موقع النيلين:
2025-05-16@11:22:19 GMT

ما بين العينين ضللنا النجدين

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

أجيال تعقب أجيالأ، ولكل جيل مفاهيمه ومعتقداته وقوانينه وطريقة حياته، ولا يخفى على أحد صراع اﻷجيال والفجوات بينها، لكن لم تتسع الهوة بين أجيال يوما كما تتسع في أيامنا هذه، فقد تشعر لوهلة أنها حياة أخرى، في عالم آخر، لا أجد له اسماً، هل هو عالم من الخيال أم عالم من الجنون!

ففي هذا العالم لكل شيء حسابات أخرى وأفكار أخرى ومصطلحات أخرى، نعم حتى كلماتهم اختلفت ومدلولاتها تغيرت.

حقيقة تؤلمني تلك الحال التي وصلنا لها وأشفق على اﻵباء واﻷبناء الذين يقعون تباعا في تلك الفجوة مما يزيد المسافة ويصعب التفاهم بينهم، فما بين عين العيب لدى الآباء وعين العادي لدى اﻷبناء، تنهار العلاقات وتكسر روابط الثقة بين الجيلين، فدوما ما نسمع عن رفض الآباء لتصرفات أبنائهم فهي من وجهة نظرهم مرفوضة حيث أنها تتحدى العادات وتنهر التقاليد مما يوقعهم في فخ العيب.

بينما ينصدم الأبناء ويستغربون تصرفات آبائهم ويرفضون منطقهم، فمن وجهة نظرهم، آراؤهم قديمة مغطاة بالغبار الذي يصيب عقولهم بالسعال، ويلفظها زمانهم ولا تستسيغ طعمها أيامهم، مهما تحاول أن تلوكها، فتصرفاتهم خاضعة بكل هدوء لمنطق أيامهم ومتصالحة بكل سلام مع زمانهم فهي تسرح وتمرح في إطار العادي.

وما بين العينين ضللنا النجدين، مع أن الله – سبحانه وتعالى – اختصر لنا كل تلك المناوشات وسد لنا كل الفجوات ويسر لنا سبل السلام النفسي والاجتماعي فقد قال – سبحانه وتعالى – «وهديناه النجدين» أي بينا طريق الخطأ وطريق الصواب، وكل ما على الإنسان أن يختار طريقه ما بين الحلال والحرام، لكننا فضلنا الضياع بين العيب والعادي عندما فضلنا العادات على الدين فلا نستطيع أن ننكر أن الكثير من عاداتنا خاطئة وما أنزل الله بها من سلطان، كما نتناسى الدين في أحيان كثيرة تحت مسمى الحرية الشخصية ووجهة النظر وضرورة الاقتناع، فطلع علينا بعض من الذين يفتون في الدين ويحرمون ويحللون من رؤوسهم وهنا نقول لهم من أين جئتم بهذا؟والخلاصة أن السلامة في تحكيم الدين واستفتاء القلب السليم، فالعينان تعانيان ضعف البصيرة وتفتقدان للحكمة في الكثير من اﻷحيان، وكل ما علينا هو فتح العينين كي لا نضل النجدين.

ناهد الرطروط – صحيفة اليوم السعودية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ما بین

إقرأ أيضاً:

عبر النفق الكمي.. عالم مصري يقفز بالحوسبة لتصبح أسرع مليون مرة

قطع فريق بحثي من جامعة أريزونا الأميركية يقوده العالم المصري الدكتور محمد ثروت حسن، الأستاذ المشارك في الفيزياء والعلوم البصرية، خطوة  كبيرة نحو نقل الحوسبة إلى عصر "البيتاهيرتز".

جاء ذلك بعد نجاحه في تصنيع "ترانزستور ضوئي"، يمكن تشغيله وإطفاؤه في زمن قياسي يعادل 630 أتوثانية ، أي ما يعادل سرعة 1.6 بيتاهرتز، وهو معدل لم يصل له أي معالج إلكتروني موجود اليوم.

وتعمل الحواسيب اليوم بسرعة تقاس بالمليار مرة في الثانية (غيغاهيرتز)، لكن التقنية الجديدة التي تم الإعلان عنها في دراسة نشرتها دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، تعد بسرعات خيالية تقاس بألف تريليون مرة في الثانية (بيتاهيرتز)، وهذا يعني أن الاستجابة الإلكترونية قد تصبح أسرع بنحو مليون مرة، وهو ما يفتح الباب أمام جيل جديد من الحوسبة فائقة السرعة.

ويقول حسن في تصريحاته للجزيرة نت "هذا الإنجاز تم بناؤه على ما تحقق في أبحاث سابقة، تمكنا خلالها، على مدى السنوات الأخيرة، من تطوير أدوات تعتمد على نبضات ضوئية فائقة السرعة تقاس بوحدة (أتوثانية)، وهي جزء من مليار مليار من الثانية"

ويضيف "وقد مكنتنا هذه الأدوات من التحكم في حركة الإلكترونات داخل المواد في لحظات قصيرة جدا. وكان السؤال الذي يطرح علي دائما: كيف يمكن نقل هذا العمل إلى المجال التطبيقي؟ ويمثل الترانزستور الضوئي الجديد إجابة عملية على هذا السؤال".

الإلكترونيات البصرية المستقبلية ستتم إدارتها بواسطة الذكاء الاصطناعي (محمد ثروت حسن) البناء على ما سبق

واستخدم حسن وفريقه ما تعلموه في الأبحاث السابقة، لإجراء تعديلات على الترانزستورات الضوئية المتوفرة بالأسواق والمصنوعة من مادة الجرافين، كي تستطيع أن تحقق  مبدأ "النفق الكمي" في عملها، وهي ظاهرة ميكانيكية كمومية تسمح للإلكترونات بعبور حواجز طاقة لا يمكنها تجاوزها بالوسائل التقليدية.

إعلان

ويتكون الترانزستور الضوئي المطور من طبقتين من الجرافين وبينهما طبقة من السيليكون، وهذا التصميم يسمح بمرور الإلكترونات بين الجرافين والسيليكون عبر ظاهرة النفق الكمي، وباستخدام نبضات ليزر قصيرة جدا (6.5 فيمتو ثانية).

وقام الباحثون بتوليد تيار لحظي في الترانزستور عبر ظاهرة التحفيز الضوئي والكمومي، مما سمح بتحكم فائق السرعة في تدفق الإلكترونات، وبزمن قدره 630 أتوثانية فقط، أي ما يعادل سرعة 1.6 بيتاهيرتز.

ويقرب حسن ما فعلوه بمثال توضيحي قائلا "تخيل أن الإلكترون يشبه متزلجا على الجليد يريد عبور تلة عالية، ففي الظروف العادية، يحتاج إلى طاقة كبيرة ليصعد فوق التلة، لكن النفق الكمي يسمح له بالظهور فجأة على الجانب الآخر من التلة، من دون الحاجة لتسلقها ، كأنه اخترقها".

مراجعة نتائج البحث الأخير مع أحد أعضاء الفريق (محمد ثروت حسن ) تأكيد ظاهرة النفق الكمي

وتأكد الباحثون من أن التيار ينتج عن نفق كمي، وذلك عبر قياس منحنيات الجهد والتيار مع وبدون الليزر، وأظهر الفارق بين المنحنيين أن التيار ينتج عن نفق كمي، أي أن الإلكترونات تتخطى الحاجز دون طاقة كافية، بفضل الليزر.

ولم يكتفوا بذلك، بل تحكموا في شدة التيار بواسطة الليزر، فكلما زادوا من شدة الليزر لاحظوا أن شدة التيار تزيد، مما يدل على إمكانية التحكم الكامل في التيار بالضوء.

وقطع الفريق البحثي خطوة أبعد من ذلك، عبر تنفيذ ما يُعرف بـ"البوابات المنطقية" داخل الترانزستور الجديد، وهي اللبنات الأساسية التي تعتمد عليها جميع العمليات داخل الحواسيب، وقد فعلوا ذلك عبر دمج التيار الناتج عن نبضات الليزر الفائقة السرعة مع تيار كهربائي خارجي داخل جهاز واحد.

ولتقريب الصورة، تخيل أن الترانزستور الجديد مثل بوابة ذكية لا تفتح إلا عند استلام إشارتين: الأولى من ضوء الليزر، والثانية من التيار الكهربائي، فإذا أردنا تنفيذ بوابة منطقية من النوع "و"، فإن البوابة لا تفتح إلا عند وصول الإشارتين معا، أما في بوابة من النوع "أو"، فيكفي وصول أي إشارة منهما لتفتح.

إعلان

ويقول الدكتور حسن "هذا الدمج غير المسبوق بين الضوء والكهرباء، وباستخدام مادة الجرافين والنفق الكمي، قد يمهد الطريق نحو حواسيب تعمل بسرعات خارقة لم تعرفها البشرية من قبل".

والمميز في هذا العمل، ليس فقط هذه النتائج غير المسبوقة، ولكن أيضا إجراء كل هذه التجارب في بيئة عادية (درجة حرارة وضغط الغرفة)، وهو ما يعني بحسب د.حسن، أن التقنية الجديدة قابلة للتطبيق الصناعي وليس فقط في المختبر.

رسم توضيحي للترانزستور الضوئي بيتا هيرتز (محمد ثروت حسن) الدمج في رقائق إلكترونية

وعن الخطوة القادمة في هذا العمل، يقول د.حسن "سيكون مشروعنا التالي، الذي قد يشهد تعاونا مع شركاء في الصناعة، هو دمج الترانزستور المطور في رقائق إلكترونية تكون قابلة للاستخدام في جميع الإلكترونيات، لنقل الحوسبة إلى عصر البيتاهيرتز".

ويوضح أن تحقيق ذلك سيكون له انعكاس في العديد من المجالات منها:

أولا:  سرعة معالجة خارقة تتيح تنفيذ عمليات حسابية ومعالجة بيانات في أجزاء من الأتوثانية (جزء من مليار مليار من الثانية)، وهو ما يعادل استجابة فورية تقريبا. ثانيا: تصغير حجم المعالجات دون التضحية بالأداء، مما يؤدي إلى أجهزة إلكترونية أصغر حجما وأكثر كفاءة، من الهواتف إلى الروبوتات. ثالثا: تسريع زمن المعالجة، بما يعني قدرة أكبر على تشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي بسرعة قياسية، مما يعزز قدراتها في التعلم، التحليل، والتنبؤ. رابعا: تمكين علماء الفيزياء، الأحياء، والطب من إجراء محاكاة لأمور معقدة مثل تصميم الأدوية، الطقس، الجزيئات والنجوم بسرعات غير ممكنة حاليا. خامسا: أنظمة القيادة الذاتية، الجراحة عن بُعد، والشبكات الأمنية ستستفيد من أزمنة استجابة فورية تقريبا، ما يحسن السلامة والدقة.

مقالات مشابهة

  • تحدث بهذه المناطق.. عالم هولندي يحذر من سلسلة زلازل خلال أسبوع
  • بحضور النائب محمد أبو العينين.. وزير العمل يشارك في احتفالية عيد العمال
  • «العيب في مين».. صلاح عبد الله يعلق على عدم شعوره بالزلزال
  • صلاح عبد الله يعلق بفُكاهة على عدم شعوره بالزلزال : ياترى العيب فيا ولا فيه؟
  • تحذيرات علمية أم تنبؤات فلكية؟.. زلزال اليونان يُعيد الجدل حول عالم الزلازل الهولندي
  • عبر النفق الكمي.. عالم مصري يقفز بالحوسبة لتصبح أسرع مليون مرة
  • المرونة.. مفتاح العمل المناخي في عالم مضطرب
  • «ياس الترفيهية» مراكز معتمدة لـ«التوحد»
  • مؤسسة أبو العينين للنشاط الاجتماعي والثقافي تعقد امتحان محو أمية بالتعاون مع تعليم الكبار
  • من يرافق ترامب في زيارته إلى السعودية؟