بلاغة القرآن: أسرار لغوية تكشف إعجازه وتتحدى البشر في آيتين
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
قال الدكتورمحمد مختار جمعة، الأستاذ بجامعة الأزهر، ووزير الأوقاف السابق أن القرآن الكريم هو المصدر الأسمى للبلاغة والفصاحة، حيث تتدفق بلاغته كما يتدفق البحر الذي لا شاطئ له. وقد تحدى القرآن الكريم العرب - وهم أسياد البلاغة والفصاحة - أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو حتى بسورة واحدة، فعجزوا جميعًا، ويستحيل عليهم ذلك.
وأضاف جمعة أن بلاغة القرآن الكريم تتجلى في أنه أودع كل كلمة في مكانها الصحيح، لا يمكن استبدالها بكلمة أخرى دون أن يختل المعنى، سواء كان ذلك في تقديم أو تأخير أو حذف أو إضافة. نستعرض هنا بعض الأمثلة التي تظهر بلاغة القرآن الكريم وتفرده:
كلمة "مفاتح" في آية الغيب
وتابع: كلمة "مفاتح" في آية الغيب: قال تعالى في سورة الأنعام: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ". كلمة "مفاتح" هي جمع لكلمة "مفتح" التي تعني المكان الذي يقع فيه الفتح، مثل المخزن أو الملجأ. وفي هذا السياق، يجمع القرآن بين معنيين عميقين بكلمة واحدة هي "مفاتح"، ليؤكد أن الله سبحانه وتعالى يملك خزائن كل شيء في الكون، سواء كان هذا الشيء ظاهرًا أو خفيًا، حقيقيًا أو غير مرئي. لو استخدم القرآن كلمة "مفاتيح" فقط، لكانت المعنى قاصرًا على الآلة التي تستخدم في الفتح، ولكن بتركيب "مفاتح"، يتم تسليط الضوء على حقيقة أن الله يملك مفاتيح كل شيء، ومعه خزائن كل الغيبيات.
كلمة "القانتين" في سورة التحريمووضح جمعة أن كلمة "القانتين" في سورة التحريم: في قوله تعالى عن السيدة مريم: "وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"، نجد أن القرآن عدل عن الجمع المؤنث "القانتات" إلى جمع المذكر "القانتين". هذا العدول ليس مجرد خطأ لغوي، بل هو سر بلاغي. يقول اللغويون إن هذا التعديل يمثل "التغليب"، حيث يُغلب جمع المذكر في مثل هذه الحالات. ولكن ما يعكسه هذا التعديل من بلاغة هو إعطاء السيدة مريم منزلًا عظيمًا في خدمة بيت الرب، مما يجعلها كأحد الرجال الأقوياء في عبادة الله وتقديسه. هذا التصوير البلاغي يؤكد أن التفاضل بين البشر ليس قائمًا على الجنس بل على التقوى والعمل الصالح، وأن المرأة، كما الرجل، يمكن أن تكون في أعلى مراتب العبادة والإخلاص.
وانتهى جمعة إلى أنه في هاتين الآيتين، يظهر بجلاء كيف أن القرآن الكريم يتحدى البلاغة البشرية بتعبيراته الدقيقة والمعبرة عن أعمق المعاني، وهو ما يثبت إعجاز هذا الكتاب العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرآن القران الكريم بلاغة القران الكريم ايه سورة كلمة جمعة القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
كل ما تريد معرفته عن الوباء المنتظر “إكس 2”!
#سواليف
ظهر مصطلح ” #المرض_إكس ” لأول مرة في عام 2018 للدلالة على ناقل مجهول لمرض معد وقاتل قد يتسبب في #جائحة_عالمية في المستقبل القريب.
أدرجت منظمة الصحة العالمية “المرض إكس” في قائمتها للأمراض ذات الأولوية إلى جانب تهديدات معروفة مثل “إيبولا” و”سارس”، ما يشير إلى أن #فيروس “المرض إكس” من المحتمل أن ينتفل هو الآخر من الحيوانات إلى البشر.
العلماء حاليا يحذرون من أن هذا العامل الممرض قد يتسبب في وفيات أعلى بعشرين مرة من مرض “كوفيد – 19” الذي يسببه فيروس “سارس – كوف – 2”.
مقالات ذات صلة وسائل إعلام روسية: العثور على حطام طائرة “أن-24” على بعد 15 كم من مدينة تيندا / فيديو 2025/07/24وفيما تسبب المرض “إكس” الأول المتمثل في وباء الفيروس التاجي في حوالي 7 ملايين حالة وفاة مؤكدة في العالم، يتوقع الخبراء أن يؤدى “المرض إكس” الثاني إلى 50 مليون حالة وفاة.
رئيس المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي أوضح مؤخرا أن الحرف “إكس” المرتبط بأمراض مثل “كوفيد – 19” يرمز إلى “المفاجأة”، ما يعني أن مسببات الأمراض الجديدة غير متوقعة بطبيعتها.
الدكتور أميش أدالجا، أخصائي الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، لفت بدوره إلى أن “المرض إكس” التالي، “من المحتمل أن تكون له خصائص متشابهة، لأن سيناريو فيروس الجهاز التنفسي الذي انتقل من حيوان إلى مجموعة بشرية نتيجة للطفرات هو الأكثر بساطة من حيث العمليات الوبائية”.
أخصائيو الأمراض المعدية دفعوا بعدة نظريات حول الكيفية المحتملة لظهور “المرض إكس” من بينها إمكانية تحور فيروس موجود يصيب البشر مثل “الأنفلونزا أ، وفيروس زيكا”.
يُعتقد أيضا أن الجائحة الجديد قد تنشأ بسبب بكتيريا معروفة اكتسبت مقاومة ضد جميع المضادات الحيوية المعروفة. هذا يشير إلى أن الأمراض التي يمكننا علاجها حاليا قد تصبح وبائية في غياب المضادات الحيوية الفعالة. على سبيل المثال يعتبر الخبراء السيلان، أحد الخيارات الممكنة.
النظرية الأخرى المرجحة أكثر أن يكون مصدر “المرض إكس” فيروس حيواني المنشأ. حتى لو لم يكن المرض خطيرا في السابق على البشر، قد تحدث طفرات تجعل البشر أكثر عرضة لخطر الإصابة. مثل هذا الفيروس كي يصبح مصدرا محتملا للخطر الوبائي، يفترض أن تنتقل العدوى ليس فقط من الحيوانات أو الطيور إلى الإنسان، بل أيضا من شخص إلى آخر.
المختصون يشيرون في هذا السياق إلى أن عوامل مثل إزالة الغابات والتوسع العمراني والتغير المناخي تزيد من اتصال البشر بالحياة البرية.
المصدر الثالث الذي يمكن أن يسبب “المرض إكس” قد ينجم عن فيروس يتسرب إثر “حوادث في المختبرات” أو يكون نتيجة لـ “إرهاب بيولوجي”.
بهذا الشأن يقول بيان ساعة القيامة لعام 2021 إن الفيروسات ذات المنشأ الصناعي في المختبرات يمكن أن تدخل العالم الخارجي نتيجة لحالات طوارئ، أو يمكن استخدامها كأسلحة بيولوجية.
أطباء الأمراض المعدية وضعوا أعراضا محتملة لـ”الوباء إكس” تشبه الآثار الناجمة عن الأمراض الفيروسية الحادة منها السعال وضيق في التنفس وارتفاع درجة الحرارة والإرهاق وآلام في العضلات، وكذلك ارتباك ونوبات صرع وقيء وإسهال.
من المفارقات أن مرضا غامضا ظهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2024 ظُن في البداية أنه “المرض إكس”، لكن تبين لاحقا أنها ملايا حادة مصحوبة بسوء التغذية تفاقمت نتيجة لتأخر التشخيص المختبري بسبب سوء حالة الطرق في البلاد.
لم يتبق كما يؤكد المختصون إلا الاستعداد بجدية والتعامل بشفافية مع هذا الخطر، لكن من دون تهويل وإثارة للذعر. في نفس الوقت عدم تجاهل أن المرض إكس قادم لا محالة. منظمة الصحة العالمية تؤكد أن “المسألة ليست ما إذا سيحدث، بل متى”.