دعا مشاركون في جلسة علمية التأمت مساء أمس الجمعة بالمكتبة الوطنية بالرباط، إلى تعزيز التعاون بين المغرب والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، خدمة للتنمية المستدامة.

وسلط المتدخلون في جلسة علمية حول «التعاون الدولي من أجل ذكاء اصطناعي في خدمة التنمية المستديمة»، نظمتها جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، الضوء على أهمية التعاون والاستفادة من التجارب والخبرات في مجالات الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين نمط حياة المواطنين في المجتمع، في ظل التحديات المختلفة التي يشهدها العالم.

وفي هذا الإطار، دعا الأستاذ الجامعي ورئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية، ناصر بوشيبة، إلى بلورة حلول تستجيب لاحتياجات المجتمعات، مبرزا إسهام الذكاء الاصطناعي في تعزيز النمو الاقتصادي على الصعيد العالمي، وفي زيادة الإنتاجية بنسب كبيرة، وذلك بفضل المزايا الهائلة التي تتيحها برمجيات الذكاء الاصطناعي.

واستعرض بوشيبة، في هذا الصدد، عددا من مشاريع الشراكة بين المغرب والصين، والتي تبرز مساهمة الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية المستدامة، مشددا على أهمية دراسة النماذج التي تم تنفيذها في الصين للاستفادة منها بالمغرب.

وأبرز أن الشراكة المغربية الصينية تعززت ومن شأنها تمكين المغرب من الاستفادة من خبرات الصين، لاسيما في مجالات مهمة مثل استكشاف المعادن، وتديبر الموارد المائية، والطاقات المتجددة، موضحا أن استخدام تطبيقات التكنولوجيا الذكية يمكن أن يسهم في تسريع التنمية الاقتصادية وتحسين جودة حياة المواطنين.

من جانبها، عرضت الممثلة العامة بالمغرب لشركة BEJING GS TECHNOLOGY، يي يوان هاو، نموذجا «لمدينة ذكية»، يهدف إلى الحفاظ على السلامة العامة وتعزيز التنمية المستدامة، وذلك عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتطرقت يوان هاو إلى مختلف الإشكاليات التي يمكن تجاوزها من خلال نموذج «المدينة الذكية»، لا سيما في مجالات الأوبئة والأمراض، وحالات الكوارث الطبيعية والصناعية، مشيرة، في هذا السياق، إلى أن هذا النموذج سيمكن من تقليص عدد الإنذارات الخاطئة في المدينة بنسبة 90 في المائة، والرفع من إمكانية تحديد الاختلالات بنسبة 95 في المائة، فضلا عن إنجاز خطط عمل في حالات الطوارئ بشكل فوري.

من جهته، توقف الأستاذ بالجامعة الدولية بالرباط، وسيم كراكشو، عند إسهامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، مبرزا الحاجة الملحة إلى تطوير بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتمكين فئات واسعة بالمغرب من الاستفادة منها بغية تحسين نمط عيشها.

واستعرض، في هذا السياق، بعض أوجه التعاون بين مختبر الأبحاث في الجامعة الدولية بالرباط وشركاء آخرين في العديد من المجالات، لاسيما ترشيد استعمال المياه لمواجهة معضلة الجفاف، من خلال استخدام «زراعة ذكية» تتيح تحديد ما تحتاجه النبتة من مياه ومواد عضوية، وهو ما من شأنه توفير الموارد المائية والطبيعية والرفع من المردودية.

ويندرج هذا اللقاء العلمي في إطار النسخة السادسة للإكليل الثقافي، الذي تنظمه جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتسعى هذه الدورة، التي تنعقد تحت شعار « ربط الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي من أجل تنمية مستديمة»، إلى تحديد كيفية الاستفادة من الثورة التكنولوجية لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.

ويلتئم في هذه النسخة السادسة خبراء وباحثون وصناع قرار، من داخل وخارج المغرب، لمناقشة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف القطاعات، وتسليط الضوء على التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي وسبل مواجهتها مع الحفاظ على القيم الإنسانية والتراث الثقافي.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی مجالات فی هذا

إقرأ أيضاً:

سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر

في عصرٍ تتسابق فيه الابتكارات وتتجاوز حدود الخيال يوماً بعد يوم، يطلّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي، برؤية جديدة تقفز نحو مستقبل يعيد تعريف معنى التفكير والإبداع. في مقال حديث بعنوان "التفرّد اللطيف" يضع ألتمان تصورًا جريئًا: ليس فقط أن الذكاء الاصطناعي سيفهم العالم، بل سيبدأ قريبًا باكتشافه من جديد. أنظمة قادرة على طرح أفكار غير مسبوقة، صياغة فرضيات علمية، وتوليد رؤى لم تخطر حتى على عقول كبار الباحثين.
اقرأ أيضاً.. سام التمان: "أوبن إيه آي" ليست شركة عادية ولن تكون كذلك أبداً

مستقبل الذكاء الاصطناعي كما يتصوره ألتمان
عرض الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي،، سام ألتمان، في مقاله الجديد بعنوان "التفرّد اللطيف"، رؤيته للمستقبل القريب الذي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الذكاء الاصطناعي. وكما هي عادته، قدّم ألتمان تصورًا مستقبليًا طموحًا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مشيرًا إلى أنه بات قريبًا من التحقق، مع حرصه على التقليل من وطأة توقيت وصوله الفعلي.وفق موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا.

يركز المقال على أن الأعوام الخمسة عشر المقبلة ستشهد تحوّلًا جذريًا في مفاهيم العمل والطاقة وغيرها من الشؤون التي تخص المجتمعات، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم رؤى جديدة وغير مسبوقة. ويعتقد ألتمان أن العام 2026 قد يكون لحظة محورية، حيث من المرجّح أن تظهر أنظمة قادرة على توليد أفكار مبتكرة ومفاهيم لم يصل إليها البشر بعد.

الذكاء الاصطناعي كمولّد للرؤى الجديدة
يشير ألتمان إلى توجه واضح داخل أوبن ايه آي، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تكتفي بفهم المعلومات أو تنظيمها، بل تتخطى ذلك إلى توليد أفكار جديدة أصيلة. وقد ألمح الشريك المؤسس ورئيس أوبن ايه آي،، غريغ بروكمان، في أبريل الماضي إلى أن نماذج o3 وo4-mini تم استخدامها بالفعل من قبل العلماء لتوليد أفكار مفيدة وجديدة.

هذا التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي القادر على الإبداع النظري لا يقتصر على أوبن ايه آي، وحدها، بل أصبح هدفًا مشتركًا لدى العديد من الشركات المنافسة.

سباق الاكتشاف العلمي بين شركات الذكاء الاصطناعي
في مايو الماضي، نشرت شركة جوجل ورقة علمية حول "AlphaEvolve"، وهو وكيل برمجي يقدم حلولاً رياضية مبتكرة. وفي  الشهر نفسه، أعلنت شركة "FutureHouse"، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إيريك شميدت، أن أداتها الذكية نجحت في تحقيق اكتشاف علمي حقيقي. أما شركة Anthropic فقد أطلقت مبادرة لدعم البحث العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة «عجمان للتميز الحكومي» يعزز ثقافة الابتكار في بيئة العمل الذكاء الاصطناعي يوجه المسيّرات رغم العوائق الطبيعية

تسعى هذه الشركات، إن نجحت، إلى أتمتة أحد أهم جوانب العملية العلمية: توليد الفرضيات، مما قد يمكنها من اختراق مجالات صناعية ضخمة مثل اكتشاف الأدوية، وعلوم المواد، وغيرها من التخصصات ذات الطابع البحثي العميق.

الصعوبات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع
بالرغم من التقدّم، لا يزال المجتمع العلمي متحفظًا تجاه قدرة النماذج الحالية على توليد رؤى أصلية. كتب توماس وولف، كبير العلماء في Hugging Face، مقالًا  أوضح فيه أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن طرح الأسئلة العظيمة، والتي تُعد أساس أي اختراق علمي كبير.

كما صرّح كينيث ستانلي، وهو باحث سابق في أوبن ايه آي، ويقود الآن شركة "Lila Sciences"، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن النماذج الحالية لا تمتلك حسًّا حقيقيًا بما هو إبداعي أو مثير للاهتمام، وهي خاصية ضرورية لتوليد فرضيات جديدة ذات قيمة.

ما يمكن أن يحمله المستقبل القريب
إذا تحققت توقعات ألتمان، فإن العام 2026 قد يمثل لحظة فاصلة تنتقل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تحليلية إلى شركاء فاعلين في إنتاج المعرفة العلمية. هذا التحوّل قد يغيّر شكل الأبحاث في مجالات مثل الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء الحيوية، وحتى الفلسفة.

لكن التحدي الأكبر يكمن في الوصول إلى نماذج قادرة على طرح أفكار غير متوقعة أو بديهية أو ربما قابلة للاختبار والتجريب وقادرة على فتح آفاق جديدة للفهم البشري.

مقال سام ألتمان لا يُعد مجرد تأمل في المستقبل، بل يُحتمل أن يكون إشارة إلى خارطة طريق تسير عليها أوبن ايه آي، في المرحلة المقبلة.

والسؤال المفتوح الآن هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما شريكًا فكريًا حقيقيًا للإنسان في رحلته لفهم العالم؟.
لمياء الصديق (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • تأهيل 10 آلاف شخص في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030
  • وزيرة التخطيط تبحث مع السفير البريطاني تعزيز التعاون في مجالات التحول الأخضر والاستثمار المناخي
  • تحذير.. الذكاء الاصطناعي يهدد السلم المجتمعي في العراق
  • منتدى صندوق الأوبك للتنمية الدولية يعقد منتداه الرابع للتنمية الثلاثاء القادم
  • إنشاء كرسي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في جامعة نزوى
  • وزير الري: تفعيل مذكرة التفاهم بين مصر ولبنان في مجالات الحماية من السيول
  • رئيس اتحاد نقابات العمال يبحث مع مدير منظمة العمل العربية تعزيز التعاون في مجال التدريب
  • بحث تعزيز التعاون بين الأردن وفلسطين في مجالات النقل
  • بحث تطوير التبادل العلمي والتقني بين عمان والصين
  • سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر