قضيتُنا المحورية فلسطين وهي الفرقانُ بين الحق والباطل
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
يمانيون ـ بقلم ـ محمد الضوراني
إنها فلسطين الإسلامية العربية هي التوجّـه الصادق وهي القضية الحق لمن يسعى لتبني الموقف الحق، بعيداً عن العنصرية والطائفية أَو الفئوية والمذهبية وَالمناطقية المقيتة، والذي زرعها العدوّ الصهيوني الإسرائيلي ليتمكّن من هذه الأُمَّــة وَالسيطرة عليها وإضعافها عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وفي كُـلّ النواحي، العدوّ الصهيوني ومعه أمريكا رأس الشر في هذا العالم والشيطان الأكبر بأهدافها وتوجّـهاتها وجرائمها وعبر التاريخ؛ فلم تسلم دولة في هذا العالم من تدخلات أمريكا ومؤامراتها، لذلك فَــإنَّ “إسرائيل” وأمريكا هما وجهان لعملة واحدة وهما الشر في العالم والفساد في العالم والضلال في العالم.
إن فلسطين قضيتنا المحورية وهي معنى للحرية والاستقلال والحق الواضح والجلي والذي ليس فيه أي لبس أَو تردّد، ومن ينحرف عن هذه القضية فهو يخدم بذلك الصهيونية العالمية ويحقّق لها أهدافها وتوجّـهاتها وخططها الخطيرة والشيطانية، والتي تستهدف في المقام الأول الأُمَّــة الإسلامية والعربية وتستهدف العالم بكله، وتمثل خطورة على كُـلّ الدول في العالم من خلال تصرفاتها الإجرامية والدموية التي تتحدى بها كُـلّ الضوابط الإنسانية وتعرض البشرية بكلها للخطر الذي أصبح محدقاً بها وينتشر ويتوسع نطاقه وبرعاية دولية لأنظمة تنهج توجّـهات عدائية يربطها المصالح في نهب ثروات العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط.
إن فلسطين الإسلامية العربية بموقعها المهم في العالم العربي والإسلامي ومكانتها التاريخية لدى المسلمين بمسجدها الأقصى المبارك قبلة المسلمين، جعل النظام البريطاني في تلك الفترة وبأهداف استعمارية للمنطقة العربية بثرواتها وموقعها العالمي المهم للأُمَّـة الإسلامية وللعالم بكله محل الأطماع البريطانية، وانتقلت تلك الأطماع باتّفاق صهيوني بريطاني سلمت من خلاله فلسطين للصهاينة في حالة من الصمت العربي والإسلامي للأنظمة التي حقّقت للصهاينة ما يطمحون له.
ومن تلك الفترة والشعب الفلسطيني يتعرض لكل أنواع الإجرام الصهيوني بدعم ورعاية من الأنظمة العالمية التي دعمت وتبنت حماية الصهاينة من بداية الاحتلال لفلسطين وحتى يومنا هذا، أن الصهاينة ومعهم أمريكا التي عملت على زرع الفتن وغذت هذا الجانب، بل وقدمت الدعم الكبير لكي تصل الأُمَّــة باهتماماتها نحو الخلافات والصراعات الطائفية والمذهبية وحرفت الأُمَّــة الإسلامية عن مسارها وعن عدوها الذي يتربص بها وهو الغدة السرطانية التي تتوسع وتستهدف كُـلّ العالم الإسلامي بلا استثناء، لذلك الجميع أمام استهداف كبير يهدّدهم بلا استثناء، ومن يتهرب من مسؤوليته أمام الله -عز وجل – في المقام الأول وأمام الأُمَّــة الإسلامية بسكوته، بل وتغاضيه عن ما يحدث للشعب الفلسطيني صمام أمان هذه الأُمَّــة وخط الدفاع الأول عنها فهو بذلك شريك وباسم الإسلام في استهداف الإسلام والمسلمين؛ فماذا يريد هؤلاء من حالة الانبطاح وحالة العمالة للصهاينة سؤال يطرح نفسه للجميع؟ وما هي النتائج التي سوف تتعرض لها الأُمَّــة إن تمكّن هؤلاء الصهاينة المجرمين منها وخضعت لهم! من العجيب أن تجد من أبناء هذه الأُمَّــة من يساند الصهاينة ويقف معهم رغم أن هنالك من أحرار العالم من استشعر الخطر وخرج في موقف معارض للصهاينة باسم الإنسانية؛ بينما نجد من أبناء هذا الأُمَّــة المسلمة، والإسلام هو دين الإنسانية يحميها من شر الطغاة والمجرمين، هو دين الحق الإلهي للعالم بكله وهو رسالة الله عز وجل، على لسان أنبيائه ورسله.
يتخلون عن فلسطين والشعب الفلسطيني، القضية المحورية والرئيسية فلسطين، والعدوّ التاريخي هو “إسرائيل” عدوة كُـلّ الشعوب في العالم، وتمثل خطراً كبيراً على أمن واستقرار العالم والمنطقة، فلا يمكن أن تنحرف البوصلة نحو محور المقاومة الذي يحمي ويدافع عن القضية المحورية وقدم الآلاف من الشهداء لحمايتها وحماية العالم بكله، وأن يعيد الحق الذي غاب من قاموس الكثير وتم استبداله بقاموس الخيانة والعمالة والخضوع لقوى الشر في العالم الممثل بالنظامين الصهيوني والأمريكي ومن سار معهم ووقف في صفهم، فلسطين هي الحق الذي يراد أن يغيب، وأن يكون البديل عنه هم الشر والانحراف والسقوط والذي لن يقبله أهل الحق، وسوف ينتصر بإذن الله، ولا يمكن للملل والشك أن يتسلل لنفوس وقلوب المؤمنين وأنصار الحق مهما كان حجم المؤامرات والتحديات.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی العالم
إقرأ أيضاً:
مسيرة الحق والوعد الإلهي
نتذكر العام 2004 وما قبله من الأعوام عندما ظهر قائـد إيماني قـرآني هو السـيد حسين بن بدر الدين الـحـوثـي سلام الله ورضوانه عليه وكان مع قلة قليله من المستضعفين بجانبه في منطقة مران يهتفون بشـعار الحق ” الله اكـبـر الـمـوت لأمريكا الـموت لإسـرائيـل الـلعنـة على الـيهـود الـنصـر للإسلام ” وهذا الشـعار هو مستنبط من محكم كتاب الله والكثير من الآيات في القرآن الكريم التي تأمر المؤمنين بالبراءة من أعداء الله وأعداء الأمة الإسلامية .. وكان في تلك المرحلة بجانبه عدد بسيط من المستضعفين المتفـقهين بالـدين .
في تلك المرحلة عندما علم البيت الأبيض بهذا التحرك الذي يدعو إلى البـراءة من أعداء الإسلام اعتبروه تحركا خطيرا يهدد الكـيان الصهيـوني اليهـودي رغم قلة عدد الأفراد وضعف إمكانياتهم التي لا تساوي شيئاً اطلاقاً ولكن لعلمهم بالوعد الإلهي الذي لا مناص منه، لذلك تحرك العـدو الأمريكي والإسرائيلي بشكل سريع وجاد وتمثل ذلك بتواصلهم مع النظام الحاكم في صنعاء آنذاك لوضع حد لهذه الحركة، وقد تحرك النظام حسب توجيهات أسياده لتلبية مطلبهم وإخماد ذلك التحرك وقام بتوجيه بوصلة الاسـتهداف وتحريك ترسانته العـسكرية المسـلحة بالسـلاح الثقيل والطـيران لاستهداف وإخماد هذا الـشعـار .
هذا الشـعـار لم يقل المـوت للرئيس أو الـموت للسعودية أبدا، وانما كان واضحاً انه إعلاء لكلمة الله في مرحلة كانت الأمة تقبل أقدام العـدو الأمريكي والإسرائيلي، هؤلاء المستضعفون القلة القليلة مـؤمنون بالله تعالى وبوعده بأن النـصر حليفهم لا محالة .. وكان النصر حليفهم لا محالة بتأييد الله وتمكينه وخاض النظام ضدهم ست حـروب ظـالمة و في كل حـرب كانوا يزدادون قوة وعدداً وعتاداً .
وفي خلال عشر سنوات منذ الحرب في مران عام 2014حتى العام 2014 اصبح هذا المنهـج وهذه القيـادة في عاصمة النظام الذي خاض ضـدها حـروباً ظالمـة لعدة أعوام وبدأ المشروع القـرآني بالتوسع والتأييد بفضل الله وتوفيقه .
في هذه المرحلة بالتحديد بدأ القلق والـرعب في قلوب الأعداء ومن والاهم من خـطر هذا المـنهج وهذه القيـادة التي حسبوا لها الف حساب وهي مازالت في مـران في اصغر رقعة جغرافية واقل عددا .. اذ وصولهم للعاصمة معناه التوسع الأكثر والأكثر لهذا المنهـج ليس بداخل الجمهورية اليمنية فحسب .. بل والانتشار في الدول العربية والإسلامية لذلك لم يستطيعوا تحمل هذا الواقع الذي جثم على قلوبهم اذ قاموا في هذه المرحلة بتحريك أياديهم في الخليج ممثلة بقوى العـدوان بالسعودية والإمارات الذين يعتبرونهم الابن المطيع لهم، وفي نفس الوقت قادة هاتين الدولتين يريدان خدمة أسيادهم لكي يرضوا عنهم اكثر وأكثر، وفي منتصف ليل مارس 2015 قاموا بشن العـدوان على اليمن وليس مران فقط لأن هذا المنهـج القـرآني المبارك وصل إلى جميع المحافظات وكان شن الحرب بقصد القضاء عليه وإخماده، ولكن لن يضروكم إلا أذى .
في نفس العام 2015 اعلن ناطق قوى العـدوان السعودي والإماراتي انه تم القضاء على مقدرات القـوات المسلحـة اليمـنية و تدمير المنافذ الجوية والبحرية وكان بهذا يقصد انه تم إخماد هذا المنهـج، وأهم شيء انه اغلق المنافذ لكي لا يمتد هذا المنهج الذي يشكل خطراً حقيقياً على أسيادهم اليهـود الصهاينـة … وما يقارب عشرة أعوام وهذا المـنهج والقيـادة القـرآنية من تطور إلى تطور ومن نصر إلى نصر وصمـود وثبـات واستبسـال ونجـاح فاق كل المستويات، من التصنيـع الحربـي والقـوة الصـاروخية والطيـران المسيـر، ووصلت المواجهة إلى عمق العـدو السعودي وهناك الكثير من الأحداث التي لا يسعنا ان نوجزها هنا .. وكل هذا بفضل الله سبحانه وتعالى القائل “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” وبفضل القيـادة الثـورية والسيـاسية والجـيش واللجـان الشعبيـة وصمـود ووعـي شعبنـا اليمنـي المجـاهـد الصـامـد والثـابت ..
والآن دعونا لنقارن عشرة أعوام من عام 2014 من مواجهة مع أيادي الصهـاينة والعـدو الأمريكي .. إلى 2024 حتى أصبحت المواجهة مع العـدو الحقيقي الأمريكي والإسرائيلي نفسه، وإسنادا لمظلوميـة غـزة الذي كان دور المنـهج القرآني فيها بقـطع المنـافذ البحـرية واستهـداف بارجـات العـدو الإسرائيلي حتى رفـع الحصـار عن غـزة .. وآيـات النـصر واضحـة وجلية .. حتى في حاضـرنا إعلان الناطـق الرسمي للقـوات المسلحـة اليمنيـة عن استهـداف مطـار بن غـوريون في عمق الأراضي المحتلة في عمق العـدو الإسرائيلي ..
في العام 2015 اعلن ناطـق قوى العـدوان انهم فـرضوا حصـارا على اليـمن جـوا وبحـرا .. واليوم في عام 2025 تمكنت قواتنـا المسلحـة من فرض حصـار بحري كامل على السـفن الإسرائيلية في البحـر الأحمر وإغلاق مينـاء إيلات البحـري وتم الإعلان عن بدايـة الحصـار الجـوي للعـدو الإسرائيلي
وكل هذا حصل في ظل صمت عربي ومازال بعض المنـافقين من الخونة والمطبعين الذين يدعون انهم مسلمون وانهم يقولون ان هذه مسرحية.
هذا وعـد إلهي “إِنَّ ٱللَّهَ ٱشتَرَىٰ مِنَ ٱلمُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَموَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلجَنَّةَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقّا فِي ٱلتَّورَاةِ وَٱلإِنجِيلِ وَٱلقُرءَانِ وَمَن أَوفَىٰ بِعَهدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلفَوزُ ٱلعَظِيمُ”.
نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من أنصاره وانصـار رسوله وانصـار أوليائه، وان يجعلنا من الذين قال فيهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وان يحفظ وينصـر علـم الهـدى سيـدي ومـولاي عبدالـمـلك بن بـدر الـديـن الحـوثـي يحـفـظـه الله.