صحيفة البلاد:
2025-05-18@13:07:22 GMT

علي أحمد باكثير.. شاعر من بلاد الأحقاف

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

علي أحمد باكثير.. شاعر من بلاد الأحقاف

وُلد الأديب الأستاذ على بن أحمد باكثير فى جزيرة سوروبايا بإندونيسيا في ديسمبر 1910م لأبوين مهاجرين من حضرموت.
وإندونيسيا أحد أهم معاقل الهجرة الحضرمية الى الشرق الآسيوي، وحين بلغ العاشرة، أرسله والده إلى حضرموت لاكتساب العلوم العربية والإسلامية، وتأكيدً ارتباطهم بوطنهم، ويصف باكثير رحلته تلك قائلاً في إحدى قصائده:

من رأى ذاك الغلامَ العَربي؟ غادرَ المنشا إلى أرضِ الجـــــــدودْ
سنةُ الجدِّ ومنهاجُ الأبِ
فهي العادات في الدنيا قيودْ
كقيودِ الكونِ ذي النَّــظم العـجاب
غادرَ (الجاوةَ) فِردوسَ الدُّنى
وطنَ النعمةِ ينبوعَ الشرفْ
قاصدًا من (حضرموتَ) الوطن
ينشدُ العزَّ ويرتادُ الشـــــــــرفْ

وحين وصل إليها عام 1920م، عاش مع إخوته من أبيه، والتحق بمدرسة النهضة العلمية في مدينة سيئون، ودرس على يد شيوخ أجلاء منهم عمه القاضى محمد بن محمد باكثيرالشاعر والنحوي، والفقيه السيد محمد بن هادى السقاف.

وفى سن 13 عاما بدأ في نظم الشعر والتدريس فى المدرسة التي تعلم بها ثم تولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره، وفي عام 1346 اقترن بفتاة أحبها إلا أنها أُصيبت بمرض عضال، وتوفيت بعد 3 سنوات، فحزن عليها حزنا عظيما، وغادر حضرموت في عام1931م إلى الحبشة والصومال ثم اتجه إلى مكة المكرمة واستقر بها لأكثر من عامٍ نظم خلاله مطولته “نظام البردة” وأول مسرحياته الشعريه “همام” أو “في بلاد الأحقاف” (طبعهما في مصر عند قدومه إليها عام 1934م) والتحق بجامعة فؤاد الأول(جامعة القاهرة حالياً)، ونال منها ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وأثناء دراسته، قام بترجمة مسرحية {روميو وجولييت (لشكسبير بالشعر المرسل، وبعد عامين كتب مسرحيته ( أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر، ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي، و بعد تخرجه في الجامعة، التحق بمعهد التربية للمعلمين، وحصل منه على الدبلوم عام 1940م، واستقر به المقام في مصر، وعمل مدرساً للغة الإنجليزية لمدة 14 عاماً في المنصورة والقاهرة. وفي عام 1943م اقترن بسيدة مصرية، ومنح الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكى.

ترك العمل في التدريس عام 1955، والتحق بوزارة الثقافة موظفاً بقسم الرقابة على المصنّفات الفنية. واختير عضواً في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وتوطدت علاقاته بالعديد من أهل الفكر والأدب والثقافة وفي مقدمتهم طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحي الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم، واعتبره نقاد الأدب العربي الحديث ثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم.
وطوال حياته، لم تغب عنهُ حضرموت،كما لم ينس مسقط رأسه إندونيسيا، وكان يحنّ لهما.
يقول في إحدى قصائده الشعرية التي جسّدت غربة الإنسان الحضرمي الدائمة :
(سُرباي) إنك مــــــــــوطنٌ لولادتـــــــــــي
ومـــــــــــــحلُّ تربيتي ومهدُ صبــــــــــــــــــــايَا
لكن لي وطنًا يعزُّ فِراقُــهُ
كيف السبيل لذاك وهو حـمايا
هي (حضرموتُ) وما عنيتُ سوى رُبا (سيؤون) فهي مرابعي ورُبـــــايــا
وكانت محبوبته وزوجته (نور) في حضرموت أحد موانع وصله لسورابايا، يقول:
منعَ ارتحالي نحوكم شغفي بها فعييتُ عنه ولم أكن أتعايَا
لولا هواها عن سُراي يعوقني لركبتُ نحوكم الرِّيَاحَ مَـــــطَايا
وقد تنوع إنتاجه الأدبى بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية، ومن أشهر أعماله الروائية [وا إسلاماه] و(الثائر الأحمر). ومن أشهر أعماله المسرحية (سر الحاكم بأمر الله) و(سر شهر زاد) التى ترجمت إلى الفرنسية و(مأساة أوديب) التى ترجمت إلى الإنجليزية، كما كتب عدداً من المسرحيات ذات الفصل الواحد. وصدرت له العديد من المسرحيات الملحمية الشعرية والنثرية أشهرها ملحمة (عمر بن الخطاب).

وعنه يقول الشيخ علي الطنطاوي: “إنّي أفخر أني أول من كتب بحثًا في مجلة الآداب البيروتية، قبيل وفاة باكثير بشهرين، أثبت فيه أن باكثير هو رائد شعر التفعيلة بلا منازع”.
وتقديرا لريادته الأدبية والفكرية، مُنح الأستاذ علي أحمد الكثير العديد من الجوائز منها:جائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية 1960، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1962مناصفة مع الأستاذ نجيب محفوظ، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى 1963، ووسام عيد العِلم ووسام الشعر. ومنح بعد وفاته وسام الآداب والفنون 1985، ووسام الاستحقاق في الأدب والفنون 1998 من الجمهورية اليمنية.توفي -رحمه الله- في 10 نوفمبر 1969م بعد حياةٍ حافلة بالإبداع والعطاء.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي

إقرأ أيضاً:

ضبط 69 متهما على ذمة قضايا جنائية مختلفة في المناطق المحررة خلال 24 ساعة

أعلنت إدارات الشرطة بالمحافظات المحررة، الخميس، ضبطها 69 متهما على ذمة قضايا جنائية مختلفة، خلال 24 ساعة.

 

 وقالت في تقارير نشرها مركز الإعلام الأمني إنها تلقت أمس الخميس 75 بلاغاً بقضايا جنائية مختلفة تمكنت خلال ال24 الساعة من ضبط 52 جريمة، فيما لازالت جهود وإجراءات البحث والتحري في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات: تعز، مأرب،  حضرموت الساحل، شبوة ، أبين، الضالع،  الحديدة، ولحج عن 23 جريمة  لكشف ملابساتها وضبط الجناة.

 

ووفقا لتقارير الحالة الأمنية الصادرة عن القيادة والسيطرة توزعت الجرائم المضبوطة بين:12 جريمة سرقات مختلفة ،و9 جرائم إيذاء عمدي ، و6 جرائم اعتداء على أملاك غير، و 4 جرائم سب وشتم ،و3 جرائم نصب واحتيال، و3 جرائم تهديد، وجريمتي حيازة مواد مخدرة، و جريمتي  سرقة المال العام، وجريمتي الأعتداء على الأوقاف، ومعدل جريمة واحدة انتهاك حرمة مسكن،  والقتل العمدي، خيانة الأمانة، عقوق الوالدين، هتك العرض، الزنا، و تقطع، دخول البلاد بطريقة غير مشروعة.

 

وكانت أجهزة الشرطة قد ضبطت 69 متهما موزعين على المحافظات وفقا للتالي : محافظة  مأرب 18 متهما، ومحافظة حضرموت الوادي والصحراء 12 متهما،  ومحافظة حضرموت الساحل 11 متهما، ومحافظة تعز 10 متهمين، والعاصمة المؤقتة عدن 8 متهمين، ومحافظة المهرة 4 متهمين، ومحافظة شبوة 3 متهمين، و محافظة الضالع 3 متهمين.

 

  وأشارت التقارير أن أجهزة الشرطة احتجزت المتهمين المضبوطين على ذمة الإجراءات القانونية بالجرائم المنسوبة إليهم.


مقالات مشابهة

  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • آداب الوادي الجديد تنظم يومًا رياضيًا تحت عنوان «الرياضة تجمعنا»
  • شاب يطعن والده في لحج وآخر يطلق النار على والدته في حضرموت
  • ‏الى قادة قمة العرب !
  • شاب يطلق النار على والدته في حضرموت
  • بلاد الحرمين.. هل عادت الجاهلية بحلة جديدة ؟
  • ضبط 69 متهما على ذمة قضايا جنائية مختلفة في المناطق المحررة خلال 24 ساعة
  • مد موعد المشاركة في الموسم الـ12 لبرنامج شاعر المليون.. إليك الموعد الجديد
  • تأملات قرآنية
  • رحيل شاعر “الوجع العراقي” موفق محمد