الإعلام الأمريكي.. كيف صنع أسطورة الجولاني من إرهابي لقائد المعارضة السورية؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
تصدّر اسم أحمد حسين الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني» المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد، ذلك الشخص الذي ساهم الإعلام الأمريكي في صنع أسطورته من إرهابي إلى قائد للمعارضة، في مشهد يوضح كيف يتغير الإعلام الغربي في تناوله للأحداث على حسب مصلحته.
في مايو عام 2017، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عبر «CNN» عن مكافأة 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى التعرف أو تحديد موقع محمد الجولاني، الذي وصفته في تقريرها حينها بـ«زعيم الجماعة المصنفة إرهابيا».
وذكر تقرير «CNN» وقتها، إن المكافأة تأتي من برنامج «المكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وذلك مقابل معلومات توصل إلى زعيم الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
هذا المشهد للتناول الأمريكي تغير تماما في الجمعة الماضية 6 ديسمبر 2024، حينما نشرت «CNN» حوارًا خاصًا مع «الجولاني» الذي وصفته فيه بـ«زعيم تحرير الشام» وباعتباره زعيمًا للمعارضة السورية، وهو ما يعد إشارة واضحة لتغير المشهد الأمريكي وتناول الإعلام الغربي للأوضاع على حسب المصلحة الشخصية.
ومن جانبه، قال الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، إنه في سياق الحديث عن الجولاني والإعلام الأمريكي، يجب أن نلفت الانتباه إلى الدور المؤثر الذي يلعبه الإعلام في تشكيل التصورات والآراء حول الشخصيات السياسية.
وأضاف «سعدة» في تصريحات لـ«الوطن» أنه تم تصنيف الجولاني، الذي يعد من الشخصيات المتنازع عليها، في البداية على أنه أحد الإرهابيين المتطرفين، حيث عرض الإعلام الأمريكي، وتحديدًا شبكة CNN، تفاصيل عن عرضٍ مالي قُدِر بعشرة ملايين دولار عام 2017، كجائزة لمن يرشد عن مكانه، وقد جاء ذلك في وقت مثير للقلق، نظرًا لما يمثله من تهديد للأمن القومي والمنطقة ككل.
وتابع، أن ما يثير الاستغراب هو التغيير الواضح في الخطاب الإعلامي نفسه فذات الوسيلة الإعلامية، التي قدمت الجولاني كمجرم ينتمي لجماعات متطرفة، هي الآن تعرضه على أنه «رجل من رجالات المعارضة» الذي يعمل من أجل الشعب، ويرفض الظلم الذي يمثله النظام القائم.
وأشار نقيب الإعلاميين، إلى أن هذا التناقض يعكس بوضوح أن الإعلام يمكن أن يلعب دورًا بارزًا في تزييف الحقائق؛ مما يؤثر بشكل كبير على المفاهيم العامة، فآخر ما نحتاجه في عالم اليوم هو عدم استقرار المعلومات، أو تقديم أجندات خاصة تحت غطاء الأخبار.
وأكد، أن ما يحدث من تغيير في الخطاب يعكس أهمية أن نكون واعين للتوجهات الإعلامية، وأن نفهم أن وسائل الإعلام يمكن أن تستخدم كأداة لتشكيل الرأي العام بطرق قد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجولاني محمد الجولاني تحرير الشام سوريا الإعلام الأمریکی
إقرأ أيضاً:
واشنطن ترفع مكافأة الإدلاء بمعلومات تؤدي للقبض على سعد العولقي زعيم القاعدة في جزيرة العرب إلى 10 ملايين دولار
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، عن رفع قيمة المكافأة المعروضة لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان وجود سعد بن عاطف العولقي، زعيم تنظيم "القاعدة في شبه جزيرة العرب"، لتصل إلى 10 ملايين دولار، في إطار جهودها المستمرة لتعقب قيادات التنظيم المتورطين في أعمال إرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
وجاء في بيان صادر عن برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، التابع للوزارة، أن هذه الزيادة تُعدّ تصعيدًا للعرض السابق الذي بلغ 6 ملايين دولار، في ظل تصاعد المخاوف من نشاطات التنظيم في اليمن والمنطقة.
وكان العولقي قد عُيّن في عام 2024 زعيمًا لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، أحد أكثر فروع التنظيم نشاطًا وخطورة. وبحسب الخارجية الأميركية، فإن العولقي دعا علنًا إلى تنفيذ هجمات ضد مصالح أميركية وغربية، وسبق أن قاد عمليات ضد الولايات المتحدة واختطف مواطنين أميركيين داخل الأراضي اليمنية، أثناء توليه قيادة التنظيم في محافظة شبوة في اليمن.
وإلى جانب العولقي، يواصل البرنامج عرض مكافآت مالية تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان وجود إبراهيم البنا، و4 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن إبراهيم أحمد محمود القوصي. ويُعتقد أن كلا الرجلين يشغلان مناصب بارزة في القيادة العليا للتنظيم، ويضطلعان بأدوار محورية في التخطيط والتوجيه.
وتُصنّف الولايات المتحدة تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" كجماعة إرهابية دولية، وتعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، خصوصًا مع تزايد نشاطاته في مناطق النزاع باليمن.
ودعت واشنطن أي شخص يمتلك معلومات تؤدي إلى تحديد مكان المطلوبين الثلاثة إلى التواصل مع برنامج "مكافآت من أجل العدالة" بسرية تامة، مشيرة إلى إمكانية تقديم المعلومات من خارج الولايات المتحدة أيضًا.
ويدير برنامج "مكافآت من أجل العدالة" جهاز الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الأميركية. ومنذ انطلاقه عام 1984، قدّم البرنامج مكافآت تجاوزت 250 مليون دولار إلى أكثر من 125 فردًا قدّموا معلومات ساهمت في كشف تهديدات للأمن القومي الأميركي.