الوطن:
2025-05-30@23:16:20 GMT

شريف سعيد يكتب: حلاق الجولانى!

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

شريف سعيد يكتب: حلاق الجولانى!

قبل سقوط دمشق، دلالات إعلامية شتى أنبأت أن الهيكل الخارجى للدولة السورية التى تحللتْ من الداخل منذ سنوات، أصبحتْ على وشك انهيار مدوٍّ أخير، إشارات بدءاً من قنوات إقليمية (تابعة لدول مناهضة للتأسلم السياسى)، وصفتْ فجأة الفصائل الإرهابية بـ«قوات المعارضة»، مروراً بذهاب الإرهابى «أبومحمد الجولانى» إلى الحلاق! وصولاً إلى محاولات أنسنته من خلال ظهوره المتلفز على نحو مختلف، وعودته إلى اسمه الأول (أحمد الشرع).

مع انتصاف القرن العشرين، كانت النزعة القومية التى نضجتْ فى نفوس شعوب المنطقة، هى النار التى اشتعلتْ فى المحتلين، وأجبرتهم على الجلاء عن بلادنا تباعاً. 

ولأن الجيوش الكبرى بطبيعة تكوينها فى المنطقة العربية، هى الابن البكر للفكرة القومية، وحارسها الرئيس؛ لذا برزتْ -مع فوات السنوات، وتراكم الأحداث- خصماً بدرجات متفاوتة لثلاث قوى؛ المحتل السابق الذى لا يريد لنا أن ننهض تماماً فنتخلص من تبعيتنا له، والكيان الصهيونى الذى لا يريدنا من الأساس، وحركات التأسلم السياسى بطبيعة تكوينها المناقض للفكرة القومية لصالح أحلامها الدينية المريضة. ورُبما تُفسر هذه الرؤية كثيراً من التحالفات الغرائبية بين القوى الثلاث، ومحاولات التفافها على الجيوش العربية فى المنطقة، خاصة المتاخمة لتل أبيب.

والسؤال: ما الذى أغرى قدامى المستعمرين مسيحيى الديانة بالتحالف مع حركات التأسلم السياسى على نحو وصل إلى التبنى والرعاية؟! وما الذى دفع الكيان الصهيونى -عبر وسطاء- إلى دعم تلك الحركات وعلفها فى زرائب خلفية؟! والإجابة هى: ما تغرسه حركات التأسلم السياسى فى نفوس أتباعها من أفكار تستبيح محاربة جيش الوطن باسم الدين من أجل الوصول إلى الحكم باسم الرب! 

إنهم يؤمنون بخيانة الوطن لوجه الله! مع الوضع فى الحُسبان أنهم لا يرون أوطانهم سوى تراب، ولا اعتبار عندهم للحدود التى هى فى نظرهم مجرد خطوط رسمها المحتل قبل خروجه! هذا الاستعداد الدينى للتفريط القومى داخل عقول المتأسلمين أدركه الخصوم، وأيقنوا أن هؤلاء المُغبرين بأوهام العصور الوسطى سيُشكلون السلاح الأكثر جاهزية -إن عاجلاً أو آجلاً- لإضعاف جيوش الشعوب التى سبق أن تمردتْ، وتحررت، واستقلتْ. هكذا عثر الأعداء على مندسين، يحاربون من أجلهم بالوكالة.

وكل هذا قد يُعطى إجابة عن السؤال الكوميدى الأسود، الذى طرحه البعض -ببراءة ساذجة- مع تفاقم الأوضاع فوق الأرض السورية: لماذا لم يُطلق «أبومحمد الجولانى» رصاصة فى حياته من أجل الجولان المحتل؟! 

وليس الجولان فحسب، بل إن الإرهابى «أحمد الشرع»، الذى يتباهى به أتباع الحركات المتأسلمة هذه الأيام، كان جاراً لصيقاً بفلسطين التى تدمى منذ 14 شهراً، وما زالت تئن، ولم يحرك هو أو أىٌّ من العصابات السُّنية هناك ساكناً! 

جميعنا يعرف أن الجولانى وأمثاله لن يقاتلوا الصهاينة؛ هم أرادوا القضاء على الجيش السورى الذى تآكل على مدى 14 سنة بفعل الحرب من الخارج، وفساد القيادة من الداخل، وها هو جيش عربى آخر ملاصق للكيان الصهيونى قد انصهر، من بعد ذوبان الجيش العراقى. 

إن قضيتنا ليست فى «بشار»؛ إن همنا هو دمشق، من بعد أن ذهبتْ القدس، وبغداد، وطرابلس، وصنعاء، والخرطوم، وبيروت بلا عودة!

وفى النهاية، فإن ما يدور فوق أرض بلد بحجم سوريا من أجل محاصصتها بين المرتزقة والممولين والإرهابيين، له ما بعده، لكنَّ أحداً لا يعرف على وجه اليقين ماذا يوارى المستقبل القاتم لمنطقة منكوبة فى أفكارها. 

كل الاحتمالات مطروحة، وكل السيناريوهات مفتوحة. 

والثابت فقط عندى أن الإرهابى سيظل إرهابياً، ليس ثائراً، وليس معارضاً، وأن الحلاق الذى «قصقص» لحية الجولانى، رُبما زين سحنته، لكنه لم يؤنسنه؛ بل سيظل مجرماً، وفى الأغلب، بعد انقضاء دوره، سينتهى على يد مَن صنعوه، نهاية أمثاله؛ رُبما أشلاء فى أعقاب غارة دقيقة بقنبلة ذكية، ورُبما شيئاً من هذا القبيل. 

كل ما يدور فى سوريا كان يُحاك مثله لنا، لولا لطف الله، ثم وطنية المؤسسة العسكرية، التى وقفتْ حجر عثرة فى مواجهة الجماعة الإرهابية وأذنابها منذ عام 2013 وما بعده حتى اللحظة، ليبقى ما يفرق غالبية المصريين عن إرهابيى التأسلم السياسى، ليس الاختلاف على السياسات، وليس الخلاف حول الرؤى؛ لكن ما يفرقنا عنهم هو الاختيار بين الوطن، أو اللاوطن. ما ينأى بنا عنهم هو.. الاختيار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا

إقرأ أيضاً:

آليات عاجلة لتفعيل الزراعة التعاقدية بالمحافظات

نظمت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في مركز الزراعات التعاقدية، ورشتي عمل حول تفعيل آليات الزراعة التعاقدية للمحاصيل الزراعية بمحافظتي بني سويف وسوهاج.

وقالت الدكتورة هدى رجب مدير مركز الزراعات التعاقدية، إن ذلك يأتي بناءً على توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الدكتور احمد عضام رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، بتكثيف التوعية للمزارعين والمربين والمنتجين، بأهمية الزراعات التعاقدية وتفعيلها، وتنظيم الزيارات وورش العمل بالمحافظات.

وأشارت رجب إلى أنه تم بقرية قاى في مركز الفشن بمحافظة بنى سويف، عقد ورشة تدريبية لنشر الزراعات التعاقدية والتعاقد على المحاصيل الزيتية والتعريف بآليات الزراعة التعاقدية وطرق تطبيق المنظومة سواء للمحاصيل الزيتية: فول الصويا والذرة الشامية وعباد الشمس والسمسم، وكذلك لمحصولى الثوم والبصل ومحاصيل الخضر والفاكهة.

وأشارت إلى أنه تم أيضا ورشة عمل بقرية بنجا في الادارة الزراعية بطهطا بمحافظة سوهاج، للتعريف بالمميزات التى يحصل عليها المزارع نتيجة لإتباعه نظام الزراعة التعاقدية وكذلك الفوائد التى تعود على المشترى ومن ثم على الدولة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وهو ما يعتبر من أهم الأهداف التى يسعى مركز الزراعات التعاقدية إلى تحقيقها.

واضافت رجب أن الزراعة التعاقدية تعد آلية هامة للحد من معاناة المزارعين، خصوصاً في مجالات التسويق، وتطوير نظم الإنتاج، وجذب الإستثمار للقطاع الزراعي، كما أنها آلية رئيسية في تجميع صغار المنتجين الزراعيين باعتبارهم أحد المحركات الأساسية للنمو والتنمية الزراعية بالإضافة إلى ذلك أصبح الاهتمام بصغار الزراع ضرورة ملحة للنهوض بالقطاع الزراعي، باعتبارهم العصب الأساسى لتحقيق التنمية الزراعية.

وتناولت ورشتي العمل الحديث أيضا أهم بنود التعاقد التى يشتمل عليها العقد والضمانات الخاصة بكل من المنتج والمشترى والتى تكفل له حقوقه وكذا الية تحديد سعر الضمان وآلية فض المنازعات بين أطراف التعاقد إن وجدت و التيسيرات التى تقدمها الشركات للمزارع والمميزات التى يقدمها مركز الزراعات التعاقدية للمزارعين والتى من أهمها هى المتابعة الميدانية للمحاصيل المنزرعة وتقديم التوصيات الفنية خلال موسم الزراعة وبشكل مجانى تماما.

وأوضحت أنه تم التأكيد علي أهمية الزراعة وأنها هي مقومات الأمن القومى الغذائى للدولة المصرية وأن مراكز البحوث الزراعية وماتقوم به من استنباط للاصناف الموجودة من الهجن عالية الإنتاجية والمقاومة للامراض والحشرات لطفرة فى مجال البحث العلمى للزراعة، وأن القيادة السياسية توالى الزراعة اهمية كبرى من توفير الدعم المقدم للمزارعين وتوفير التقاوى ومستلزمات الإنتاج والأسمدة مرورا إلى عملية الحصاد وصولا لاستلام المحصول.

طباعة شارك الزراعة الزراعة التعاقدية بني سويف سوهاج

مقالات مشابهة

  • ذكرى وفاته.. أهم المحطات في حياة النجم حسن حسني
  • د.حماد عبدالله يكتب: "العشوائيات وتأثيرها السلبى على السلوك "!!
  • رامى عياش يعلن التعاون مجددا مع "مزيكا" في ألبوم جديد
  • مبادرة “أبناء السودان” تواصل دعمها للقوات النظامية بولاية شمال كردفان
  • شريف فتحي: سعيد بزيارتي لوزير السياحة والشباب الصربي في بلجراد
  • وفد الكنيسة الأرثوذكسية يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى
  • آليات عاجلة لتفعيل الزراعة التعاقدية بالمحافظات
  • قصر ثقافة أبو سمبل.. منارة علمية جديدة في أقصى جنوب مصر
  • هل يأثم المأموم الذى ينصت لقراءة الإمام الفاتحة في الصلاة الجهرية؟.. الأزهر يجيب
  • من يدركها يعيش سعيدًا.. أسامة كمال: الدنيا «حق انتفاع» وليس ملكية مُطلقة