غزة- مدلين خلة - صفا شهادة تكريم جديدة اغتنمها الدكتور غانم العطار لم تكن من على منصات التكريم في رحاب جامعات غزة، بل من طوابير البحث عن الحياة تحت وطأة حرب الابادة الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 22 شهرًا. حربٌ تحولت فيها حياته من اعتلاء منصات التكريم مبتسمًا إلى الركض بأقصى قوته، كي يفوز بجالون ماء يُطفئ فيه ظمأ صغار عائلته.

"رجل الصمود"، هكذا أطلق عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدما انتشرت صورته راكضًا وبيديه قربتي ماء، يحاول جاهدًا أخذ دورٍ في محاولة لتأديه واجبه كأب مطحون بنيران الحرب كأبناء شعبه. معركة الحياة يقول العطار (70 عامًا) لوكالة "صفا": "عندما سمعتُ صوت شاحنة المياه، خرجتُ مسرعًا لأملأ جالونات المياه، بعد شح المياه وأزمة العطش التي ضربت منطقة المواصي، واعتمادنا الكبير على تلك الشاحنات". ويضيف "لم تترك الحرب لنا رفاهية الاختيار، إن لم نركض لتعبئة الماء ونقف طوابير طويلة فهذا يعني أن حياتنا مهددة، أنا أعيل أسرة من 23 فردًا". لم يغفل العطار في خضم معركة الحياة عن حسن التربية وتعليم الاخلاق العالية، "فأحيانًا وفق ما يقول، أتولى تنظيم عملية توزيع المياه، وأحرص على وضع كبار السن والنساء في طوابير خاصة احترامًا لهم، وتعليمًا للصغار على احترام الكبار". ويتابع "تفاجأتُ بانتشار صورتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك شدني التعاطف الشعبي ورسائل التضامن من فلسطين وخارجها". معتبرًا ذلك فخرًا واعتزازًا له. لم يهتز كبرياء الدكتور العطار، بل سار رافعًا رأسه يردد بصوتٍ كله إباء، "كبير القوم خادمهم"، وكأن ما حدث وسام شرف يزين به سنوات عمله لينتزع أهمها من فم الحرب وتحت لهيب الموت يخبر الجميع "رغم المعاناة والظلم الذي نعيشه من هذا العدوان الكبير، إلا أننا صامدون في مسقط رأسنا ووطننا، فحتى لو فُنيت غزة وبقيّ طفل وطفلة، فسوف يكبران ويعيدان بناءها من جديد". مرارة النزوح وما حدث مع العطار لم يكن حقيقة المأساة، فهو الذي هُدم بيته، لينجو بأعجوبة تاركًا عدد من العالقين تحت ركامه. والدكتور العطار لديه 16 ابنًا، "3 ذكور و13 أنثى"، 86 حفيدًا، استشهدت ابنته سميرة، وستة من أحفاده، يعيش معه في مخيم النزوح 23 حفيدًا، فيما يوزع البقية على مخيمات أخرى. وخلال الحرب، فَقَد المستشار القانوني مكتب الاستشارات القانونية الذي كان يُدرّب فيه المحامين، وكل مقتنياته وأوراقه. وتجرّع مرارة النزوح من بيت لاهيا شمالي القطاع إلى مخيم الشاطئ غربي غزة، ومن ثم إلى دير البلح وسط القطاع، حتى انتهى به المطاف في مواصي خان يونس جنوبي القطاع. يقول العطار: "كانت الصواريخ تنهال بشكل جنوني على منازل عائلتي غرب بيت لاهيا، والبيوت تتهاوى فوق رؤوسنا. خرجنا بلا شيء، وبدأنا حياتنا بالنزوح من الصفر". 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: مستشار قانوني حرب الإبادة غزة

إقرأ أيضاً:

وداعا علي المصيلحي.. مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات امتدت لعقود

ودعت مصر الدكتور  علي المصيلحي   وزير التموين والتجارة الداخلية السابق والذى عمل كأحد أبرز رموز العمل الحكومي والتنفيذي، بعد مسيرة مهنية امتدت لعقود من العطاء في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا والخدمات الاجتماعية، حيث وافته المنية إثر إصابته بمرض السرطان.

تخرج المصيلحي عام 1971 من الكلية الفنية العسكرية متخصصًا في الهندسة الإلكترونية، ثم حصل على درجة الدكتوراه من باريس عام 1980.

وعمل عقب ذلك بالكلية الفنية العسكرية، قبل أن يتم تعيينه عام 1999 كبيرًا لمستشاري وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واضعًا الخطة القومية لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر.

كما أشرف على تطوير مراكز معلومات التجارة وميناء دمياط والعين السخنة.

استقرار العقود الآجلة للأسهم الأمريكية وسط ترقب بيانات تضخم هامةغدًا.. تشييع جثمان الدكتور علي المصيلحي وزير التموين السابق

وفي عام 2002، تولى رئاسة مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد المصري، محققًا نقلة نوعية في خدمات البريد، قبل أن يتولى منصب وزير التضامن الاجتماعي عام 2005 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

رحل الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية السابق، تاركًا إرثًا من العمل الدؤوب والإصلاحات الجذرية التي شهدتها منظومة التموين في مصر على مدار سنوات قيادته للوزارة. 

فقد عُرف المصيلحي برؤيته الاستراتيجية التي جمعت بين تطوير البنية التحتية للخدمات التموينية وتعزيز الأمن الغذائي، بما أسهم في تحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين.

بدأت رحلة المصيلحي مع وزارة التموين في فبراير 2006 حين اختاره الرئيس الأسبق حسني مبارك لتولي حقيبة التضامن الاجتماعي والتموين، ليقود ملفات الدعم والسلع التموينية في فترة كانت تشهد تحديات اقتصادية وضغوطًا على منظومة الإمدادات. وخلال هذه الفترة، عمل على إعادة تنظيم البطاقات التموينية وتطوير آليات صرف الخبز المدعم، مع التركيز على ضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجًا.

استمر المصيلحي في منصبه حتى عام 2011، حيث واجه أزمات تقلبات الأسعار العالمية وارتفاع أسعار الحبوب، ونجح في الحفاظ على المخزون الاستراتيجي للقمح وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين. 

وتوفي وزير التموين والتجارة الداخلية السابق الدكتور علي المصيلحي، صباح اليوم الثلاثاء، بعد صراع مع مرض السرطان.

وينشر "صدى البلد" السيرة الذاتية للدكتور مصيلحي:

تخرج الدكتور علي المصيلحي من الكلية الفنية العسكرية عام 1971 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في مجال الهندسة الإلكترونية، وفي عام 1977 حصل على الماجستير من جامعة Paris VI.

وفي عام 1980 حصل على الدكتوراه في استخدام الحاسبات في تصميم الدوائر المصغرة من “Ecole Poly Technique” – باريس.

وظل يعمل بالكلية الفنية العسكرية كرئيس قسم الحاسب وفي خلال فترة عمله قام بتدريس المواد الآتية (التصميم باستخدام الكمبيوتر – تحليل وتصميم النظم – هندسة البرمجيات – قواعد البيانات) ثم ترك العمل بالكلية في يناير 1991.

وقد شغل منصب المدير العام والتنفيذي لشركة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات لمدة 19 عامًا وأشرف على الكثير من المشروعات الخاصة بنظم المعلومات بالشركات الصناعية والسياحية والبترول وكذلك العديد من القطاعات الصناعية.

كما أشرف على تطوير وتنفيذ الخطط الرئيسية للعديد من الشركات الكبرى والضخمة.

وفي عام 1999 تم تعيينه كبير مستشاري وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث قام بوضع الخطة القومية لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر وأشرف سيادته علي تطوير مركز معلومات التجارة ومينائي دمياط والعين السخنة، هذا بالإضافة إلى تصميم وتطوير نظام معلومات الضرائب العامة وخدمات الحكومة الإلكترونية ومشروع ”كمبيوتر لكل بيت“.

وفي عام 2002 تم تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة القومية للبريد المصري حتى ديسمبر 2005 وفي خلال فترة عمله قام بوضع الخطة القومية لإصلاح هيئة البريد المصري والإشراف علي العديد من الأنشطة مثل وضع الاستراتيجية ودراسة التعديلات التشريعية المطلوبة ووضع التصور الجديد للهيئة القومية للبريد وتحليل السوق والإشراف علي مشروعات البنية التحتية للاتصالات والميكنة والصرف الإلكتروني ومشروع إعادة الهيكلة وتطوير الخدمات القائمة وإقامة شراكات مشتركة متعددة.

وفي 31 ديسمبر 2005، شغل الدكتور علي المصيلحي منصب وزير التضامن الاجتماعي وأصبح مسئولا عن وضع الخطة القومية لتطوير شبكات الأمان وترشيد الدعم وخطة تطوير بنك ناصر الاجتماعي لزيادة الفعالية في تحقيق التنمية الاجتماعية.

كان عضوا بالحزب الوطني الديمقراطي ومجلس الشعب وعلى المستوى الشخصي فالدكتور علي المصيلحي عضو بأندية الروتاري وأب لابنين وله من الأحفاد ثلاثة

وشغل منصب وزير التموين خلال الفترة من 2017 حتى عام 2024.

وهذه التجربة المبكرة أكسبته خبرة ميدانية وإدارية عميقة في إدارة ملف الأمن الغذائي، ومكنته لاحقًا من قيادة مشروعات إصلاح كبرى عند عودته للوزارة.

عاد المصيلحي لتولي حقيبة التموين في فبراير 2017، ليبدأ مرحلة ثانية من العمل المكثف شهدت تحديثًا شاملًا للبنية التحتية للوزارة، وإطلاق منظومة حديثة للصوامع لزيادة السعة التخزينية وتقليل الفاقد، فضلًا عن التوسع في إنشاء المناطق اللوجستية والتجارية بعدد من المحافظات لضبط الأسواق وخفض الأسعار.

رحلة الدكتور علي المصيلحي داخل وزارة التموين كانت عنوانًا للإصرار والانضباط والعمل المؤسسي، حيث ترك بصمة واضحة في ملفات الأمن الغذائي والدعم السلعي وإدارة الأسواق، ليظل اسمه مرتبطًا بمرحلة إصلاح شاملة شكلت دعامة أساسية لقطاع التموين في مصر على مدى أكثر من عقد ونصف.

وقد عُرف خلال مسيرته الوزارية برؤيته التنموية وسعيه الدائم لتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.

وكان آخر ظهور للمصيلحي على الساحة التنفيذية قبل خروجه في التغيير الوزاري في يوليو 2024، ليواجه بعدها معركة مع مرض السرطان انتهت برحيله. ويظل إرثه المهني شاهدًا على عقود من العمل الجاد لخدمة الدولة المصرية.

طباعة شارك وزير التموين السابق الدكتور على المصيلحى وفاة على المصيلحى وفاة وزير التموين السابق عزاء وزير التموين

مقالات مشابهة

  • غانم العطار.. معركة صمود امتدت من مقاعد الجامعات لطوابير الحياة
  • وداعا علي المصيلحي.. مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات امتدت لعقود
  • الحاج أبو محمد… بائع الأمل الذي تحدى الحرب بابتسامة
  • استطلاع: شعبية نتنياهو تتراجع حول إدارة حرب غزة رغم تصدر الليكود
  • مؤتمر قريباً.. الجلالة الأهلية تسعى لتوظيف البحث العلمي لدعم الاقتصاد الوطني
  • أنس الشريف.. صوت غزة الذي اغتاله جيش الاحتلال
  • برنامج “أرضي” يواصل تعزيز صمود القطاع الزراعي الأردني ويستهدف توسعة نطاقه بتمويل إضافي
  • لابيد يقول إن احتلال غزة يعني موت الأسرى وانهيار اقتصاد إسرائيل
  • معركة الفنادق مع بوكينغ.. ما الذي تعنيه للمسافرين؟