أنصار الله وحزب الله ونصر من الله
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في خطوة متوقعة وافق الكيان المحتل على هدنة –وقف اطلاق النار –بينه وبين حزب الله وهي استجابة لتوقعات المحللين والخبراء العسكريين الذين أجمعوا على أن مواجهة المقاومة ليست كالحرب التي استطاع الكيان أن يظفر فيها بسبب التفوق العسكري المادي والمعنوي؛ فالمقاومة تتمتع بقدرات مادية محدودة، لكن معنوياتها عالية بالإضافة إلى الخيانات والعمالة التي قدمت الجيوش كهدية لصالح تطبيع علاقات التعاون مع الحلف الصليبي الصهيوني على حساب الدماء المسفوكة ظلما.
جيش الاحتلال كان قد أعد خطة اجتياح غزة ولبنان قبل طوفان الأقصى وبنى استراتيجيته على عنصر المفاجأة مستفيدا ومعتمدا على تفوقه العسكري .
وبحسب ما كشفته القناة الـ 12 الإسرائيلية، فقد تم إعداد خطة رئيس الشاباك رونين بار، في 1 أكتوبر قبل انطلاق طوفان الأقصى واعتمدها رئيس هيئة الأركان هرتس هاليفي ومضمونها توجيه ضربة استباقية واغتيال أكبر 6 قيادات في قطاع غزة أولهم يحيى السنوار ومحمد الضيف وهي ذاتها التي عمل عليها كيان الاحتلال للقضاء على حزب الله ظنا منه أن ذلك كفيل بتحطيم المقاومة والقضاء عليها، كما حدث في عام 1967م حين استطاع أن يواجه أربعة جيوش عربية ويستولي على أكثر من ثلاثة أضعاف المساحة التي استولى عليها بعد قرار التقسيم المشؤوم.
لم يدرك كيان الاحتلال أن حرب المقاومة غير حرب الجيوش ونصر المقاومة هو استمرارها في عملياتها النوعية والجهادية، لأن الاستسلام محذوف من قواميس المجاهدين الذين يبتغون (إحدى الحُسنٓيين)، وهو ما لم يدركه العدو جيدا، محلل صهيوني وصف المجاهدين بقوله:–لديهم إيمان لا نمتلكه، يرابطون لأشهر بلا أكل ولا شيء، لو بقي واحد منهم ولو كان مبتور الأطراف لما استسلم.
فخلال أكثر من 14 شهرا والمقاومة تواجه الحرب الإجرامية رغم الحصار الخانق من قبل صهاينة العرب والغرب، حيث طورت عملياتها النوعية وواجهت أفتك الأسلحة وأقذر الحروب الإجرامية وحققت إنجازات نوعية شهد بها العدو ووصلت إلى ضرب أهداف استراتيجية .
تخلت الأنظمة العربية عن دعم المقاومة ومعها الجيوش وانتقلت إلى مساندة ودعم الإجرام الصهيوني وكان محور المقاومة هو المدد والناصر والمعين لمظلومية الأشقاء في غزة وفلسطين، رغم المخاطر الكبيرة المترتبة على ذلك، لأنه يدرك خطر إجرام الحلف الصهيوني الصليبي ولأنه ينطلق من مرجعيه القرآن الذي أبان حقيقة ضلال اليهود وارتكاسهم بعد أن أنعم الله عليهم، لكنهم بغوا وطغوا ووصل بهم السفه إلى التطاول على رب العزة والجلال سبحانه وتعالى .
ولا يختلف حال الداعمين والمؤيدين لهم، فهناك جملة من الأخلاق الذميمة كقاسم مشترك، منها الغدر والخسة والخيانة والإجرام والاستبداد والطغيان، يستحلون سفك دماء الآخرين وأكل أموالهم قال تعالى((ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ))آل عمران -75-.
الاغتيالات الإجرامية لقيادات محور المقاومة مستمرة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وإيران وغيرها من البلدان، وهذه المرة أعلنوا نواياهم ونسقوا مع صهاينة العرب والغرب وحسبوا أن هذه الجرائم ستمر بسهولة وستؤدي إلى انهيار محور المقاومة وانكفائه على ذاته، لكن العكس هو الذي كان، حيث سقط القادة شهداء أماجد كراماً وسالت دماؤهم لتنير درب العزة والكرامة وإعلاء كلمة الله ونيل رضوانه.
لقد أغراهم الدعم المادي والمعنوي والعسكري غير المحدود فشنوا غاراتهم الإجرامية ووسعوا مداها لإثبات أنهم ما يزالون قادرين على المواجهة بعد أن عراهم طوفان الأقصى واتجهوا إلى لبنان يستعرضون قدراتهم بعد ما فعلوه في غزة، لكنهم دخلوا صفوفا وخرجوا زحوفا وأشلاء، لذلك أدركوا انه لا مفر من الهدنة لإعادة حساباتهم الخاطئة، فاستسلموا للهدنة بعد الاستقبال الذي بادرهم به حزب الله، ولولا ذلك لاستمروا في ممارسة تفننهم في ارتكاب المذابح الإجرامية، كما يفعلون في غزة .
قوة الردع والتصدي التي يمتلكها حزب الله تمثل سياجا منيعا للأشقاء في لبنان، ولولا ذلك لمارس كيان الاحتلال اجتياحه كل يوم، إضافة إلى الاغتيالات الفردية بالقنابل والصواريخ والجماعية كمذبحة «البيجر».
لقد أسقط محور المقاومة هيبة الصهاينة وقوتهم المزعومة، فالجيش الذي هزم أربعة جيوش عربية في ستة أيام لم يستطع كسر عزيمة المقاومة على مدى اكثر 420 يوما في غزة ودُحر في لبنان وانهالت عليه الصواريخ والمسيّرات من اليمن والعراق وايران، ليتضح انه أوهى من بيت العنكبوت، كما قال سماحه السيد الشهيد القائد حسن نصر الله .
إعلان الهدنة كان مفاجأة كبيرة لصهاينة العرب والعجم، العرب المطبعون والمتصهينون تساءلوا بخبث ما هو النصر الذي حققه حزب الله والذي يتحدث عنه؟ وهم يعلمون يقينا أن رضوخ الكيان للهدنة بعد الدعم غير المحدود يعد نصرا بحد ذاته على القوى الداعمة للإجرام وهم في المقدمة يغالطون أنفسهم وينشرون الأكاذيب.
صهاينة اليهود والصليبيون معلوم عنهم أنهم لا يبرمون أي اتفاق هدنة ما داموا قادرين علي ارتكاب المذابح الإجرامية في حق الأطفال والنساء والشيوخ وأنهم يتخذون الهدنة لممارسة الغدر والخداع على مدى تاريخهم القريب والبعيد والله قد حذرنا من ذلك فقال((اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لايؤمنون))البقره-100-
إن وراء اللجوء إلى الهدنة من الكيان الإجرامي قدرات نوعية أثبتها حزب الله في ضرب عمق الأراضي المحتلة وتدمير أهداف حساسة ومهمة وتحطيم القبة الحديدية، بالإضافة إلى القدرات الاستراتيجية في إدارة المعارك والتماسك القوي، حتى بعد استشهاد قيادات الصف الأول وعلى رأسهم الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، فكانت الهدنة خياراً لا مفر منه للعدو .
إن هذه الحرب الإجرامية التي طال أمدها لغياب التكافؤ بين مقاومة تعتمد على ذاتها وإجرام مدعوم بلا حدود، دمر الإجرام غزة ولبنان بالأسلحة المحرمة دوليا، هي أطول حرب للحلف الصهيوني الصليبي العربي والغربي، وهي استراتيجية موفرة للوقت والجهد والإمكانيات، لكنها اليوم خلقت الانهيار لمجتمع «الكيبوتسات» القائم على عسكرة المجتمع في كل المجالات، ولذلك يريد خوضها كآخر حرب، فيستخدم كل أنواع الأسلحة المحرمة ويرتكب جرائم الإبادة الجماعية حتى يرهب الآخرين بعد اتخاذ الحرب وسيلة أو خيارا في علاقاتهم معه.
الجيوش العربية التي يتفاخر العدو بتدميرها في غضون أيام، لم يكن ذلك بفعل قوته وسلاحه، بل حصيلة تكالب القوى الاستعمارية الحديثة والقديمة، مضافا إليها الخيانات والعمالة، لكن الحال اليوم في مواجهة المقاومة مختلف تماما، فهناك مجاهدون لا يخافون الموت ولا يرهبون الإجرام والمجرمين؛ مجاهدون يخافون الله ويتقربون إليه وفي سبيل إعلاء كلمة الله يلتزمون أمره ويوفون بوعودهم معه قال تعالى ((قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين))التوبه-14.
وإذا كان رهان الصهاينة جميعا على تصفية مظلومية الأشقاء في فلسطين ولبنان من خلال صفقة القرن التي ستمول بقيمة النفط العربي ومضامينها واضحة (إضعاف المقاومة الفلسطينية في غزة بشكل جذري وكسر شوكتها بواسطة خيارات وخطوات عنيفة وصادمة –والتطبيع واسع النطاق دون الالتزام بالمرجعية العربية المحددة بالتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية)، فبالقوة سيتم إسقاط المبادرة العربية للسلام وبها سيتم التطبيع وأيضا تدمير المقاومة، وفعلا استجابت الأنظمة العربية وطبعت علاقاتها ووصل الحال بصهاينة العرب إلى أن تقوم الجهات الرسمية بحذف آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن اليهود وتم تصنيف القوى والحركات الإسلامية الجهادية بالإرهاب بخلاف الحركات المتصهينة التي أنشأها الغرب لتشويه الإسلام ولحماية مصالحه وتنفيذ استراتيجيته .
محور المقاومة وعلى رأسه حزب الله وأنصار الله في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق وجمهورية إيران، واجه حلف الصهاينة وكان لمظلومية غزة عونا وسندا، فانهارت المؤامرات وعرف العالم زيف دعاوى الإجرام اليهودي وأعاد طوفان الأقصى مظلومية الشعب الفلسطيني إلى الواجهة بعد أن كاد النسيان يتجاوزها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مشعل يتحدث حول تصور حماس لسلاح المقاومة وإدارة غزة
أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج- أن الحركة لديها مقاربتها الخاصة بشأن السلاح وتسعى لإقناع الإدارة الأميركية بها، وقال إن غزة قدمت ما عليها وآن لها أن تنهض وتتعافى.
وتطرق مشعل -الذي حل ضيفا على برنامج موازين ضمن حلقة (2025/12/10)- إلى العديد من النقاط والتفاصيل وخاصة موقف حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبنود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القطاع.
وكشف في سياق حديثه عن مقاربة المقاومة بشأن المطالب الإسرائيلية بنزع سلاح المقاومة، أن حماس تطرح على الأطراف المختلفة معادلة مفادها "أن المقاومة تريد تكوين صورة فيها ضمانات بأن لا تعود الحرب بين غزة والاحتلال الإسرائيلي"، أي "كيف يُخبأ هذا السلاح ويحفظ ولا يستعمل ولا يستعرض به"، وذكر أيضا أن المقاومة طرحت فكرة هدنة طويلة المدى لتشكل ضمانة حقيقية.
وأكد القيادي في حماس أن الخطر يأتي من الكيان الصهيوني، و"ليس من غزة التي يطالبون بنزع سلاحها"، ووصف نزع السلاح عند الفلسطيني بأنه بمثابة "نزع للروح".
وأعرب مشعل عن قناعته بقدرة حماس على إقناع الإدارة الأميركية بمقاربتها المتعلقة بالسلاح، بالنظر إلى العقل الأميركي البراغماتي -حسبه- وبالتالي فرضها على الطرف الإسرائيلي. وكشف أن الوسطاء يبحثون هذه المقاربة مع الأميركيين.
ومن جهة أخرى، أكد مشعل أن إستراتيجية غزة القادمة هي الانشغال بنفسها، في محاولة للتعافي وإعادة الحياة من جديد، مشددا على أنها "قدمت كل ما عليها وزيادة، ولا أحد يطالبها أن تطلق النار ولا أن تمارس واجبها في المقاومة"، وأفاد أن حماس أبلغت الوسطاء بحاجتها لمن يساعدها على النهوض والتعافي مجددا.
وبشأن القوة الدولية، قال مشعل إنه لا مانع لدى المقاومة من وجود قوة استقرار دولية على الحدود مثل قوات اليونيفيل، "تتولى الفصل بين غزة والاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن الضامنين خاصة الوسطاء (قطر ومصر وتركيا) والدول الثماني العربية والإسلامية بإمكانهم ضمان غزة وحماس والمقاومة، بحيث "لا يأتي من داخل غزة أي تصعيد عسكري ضد إسرائيل".
وفي نفس السياق، أثنى مشعل على موقف وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، الذي صرح لبرنامج " لقاء خاص" على قناة الجزيرة بأن "دور القوة الدولية هو حفظ السلام وليس فرضه".
إدارة غزة
وعن رؤية حماس لشكل إدارة غزة، أكد أنه كان هناك توافق على أن تسلم غزة لحكومة تكنوقراط وأن تجمع القطاع والضفة الغربية، لكن الأمر تعثر بسبب الحرب والفيتو الإسرائيلي، وكشف أنه قبل أسبوعين أو ثلاثة جرى حوار معمق بين الفصائل ومع مصر، وتم طرح 40 اسما استخلص منهم 8 يمثلون تنوع المجتمع الغزي، و"لكن هذه الخطوة تعرقلها إسرائيل".
كما حذر القيادي في حماس من أن مجلس السلام الذي ورد في خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة محفوف بالمخاطر، مؤكدا أن حماس ترفض المجلس التنفيذي الذي ينضوي تحته ويشكل الحكم الحقيقي داخل غزة، والسبب أنه "شكل من أشكال الوصاية" على الفلسطينيين، وشدد قائلا "نريد أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني وهو من يقرر من يحكمه".
وعلى صعيد آخر أشار إلى أن القضية الفلسطينية استعادت روحها على الساحة الإقليمية وتحولت من الأدراج لتفرض نفسها على الجميع. وفي المقابل تحولت إسرائيل في العالم إلى كيان منبوذ، لأنها ارتكبت إبادة جماعية.
وعن فكرة التطبيع وما كان يُطرح بخصوص تصفية القضية الفلسطينية، يرى مشعل أن هذه الفكرة باتت أبعد بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 "إلا لمن يريد تجاهل ما أفرزته الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة خلال عامين".
وبشأن الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، نبّه مشعل إلى أن "إسرائيل تقوم حاليا بالضم الفعلي للضفة وهي تريد أن تحسم الهوية السياسية للضفة وأن تلحقها بالسيادة الإسرائيلية من خلال خطوات عملية"، وقال إن السلطة الفلسطينية عليها مسؤولية كبيرة، وإنها تعرف أن" مشروعها السياسي أُفشِل، ويتم تقليم أظافرها وتُقلص صلاحيتها وينظر إليها أن تكون أداة أمنية".
وعن موقع حماس في ظل الواقع الجديد في المنطقة، أوضح مسؤول حماس أن "الدعم الإيراني كان وما زال مهما وأساسيا وقويا ويُشكَرون عليه"، وقال إن الحركة تلقت طوال مسيرتها الدعم من كل الدول العربية، ولكن بتفاوت، وانفتحت على الجميع، لكنه أكد أن حماس" لم تكن تتمحور يوما في موضع بعينه بعيدا عن الأمة العربية والإسلامية".
وأضاف أن الصورة اختلت بعض الشيء؛ لوجود "أطراف عربية وإسلامية أوصدت الأبواب أمام حماس"، وقال إن الحركة معنية بتعزيز حضورها العربي والإسلامي.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة - تنبيه مهم بشأن الحالة الجوية محدث: طبيعة دوام المدارس في محافظات الضفة الغربية غدا الخميس وزير الخارجية المصري يطالب بسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة الأكثر قراءة بالفيديو: 5 شهداء بينهم طفلان في غارات إسرائيلية على خانيونس كان: الإعلان عن فتح معبر رفح يهدف إلى إيصال رسالة إلى حماس بالصور: جامعة غزة تواصل ارشاد طلبة الثانوية العامة بآليات اختيار التخصص الجامعي بالفيديو: مصر: إسرائيل لا تملك فتح أو غلق معبر رفح بقرار فردي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025