صحيفة البلاد:
2025-07-05@13:39:01 GMT

علي أحمد باكثير.. شاعر من بلاد الأحقاف

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

علي أحمد باكثير.. شاعر من بلاد الأحقاف

وُلد الأديب الأستاذ على بن أحمد باكثير فى جزيرة سوروبايا بإندونيسيا في ديسمبر 1910م لأبوين مهاجرين من حضرموت.
وإندونيسيا أحد أهم معاقل الهجرة الحضرمية الى الشرق الآسيوي، وحين بلغ العاشرة، أرسله والده إلى حضرموت لاكتساب العلوم العربية والإسلامية، وتأكيدً ارتباطهم بوطنهم، ويصف باكثير رحلته تلك قائلاً في إحدى قصائده:

من رأى ذاك الغلامَ العَربي؟ غادرَ المنشا إلى أرضِ الجـــــــدودْ
سنةُ الجدِّ ومنهاجُ الأبِ
فهي العادات في الدنيا قيودْ
كقيودِ الكونِ ذي النَّــظم العـجاب
غادرَ (الجاوةَ) فِردوسَ الدُّنى
وطنَ النعمةِ ينبوعَ الشرفْ
قاصدًا من (حضرموتَ) الوطن
ينشدُ العزَّ ويرتادُ الشـــــــــرفْ

وحين وصل إليها عام 1920م، عاش مع إخوته من أبيه، والتحق بمدرسة النهضة العلمية في مدينة سيئون، ودرس على يد شيوخ أجلاء منهم عمه القاضى محمد بن محمد باكثيرالشاعر والنحوي، والفقيه السيد محمد بن هادى السقاف.

وفى سن 13 عاما بدأ في نظم الشعر والتدريس فى المدرسة التي تعلم بها ثم تولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره، وفي عام 1346 اقترن بفتاة أحبها إلا أنها أُصيبت بمرض عضال، وتوفيت بعد 3 سنوات، فحزن عليها حزنا عظيما، وغادر حضرموت في عام1931م إلى الحبشة والصومال ثم اتجه إلى مكة المكرمة واستقر بها لأكثر من عامٍ نظم خلاله مطولته “نظام البردة” وأول مسرحياته الشعريه “همام” أو “في بلاد الأحقاف” (طبعهما في مصر عند قدومه إليها عام 1934م) والتحق بجامعة فؤاد الأول(جامعة القاهرة حالياً)، ونال منها ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وأثناء دراسته، قام بترجمة مسرحية {روميو وجولييت (لشكسبير بالشعر المرسل، وبعد عامين كتب مسرحيته ( أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر، ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي، و بعد تخرجه في الجامعة، التحق بمعهد التربية للمعلمين، وحصل منه على الدبلوم عام 1940م، واستقر به المقام في مصر، وعمل مدرساً للغة الإنجليزية لمدة 14 عاماً في المنصورة والقاهرة. وفي عام 1943م اقترن بسيدة مصرية، ومنح الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكى.

ترك العمل في التدريس عام 1955، والتحق بوزارة الثقافة موظفاً بقسم الرقابة على المصنّفات الفنية. واختير عضواً في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وتوطدت علاقاته بالعديد من أهل الفكر والأدب والثقافة وفي مقدمتهم طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحي الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم، واعتبره نقاد الأدب العربي الحديث ثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم.
وطوال حياته، لم تغب عنهُ حضرموت،كما لم ينس مسقط رأسه إندونيسيا، وكان يحنّ لهما.
يقول في إحدى قصائده الشعرية التي جسّدت غربة الإنسان الحضرمي الدائمة :
(سُرباي) إنك مــــــــــوطنٌ لولادتـــــــــــي
ومـــــــــــــحلُّ تربيتي ومهدُ صبــــــــــــــــــــايَا
لكن لي وطنًا يعزُّ فِراقُــهُ
كيف السبيل لذاك وهو حـمايا
هي (حضرموتُ) وما عنيتُ سوى رُبا (سيؤون) فهي مرابعي ورُبـــــايــا
وكانت محبوبته وزوجته (نور) في حضرموت أحد موانع وصله لسورابايا، يقول:
منعَ ارتحالي نحوكم شغفي بها فعييتُ عنه ولم أكن أتعايَا
لولا هواها عن سُراي يعوقني لركبتُ نحوكم الرِّيَاحَ مَـــــطَايا
وقد تنوع إنتاجه الأدبى بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية، ومن أشهر أعماله الروائية [وا إسلاماه] و(الثائر الأحمر). ومن أشهر أعماله المسرحية (سر الحاكم بأمر الله) و(سر شهر زاد) التى ترجمت إلى الفرنسية و(مأساة أوديب) التى ترجمت إلى الإنجليزية، كما كتب عدداً من المسرحيات ذات الفصل الواحد. وصدرت له العديد من المسرحيات الملحمية الشعرية والنثرية أشهرها ملحمة (عمر بن الخطاب).

وعنه يقول الشيخ علي الطنطاوي: “إنّي أفخر أني أول من كتب بحثًا في مجلة الآداب البيروتية، قبيل وفاة باكثير بشهرين، أثبت فيه أن باكثير هو رائد شعر التفعيلة بلا منازع”.
وتقديرا لريادته الأدبية والفكرية، مُنح الأستاذ علي أحمد الكثير العديد من الجوائز منها:جائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية 1960، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1962مناصفة مع الأستاذ نجيب محفوظ، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى 1963، ووسام عيد العِلم ووسام الشعر. ومنح بعد وفاته وسام الآداب والفنون 1985، ووسام الاستحقاق في الأدب والفنون 1998 من الجمهورية اليمنية.توفي -رحمه الله- في 10 نوفمبر 1969م بعد حياةٍ حافلة بالإبداع والعطاء.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي

إقرأ أيضاً:

الرهوي يناقش مع محافظي حضرموت ولحج وسقطرى الأوضاع بالمحافظات المحتلة

وحيا رئيس مجلس الوزراء خلال لقائه اليوم بمحافظي حضرموت لقمان باراس، ولحج أحمد جريب، وسقطرى هاشم السقطري، مختلف الفعاليات والأنشطة المناهضة للمحتل ومرتزقته وسياسته التجويعية وتلاعبه بالعملة وإيصالها إلى هذا المستوى من التدهور المريع الذي أثر على مختلف مناحي الحياة المعيشية للمواطنين في المحافظات الجنوبية.

وناقش اللقاء النتائج المباشرة وغير المباشرة لارتفاع سعر صرف الريال وتدهور العملة في المحافظات والمناطق المحتلة على هذا النحو الكارثي غير المسبوق وانعكاس ذلك على تفاقم الجوانب المعيشية وارتفاع السخط الشعبي إزاء ذلك سيما في ظل انتشار الجوع في أوساط السكان حد تهديد حياتهم، بخلاف التدهور المريع لوضع الخدمات العامة في تلك المحافظات.

واستمع الرهوي إلى شرح موجز من المحافظين عن مستجدات الأوضاع في المحافظات الثلاث والغضب الشعبي المتصاعد جراء ممارسات المحتلين وعملائهم ومرتزقتهم وتزايد عدد المكونات السياسية والشعبية المناهضة للمحتل وحكومة المرتزقة.. لافتين إلى حالة الغليان غير المسبوقة في الأوساط الشعبية التي ضاقت ذرعا بسياسة الإفقار والعبث بالعملة وبالممارسات القمعية التي تطال كل صوت حر وشريف في تلك المحافظات.

وجدد رئيس مجلس الوزراء التأكيد على المسئولية الوطنية الواقعة على عاتق حكومة التغيير والبناء تجاه أبناء الشعب اليمني في عموم الوطن الكبير.. موضحا أن الحكومة لن تتوان عن تقديم ما يمكن تقديمه للتخفيف من المعاناة الشديدة للمواطنين في عموم المحافظات والمناطق المحتلة.

وأكد أن المحتل سيجبر على المغادرة عاجلا أم آجلا حاملا أذيال العار والخزي والذل على ما اقترفته أياديهم الآثمة من جرائم بحق هذه المحافظات وأبنائها.

مقالات مشابهة

  • الرهوي يناقش مع محافظي حضرموت ولحج وسقطرى الأوضاع بالمحافظات المحتلة
  • الإمارات تتحدى الرياض عسكريًا وتُصعّد في شبوة
  • وفد طلابي من جامعة طنطا يشارك بفاعلية في ملتقى "صُنّاع التأثير" بمعهد إعداد القادة بحلوان
  • وفد طلابي من جامعة طنطا يشارك في فعالية ملتقى صناع التأثير بإعداد القادة
  • دراسة: الحمض النووي يكشف صلة جينية بين قدماء المصريين وسكان بلاد ما بين النهرين
  • حضرموت.. بين المعاناة والصمود: ما الحل؟
  • موجة غبار كثيفة تضرب حضرموت
  • حمض نووي يكشف عن صلة وراثية بين حضارتي بلاد الرافدين ومصر القديمة
  • شاعرٌ، وناقدة
  • رحلة جمالية في مدونة شعرية