FP: إيران غيرت استراتيجيتها في المنطقة بشكل جوهري
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تحليلا للزميل في معهد أمريكان إنتربرايز، كينيث إم بولاك، قال فيه إنه منذ ثورة 1979، حاولت القيادة الإيرانية بعقلية واحدة الهيمنة على الشرق الأوسط وطرد الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي حين أن هذه الأهداف لم تتغير، يبدو أن الإيرانيين قد غيروا استراتيجيتهم الكبرى بطريقة أساسية. لا يمكننا أن نكون متأكدين أبدا لأن صنع القرار الإيراني دائما ما يكون غامضا، لكن يبدو أن إيران اكتشفت فجأة أن الجزرة يمكن أن تكون أداة مفيدة للسياسة الخارجية أيضا.
وتابع المقال بأنه هناك العديد من الأمثلة على التحول في إيران. بوساطة صينية، أبرمت إيران صفقة مع السعودية، والتي، في ظاهرها، تمنح الرياض أكثر بكثير مما تحصل عليه طهران. ونتيجة لذلك، استأنفت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاع دام عقدا من الزمن.
كما استأنف الإيرانيون العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، وتتطلع طهران إلى التعاون مع أبوظبي في قضايا النقل الجوي والبنية التحتية أيضا. وذهبت الإمارات إلى حد الانسحاب من التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة في الخليج العربي ووافقت على الانضمام إلى تحالف منافس مع إيران.
وقال بولاك إن الإيرانيين بدأوا مناقشات هادئة مع البحرين، التي لم تغفر حكومتها لإيران محاولات مختلفة لتأجيج الثورة من قبل الأغلبية الشيعية في البلاد. كما أن إيران لديها أيضا اتفاق تنمية جديد مع عمان وتطبيع العلاقات مع مصر.
وبالمثل، استأنف الإيرانيون المحادثات مع تركيا وروسيا ونظام الأسد في سوريا حول إيجاد حل لمشاكلهم المشتركة في العراق وسوريا. ولديهم ترتيب جديد لمقايضة النفط مقابل الغاز مع العراق، حيث يسيطر حلفاؤهم على الحكومة.
والأكثر إثارة للدهشة هو أن إيران اقترحت منتدى إقليميا بدون الولايات المتحدة أو إسرائيل، وأنهى وزير الخارجية الإيراني لتوه جولة في الخليج في أربع دول نالت الاستحسان.
لكنه أشار إلى أنه ليس كل شيء على ما يرام بين الايرانيين والعرب. فلا يمكن لطهران تجنب الخلافات مع الكويت حول حقل غاز مشترك، ةمع الإمارات حول ثلاث جزر استولى عليها الشاه قبل سقوطه، ومع السعوديين بشأن استمرار تزويد الحوثيين بالأسلحة في اليمن.
ومع ذلك، فإن كل هذا السلام والمحبة والصداقة مع جيرانهم لم تمتد إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. حيث يواصل الإيرانيون مضايقة السفن الأمريكية في الخليج، وقد هاجمت إيران أو احتجزت ناقلات النفط المرتبطة بالولايات المتحدة أو إسرائيل خمس مرات على الأقل في الأشهر الستة الماضية. وكثف الإيرانيون دعمهم لمختلف جماعات المقاومة الفلسطينية، كما كثف حلفاؤهم ووكلائهم في العراق من مضايقاتهم للقوات الأمريكية هناك. جنبا إلى جنب مع حلفائهم السوريين والروس، يفعل الإيرانيون الشيء نفسه في سوريا.
ولفت إلى أن ما يبدو على الأرجح هو أن فك ارتباط الولايات المتحدة المستمر بشؤون الشرق الأوسط (في عهد الرؤساء باراك أوباما، ودونالد ترامب، والآن - بدرجة أقل جو بايدن) قد خلق فرصة لطهران.
وأكد أن كل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مرعوبون من أنها لن تحميهم بعد الآن من التخريب الإيراني أو حتى العدوان المباشر.
نتيجة لذلك، على مدى السنوات العديدة الماضية، شعر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بالحاجة إلى تقليل اعتمادهم على الولايات المتحدة والبحث عن أصدقاء جدد وداعمين محتملين. كان هذا مصدر موجة من المغازلة في الشرق الأوسط مع الصين وروسيا والهند وبعض الدول الأوروبية.
في غضون ذلك، يبدو أن عدوانية طهران المستمرة تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل ومن المحتمل أن تعتقد إيران أن استمرار الهجمات على أفراد ومصالح واشنطن في المنطقة سيساعد في تسريع رحيل الولايات المتحدة من المنطقة.
أما بالنسبة لإسرائيل، فإن تسخين الصراع هناك يساعد إيران على وضع الدول العربية في معضلة أكثر حدة: يمكنك إما الانضمام إلينا والحصول على السلام والتجارة، أو الانضمام إلى إسرائيل والدخول في حرب. خاصة مع وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة مصممة على العمل ضد الفلسطينيين بطرق بغيضة.
ولفت إلى أن أكثر ما تخشاه إيران هو المصالحة بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب، والمزيد من التقارب بينهم وبين إسرائيل. في الواقع، يشير هذا النهج الاستراتيجي الجديد إلى أن إيران قد أدركت أخيرا أن تنمرها يقود خصومها معا، ومن هنا جاء التركيز الجديد على التقسيم من أجل الانتصار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإيرانية السعودية الإمارات إيران امريكا احتلال السعودية الإمارات صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الشرق الأوسط أن إیران إلى أن
إقرأ أيضاً:
اتهام فرنسيين مسجونين في إيران بالتجسس لحساب إسرائيل
نددت فرنسا مجددا باحتجاز اثنين من مواطنيها في إيران منذ 3 سنوات، وذلك بعد تقرير أفاد بتوجيه 3 اتهامات لهما تبلغ عقوبة كل منها الإعدام لدى ثبوت الإدانة، ويتصدرها التجسس لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي غربي اليوم الخميس قوله إن السلطات الإيرانية وجّهت إلى الفرنسيّين سيسيل كولر (40 عاما) وجاك باريس (72 عاما) المحتجزين في إيران تهم "التجسّس لحساب جهاز الموساد" و"التآمر لقلب النظام" و"الإفساد في الأرض".
وقال مصدر دبلوماسي إنه إذا تأكد هذا التقرير، فإن التهمة "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق"، مضيفا أن الاثنين بريئان.
وغداة زيارة قنصلية للموقوفين أجراها القائم بأعمال السفارة الفرنسية في طهران، قالت نويمي كولر شقيقة سيسيل كولر "كل ما نعرفه هو أنهما مثلا أمام قاض أكد توجيه هذه التهم الثلاث، ونجهل متى أبلغا بهذه التهم. لكنهما لم يتمكنا بعد من استشارة محامين مستقلين".
حتى الآن كانت إيران تقول إن الفرنسيَّين متهمان بالتجسس من دون تحديد البلد الذي يتهمهما بالتجسس لحسابه. ولم تؤكد طهران بعد إذا كانت قد وُجّهت تهم جديدة إليهما.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن هذه التهم "إذا ما تأكد توجيهها، فهي غير مبنية على أي أسس على الإطلاق. سيسيل كولر وجاك باريس بريئان. لم نتبلّغ وعلى حد علمنا لم يجر النطق بأي حكم"، وحضّ السلطات الإيرانية على السماح لكولر وباري باستشارة محاميهما.
وتعرض سجن إوين، حيث كان الفرنسيان محتجزين حتى فترة قصيرة، لقصف إسرائيلي في 23 يونيو/حزيران الماضي أسفر عن سقوط 79 قتيلا، بحسب طهران التي أعلنت أنها نقلت بعضا من السجناء منه من دون الكشف عن هوياتهم.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أول أمس إن دبلوماسيا فرنسيا زار كولر وباريس اللذين انقطعت أنباؤهما بعد الضربة الإسرائيلية على السجن. ولطالما أكد بارو أن الإفراج عنهما أولوية لفرنسا.
إعلانواستمرت الزيارة القنصلية التي تمت في سجن بجنوب العاصمة 35 دقيقة وجرت "تحت مراقبة شديدة بحضور حراس"، على ما أفادت نويمي كولر. وأوضحت "للمرة الأولى كانت سيسيل وجاك معا خلال هذه الزيارة لكن ما من مؤشر يفيدنا بأن هذا مكان اعتقالهما".
وروت نويمي كولر، بالاستناد إلى محضر الزيارة القنصلية التي أطلعتها عليه وزارة الخارجية، أن كولر وباريس "سمعا 3 ضربات أدت إلى ارتجاج جدران زنزانتهما" خلال قصف سجن إوين. وأضافت "شاهدا سجناء ولا سيما سجناء مع جاك أصيبوا بجروح (..) لكنهما لم يتعرضا شخصيا للإصابة".
يذكر أن فرنسا رفعت في مايو/أيار الماضي قضية في محكمة العدل الدولية ضد إيران تتهمها بانتهاك الحق في الحماية القنصلية، في محاولة للضغط على طهران بشأن احتجاز كولر وباري المقبوض عليهما منذ مايو/أيار 2022.
وتتهم باريس، وعواصم أوروبية لديها مواطنون معتقلون في إيران، طهران بممارسة "دبلوماسية الرهائن" للضغط في المحادثات الحساسة حول الملف النووي العالق في طريق مسدود منذ سنوات والحصول على رفع العقوبات المفروضة على البلاد.
وتشهد العلاقات بين إيران وفرنسا توترا شديدا في حين تأخذ طهران على الدول الغربية عدم إدانتها للضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع عسكرية ونووية في يونيو/حزيران الماضي.