شهدت محافظة البحر الأحمر، اليوم، انطلاق قافلة دعوية مكثفة بقيادة مجموعة من واعظات الأزهر الشريف تحت إشراف مجمع البحوث الإسلامية، وبمشاركة عدد من الوعاظ، وذلك ضمن استراتيجية الأزهر للتصدي للتحديات الفكرية والاجتماعية وتعزيز القيم الوسطية.

القافلة، التي ترأستها الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لشئون الواعظات، بدأت أولى فعالياتها ببرنامج توعوي شامل، استهدف عدة مناطق حيوية بالمحافظة.

 

وركزت الفعاليات على مناقشة قضايا اجتماعية هامة مثل دور الإنسان في إعمار الأرض، وتحقيق السعادة المجتمعية، وتقسيم المسئوليات داخل الأسرة والمجتمع، بهدف دعم الروابط المجتمعية وتعزيز ثقافة التماسك والاعتدال.

تواصل مباشر مع المجتمع
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة إلهام شاهين أن القافلة حرصت على التواجد في مواقع حيوية بالمحافظة، مثل كلية التربية بجامعة الغردقة، ومديرية الصحة، وعدد من المستشفيات، بهدف التفاعل المباشر مع شرائح مختلفة من المجتمع، لا سيما النساء والفتيات.

 وأكدت أن اللقاءات شهدت جلسات نقاشية مفتوحة وفعاليات عملية لتعزيز مفاهيم الأسرة الصالحة، ونشر الوعي بأسلوب يناسب متطلبات الحياة المعاصرة.

رسالة الأزهر ودوره المجتمعي
من جانبه، صرّح فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بأن هذه القافلة تأتي في إطار الجهود المستمرة للأزهر الشريف لنشر مفاهيم الإسلام الوسطية، ومواجهة الأفكار المتطرفة التي تهدد استقرار المجتمع. 

وأشار إلى أن القوافل الدعوية تسعى لتحقيق تأثير فعّال من خلال التواصل المباشر مع المواطنين، بما يُسهم في بناء مجتمع واعٍ وقادر على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية.

أسبوع من التوعية المكثفة
جدير بالذكر أن القافلة، التي انطلقت أمس الثلاثاء، ستستمر على مدار أسبوع كامل، متنقلة بين مدن البحر الأحمر وقراها، حيث ستنظم فعاليات متنوعة تستهدف تعزيز الفهم الصحيح للقضايا الفكرية والاجتماعية، بما يدعم الاستقرار المجتمعي ويعزز قيم الاعتدال.

تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة جهود الأزهر المتواصلة لإعادة بناء مفاهيم مجتمعية سليمة، وتحقيق تنمية فكرية وروحية تُسهم في تقوية النسيج الاجتماعي للمجتمع المصري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قافلة دعوية مجمع البحوث محافظة البحر الأحمر المزيد المزيد

إقرأ أيضاً:

د. منال إمام تكتب: المرأة المصرية.. حارسة القيم ومصدر التوازن الأسري في زمن التحولات

تُمثّل الأسرة البنية التحتية الأخلاقية والوجدانية لأي مجتمع، فهي المدرسة الأولى التي يُبنى فيها الوعي، وتتكوَّن فيها الشخصية، وتتبلور فيها القيم والسلوكيات. في حضنها يتعلم الإنسان معنى الانتماء، ويكتسب أدوات التفاعل مع ذاته ومحيطه، ولهذا كان الحفاظ على تماسك الأسرة مرادفًا لصيانة استقرار المجتمع وتنميته.
وفي قلب هذه المنظومة، تقف المرأة المصرية شامخة بدورها المتجذر، لا كمجرد عنصر داخل الأسرة، بل كروح تنبض فيها الحياة، وعقل يرشدها، وضمير يقيها من الانهيار أمام العواصف الاجتماعية والثقافية.
منذ فجر الحضارات، أثبتت المرأة المصرية مكانتها الرفيعة. ففي مصر الفرعونية، لم تكن المرأة مجرد تابع، بل شريكة في الحكم والتعليم والتدبير، تُقدّر كأم وملهمة وزوجة ومعلمة. وعبر العصور الإسلامية، ازدادت مكانتها رسوخًا، فكانت نموذجًا للحكمة والصبر والتضحية، ومصدرًا لتربية الأجيال على الفضيلة والانتماء.
ومع تطوّر الزمن ودخول المجتمع المصري في معترك القرن الحادي والعشرين، بدأت الأسرة تواجه تحديات عميقة تمس جوهر القيم التي نشأت عليها، وكان للمرأة النصيب الأوفر من المواجهة والعبء.

عولمة القيم وتحدي الازدواجية

أدخلت العولمة أنماطًا ثقافية مستوردة قد لا تنسجم دائمًا مع الروح الأصيلة للأسرة المصرية. فتولد صراع صامت داخل الأبناء بين ما يُغرس فيهم داخل البيت من مبادئ، وما يواجهونه خارجه من مفاهيم مغايرة، مما خلق ازدواجية تربوية تهدد بتآكل القيم.

وسائل التواصل الاجتماعي: الاتصال الذي فرّق

رغم أن هذه الوسائل قرّبت المسافات، إلا أنها في كثير من الأحيان باعدت بين القلوب داخل الأسرة الواحدة. فقد أفرزت أنماطًا من العزلة الرقمية، وأعادت تشكيل العلاقات داخل البيت، ودفعت القيم الفردانية والاستهلاكية إلى الواجهة، على حساب التضامن الأسري والانتماء الجمعي.

التحديات الاقتصادية: عبء مزدوج على كاهل المرأة

أمام تزايد الضغوط الاقتصادية، اضطرت ملايين النساء إلى خوض سوق العمل، دون أن يُخفف عنهن عبء رعاية الأسرة. فوقعن في مأزق التوفيق بين العمل والبيت، وبين الذات والواجب، وهو ما أسهم أحيانًا في اهتزاز المنظومة الأسرية وارتفاع معدلات الطلاق، وتبدّل بعض المفاهيم المرتبطة بالزواج والأسرة.

المرأة المصرية... خط الدفاع الأخير عن القيم

وبرغم كل هذه التحديات، ورغم تعدد الأدوار لم تتخلَّ المرأة المصرية عن دورها. بل واجهت التغيرات بوعي متنامٍ، مستندة إلى إرث ثقافي عريق وتجربة تاريخية فريدة، متمسكة بجوهر هويتها الدينية والوطنية. فقد أثبتت أنها ليست مجرد متلقٍ للتغيرات، بل فاعل رئيسي قادر على تهذيبها وتكييفها بما يخدم استقرار الأسرة واستمرار نهضة المجتمع.
ولذا، فإن دعم المرأة المصرية وتمكينها ليس ترفًا اجتماعيًا، بل ضرورة وطنية. فتمكينها ثقافيًا واقتصاديًا هو تمكين للأسرة ذاتها، وللمجتمع بأسره. إنها الحارسة التي تحفظ التوازن بين الأصالة والتجديد، بين الروح والقانون، بين القلب والعقل.
 

طباعة شارك الأسرة المرأة المصرية العواصف الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • تفاصيل قافلة طبية شاملة رعاية المرضى بالبصراط مركز المنزلة في الدقهلية
  • مناقشة تعزيز دور المجتمع في تنفيذ المبادرات المجتمعية في ريمة
  • كشف وعلاج بالمجان لـ541 مواطنًا في قافلة طبية مجانية بالبحيرة
  • الهلال الأحمر المصري يُطلق قافلة طبية ونفسية شاملة إلى قرية كفر السنابسة بالمنوفية
  • "القيادة الآمنة".. حملة قومية لتوعية السائقين بمخاطر المخدرات بالتعاون بين صندوق مكافحة الإدمان والهلال الأحمر
  • الكشف على 687 مواطن في قافلة طبية مجانية لجامعة جنوب الوادي
  • ندوة العلمية بعدن : تناقش دور الصكوك الإسلامية في تعزيز السياسات المالية والنقدية وتحقيق التنمية المجتمعية” باليمن
  • جامعة مدينة السادات تنظم قافلة طبية بقرية كفر قرشوم
  • «الموانئ والجمارك» تتوّج بجائزة «القائد العالمي في المسؤولية المجتمعية»
  • د. منال إمام تكتب: المرأة المصرية.. حارسة القيم ومصدر التوازن الأسري في زمن التحولات