يمانيون ـ بقلم ـ محمد الضوراني

إنها فلسطين الإسلامية العربية هي التوجّـه الصادق وهي القضية الحق لمن يسعى لتبني الموقف الحق، بعيداً عن العنصرية والطائفية أَو الفئوية والمذهبية وَالمناطقية المقيتة، والذي زرعها العدوّ الصهيوني الإسرائيلي ليتمكّن من هذه الأُمَّــة وَالسيطرة عليها وإضعافها عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وفي كُـلّ النواحي، العدوّ الصهيوني ومعه أمريكا رأس الشر في هذا العالم والشيطان الأكبر بأهدافها وتوجّـهاتها وجرائمها وعبر التاريخ؛ فلم تسلم دولة في هذا العالم من تدخلات أمريكا ومؤامراتها، لذلك فَــإنَّ “إسرائيل” وأمريكا هما وجهان لعملة واحدة وهما الشر في العالم والفساد في العالم والضلال في العالم.

إن فلسطين قضيتنا المحورية وهي معنى للحرية والاستقلال والحق الواضح والجلي والذي ليس فيه أي لبس أَو تردّد، ومن ينحرف عن هذه القضية فهو يخدم بذلك الصهيونية العالمية ويحقّق لها أهدافها وتوجّـهاتها وخططها الخطيرة والشيطانية، والتي تستهدف في المقام الأول الأُمَّــة الإسلامية والعربية وتستهدف العالم بكله، وتمثل خطورة على كُـلّ الدول في العالم من خلال تصرفاتها الإجرامية والدموية التي تتحدى بها كُـلّ الضوابط الإنسانية وتعرض البشرية بكلها للخطر الذي أصبح محدقاً بها وينتشر ويتوسع نطاقه وبرعاية دولية لأنظمة تنهج توجّـهات عدائية يربطها المصالح في نهب ثروات العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط.

إن فلسطين الإسلامية العربية بموقعها المهم في العالم العربي والإسلامي ومكانتها التاريخية لدى المسلمين بمسجدها الأقصى المبارك قبلة المسلمين، جعل النظام البريطاني في تلك الفترة وبأهداف استعمارية للمنطقة العربية بثرواتها وموقعها العالمي المهم للأُمَّـة الإسلامية وللعالم بكله محل الأطماع البريطانية، وانتقلت تلك الأطماع باتّفاق صهيوني بريطاني سلمت من خلاله فلسطين للصهاينة في حالة من الصمت العربي والإسلامي للأنظمة التي حقّقت للصهاينة ما يطمحون له.

ومن تلك الفترة والشعب الفلسطيني يتعرض لكل أنواع الإجرام الصهيوني بدعم ورعاية من الأنظمة العالمية التي دعمت وتبنت حماية الصهاينة من بداية الاحتلال لفلسطين وحتى يومنا هذا، أن الصهاينة ومعهم أمريكا التي عملت على زرع الفتن وغذت هذا الجانب، بل وقدمت الدعم الكبير لكي تصل الأُمَّــة باهتماماتها نحو الخلافات والصراعات الطائفية والمذهبية وحرفت الأُمَّــة الإسلامية عن مسارها وعن عدوها الذي يتربص بها وهو الغدة السرطانية التي تتوسع وتستهدف كُـلّ العالم الإسلامي بلا استثناء، لذلك الجميع أمام استهداف كبير يهدّدهم بلا استثناء، ومن يتهرب من مسؤوليته أمام الله -عز وجل – في المقام الأول وأمام الأُمَّــة الإسلامية بسكوته، بل وتغاضيه عن ما يحدث للشعب الفلسطيني صمام أمان هذه الأُمَّــة وخط الدفاع الأول عنها فهو بذلك شريك وباسم الإسلام في استهداف الإسلام والمسلمين؛ فماذا يريد هؤلاء من حالة الانبطاح وحالة العمالة للصهاينة سؤال يطرح نفسه للجميع؟ وما هي النتائج التي سوف تتعرض لها الأُمَّــة إن تمكّن هؤلاء الصهاينة المجرمين منها وخضعت لهم! من العجيب أن تجد من أبناء هذه الأُمَّــة من يساند الصهاينة ويقف معهم رغم أن هنالك من أحرار العالم من استشعر الخطر وخرج في موقف معارض للصهاينة باسم الإنسانية؛ بينما نجد من أبناء هذا الأُمَّــة المسلمة، والإسلام هو دين الإنسانية يحميها من شر الطغاة والمجرمين، هو دين الحق الإلهي للعالم بكله وهو رسالة الله عز وجل، على لسان أنبيائه ورسله.

يتخلون عن فلسطين والشعب الفلسطيني، القضية المحورية والرئيسية فلسطين، والعدوّ التاريخي هو “إسرائيل” عدوة كُـلّ الشعوب في العالم، وتمثل خطراً كبيراً على أمن واستقرار العالم والمنطقة، فلا يمكن أن تنحرف البوصلة نحو محور المقاومة الذي يحمي ويدافع عن القضية المحورية وقدم الآلاف من الشهداء لحمايتها وحماية العالم بكله، وأن يعيد الحق الذي غاب من قاموس الكثير وتم استبداله بقاموس الخيانة والعمالة والخضوع لقوى الشر في العالم الممثل بالنظامين الصهيوني والأمريكي ومن سار معهم ووقف في صفهم، فلسطين هي الحق الذي يراد أن يغيب، وأن يكون البديل عنه هم الشر والانحراف والسقوط والذي لن يقبله أهل الحق، وسوف ينتصر بإذن الله، ولا يمكن للملل والشك أن يتسلل لنفوس وقلوب المؤمنين وأنصار الحق مهما كان حجم المؤامرات والتحديات.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی العالم

إقرأ أيضاً:

الشيخ خالد الجندي يوضح أنواع الحريات في الإسلام .. فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حديثه حول الحريات في الإسلام، أن هناك عدة أنواع للحريات التي كفلها الدين للفرد، مؤكداً على أهمية فهمها ضمن الضوابط الشرعية.

وأشار الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، إلى أن أول نوع من الحريات هو حرية العقيدة، حيث كفل الإسلام للفرد حرية اختيار دينه والإيمان بما يراه صوابًا، مستشهداً بقول الله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، موضحاً أن هذه الحرية تعطي الإنسان الحق في الاختيار في الدنيا، مع تأكيد أن الجزاء في الآخرة يختلف وفق عمل الفرد وإيمانه.

وأضاف الشيخ خالد الجندي أن الثاني هو الحرية الشخصية، أي أن يكون الإنسان آمناً في نفسه وعرضه وماله، ويتمكن من التصرف في شؤونه الخاصة دون الاعتداء على الآخرين، وذلك ضمن حدود الشريعة.

وأكد الجندي أن ثالث نوع هو حرية الرأي والتعبير، مشيراً إلى أن الإسلام شجع على التعبير عن الرأي الصائب والمفيد للمجتمع، مستشهداً بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشير أصحابه، مع التأكيد على أن ذلك يجب أن يكون ضمن الضوابط الشرعية.

وأوضح الشيخ خالد الجندي أن رابع نوع هو حرية التنقل والهجرة، والتي تشمل القدرة على الانتقال من مكان لآخر لأسباب متنوعة مثل العمل أو طلب العلم، لكنه أشار إلى أن هذه الحرية ليست مطلقة، بل ضمن القيود والقوانين المعمول بها في المجتمع والدولة.

كلام فارغ.. خالد الجندي: تعليق البعض "خرزة زرقاء" يعد بقايا وثنيةهل الخرزة الزرقاء وحدوة الحصان وكف اليد تمنع الحسد؟ خالد الجندي يجيب

وأشار الجندي أيضاً إلى حرية العمل والكسب المشروع، مؤكداً أن الإسلام قرن العمل بالإيمان، مشيرًا إلى حرية التملك، التي تتيح للفرد امتلاك أي ملكية تامة وفق قواعدها ومصادرها المشروعة، دون أن يحرمها القانون.

وأضاف الشيخ خالد الجندي أن الحرية السياسية تتجلى في مبدأ الشورى، حيث أصبح للناس الحق في المشاركة في الرأي والمشورة وشؤون الحكم، مؤكداً على ضرورة التوازن بين الحق في الحرية والالتزام بالقواعد الشرعية.

وأكد الجندي أن القرآن الكريم جاء بياناً للناس، موضحاً أن الحريات في الإسلام هي بيان وهداية وموعظة للمتقين، وليست وسيلة للإجبار أو الضغط على الآخرين، مستشهداً بآيات مثل: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، و“فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل”.

وأضاف أن المسؤولية الفردية واجبة، وأن فهم الحريات في الدنيا يجب أن يكون متوافقاً مع الضوابط الشرعية، مؤكداً أن القرآن لم يأتِ لفرض الإكراه، بل لتوضيح الحقائق وهداية الناس نحو الصواب.


 

طباعة شارك الحريات في الإسلام الشيخ خالد الجندي برنامج لعلهم يفقهون

مقالات مشابهة

  • كيفية التوبة من المعاصي؟.. بـ3 خطوات تخرج من ضيق الذنب ومصائبه
  • بين عدالة الشورى وسطوة الاستبداد
  • فلسطين تتوّج ببطولة آسيا للفروسية للقفز بالحواجز
  • عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • قطر: الفلسطينيون في غزة لا يريدون مغادرة الأرض ولهم كل الحق في العيش هناك
  • رئيس الدولة يلتقي رئيس سيشل الذي يزور الإمارات لحضور الجولة الختامية لبطولة العالم للفورمولا 1
  • أخبار بني سويف| المحافظ : الزراعة أحد المكونات الاقتصادية المحورية لتحقيق الأمن الغذائي.. وجلسة صلح تنهي خصومة ثأرية
  • محافظ بني سويف: الزراعة أحد المكونات الاقتصادية المحورية لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين مستوى المعيشة
  • الشيخ خالد الجندي يوضح أنواع الحريات في الإسلام .. فيديو
  • سلطة الأب على خلع الحجاب.. عبدالله رشدي: “لا تملك هذا الحق”