائها.
ورد أنه اجتهد الكثيرون في استنباط وقت هذه الساعة، على أقوال كثيرة، ولعل أصح هذه الاجتهادات قولان، الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، ودليله :عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة؟،قال: قلت: نعم؛ سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة» أخرجه مسلم فى صحيحه.
والقول الثاني فيها: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وخلق. ودليله: عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر»، وروى سعيد بن منصور في سننه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا، فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة، فتفرقوا ولم يختلفوا أنها اخر ساعة من يوم الجمعة، وبناء عليه فإنه لا مانع أن يجمع المسلم بين الوقتين فيستمع للخطبة الثانية ويؤمن على دعاء الإمام فيها راجيا أن تكون هذه الساعة وأن يجتهد في الدعاء من بعد صلاة العصر حتى الغروب فيجمع بين الخيرين معا، مع مراعاة آداب الدعاء وضوابطه، ورغم أنه يتبين مما سبق أن ساعة الإجابة يوم الجمعة قبل المغرب، إلا أن هذا لا يعني أن الدعاء بعد مغرب الجمعة لا يستجاب، حيث إن الدعاء بعد صلاة المغرب مستجاب لأنها من الصلوات المكتوبة وكذلك العشاء وبقية الصلوات اليومية.
وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة، ما قبل المغرب على أرجح الأقوال، وذلك من خلال برنامج دقيقة فقهية، منوهًا بأنه توجد ساعة لإجابة الدعاء يوم الجمعة، بنص الحديث الصحيح الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ" .
وتابع: أما وقت هذه الساعة فقد اختلف فيه العلماء؛ فقيل هي وقت خطبة الجمعة مع صلاة الجمعة ، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ" . يعني يدعو وراء الإمام في الخطبة . وكذا في صلاته ، وقد قيل هي بعد العصر لحديث : "إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ" .
وأضاف : كما جاء تحديدٌ أكثر لهذه الساعة فيما روى سعيد بن منصور في سننه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا ، فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة ، فتفرقوا ولم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة ، مشيرًا إلى أنها قبل غروب الشمس بساعة، وهذا هو المختار في الفتوى، خاصة لمن فاتته الأوقات الأخرى التي ذكرناها .
هل الدعاء بعد صلاة المغرب مستجابلا شك أن الدعاء هو لب العبادة ، بل إنه قد يكون عبادة، أمر الله تعالى بها في قوله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، كما قد أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في كل وقت وعلى كل حال، كما أخبرنا بأن هناك أوقات استجابة ، وحث على تحريها، ومن هذه الأوقات بعد الصلوات المكتوبة ، وتأتي صلاة المغرب من بينها، لذا إذا كانت إجابة سؤال هل الدعاء بعد صلاة المغرب مستجاب ؟ بالإيجاب أي أن دعاء بعد صلاة المغرب مستجاب، لأنه من دعاء بعد الصلاة المكتوبة وهي صلاة المغرب، فينبغي التعرف على صيغة دعاء بعد صلاة المغرب الواردة بالسُنة النبوية الشريفة.
دعاء بعد المغرب مستجابورد دعاء بعد المغرب مستجاب من الأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،، وهو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي ، وَالْإِخْلَاصَ فِي عَمَلِي ، وَالسَّلَامَةَ فِي نَفْسِي، وَالسَّعَةَ فِي رِزْقِي، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي».
ما يقال بعد صلاة المغربروى الترمذي ، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال: دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم-: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم؛ إلا الشرك بالله عز وجل .
وكذلك من ما يقال بعد صلاة المغرب ما روى أبو داود وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد الفجر والمغرب: «اللهم أجرني من النار» سبع مرات، وكذلك يقال : «لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له، لهُ المُلكُ، ولهُ الحمدُ، يُحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير» (10 مرات)، وأيضًا يقال بعد صلاة المغرب: «اللهمَّ إني أسألكَ علمًا نافِعًا، وعملًا متقبلًا ورزقًا طيبًا(بَعْد السّلامِ من صَلاةِ الفَجْر)، فضًا عن أنه يقال : «اللهم بكَ أحاول، وبكَ أصاول، وبك أقاتل (بعد صلاة الفجر)».