ما تفتأ دولة الاحتلال تحصي الجبهات التي تقاتل فيها للحفاظ على وجودها، في حين يغيب الحديث عن الأزمة الخطيرة التي يواجهها جهاز التعليم فيها، رغم أنه ليست فقط مشكلة وزارة التعليم فقط، بل هي تهديد وجودي لدولة الاحتلال ذاتها، وفقما ما يحذر خبراء التعليم والأكاديميا فيها. 

عيران هيلدسهايم مراسل موقع "زمن إسرائيل" العبري، كشف "نتائج دراسة أجراها معهد TIMSS، وكشفت عن تدهور خطير في نظام التعليم في إسرائيل لمستوى غير مسبوق، بحيث يمكن وضع انهيار نظام التعليم بين التهديدات النووية الإيرانية وتفكك المجتمع الإسرائيلي، كي يفهم الجمهور أن هذا تهديد وجودي، وليس مشكلة فقط لوزارة التربية والتعليم، لأنه خلال العقد القادم سيتم استبدال نفس العلماء والمهندسين الذين فجّروا أجهزة النداء الخاصة بحزب الله بقوات بشرية غير قادرة على تشغيل حتى جهاز النداء البسيط، وهكذا يمكن فهم خطورة الوضع بشكل أكبر، لأنه سيُفهم أن إسرائيل تتجه بسرعة نحو كارثة اقتصادية وأمنية واجتماعية".

  

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "مظاهر تدهور النظام التعليمي الإسرائيلي يتمثل في تراجع الإنجازات التعليمية، وهي ليست ظاهرة معزولة، بل جزء من اتجاه اجتماعي واسع وسياسة حكومية تهدد اقتصاد الدولة على المدى الطويل، لأن صناعة التكنولوجيا الفائقة، على سبيل المثال، تشكل جزءاً غير متناسب من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي وصادراتها، وتجتذب استثمارات كبيرة من مصادر محلية ودولية".  


ونقل عن دراسة أجراها يائيل ميلتزر وإيال كيمتشي، مشيرا إلى أن "قصة نجاح التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية وصلت منعطفا حرجاً، من حيث النقص المتزايد في الموظفين المهرة وذوي التعليم العالي القادرين على تلبية الطلب المتزايد على مهن مثل تطوير البرمجيات وتحليل البيانات والهندسة، وهذا النقص له سببان رئيسيان: أولاهما الصلابة المتأصلة في نظام التعليم العالي العام، ويتجلى في صعوبات زيادة الفصول الدراسية، وتوظيف الموظفين، وتحسين جودة التعليم، والبنية التحتية الأكاديمية". 

ولفت إلى أن "السبب الثاني يتعلق بانخفاض تحصيل الطلاب في المراحل المبكرة، مما يؤثر بشكل مباشر على المعروض من الخريجين المهرة الذين يعتبرون ضروريين لصناعة التكنولوجيا المتقدمة ومهن العلوم والتكنولوجيا الآخذة في الانخفاض، وبالتالي فقد يسفر ذلك عن فشل نظام التعليم الإسرائيلي بإعداد طلابه للدراسات الأكاديمية في هذه المجالات". 

وأكد أن "البيانات المتوفرة تشير لتقلص مجموعة العمال المحتملين القادرين على تلبية المتطلبات المتطورة لهذه الصناعة، مما قد يؤدي تباطؤ الابتكار وانخفاض الإنتاجية، وإذا لم يكن ذلك كافيا، فإن المجموعة السكانية ذات المعدل الأسرع نموا، اليهود المتشددين، تختار استبعاد نفسها، بدعم من الدولة، من تلقين التعليم الحديث لأبنائها، لتدريبهم على عالم التكنولوجيا، مما يترجم هذه الفجوة التعليمية إلى واقع اقتصادي صعب". 

وكشف أن "هذه الفجوة على المدى الطويل تضع عبئا ثقيلا وغير متناسب على الشريحة الأكثر مهارة من الإسرائيليين، وهي نفس الشريحة التي ينبغي أن تدعم بمفردها تقريبا شبكة الضمان الاجتماعي، فيما أفادت هيئة الابتكار في إسرائيل أن الإنتاجية في صناعات التكنولوجيا الفائقة فيها تبلغ ضعف إنتاجية الاقتصاد بأكمله تقريبًا، ووفقا للجمعية الإسرائيلية للصناعات المتقدمة، فإن صناعة التكنولوجيا الفائقة مسؤولة عن 65% من إجمالي عائدات الضرائب للدولة، رغم أن عدد العاملين فيها يشكلون فقط 10% من القوى العاملة المتبقية، أي أقل من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية".  


وأشار إلى أن "نصف الإسرائيليين لا يدفعون الضرائب على الإطلاق، لأنهم لا يصلون للعتبة الضريبية، وبما أن هذه الشريحة الماهرة لديها فرص للانتقال لوظائف جذابة في الخارج، مع ظروف معيشية وضريبية أكثر ملاءمة، فإن الخطر قائم، وبالتالي فلن تواجه إسرائيل نقصًا في العمالة الشابة وذات الجودة العالية في المستقبل فحسب، بل ستتركها أيضًا القوى العاملة المخضرمة".  

وحذر أن "هذا الواقع التعليمي المتدهور سيترجم إلى فقدان الاقتصاد الإسرائيلي لمحركه الرئيسي، وقد تتدهور الدولة لمرتبة دول العالم الثالث، وحينها لن تكون قادرة على دعم جيشها مالياً وتكنولوجياً على مستوى عالمي أول، مما سيؤدي لفقدان تفوقها أمام جيوش المنطقة، وربما تكون نهايتها قريبة مع التدهور، مما يستدعي تغييرا عميقا في أولوياتها، من حيث الميزانيات، أجور المعلمين، وتبسيط نظام التعليم". 

وختم بالقول إن "نظرة على الحكومة الحالية تكشف عن قيادة تركز على الحفاظ على الجهل بين الإسرائيليين غير المنتجين، وضمان سيطرتهم على المناصب الرئيسية، على حساب إهمال نظام التعليم برمّته، وفي هذه الحالة يصعب أن نكون متفائلين في مثل هذا الوضع، لأن الحكومة لا تسعى لإنقاذ السفينة قبيل اصطدامها بالجبل الجليدي". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال التعليم نتنياهو الاحتلال التعليم صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التکنولوجیا الفائقة نظام التعلیم

إقرأ أيضاً:

تهديد وجودي لملياري إنسان.. انهيار محتمل لهذا الجبل الجليدي| ما القصة؟

أثار الانهيار المفاجئ لنهر جبل بيرش الجليدي في جبال الألب السويسرية موجة من التحذيرات العالمية، خاصة بشأن المخاطر المتزايدة التي تهدد المجتمعات الجبلية في آسيا، حيث يعتمد الملايين على الأنهار الجليدية كمصدر رئيسي للمياه.

تهديدات تغير المناخ

ويشير الخبراء إلى أن تغير المناخ بات يفرض تهديدات ملموسة على الغلاف الجليدي، ما ينعكس بشكل مباشر على حياة السكان في المناطق الجبلية حول العالم.

وتتفاقم تأثيرات تغير المناخ على الكتل الجليدية وعلى المجتمعات القريبة من الأنهار الجليدية، والتي تعتمد عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.

العلماء يرصدون جسما مجنحا فوق الشمس.. ما علاقته بنهاية العالم؟الطبيعة تغضب.. 4 كوارث في دول مختلفة ماذا يحدث؟سبب انهيار الأنهار الجليدية 

ورغم عدم إثبات الصلة المباشرة بين تغير المناخ وانهيار النهر الجليدي السويسري حتى الآن، إلا أن العلماء يجمعون على أن ارتفاع درجات الحرارة يسرع من ذوبان الأنهار الجليدية عالمياً.

وكانت السلطات السويسرية قد نفذت إجلاء استباقي لسكان قرية بلاتن الواقعة أسفل الجبل، ما أنقذ أرواح 300 شخص، رغم الإبلاغ عن شخص مفقود.

ويقول الخبراء إن هذه ما حدث فى سويسرا من انهيار الجبل الجليدي يؤكد أن وجود أنظمة مراقبة وإدارة طوارئ فعالة قادر على تقليل حجم الكوارث.

جبال الهمالايا في دائرة الخطر

من جانبه، أشار ستيفان أولينبروك، مدير إدارة المياه والغلاف الجليدي في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن ما جرى في سويسرا يعكس الحاجة الماسة لتأهب المجتمعات في المناطق الجبلية مثل جبال الهيمالايا، قائلاً: "من الرصد إلى تبادل البيانات وصولاً إلى نمذجة المخاطر، يجب تقوية هذه السلسلة بأكملها. في العديد من الدول الآسيوية، تفتقر البيانات إلى الترابط والتكامل".

وفي الوقت الذي تعتمد فيه سويسرا على تكنولوجيا متقدمة، مثل الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستشعار لرصد الأنهار الجليدية، فإن معظم دول آسيا لا تملك الموارد اللازمة لاعتماد مثل هذه التقنيات.

ورغم أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ كانت الأكثر تضرراً من الكوارث المناخية في عام 2023، إلا أن تقريرا أمميا صدر في 2024 أظهر أن ثلثي دول المنطقة فقط تمتلك أنظمة إنذار مبكر، في حين تفتقر البلدان الأقل نمواً إلى الإمكانات الكافية.

تهديد وجودي لملياري إنسان

ويحذر العلماء من أن الأنهار الجليدية في جبال الهمالايا، والتي توفر المياه لما يقرب من ملياري نسمة، تذوب بمعدلات غير مسبوقة.

وقد أدى هذا الذوبان إلى نشوء مئات البحيرات الجليدية التي قد تؤدي إلى فيضانات مدمرة إذا ما انهارت فجأة، كما يؤدي ذوبان التربة الصقيعية إلى زيادة مخاطر الانهيارات الأرضية.

طباعة شارك تهديد وجودي لملياري إنسان الكوارث المناخية سويسرا جبال الهمالايا السلطات السويسرية

مقالات مشابهة

  • تحذيرات إسرائيلية من تداعيات مواصلة الحرب في غزة.. تُفيد حماس
  • التعليم توضح حقيقة تطبيق نظام البكالوريا العام الدراسي المقبل
  • متحدث التعليم: نظام البكالوريا يتيح للطالب أكثر من امتحان للحصول على أفضل درجة
  • التعليم: تطبيق نظام البكالوريا بشكل اختياري بداية من العام المقبل
  • وزير التعليم: تطبيق نظام البكالوريا المصرية اختياريا بعد إقرار تعديل قانون التعليم
  • وزير التعليم: سيتم وضح أليات فور تطبيق نظام البكالوريا بالثانوية العامة لحضور الطلاب بالمدارس
  • وزير التعليم يعلن خروج مادة التربية الدينية من المجموع بنظام البكالوريا الجديد
  • التعليم: استمرار نظام الثانوية العامة لـ 3 سنوات مقبلة تمهيدًا لتطبيق البكالوريا
  • تهديد وجودي لملياري إنسان.. انهيار محتمل لهذا الجبل الجليدي| ما القصة؟
  • إقليم إيطالي يقطع علاقاته بالاحتلال الإسرائيلي بسبب الإبادة في غزة