تهنئة أخوية من الرياض إلى مسقط
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
عبدالله بن محمد آل الشيخ
احتفلت سلطنة عُمان، قبل أيام مضت بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد، والذي يعتبر من أهم المناسبات الوطنية المجيدة في هذا البلد العزيز، والذي يحتفل فيه العُمانيون بالتقدم الذي حققته على مر السنين الماضية، في ظل إنجازات متتالية وذلك بقيادة حكيمة لمسيرة البناء والتطوير والتنمية، وتحقيق الإنجازات المتتالية، متواصلة في مسار التنمية الشاملة تحت القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق- رعاه الله- وفق رؤية ثابتة ومحكمة للمضي قدمًا في مختلف المجالات والحفاظ على ما تحقق من مكتسبات، يتحدث عنها شعب عُمان وزائروها بكل ثقة واعتزاز.
وكم نحنُ بالمملكة العربية السعودية- قيادة وشعبًا- نتابع ما وصلت إليه من تقدم وازدهار، ونمو ونماء؛ لأنَّ كل ما يتحقق في أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي يُسعدنا، نعيش أفراحهم ويكدرنا- لا قدر الله- ما يُصيبهم. وهذا هو ديدن دول المجلس؛ بل وهذا ما يجب أن تكون عليه لمجابهة كل التحديات المحيطة بنا.
وبالمرور سريعًا على العلاقات السعودية العُمانية فإنها تُجسد روح الأخوة وحسن الجوار، ومن فضل الله أنها علاقات ممتدة ضاربة في عمق التاريخ لأكثر من نصف قرن وتعتبر نموذجًا للتكامل والترابط والتآخي، وكما هو معروف فإنَّ البلدين يشتركان في العديد من القواسم المشتركة القائمة على مبادئ المصير المشترك.
وهناك زيارات متبادلة بين قادة البلدين الشقيقين، والتي انطلقت عام 1971م منذ أول زيارة للملك فيصل بن عبدالعزيز- رحمه الله- حينما زار الراحل السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله-
لتوطيد العلاقات بين البلدين، وكان لتلك الزيارة دور أساسي في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين.
وتواصلت الزيارات حيث كانت زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق للمملكة العربية السعودية في يوليو 2021، كأول زيارة خارجية لجلالته منذ توليه مقاليد الحكم في يناير 2020، وهذا يدل على مكانة المملكة لدى جلالة السلطان هيثم، وما تشكله من عمق للعلاقات الأخوية بين البلدين؛ حيث جاءت الزيارة الأخوية بدعوة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- في عام 2021.
إن عُمان والسعودية يواصلان مسيرة التعاون والشراكة الاستراتيجية، ترسيخًا للعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وفي مختلف أوجه التعاون الذي يؤكد متانة العلاقة وقوتها.
وفي عام 2023، جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى سلطنة عُمان؛ حيث التقى بأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظهما الله- ليبدأ فصل جديد من تاريخ العلاقات بين البلدين، وما أعقب ذلك من نقلة نوعية في تعزيز تلك العلاقات بكافة المجالات؛ بل ونقلها إلى آفاق أرحب وأكثر تقدمًا، بما يُحقق مصالح وتطلعات الشعبين الشقيقين.
لقد تطورت العلاقات الأخوية بقيام مجلس التنسيق السعودي العُماني بتعميق التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، والتكامل في مختلف الجوانب؛ حيث تلتقي الدولتان في رؤيتين مستقبليتين، رؤية السعودية 2030 ورؤية عُمان 2040.
هذه تهنئة أخوية من قلوب محبة منا، نحن شعب المملكة العربية السعودية، إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله- وإلى شعب سلطنة عُمان الشقيقة. كما نتوجه بالتهنئة إلى صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد سفير سلطنة عُمان المعتمد بالمملكة العربية السعودية. وكل عام وشعوب مجلس التعاون بقيادتها الحكيمة في خير وسعادة.
————-
أنت المحبة يا عُمان ولا أرى
من غير حبك يا عُمان بديلا
كوني إذًا حبًا عظيمًا خالدًا
كوني الرؤى كوني الصفاء دليلا
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لقاء خاص بين جلالة السلطان والعماد جوزاف عون يستعرض التعاون والشراكة بين عُمان ولبنان
بيان مشترك: تأكيد العزم على توسيع آفاق التعاون والتنسيق في مختلف المجالات ◄ الرئيس اللبناني يُشيد بالمُحادثات البناءة والمثمرة مع جلالة السلطان ◄ توجيه بالتوقيع على اتفاقيات ومذكّرات تفاهم جديدة لتوسيع التعاون ◄ إيلاء دور أكبر للقطاع الخاص في استثمار فرص الشراكة والتنمية ◄ عُمان ولبنان يُعربان عن قلقهما الشديد إزاء الاعتداءات الإسرائيلية واحتلال أراضٍ عربية ◄ سلطنة عُمان تؤكد دعمها الكامل لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه ◄ تأكيد الموقف العربي الثابت بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلةمسقط- العُمانية
عقد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- لقاءً خاصًّا مع فخامةِ الرّئيس العماد جوزاف عون رئيسِ الجمهوريّة اللُّبنانية صباح الأربعاء بقصر العلم العامر.
جرى خلال اللّقاء تبادلُ الآراء حول عدد من القضايا والموضوعات التي تهمّ البلدين، كما تمّ التأكيدُ على أهميّة تعزيز فرص التّعاون والشّراكة لما فيه خيرُ ومصلحةُ البلدين والشّعبين الشّقيقين، ويسهم في توثيق الرّوابط والصّلات في شتى القطاعات، ثقافيًّا واقتصاديًّا وتنمويًّا. حضر اللقاء عددٌ من كبار المسؤولين من الجانبين.
ووجَّه حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- وفخامةُ الرئيس العماد جوزاف عون رئيسُ الجمهوريّة اللُّبنانيّة، بضرورة الإعداد المبكر لعقد أعمال الدّورة الأولى للّجنة العُمانية- اللُّبنانية المُشتركة، والعمل على التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة تُسهم في توسيع وتعزيز برامج التّعاون الثُّنائي ودعم التّبادل التّجاري والثّقافي والعلمي، وذلك بحسب بيان مشترك صادر بمناسبة الزّيارة الرّسمية لفخامةِ الرئيس اللُّبناني لسلطنة عُمان.
ونصّ البيان المشترك على الآتي:
"انطلاقًا من عمق العلاقات الأخويّة التاريخيّة بين سلطنة عُمان والجمهوريّة اللُّبنانية، وبين قيادتيهما وشعبيهما الشّقيقين، وحرصًا على تعزيز التّعاون الثُّنائي وتجسيد قيم الإخاء والتضامن العربي، قام فخامةُ الرّئيس العماد جوزاف عون، رئيسُ الجمهوريّة اللُّبنانية، بزيارة رسمية إلى سلطنة عُمان خلال الفترة من 9 إلى 10 ديسمبر 2025م (18-19 جمادى الثانية 1447هـ)، ضيفًا كريمًا على أخيه حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم.
وعقد القائدان جلسة مباحثات رسميّةً استعرضا خلالها العلاقات الثُّنائية الرّاسخة، وأكّدا على عزمهما على توسيع آفاق التّعاون والتّنسيق في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والاستثماريّة والمصرفيّة والسياحيّة، وفي مجال النقل والخدمات اللوجستيّة، بما يعود بالنفع على البلدين والشّعبين.
كما ثمّن القائدان الدّور البنّاء الذي يقوم به أبناء الجالية اللُّبنانية المُقيمة في سلطنة عُمان، ووجّها بضرورة الإعداد المُبكر لعقد أعمال الدورة الأولى للّجنة العُمانية - اللبنانية المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في مسقط، والعمل على التوقيع على اتفاقيات ومذكّرات تفاهم جديدة تُسهم في توسيع وتعزيز برامج التّعاون الثُّنائي، ودعم التّبادل التّجاري والثّقافي والعلمي، مع إيلاء دور أكبر للقطاع الخاص في استثمار فرص الشراكة والتنمية في شتى المجالات ذات المنافع المشتركة.
وفي سياق التطوّرات الإقليمية، أعرب الجانبان عن قلقهما الشديد إزاء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللُّبنانية واحتلال الأراضي العربيّة، وما يشكّله ذلك من انتهاك صريح للقرار 1701 ولقرارات الشرعية الدوليّة. وطالبا بالوقف الفوري لهذه الاعتداءات والانسحاب الكامل من كافّة الأراضي اللُّبنانيّة والعربيّة المُحتلة، مع دعم الجهود الدولية لمنع التّصعيد وتثبيت الاستقرار وتسهيل عودة النازحين وإعادة الإعمار.
وأكّد الجانب العُماني على دعمه الكامل لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، ولتعزيز مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، وللإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية التي تقودها القيادة اللُّبنانيّة.
كما جدّد الجانبان التأكيد على الموقف العربي الثابت بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى أهمية تعزيز التضامن العربي واحترام سيادة الدول ومبادئ حسن الجوار والقانون الدولي.
وأعرب فخامةُ الرئيس جوزاف عون عن خالص شكره وامتنانه لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- وللحكومة والشعب العُماني على كرم الضّيافة وحفاوة الاستقبال، مُتمنيًا لسلطنة عُمان دوام التقدّم والرّخاء في ظل قيادتها الحكيمة".
إلى ذلك، غادر البلاد أمس فخامةُ الرئيس العماد جوزاف عون رئيسُ الجمهوريّة اللُّبنانية والوفد المرافق لفخامتِه بعد زيارةٍ رسمية لسلطنة عُمان استغرقت يومين، وكان صاحبُ السُّموّ السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدّفاع في مُقدّمة مُودّعي فخامةِ الضّيف لدى مغادرته المطار السُّلطانيَّ الخاصَّ، مُتمنّيًا لفخامتِه عَودًا حميدًا إلى بلاده.
وبعث فخامةُ الرئيس العماد جوزاف عون رئيسُ الجمهوريّة اللُّبنانية برقية شكر وتقدير إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لدى مغادرته، أعرب فخامته خلالها عن خالص شكره وتقديره لجلالة السلطان المعظم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الوفادة. وأشاد فخامته بالزيارة التي مثّلت فرصة ثمينة لتعزيز أواصر الأخوّة والصداقة التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين، وبحثت سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. ووصف فخامته اللقاءات والمحادثات التي أجراها مع جلالة السلطان المعظم بالبنّاءة والمثمرة، وتؤكد حرص جلالته على دعم العلاقات الأخوية بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك. كما أعرب فخامته عن بالغ امتنانه للشعب العُماني الكريم على ما أبداه من حفاوة وترحاب، مما يعكس عمق الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين، داعيًا الله العلي القدير أن يحفظ جلالة السلطان المعظم ويديم عليه الصحة والعافية، وأن يوفقه لما فيه خير وازدهار سلطنة عُمان وشعبها الكريم.