الكفرة تواجه أزمة إنسانية حادة مع تجاوز النازحين عدد سكانها
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
ليبيا – أكد مسعود عبد الله، عضو المجلس البلدي الكفرة، أن المدينة تعاني أوضاعًا إنسانية حادة، خاصة مع تدفق أعداد كبيرة من النازحين تجاوزت سكان المدينة نفسها، مشيرًا إلى أن الظروف تزداد سوءًا مع فصل الشتاء والطقس البارد.
أزمة النزوح وأرقام صادمةوفي تصريحاته لقناة “ليبيا الأحرار“، أوضح عبد الله أن أعداد النازحين في الكفرة تتجاوز 100 ألف شخص، مع دخول ما بين 400 و500 نازح جديد يوميًا.
وأشار عبد الله إلى أن الحكومة قدمت مساعدات جزئية، لكنها لا تكفي لتغطية احتياجات هذا العدد الهائل من النازحين. وأضاف أن المرافق الصحية في المدينة، المصممة لخدمة 60 ألف شخص، تجد نفسها الآن أمام أكثر من 160 ألف شخص، مع نقص حاد في الأدوية، المعدات الطبية، والأطباء.
وأوضح أن الاحتياجات العاجلة تشمل الجوانب الصحية والإنسانية، من أغطية وملابس شتوية إلى توفير المياه والكهرباء ومراكز الإيواء. كما شدد على الحاجة الملحة لحليب الأطفال والإسعافات الأولية، مشيرًا إلى أن المدينة تعاني من انتشار الأوبئة، مثل الكبد والإيدز والدرن.
رسالة للجهات المسؤولةووجه عبد الله رسالة إلى الجهات المسؤولة في ليبيا، مطالبًا بتركيز الجهود على دعم المجلس البلدي وغرفة الطوارئ لتوفير ما تحتاجه المدينة والنازحين، مؤكدًا أن الكفرة أصبحت الآن مدينة يبلغ عدد سكانها 200 ألف، ما يتطلب دعمًا كبيرًا من جميع الجوانب.
الأبعاد التاريخية والإنسانيةوفي سياق حديثه، أشار عبد الله إلى العلاقة التاريخية بين سكان الكفرة والمناطق المجاورة مثل السودان وتشاد، موضحًا أنه لا يمكن التفكير في منع دخول النازحين الفارين من الحروب والمآسي، مذكّرًا بوقوف هذه الدول إلى جانب الليبيين خلال الغزو الإيطالي. واختتم قائلاً: “ما نطلبه هو أن تسعفنا المنظمات الدولية والحكومات بشكل عاجل لإنقاذ الأوضاع”.
متابعات المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
القضاء الليبي يعيد المشري رئيسًا للمجلس الأعلى للدولة ويفتح باب أزمة جديدة
أصدرت المحكمة العليا في ليبيا، الإثنين، حكمًا نهائيًا بحسم النزاع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، قضت فيه بإعادة خالد المشري إلى منصبه، واعتبار انتخاب مفتاح تكالة مخالفًا للإجراءات القانونية المعمول بها، في خطوة قد تعيد ترتيب أوراق المشهد السياسي الليبي المأزوم، وسط ترحيب من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بالقرار القضائي.
وحكمت "الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا ببطلان جلسة انتخاب مفتاح تكالة رئيسًا للمجلس الأعلى للدولة، لوجود مخالفات للإعلان الدستوري والنظام الداخلي، معتبرة أن المشري يبقى الرئيس الشرعي للمجلس إلى حين انتخاب رئيس جديد وفق الإجراءات المعتمدة".
عقيلة صالح يرحّب بالحكم
وفي أول رد فعل رسمي من مجلس النواب، رحّب رئيسه عقيلة صالح بالحكم الصادر عن المحكمة العليا، معتبرًا إياه "خطوة مهمة نحو إنهاء حالة الانقسام المؤسساتي وتعزيز سلطة القانون". وأكد صالح في بيان صحفي أن "احترام القضاء واجب على الجميع، وأن المرحلة تتطلب مزيدًا من التوافق السياسي تمهيدًا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".
ويأتي موقف صالح على خلاف التوقعات، إذ كان يُعتقد أن البرلمان لن يتعامل مجددًا مع المشري، في ظل الخلافات المتكررة بين الطرفين. إلا أن هذا الترحيب قد يعكس محاولة لفتح صفحة جديدة في العلاقة بين مجلسي الدولة والنواب، برعاية أممية.
هل يقبل تكالة بالحكم؟
في المقابل، لم يصدر عن مفتاح تكالة أي موقف رسمي بعد، فيما نقل مقربون منه أنه "يستغرب صدور الحكم رغم وجود طعون قانونية عالقة"، مشيرين إلى أن بعض الأعضاء المؤيدين له داخل المجلس يدرسون خطوات تصعيدية، مثل عقد جلسة جديدة أو التوجه إلى الطعن مجددًا.
وكان تكالة قد انتُخب رئيسًا للمجلس الأعلى للدولة في أغسطس 2023، في جلسة مثيرة للجدل قاطعها أكثر من ثلث الأعضاء، وهو ما شكّك في شرعيتها القانونية.
تداعيات سياسية محتملة
وقد يسهم الحكم بإعادة المشري في إعادة التوازن للمشهد السياسي إذا استُغلّ لدفع مسار الحوار السياسي، خاصة أن المشري شريك أساسي في الحوارات السابقة، ويتمتع بدعم قوى دولية. إلا أن بقاء الانقسام داخل المجلس، ووجود كتلة داعمة لتكالة، قد يؤدي إلى تصعيد داخلي جديد يربك المسار المؤسسي.
كما يُخشى أن يؤدي استمرار الخلافات داخل "الأعلى للدولة" إلى إضعاف أي جهود مشتركة مع مجلس النواب، ما قد يؤخر الاتفاق على القاعدة الدستورية، وبالتالي يؤجّل تنظيم الانتخابات التي ترعاها البعثة الأممية والمجتمع الدولي.
البعثة الأممية تتابع
من جهتها، تتابع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) هذه التطورات، دون صدور تعليق رسمي حتى الآن. وكانت البعثة قد شددت في أكثر من مناسبة على ضرورة احترام قرارات القضاء، واعتماد الشفافية والشرعية المؤسسية لحل النزاعات بين الأطراف.
نبذة عن الشخصيات والمؤسسات
خالد المشري: رئيس المجلس الأعلى للدولة منذ 2018، وقيادي في حزب العدالة والبناء، شارك في عدة جولات حوارية مع مجلس النواب، ويُعد من أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي الغربي.
مفتاح تكالة: رئيس سابق للمجلس الأعلى للقضاء، تم انتخابه رئيسًا للمجلس الأعلى للدولة عام 2023 في جلسة مثيرة للجدل، ويُنظر إليه كمقرّب من تيارات رافضة لهيمنة الإسلاميين على المجلس.
عقيلة صالح: رئيس مجلس النواب الليبي منذ 2014، يمثل التيار الشرقي المدعوم من الجيش بقيادة خليفة حفتر، وله دور أساسي في صياغة القوانين ومناقشة خارطة الطريق الانتخابية.
المجلس الأعلى للدولة: هيئة استشارية ناتجة عن اتفاق الصخيرات، مقرها طرابلس، تقوم بدور رقابي واستشاري في العملية السياسية، وتشارك مجلس النواب في صياغة القوانين الدستورية والانتخابية.
مجلس النواب: السلطة التشريعية الرئيسية في ليبيا، مقره طبرق، ويتولى مناقشة واعتماد القوانين، ويشارك في اختيار الحكومات وتعديل الإعلان الدستوري.
شرعية منقوصة ومشهد مأزوم
يأتي قرار المحكمة في وقت بالغ الحساسية، وسط حالة من التآكل الشرعي في المؤسسات السياسية الليبية، وانقسام متجدد يعرقل الوصول إلى خارطة طريق واضحة للانتخابات. ومع تمسّك كل طرف بمواقفه، يبقى الحل مرهونًا بمدى قبول الأطراف بالحكم القضائي، واستعدادها لإعادة إحياء المسار السياسي وفق توافقات دستورية تضمن تجديد الشرعية عبر صناديق الاقتراع.