كواليس البنود السرية في اتفاق "حزب الله" وإسرائيل
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل حيز التنفيذ، بدأت تتضح معالم الاتفاق الذي يحمل ضمنياً أبعاداً سياسية وأمنية إقليمية ودولية تتجاوز مجرد وقف العمليات القتالية، إذ يبدو أن الاتفاق الذي صيغ تحت مظلة دولية بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا لا يقتصر على بنود أمنية فقط، بل يضع خريطة طريق جديدة للبنان ضمن التحولات التي يشهدها الشرق الأوسط، لتبدأ معالمه تظهر من خلفيات وكواليس الاتفاق.
في قراءة معمقة لنص اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، يكشف مصدر دبلوماسي غربي تابع عن كثب أجواء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بمشاركة أطراف إقليمية ودولية عدة، أن الاتفاق خطوة أولى لتثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط، وبالتالي يمكن اعتباره أول اتفاق مع إسرائيل ضمن سلسلة اتفاقات ستوقع تباعاً خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح أن تفاصيل الاتفاق لا يمكن حصرها فقط في البنود الـ 13 التي أعلنت، إنما هناك بنود غير معلنة تم التوافق بأن تكون ضمانات وإجراءات على عاتق أميركا كونها ستترأس اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وما يرتبط به من قرارات دولية.
وأكد أن القرار الدولي رقم (1701) بكامل مدرجاته وبنوده، بما فيها القرارات السابقة (1559) و(1680) هي ضمن الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من الـ 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وسينفذ على ثلاثة مراحل، الأولى خلال 60 يوماً بالتركيز على الترتيبات الأمنية والحدودية بين لبنان وإسرائيل، وتليها مرحلة إعادة تفعيل السلطة في لبنان التي ستكون الضامن القانوني والشرعي للاتفاق، إذ تعهد الجانب اللبناني بالإسراع بانتخاب رئيس للبلاد خلال فترة قصيرة ضمن المعايير التي سبق أن أعلنتها اللجنة الخماسية الدولية، ويليها تشكيل حكومة جديدة، أما المرحلة الثالثة فستكون أساسية لاستكمال البنود الباقية من القرارات الدولية باعتبارها منبثقة من روحية الدستور اللبناني.
وفي إطار تأكيده دخول لبنان مرحلة استقرار طويلة، يلفت إلى أن الجانب اللبناني أكد أن "حزب الله" تنازل وتخلى عن وحدة الساحات ولو استمرت الحرب في قطاع غزة، أو ربما في حال اندلاع أي مواجهة أخرى، إضافة الى التأكيد أنه لن يُسمح لأي سلاح بدخول لبنان إلا للجيش اللبناني الذي سيستكمل سريعاً إنهاء وجود الحزب العسكري بالكامل من جنوب الليطاني ومناطق أخرى شمال الليطاني حددت ضمن تعديلات على خط الليطاني سميت بـ "الخط 2024".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الاتفاق الذی حزب الله
إقرأ أيضاً:
اتفاق لندن بين ترامب وبكين.. شراكة نادرة أم هدنة مؤقتة؟
أعلن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب موافقته على اتفاقية تجارة جديدة مع الصين تم التوصل إليها في لندن، ترفع بموجبها الرسوم الجمركية الإجمالية على المنتجات الصينية إلى 55%، في مقابل إمدادات حيوية من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات لصناعة السيارات الأمريكية، وامتيازات أكاديمية للطلبة الصينيين.
"صفقة لندن".. شريان حياة لصناعة السيارات
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في لانكستر هاوس بعد يومين من المفاوضات بين مسؤولين أمريكيين وصينيين، يهدف إلى كسر الجمود الذي خنق سلسلة إمدادات صناعات حيوية مثل السيارات والدفاع والإلكترونيات، بعد أن فرضت بكين قيودًا مشددة على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة في أبريل/نيسان الماضي.
وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "تم التوصل إلى اتفاق مع الصين، وهو رهن بموافقتي النهائية وموافقة الرئيس شي... سنحصل على رسوم جمركية إجمالية تبلغ 55%، وستحصل الصين على 10%. العلاقة ممتازة!"
تعريفات مركّبة" وإطار غير مكتمل
رغم أن الرقم المُعلن للرسوم الجمركية يبدو وكأنه تصعيد جديد، أوضح البيت الأبيض أن نسبة 55% هي تجميع لمجموعة من الرسوم السابقة والحالية: 25% من الاتفاقيات السابقة مع الصين، 20% ضريبة جديدة مرتبطة بملف الفنتانيل، 10% رسوم أساسية على الواردات.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الصين سترد بخطوات مقابلة، لكن وزارة التجارة الأمريكية أكدت أن إطار عمل لندن يستكمل اتفاق جنيف التجاري الذي تم توقيعه الشهر الماضي لتخفيف "الرسوم الانتقامية".
وقال وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، إن الاتفاقية "ستعيد عجلة الصناعة الأمريكية للدوران"، لاسيما بعد أزمة نقص المغناطيسات التي كادت توقف إنتاج السيارات.
معادن مقابل مقاعد جامعية
الاتفاق يتضمن بندًا لافتًا: تسهيل التحاق الطلاب الصينيين بالجامعات الأمريكية، وهي خطوة قال ترامب إنها "جيدة اقتصاديًا وثقافيًا"، لكنها أثارت تساؤلات حول البُعد السياسي الذي يُراد تصديره ضمن هذه الصفقة.
وكان ترامب قد ألغى في ولايته السابقة عدة اتفاقيات تجارية متعددة الأطراف، لكن يبدو أن صفقة لندن تسير ضمن نهج الصفقات الثنائية عالية التفاوض، حيث تُربط المصالح الصناعية والعسكرية بقضايا أكاديمية وثقافية.
تصعيد بغطاء تفاوضي
رغم أن الاتفاق لم يُنشر رسميًا حتى اللحظة، إلا أن صحيفة "الغارديان"، نقلت عن خبراء قولهم إنهم يرون فيه محاولة من ترامب لتكريس نهج الضغط مقابل المكاسب، فيما يبدو أن بكين قدمت تنازلاً محدود المدة، لا يتجاوز 6 أشهر، في ملف المعادن الأرضية النادرة.