بأي ميزان تُقاس المبادئ؟
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
عباس المسكري
في زمن تتكاثر فيه الأقنعة، وتُشوَّه فيه المفاهيم، بات الوقوف مع المظلوم تهمة، ومناصرة الحق موضع ريبة، وغابت البوصلة الأخلاقية، وتبدّلت المواقف بتبدّل المصالح، حتى أصبح الصمت عن الجريمة فضيلة، والكلام عنها جريمة.
حين دُفن الأبرياء أحياء تحت أنقاض منازلهم، وهُدمت المدارس على رؤوس طلابها، والمستشفيات على أجساد المرضى الجرحى، صمت البعض وتواطأ، أغمضوا أعينهم، وأغلقوا آذانهم، كأن شيئًا لم يكن،
وحين ارتفع صوتٌ يدين المجازر، ويناصر المقاومة، سارعوا إلى وصمه، إخواني متعصّب دمّر البلدان، أو ذنب من أذناب الفرس الساعين للتمدد بأجنداتهم.
فبأي ميزان تُقاس المبادئ؟ وعلى أي منطق يُختزل الحق؟ فإن كان من ينصر المظلوم يوصف بأنه ذَنَب، أفلا يحق له، على نفس القاعدة، أن يصف من يبرّر للقاتل أو يصمت عنه بأنه حذاء في قدم الصهاينة؟
ليس الدفاع عن الحق امتدادًا لحزب، ولا مقاومة الظلم خضوعًا لأجندة، إنما هو موقف، لا يعرفه المتلونون، ولا يفهمه من استبدلوا المبادئ بالحسابات، فالصوت الذي يعلو مع الحق، سيبقى شاهداً على إنسانية لا تموت، ولو اجتمع العالم على تخوينه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مستثمرون يسترخصون أرواح البشر
صراحة نيوز- بقلم/ ماجد القرعان
وفاة سبعة أشخاص بالزرقاء نتيجة تناولهم مادة كحولية غير مطابقة للمواصفات من إنتاج مصنع مرخص جريمة بمعنى الكلمة.
لست هنا لمناقشة الحلال والحرام فالحلال بين والحرام بين بل أتحدث عن مصنع مرخص من قبل الجهات الرسمية وفق ما أكده بيان للامن العام كشف فيه لغز وفاة سبعة أشخاص نتيجة تناولهم مادة الكحول الميثيلي ( الميثانول) والذي تقول المعلومات بأنه مركب هيدروكربوني يتألف من الكربون والهيدروجين والأكسجين الذي ينتمي إلى صنف الكحولات صيغته CH3OH ويستخدم لتطهير وتعقيم المعدات الطبية، وتنظيف النوافذ إضافة إلى أنه يستخدم باعتباره مُذيب فعال في صناعة الدهانات والورنيش.
واضح من المعلومات والبيانات الرسمية والدراسات العلمية بأنه لا يصلح للاستخدام البشري ويبدو أن كلفة تصنيعه رخيصة جدا ويذهب العقول وان عقلية جهنمية وراء بيعه للمدمنين لتحقيق مكاسب مالية دون إعتبار للاخلاق والإنسانية.
قصة هذا المصنع يجب أن لا نمر عليها مرور الكرام باعتبار ما حصل مخالفة عادية ونوع من الاستثمار بل يجب التعامل مع الحادثة باعتبارها جريمة ليست عادية بل قتل مع سبق الاصرار ضحاياه بشر مغلوبين على أمرهم.