تطوير طريقة جديدة لتشخيص الأمراض الفيروسية لدى الطيور
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
جاء في تقرير نشرته الخدمة الصحفية لجامعة سانت بطرسبرغ الحكومية للطب البيطري أن مجموعة من العلماء طوروا طريقة جديدة لإنتاج مكونات تشخيصية للكشف عن مرض فيروسي خطير أطلق عليه "جامبورو" يقمع مناعة الطيور .
وأضاف التقرير: "تعلم الباحثون تصنيع بروتين VP2 في البكتيريا، وهو أمر ضروري لتشخيص المرض، مما يقلل من تكلفة الاختبارات بمقدار أربعة أضعاف، مقارنة بنظيراتها المستوردة".
يصيب مرض"جامبورو" المعدي في المقام الأول الدجاج الذي يتراوح عمره بين ثلاثة وستة أسابيع. ويهاجم فيروس "جامبورو" ما يسمى بـ"جراب فابريسيوس"، وهو أحد أعضاء الجهاز المناعي للطائر، مما يؤدي إلى موت أعداد كبيرة من الخلايا المناعية. ونتيجة لذلك، تصبح الطيور عاجزة عن مقاومة الالتهابات الأخرى، ويمكن أن يصل معدل الوفيات إلى 90٪. وإن هذه المشكلة ذات أهمية خاصة بالنسبة لقطاع تربية الدواجن الروسي، حيث تتم تربية أكثر من 4.5 مليار دجاجة سنويا.
وقال دكتور العلوم البيطرية والبروفيسور إدوارد جافادوف إن قطاع التربية الصناعية الروسية للدواجن يستخدم بشكل متزايد لقاحات مستهدفة ضد مرض "جامبورو" المعدي. وتنحصر خصوصية هذه اللقاحات في تخليق بروتين VP2، وهو المستضد الوقائي الرئيسي في روسيا، لا توجد حتى الآن في روسيا وسائل محلية لتحديد أعيرة الأجسام المضادة بعد التطعيم.
وقد طور علماء سانت بطرسبرغ طريقة لتخليق بروتين VP2 في الخلايا القولونية. وخلال البحث أصبح من الممكن الحصول على سلالات من البكتيريا المنتجة لهذا البروتين بتركيز 90 ميكروغراما لكل مليلتر، وهو ما يكفي لإجراء الاختبارات التشخيصية.
وخضعت مجموعتان من الطيور للتجارب، وهما التجريبية والضابطة. وبعد 14 يوما من التطعيم، تم اكتشاف مستوى وقائي من الأجسام المضادة لبروتين VP2 لدى طيور المجموعة التجريبية، مما أكد فعالية الطريقة المطورة.
وأظهرت نتائج التجربة أن بروتين VP2 المركب اكتشف بشكل فعال الأجسام المضادة بعد اللقاحات الحية والمؤتلفة.
من المزايا المهمة لهذه الطريقة أنه من الممكن استخدام محلول الخلية الخام للتشخيص، وهو سائل يحتوي على خلايا بكتيرية مدمرة وبروتين مركب، الأمر الذي يبسط ويقلل إلى حد بعيد من تكلفة إنتاج التشخيص.
وحسب رئيس الفريق البحثي فلاديسلاف فيريتنيكوف، فإن المرحلة التالية ستنحصر في تطوير مجموعة تشخيصية كاملة تعتمد على البروتين المركب. وقال العالم: "إننا نخطط لإجراء اختبارات مكثفة في مزارع الدواجن من أجل إعداد مجموعة تشخيصية مبتكرة واستخدامها في الممارسة البيطرية".
تجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية المتقدمة يمكن استخدامها ليس في تشخيص مرض "جامبورو" المعدي فحسب، بل وفي تشخيص أمراض فيروسية أخرى تصيب الطيور. وهذا أمر مهم بشكل خاص في الظروف التي يحتاج فيها قطاع تربية الدواجن الروسية إلى وسائل محلية ميسورة التكلفة لتشخيص أمراض الطيور.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خلايا القولون الدجاج البكتيريا
إقرأ أيضاً:
كيف يسهم التغير المناخي في انتشار الأوبئة والجوائح؟
تشير دراسة جديدة إلى أن الظروف المناخية، من ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات هطول الأمطار السنوية، وندرة المياه، تسهم في زيادة احتمالات تفشي الأوبئة والأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة بوتيرة سريعة في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس أدفانس" أن التغيرات المناخية التي تؤدي بدورها إلى تغيرات بيئية كاستخدام الأراضي، والتعدي البشري على المناطق الحرجية، وزيادة الكثافة السكانية، وفقدان التنوع البيولوجي، كلها عوامل تزيد من مخاطر انتشار الأمراض.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3مفاهيم مناخية.. ما العلاقة بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟list 2 of 3تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسطlist 3 of 3تغير المناخ يرهق إمدادات الدم العالميةend of listوقدمت الدراسة خريطة عالمية ومؤشرات لمخاطر الأوبئة الخاصة بكل دولة وقدراتها على الاستعداد والاستجابة للتهديدات الحيوانية المنشأ. وأشارت إلى أن تلك العوامل جعلت الأوبئة والجوائح الناجمة عن انتقال مسببات الأمراض من الحيوانات إلى البشر، والانتشار الحيواني، أكثر تواترًا.
وجمع الباحثون بيانات عن تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ المُدرجة على قائمة الأولويات لدى منظمة الصحة العالمية خلال الفترة من 1975 إلى 2020، اعتمادًا على بيانات الشبكة العالمية للأمراض المعدية والوبائيات.
كما حددت الدراسة 9 أمراض حيوانية المنشأ تتمثل في العدوى التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر وذات قدرة عالية على التسبب في حالات طوارئ صحية عامة حادة. ومن بينها: فيروس زيكا، وإيبولا، ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس).
بشكل عام، يوجد أكثر من 200 مرض حيواني المنشأ معروف، تنتقل عندما يعبر العامل المُمْرِض، مثل الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات، من الحيوان إلى الإنسان، سواء من خلال اللدغات، أو ملامسة الدم، أو اللعاب، أو البراز. ومن أبرز الأمثلة على هذه الأمراض: داء لايم، وداء الكلب، وإنفلونزا الطيور، وكوفيد-19 الذي استبعدته الدراسة.
وحسب الدراسة، يتزايد عدد الأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة بوتيرة سريعة بفعل جملة عوامل يأتي على رأسها المناخ. وتزدهر أيضا مسببات الأمراض، وكذلك الحيوانات التي تحملها، في المناخات الدافئة والرطبة.
إعلانويُعد الاتصال المتكرر بين البشر والحيوانات عاملا رئيسيا آخر. فعندما يعيش الناس بالقرب من مناطق ذات تنوع بيولوجي غني، مثل الغابات، يزداد خطر انتقال الأمراض.
وحدّد الباحثون 131 تفشيا مرتبطا بأمراض ذات قابلية للتحول إلى أوبئة أو جوائح، خلال الفترة المذكورة، واستخدموا بيانات الأقمار الاصطناعية لتحديد 9 عوامل خطر محتملة تسهم في انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ، معظمها مرتبطة بتغير المناخ وتأثيراته.
ومن بين هذه العوامل: الحد الأقصى السنوي لدرجة الحرارة، والحد الأدنى السنوي لدرجة الحرارة، وعجز المياه، وإجمالي هطول الأمطار السنوي، وكثافة الثروة الحيوانية، وتغير استخدام الأراضي، والتغير في القرب بين البشر والغابات، وفقدان التنوع البيولوجي، والكثافة السكانية البشرية.
وحلّلت الدراسة كيف تؤثر العوامل البيئية والمناخية المختلفة على خطر تفشي الأمراض، حيث اعتمد المؤلفون على نموذج تنبؤي قائم على تقنيات التعلم الآلي لدمج هذه المتغيرات.
وخلصت النتائج إلى أن معدل تفشي الأمراض في أميركا اللاتينية يعد الأكبر بنسبة 27.1%، تليها أوقيانوسيا بنسبة 18.6%، وآسيا بنسبة 6.9%، وأفريقيا بنسبة 5.2%، ثم وأوروبا بنسبة 0.2%، وأميركا الشمالية بنسبة 0.08%.
كما وجدت الدراسة أن ما يصل إلى 20% من السكان في العالم يعيشون في مناطق ذات مخاطر متوسطة، بينما يعيش 3% في مناطق ذات مخاطر عالية وعالية جدا.
وبيّنت النتائج أن التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار يرفعان من احتمالات انتقال العدوى، إذ إن العوائل الطبيعية للمُمْرِضات تتكيّف غالبا مع البيئات الحارة والرطبة، خصوصا في المناطق الاستوائية.
كما وجد الباحثون أن ندرة المياه مرتبطة بأعلى خطر لتفشي الأمراض، ربما بسبب تجمع الحيوانات حول مصادر المياه القليلة المتبقية، مما يسهل انتقال المُمْرِضات، أما الظروف القاحلة للغاية فقد تؤدي إلى انقراض العوائل، وبالتالي توقف انتشار المُمْرِض.
وأكدت الدراسة أن إزالة الغابات وتغير استخدام الأراضي يزيدان من فرص التواصل بين البشر والحيوانات البرية، مما يفتح الباب لانتقال مسببات الأمراض. وترتبط أيضا الكثافة السكانية، سواء للبشر أو للماشية، بزيادة احتمال تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ، إذ تسهّل هذه الكثافة انتقال المُمْرِضات وانتشارها.