بوتين: ننتج صواريخ أكثر بعشر أضعاف من دول «الناتو».. لافروف: صبرنا سينفذ
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تستضيف العاصمة الكازاخستانية اليوم قمة قادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، حيث سيتم خلالها بحث قضايا تشكيل نظام أمن جديد في أوراسيا والتوقيع على عدد من الوثائق الهامة.
ويترأس الاجتماع قاسم جومارت توكايف، رئيس كازاخسان التي تتولى رئاسة المنظمة هذا العام، ويشارك في القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقوم حاليا بزيارة دولة إلى كازاخستان، بالإضافة إلى كل من رؤساء بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو وقرغيزستان صدر جباروف وطاجيكستان إمام علي رحمون.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمام قمة قادة معاهدة الأمن الجماعي المنعقدة في العاصمة الكازاخستانية آستانا، “إن الأسلحة الروسية الفرط صوتية ليس لها مثيل في العالم، وإنتاجها في ازدياد”.
وأضاف بوتين: “روسيا تنتج صواريخ أكثر بعشر أضعاف من جميع دول “الناتو” مجتمعة، وسنزيد الإنتاج بمقدار الربع،ولا يوجد نظير لصاروخ “أوريشنيك” الروسي في العالم، ولن يظهر له مثيل قريبا”، مضيفا: “اضطررنا لاستخدام “أوريشنيك” ردا على تصرفات العدو”.
وقال: “أوريشنيك” هو مجمع أرضي متنقل، وسلاح فائق الدقة، قادر على ضرب أهداف في جميع أنحاء أوروبا، والأهداف التي نصيبها بكفاءة عالية يمكن أن تكون محمية بشكل كبير، سواء كانت أهدافا منفردة أو تمثل منطقة بأكملها، كما أن الصواريخ الباليستية من طراز “أوريشنيك” تبلغ سرعتها 10 ماخ (10 أضعاف سرعة الصوت)، أي أنها تتحرك بسرعة 2.5-3 كلم في الثانية الواحدة”.
وتابع بوتين: “أوعزنا بتطوير “أوريشنيك” في يوليو 2023، وهو ليس تحديثا لأنظمة سابقة، لكنها نسخة حديثة بالكامل، ووسيا اتخذت قرارا بشأن الإنتاج التسلسلي لـ “أوريشنيك”، وتمتلك مخزونا ضخما من الأنظمة المماثلة الجاهزة للاستخدام، كما تعمل روسيا على تطوير عدد من الأنظمة المماثلة في وقت واحد، لذلك “يظهر خط كامل من المجمعات متوسطة وقصيرة المدى”.
وأضاف : “الصاروخ الروسي KH-101 يتفوق على الأنظمة الأوروبية من حيث المدى، فبينما يمتلك صاروخ “ستورم شادو” البريطاني المطلق من الجو، وصاروخ “سكالب” الفرنسي، و”تاوروس” الألماني رؤوسا حربية يبلغ وزنها نحو 450-480 من مادة TNT، ويتراوح مداها ما بين 500-650 كيلومترا، فإن لدى KH-101 رأس حربي مماثل في القوة، لكنه يتجاوز من حيث المدى الصواريخ الأوروبية بشكل كبير”.
كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، في اجتماع منظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان، أن “القوات (الروسية) المسلحة، نفذت ضربة معقدة ليلاً، باستخدام 90 صاروخاً، و100 طائرة من دون طيار، وأصابت 17 هدفاً، تابعا لمنشآت عسكرية، ومؤسسات الصناعة العسكرية الأوكرانية”.
هذا “ومن المنتظر أن يوقع الرؤساء 14 وثيقة، بما فيها إعلان نهائي وبيان مشترك بشأن الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى، وفي وقت سابق، قال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إيمام علي تاسماغامبيتوف، إن “القمة تعتزم اعتماد وثيقة مهمة للغاية فيما يتعلق بالحدود الطاجيكية الأفغانية”.
لافروف: صبرنا سينفد إذا ما جرى اختباره باستمرار
علق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على استهداف قوات كييف المتكرر للأراضي الروسية باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى، مؤكدا أن “صبر روسيا حتما سينفد إذا ما جرى اختباره باستمرار”.
وقال لافروف في تصريح للصحافي بافيل زاروبين بثته القناة الروسية الأولى تعليقا على الهجمات الأوكرانية في العمق الروسي باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى بما فيها “أتاكمس” الأمريكية: “لدينا (في روسيا) أمثال شعبية كثيرة (على سبيل المثال).. قِسْ سبع مرات، واقطع مرة واحدة.. صَبَرَ الرَّبُّ وَأَمَرَنَا بِالصَّبْرِ”.
وأضاف: “لا غنى عن الصبر ولكن إذا تم اختباره إلى ما لا نهاية فإنه حتما سينفد”.
وتابع لافروف: ” هناك مثل آخر يجب أن يكون في أذهان المسؤولين الغربيين في هذه الحالة يقول: (الرجل الروسي يستغرق وقتا طويلا في سرج حصانه لكنه بعد ذلك ينطلق سريعا).
شويغو: المظلة النووية الروسية تغطي منطقة معاهدة الأمن الجماعي
قال سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إن المظلة النووية الروسية، وفقا للعقيدة النووية المحدثة، تمتد كما في السابق لتشمل في المقام الأول بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وتابع: “أود الإشارة إلى أن العقيدة القديمة نصت أيضا على هذه المظلة التي تشمل كذلك حلفاءنا. وكان هذا أمرا جليا ومنصوصا عليه بوضوح. أما العقيدة الجديدة، فمن الطبيعي أن تتعامل مع الحلفاء على نفس النهج، إلا أن هناك إضافة منفصلة، وهامة للغاية، في رأيي، تتعلق ببيلاروس”.
وأكد شويغو “على أن معايير استخدام الأسلحة النووية يتم تحديدها الآن وفقا للعقيدة المحدثة، بما في ذلك عند شن عدوان على بيلاروس بالأسلحة التقليدية يسفر عن تهديد لوجود الدولة”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أوريشنيك العقيدة النووية الروسية بوتين روسيا وكازاخستان منظمة معاهدة الأمن الجماعي معاهدة الأمن الجماعی
إقرأ أيضاً:
الصواريخ الصامتة سلاح بعيد المدى غيّر موازين القتال الجوي
صواريخ "بي في آر" خلف مدى الرؤية، وتُعرف بـ "الصواريخ الصامتة"، هي صواريخ جو-جو بعيدة المدى. يتراوح مداها بين 200 و500 كيلومتر، وتُطلق من الطائرات المقاتلة لتدمير أهداف جوية من مسافات بعيدة وآمنة. بدأ تطويرها عقب الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945) وأصبحت جزءا أساسيا من المعارك الجوية في العصر الحديث.
التطوير والتصنيعشهد العالم أثناء الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945) معارك جوية ضارية، أسهمت في رسم ملامح مرحلة جديدة في التاريخ العسكري. ففي فترة الغزو النازي للاتحاد السوفياتي في يونيو/حزيران 1941 خسر الأخير أكثر من ألفي طائرة أثناء مواجهته السلاح الجوي الألماني "اللوفتفافه".
ومن ثم نشأ وتطور نمط المعارك الجوية التقليدي، والمبني على اشتباك طائرتين أو أكثر ضمن النطاق البصري المعروف باسم "دوغ فايت". إذ يناور الطيارون في حدة وسرعة في محاولة لإسقاط طائرات الخصم باستخدام المدافع الرشاشة أو الصواريخ قصيرة المدى.
ويسمى القتال في مثل هذه المواجهات في الأوساط العسكرية بـ"بي في آر"، والذي يدور على مسافة تتجاوز قدرة العين البشرية أو المنظار البصري على رؤية الطائرة المعادية، وتبعد عادة أكثر من 30 كيلومترا، مما يتعذر معه على قائديْ الطائرتين أن يريا بعضهما بعضا.
ويرجع مفهوم القتال خارج مدى الرؤية أيضا إلى أيام الحرب الباردة، لكنه تعرض إلى تشكيك كبير آنذاك بسبب التكلفة الباهظة لتقنيات القتال بعيد المدى.
سعت كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول أوروبية أخرى إلى تطوير مستمر لصواريخ خارج مدى الرؤية، ومنها "بي في آر" و"ميتيور" و"آي إي إم 120 دي" الأميركية و"بي إل 15″.
صاروخ "بي إل 15 إي"صاروخ بعيد المدى صممته "أكاديمية الصواريخ الجوية الصينية" للاشتباك من مسافات طويلة مع أهداف جوية بعيدة المدى مثل المقاتلات وطائرات الإنذار المبكر والتحكم وطائرات التزود بالوقود جوا.
يبلغ مداه في نسخته المحلية نحو 300 كيلومتر، بينما يبلغ مدى النسخة المصدرة نحو 145 كيلومترا. ويتميز بجهاز البحث من نوع "مصفوفة المسح الإلكتروني النشط"، التي تحتوي على جهاز إرسال واستقبال خاص بها، فتستطيع رصد الخصم وإطلاق الصاروخ باتجاهه.
إعلانإضافة إلى محرك ثنائي يحتوي على جزأين من الوقود الصلب ويعمل على مرحلتين منفصلتين، يمكن إطلاقه من طائرات مثل "شنيانغ ـ جي 16".
وقد استخدمته باكستان في عملياتها العسكرية أثناء المواجهات الحدودية مع الهند في مايو/أيار 2025.
يُعرف أيضا بـ"آر 172″، صممه مكتب "نوفاتور لتصميم وتطوير الصواريخ" الروسي لاعتراض الأهداف الجوية من مقاتلات جو وطائرات الإنذار المبكر وطائرات التزود بالوقود.
يحتوي على محرك صاروخي مزدوج يعمل بالوقود الصلب وينطلق على مرحلتين، كما يمتلك توجيها راداريا نشطا في المرحلة النهائية من الاشتباك.
تصل سرعته القصوى إلى 400 كيلومتر، أي أكثر من 5 أضعاف سرعة الصوت، ويُطلق من طائرات مقاتلة مثل "ميغ ـ31" أو "سوخوي ـ سو 35".
صاروخ "آر 77"ويُعرف أيضا بـ"إيه إيه 12 إيه أدر"، وهو صاروخ جو-جو روسي متوسط المدى خلف مدى الرؤية، يستخدم رادارا نشطا للتوجيه الدقيق صوب الهدف الجوي.
يصل مداه إلى 100 كيلومتر، وتبلغ سرعته 4 ماخ، أي نحو 4.94 آلاف كيلومتر في الساعة.
ويتميز برأس حربية شديدة الانفجار يبلغ وزنها 25 كيلوغراما، ولديه محرك يعمل بالوقود الصلب بوزن 57 كيلوغراما، إلى جانب نظام توجيه راداري نشط. ويتمتع جهاز التحكم فيه بـ8 أو 9 بطاريات كيميائية.
ويمكن إطلاق الصاروخ من طائرات مثل "ميغ ـ29″ و"ميغ ـ30″ و"سوخوي ـ سو 30".
صاروخ جو-جو بعيد المدى طورته الشركة الأوروبية "أم بي دي آي" المتعددة الجنسيات في العقد الأول من القرن الـ21، واختير ليكون مشروعا مشتركا بين دول أوروبية عدة هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والسويد بقيادة المملكة المتحدة.
خضع الصاروخ إلى مراحل تطوير وتجريب في الفترة بين 2005 و2015، ودخل الخدمة عام 2016.
يستخدم الصاروخ محرك "رامجت" القادر على تغيير قوة الدفع أثناء الطيران، وتمنحه هذه الخاصية قدرة الحفاظ على السرعة والطاقة طوال الرحلة، مما يعزز كثيرا ما يُعرف بمنطقة "عدم الهروب "، وهي المسافة التي لا يستطيع الهدف المناورة بداخلها أو الهرب من الإصابة بالصاروخ.
تتجاوز سرعته 4 ماخ (أي نحو 4 أضعاف سرعة الصوت) ويقارب مداه الأقصى 200 كيلومتر، مع اختلاف هذه التقديرات بحسب السيناريوهات التشغيلية.
ويمتلك الصاروخ رادارا نشطا ووصلة بيانات ثنائية الاتجاه تسمح بتحديث المعلومات في منتصف الرحلة بهدف ضمان ضرب الأهداف بدقة. ويمكن إطلاقه من طائرات "يوروفايتر تايفون" أو من المقاتلة الفرنسية متعددة المهام "سوبر هورنت".
صاروخ "إيه آي إم 120 أمرام"صاروخ جو-جو أميركي متوسط إلى بعيد المدى طورته شركة "رايثيون" لأنظمة الدفاع في ولاية فيرجينيا. دخل الخدمة في أوائل تسعينيات القرن الـ20، وهو أحد أقدم الصواريخ في المنظومة الأميركية.
يستخدم نظام التوجيه الذاتي في المرحلة الأولى ثم نظاما راداريا باحثا في المرحلة النهائية، مما يجعله قادرا على تتبع الهدف وإصابته دون دعم من الطائرة.
كما يُمكنه إحداث تغييرات أثناء مرحلة طيرانه من الطائرة أو من منصات أخرى، ويصل مداه إلى 160 كيلومترا وتتجاوز سرعته 4 ماخ. ويُطلق من طائرات مقاتلة مثل "إف 15 إيغل" و"إف فايتينغ فالكون".
إعلانورغم كفاءته العالية فهو يوضع في مرتبة أقل من الصواريخ الصينية المناظرة مثل "بي إل 15″، ولذلك سعت الولايات المتحدة إلى تطوير طرازين من الصواريخ المحمولة جوا.
الطراز الأول يتبع سلاح الجو الأميركي ويُسمى "أيم ـ 260" والثاني للبحرية الأميركية وهو "إيه آي إم ـ 174″، والذي يمثل نسخة معدلة للإطلاق الجوي من صاروخ البحرية التقليدي "إس إم ـ 6".
وقد كشفت الولايات المتحدة عن النسخة الأولى من الصاروخ في مايو/أيار 2025، وكان ذلك في فعالية يوم الصداقة التي نُظمت في قاعدة مشاة البحرية بإيواكوني في اليابان.
آلية العملتعمل صواريخ "بي في آر" على الاشتباك مع الأهداف الجوية التي تتجاوز نطاق الرؤية البصرية للطيار، إذ ترصد الطائرة المعادية برادار الطائرة المُطلقة للصواريخ.
ويكون ذلك عبر بيانات تصدرها أنظمة الإنذار المبكر، وبعدها تحدد هدفها ثم تُطلق باتجاهه بسرعة تفوق سرعة الصوت باستخدام نظام توجيه أولي يعتمد على بيانات الطائرة، إما عبر التوجيه بالقصور الذاتي أو التوجيه بالرادار النشط.
وعند اقتراب الصاروخ من الهدف، يتحول التوجيه النهائي إلى استخدام راداره الداخلي في حال كان رادارا نشطا، ليتمكن من تتبع الهدف بدقة عالية حتى لحظة التفجير.
ينفجر الصاروخ إما من التصادم المباشر أو من تفجير شحنة شظايا قرب الهدف، مما يؤدي إلى تدميره أو تعطيله.
وتتميز هذه الصواريخ بقدرات عالية على مقاومة التشويش والمناورة، مما يصعب على الطائرات المعادية الإفلات منها، وهو ما يمنح الطائرات المزودة بها تفوقا إستراتيجيا في ساحة المعركة الجوية.
إدماج الذكاء الاصطناعييستخدم الذكاء الاصطناعي في الصواريخ "خلف مدى الرؤية" بهدف تعزيز أدائها ودقتها في بيئات القتال المتطورة وتحليل سلوك الأهداف الجوية والتنبؤ بمسارها، مما يمنحها قدرة أكبر على تتبع الهدف وتعديل مساره ذاتيا لتجاوز المناورات.
كما تُساعد تقنيات التعلم الآلي في التمييز بين الهدف الحقيقي والوسائل التضليلية، مثل الأجهزة الحرارية المضللة والتشويش الإلكتروني، مما يزيد من احتمال الإصابة المباشرة.
وفي بعض النماذج المتقدمة، أصبحت الصواريخ قادرة على اتخاذ قرارات تكتيكية في الجو وفي منتصف الرحلات، مثل اختيار هدف بديل أو تعديل المهمة استجابة للظروف المتغيرة.