عربي21:
2025-12-14@00:27:06 GMT

الصناعة المصرية بين الواقع والأماني

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام المنتدى والمعرض الثالث للصناعة في مصر إلى تعزيز استخدام المكونات المحلية في الصناعة، باعتبار ذلك نجاحا للصناعة المصرية، ويدعم الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على الواردات.

وهذا الكلام في ظاهره يمثل أمرا هاما لأي دولة، فقوة الدولة الاقتصادية ترتبط ارتباطا وثيقا بالتصنيع لا سيما الصناعة التحويلية، واستخدام الدولة مواردها الطبيعية في تعزيز التصنيع الذي يلبي حاجة الداخل، ويعزز الصادرات للخارج.



إن الاعتماد على المكونات المحلية في التصنيع تتعدد منافعه للدولة، فهو يسهم في الحد من الواردات، ويحفز الصناعة الوطنية، ومن ثم دعم الشركات المحلية، فضلا عن توفيره فرص عمل والحد من مشكلة البطالة، إضافة إلى تنمية الصادرات، وهو ما يصب في نهاية المطاف في أمر مهم ومطلوب وهو الحد من استنزاف العملة الصعبة المستخدمة في استيراد المواد الخام أو المنتجات الوسيطة، وزيادتها من جانب آخر من خلال زيادة الصادرات.

الحكومة نفضت يدها من الصناعات المهمة واتجهت إلى الخصخصة للمشروعات الناجحة، ومع ذلك فإن الصناعة المصرية بصفة عامة تعتمد اعتمادا كبيرا على استيراد العديد من مكوناتها، والتي تختلف من قطاع صناعي لآخر
ومع ذلك، فإن هذا الأمر في عمومه ليس سهلا بل تقابله العديد من التحديات، من حيث توافر هذه المكونات أصلا داخل البلد، وإذا توفرت فإن الأمر يحتاج إلى قياس جودتها وتكلفتها مقارنة مع المستورد منها، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتوقف كذلك على طبيعة البنية التحتية الصناعية، وما إذا كانت الصناعة الوطنية تمتلك التكنولوجيا والقدرات الإنتاجية الكافية.

والناظر إلى واقع الصناعة المصرية يجد أن الحكومة نفضت يدها من الصناعات المهمة واتجهت إلى الخصخصة للمشروعات الناجحة، ومع ذلك فإن الصناعة المصرية بصفة عامة تعتمد اعتمادا كبيرا على استيراد العديد من مكوناتها، والتي تختلف من قطاع صناعي لآخر.

وتشير التقديرات إلى أن قطاع الصناعات الهندسية والإلكترونية يستورد مكوناته بنسبة تتراوح بين 60 و70 في المائة، كما يستورد قطاع الصناعات الدوائية حوالي 90 في المائة من مكوناته، ويستورد قطاع الصناعات الغذائية نسبة 20 إلى 40 في المائة من مكوناته، ويستورد قطاع السيارات نسبة 50 إلى 60 في المائة من مكوناته.

وهذا الواقع نتيجة طبيعية لضعف الإنتاج المحلي للعديد من المكونات الصناعية، وقلة الاستثمار في الصناعات المغذية، وضعف البنية التكنولوجية، والبنية التحتية الصناعية، وتحجيم القطاع الخاص في ظل عسكرة الاقتصاد.

وتشير البيانات الرسمية عن العام المالي 2023-2024م إلى أن الصادرات المصرية بلغت قيمتها حوالي 32.5 مليار دولار، في حين بلغت الواردات المصرية 72.1 مليار دولار، وهو ما يعني تنامي العجز في الميزان التجاري ممثلا في الفجوة بين الواردات والصادرات، ليصل إلى 39.6 مليار دولار مقارنة بـ31.9 مليار دولار في العام المالي 2022-2023م، مما يعكس تحديات في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الخارج.

مصر بسواعد أبنائها قادرة على تلبية حاجتها، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى أمن نفسي ومادي، من خلال الاستقرار المجتمعي والمصالحة المجتمعية، وتقديم أهل الخبرة على أهل الولاء، ووضع الجيش في مكانته العسكرية التي تتلاءم مع مكانته ومع مهامه في حراسة الحدود، وتشجيع رأس المال الوطني قبل الأجنبي، والتعامل مع رأس المال الأجنبي وفقا للمصالح المتبادلة والاستفادة منه في التكنولوجيا المتطورة
إن التوجه إلى تعزيز استخدام المكونات المحلية في الصناعة لا يحتاج إلى كلام بقدر الحاجة إلى العمل ووضع خطة شاملة تتضمن تطوير الصناعات المحلية، وتحسين البنية التحتية الصناعية، وتعزيز الصناعات المكملة والمغذية، ودعم الابتكار لرفع جودة المنتجات، وفتح المجال بقوة لعمل القطاع الخاص، والحد من توغل العسكر في الاقتصاد.

بل إن الفرصة سانحة للجيش المصري لدعم الصناعة، ولا نقصد بذلك الصناعة المدنية بل الصناعة الحربية والتميز فيها، والقدرة على الاستفادة من الموارد المحلية في التصنيع لحماية الداخل والتصدير للخارج، وهو ما سوف يمثل نقلة نوعية في التسليح العسكري، جنبا إلى جنب مع دور القطاع الخاص في تعزيز الصناعة المدنية.

إن مصر بسواعد أبنائها قادرة على تلبية حاجتها، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى أمن نفسي ومادي، من خلال الاستقرار المجتمعي والمصالحة المجتمعية، وتقديم أهل الخبرة على أهل الولاء، ووضع الجيش في مكانته العسكرية التي تتلاءم مع مكانته ومع مهامه في حراسة الحدود، وتشجيع رأس المال الوطني قبل الأجنبي، والتعامل مع رأس المال الأجنبي وفقا للمصالح المتبادلة والاستفادة منه في التكنولوجيا المتطورة، وليس ببيع أصول الدولة لأجانب يتحكمون فيها بالاحتكار، ويمسون سيادة البلاد ومعيشة العباد.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري الصناعة الاقتصاد مصر اقتصاد صناعة انتاج مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصناعة المصریة ملیار دولار المحلیة فی رأس المال یحتاج إلى فی المائة

إقرأ أيضاً:

مجلس الوزراء يوافق على استكمال إجراءات حل نزاعات المديونية الخاصة بمبني قصر القطن بالإسكندرية

 وافق مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي على استكمال الإجراءات والخطوات المتعلقة بحل النزاعات وتسوية المديونية الخاصة بمبني قصر القطن بمحافظة الإسكندرية.

وتأتى هذه الموافقة في إطار الجهود المبذولة لاستغلال أصول الدولة، وتعظيم الاستفادة منها، وذلك بالنظر لما تمثله هذه الأصول المعطلة وغير المستغلة من فرص استثمارية كبيرة، مع إنهاء المشكلات المتعلقة بها وإعادة تأهيلها وتقييمها، بما يحقق المزيد من العوائد من خلال الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص.

كما وافق المجلس على طلب وزارة النقل، بشأن قيام الهيئة القومية لسكك حديد مصر باستثمار 15 قطعة أرض من الأراضي المملوكة لها بإجمالي مساحة 73.2 ألف م2، في محافظات الإسماعيلية، والمنيا، وسوهاج، والسويس، والإسكندرية، والغربية، وأسيوط، والدقهلية، من خلال التصرف فيها بنظام البيع بحصة في الأرض، وذلك اتصالًا بخطة الوزارة للعمل على تعظيم قدرات الهيئة القومية لسكك حديد مصر باستثمار أصولها غير المستغلة وغير المطلوبة للتشغيل لتطوير هذا المرفق المهم. 

كما اعتمد مجلس الوزراء محاضر اجتماعات اللجنة العليا للتعويضات أرقام 96 و97 و98 و99 المنعقدة بتاريخ 10 نوفمبر 2025، بشأن التعويضات في عقود المقاولات والتوريدات والخدمات العامة.

ووافق مجلس الوزراء على تعديل قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 104 لسنة 2023، الصادر تنفيذًا لحكم المادة 11 من قانون الاستثمار، بتحديد توزيع القطاعات الفرعية لأنشطة الاستثمار في القطاعين (أ)، و(ب)، وذلك من خلال إضافة عدد من القطاعات الفرعية لأنشطة الاستثمار الواردة في قطاع الصناعة.

وتضمنت إضافة القطاعات الفرعية لأنشطة الاستثمار في قطاع الصناعة إلى القطاع (أ)، كافة أنواع السيارات والمركبات، وحامض الكبريتيك المركز، وإنتاج مركزات أو معجون الفاكهة والخضر الطازجة، وصناعة المواتير، والمحركات الكهربائية، ومبخرات الثلاجة، وألواح الصاج الخاصة بصناعة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، وكباسات التبريد، وصناعة المواسير والأنابيب، فيما تضمنت القطاعات الفرعية لأنشطة الاستثمار في قطاع الصناعة المضافة إلى القطاع (ب)، كافة أنواع السيارات والمركبات، وحامض الكبريتيك المركز، وإنتاج مركزات أو معجون الفاكهة والخضر الطازجة، ومبخرات الثلاجة. 

وتأتي هذه الموافقة في إطار جهود جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، وما يتضمن ذلك من إتاحة المزيد من المحفزات والتيسيرات لعدد من القطاعات الصناعية والإنتاجية التي تمثل أولوية لدي الدولة المصرية خلال هذه الفترة، حيث تسهم التعديلات في إضافة العديد من الأنشطة الفرعية الجديدة لأنشطة الاستثمار في قطاع الصناعة، والتوسع في القطاعات التي تتمتع بالحوافز والتيسيرات الممنوحة وفقا لقانون الاستثمار.

طباعة شارك مصطفى مدبولي النزاعات استثمارية فرص

مقالات مشابهة

  • شريف الجبلي: صناعة البلاستيك تواجه تحديات عالمية دون الإضرار بالصناعة المحلية
  • إشادة أممية بتسارع جهود توطين الصناعة في سلطنة عُمان
  • «الإمارات للدواء» توقّع مذكرة تفاهم مع وزارة الصناعة والتجارة الروسية
  • تركيا تختبر صاروخ طيفون.. خطوة متقدمة في قدرات الردع المحلية
  • "الغرف التجارية": الصناعات المغذية مفتاح نهضة الصناعة الوطنية
  • شريف الجبلي: صناعة البلاستيك تواجه تحديات نسعى لحلها بالتعاون مع وزارة البيئة
  • وزير الصناعة يجري محادثات ثنائية مع نظيرته التونسية 
  • وزير الصناعة والنقل: أسعار الطاقة في مصر أقل من الهند والمغرب وتركيا
  • تعاون جديد بين قطاع الأعمال والتضامن لدعم الصناعة والتمكين الاقتصادي للمرأة
  • مجلس الوزراء يوافق على استكمال إجراءات حل نزاعات المديونية الخاصة بمبني قصر القطن بالإسكندرية