في تقرير لصحيفة لوفيجارو، تم تسليط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها فرنسا في منطقة الساحل الإفريقي، حيث شهدت باريس تراجعًا كبيرًا في نفوذها التقليدي لصالح قوى أخرى، وعلى رأسها روسيا.

وفقًا للتقرير، لعبت الانقلابات العسكرية الأخيرة في دول مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو دورًا حاسمًا في تغيير موازين القوى، فهذه الدول، التي كانت تعد سابقًا من بين أبرز حلفاء فرنسا في المنطقة، شهدت تحولات سياسية جذبت اهتمام قوى دولية بديلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا استفادت بشكل كبير من هذا التحول، حيث عملت على ملء الفراغ الذي خلفه التراجع الفرنسي. عبر تقديم الدعم للأنظمة الجديدة في هذه الدول وتوفير المساعدات العسكرية، عززت موسكو وجودها ونفوذها في الساحل، وهو ما أدى إلى تقليص الدور الفرنسي التقليدي في المنطقة.

وأوضح التقرير أيضًا أن انسحاب فرنسا العسكري من بعض المناطق وتعليق شراكاتها مع هذه الدول ساهم في تسريع هذا التراجع. كما تواجه باريس انتقادات داخلية وخارجية بشأن استراتيجيتها في إفريقيا، مما يزيد من تعقيد الوضع.

وأشار إلى أن هذا التحول يعكس تغيرًا أوسع في موازين القوى العالمية، حيث باتت منطقة الساحل ساحة للتنافس بين القوى التقليدية والجديدة، مما يضع مستقبل النفوذ الفرنسي في إفريقيا على المحك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا الساحل أفريقيا المزيد المزيد

إقرأ أيضاً:

المغرب والإتحاد الأوروبي يعززان التنسيق بشأن منطقة الساحل

زنقة 20 | الرباط

استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يومه الجمعة بالعاصمة الرباط، جواو غوميش كرافينيو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، في لقاء رفيع المستوى خصص لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي في ما يخص التحديات الأمنية والتنموية بمنطقة الساحل.

وخلال هذا اللقاء، نوّه المسؤول الأوروبي بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في استقرار المنطقة، مؤكداً أن المملكة تُعد “شريكاً استراتيجياً بالغ الأهمية للاتحاد الأوروبي” في مواجهة التحديات المتصاعدة التي تشهدها منطقة الساحل، لاسيما ما يتعلق بالإرهاب، والجريمة المنظمة، والهجرة غير النظامية، وتغير المناخ.

وشكّل الاجتماع فرصة لاستعراض التقارب المتزايد في الرؤى بين الرباط وبروكسيل بخصوص القضايا الإقليمية، لاسيما تلك التي تهم الأمن والتنمية المستدامة والحوكمة في دول الساحل. كما تم التأكيد على أهمية تنسيق الجهود الدبلوماسية والأمنية في إطار رؤية شمولية تراعي السياقات المحلية والإقليمية، مع تعزيز الدعم الأوروبي للمبادرات التي يقودها المغرب لصالح استقرار المنطقة.

وفي هذا السياق، جدد بوريطة التأكيد على أن الاستقرار في الساحل يتطلب مقاربة متعددة الأبعاد، تراعي الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا تقتصر فقط على الجانب الأمني، مشيراً إلى أن المغرب يضع إفريقيا والساحل في صلب استراتيجيته الدبلوماسية والتعاون جنوب-جنوب.

من جانبه، أبرز كرافينيو أن الاتحاد الأوروبي يعوّل على الشراكة المتقدمة التي تجمعه بالمغرب من أجل بناء فضاء إقليمي أكثر أمناً واستقراراً، مشيداً بالمبادرات المغربية المتعددة التي تعزز التضامن والتعاون مع الدول الإفريقية، وخاصة في مجالات التكوين، والتمكين الاقتصادي، وتعزيز المؤسسات.

يأتي هذا اللقاء في سياق إقليمي ودولي حساس، يتميز بتصاعد التوترات الأمنية في منطقة الساحل عقب الانقلابات المتتالية في عدد من الدول الإفريقية، وتزايد نشاط الجماعات المتطرفة، وتراجع الحضور الدولي في المنطقة بعد انسحاب بعض القوى الكبرى، ما يفسح المجال أمام قوى إقليمية صاعدة كالمغرب للعب أدوار استراتيجية متقدمة.

مقالات مشابهة

  • تغييرات سياسية وضغوط متصاعدة وتحذيرات أمنية..ماذا يحدث في إفريقيا؟
  • سياسي إسرائيلي يهاجم الرئيس الفرنسي بسبب موقفه من الدولة الفلسطينية
  • أمن مضطرب واقتصاد متسارع.. آخر مستجدات الأوضاع في إفريقيا
  • الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماكرون في مواجهة جينيه: ماذا تبقى من الضمير الفرنسي؟
  • ماكرون يدعو إلى تحالف آسيوي أوروبي جديد في ظل التنافس الأمريكي الصيني
  • تقرير: بعثة الأمم المتحدة فقدت دورها وشرعيتها وتُكرر الفشل في ليبيا
  • حوار شانغريلا.. وزير الدفاع الأمريكي يدعو الآسيويين لزيادة الإنفاق العسكري
  • ممثل خاص للاتحاد الأوروبي: نضطلع مع المغرب بدور مهم في منطقة الساحل
  • إسرائيل تعلق على "ضربات" الساحل السوري.. وتكشف الأهداف
  • المغرب والإتحاد الأوروبي يعززان التنسيق بشأن منطقة الساحل