حذر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، أن بعض الجهات كانت قد تلقت تحذيرات من إيران منذ سبتمبر الماضي بشأن الوضع في سوريا، لكنه أشار إلى أنه لا يعلم إذا كانت تلك التحذيرات قد وصلت بالفعل إلى الجهات العليا في النظام السوري، وقال خامنئي إن ما وصفهم بـ"من هاجموا الأراضي السورية" لديهم أهداف مختلفة، ولكن الزمن سيثبت أنهم لن يتمكنوا من تحقيقها، موضحًا أن قوات إيران لعبت دورًا استشاريًا في كل من سوريا والعراق، ولم تحل محل الجيشين السوري والعراقي.

 

تأتي تصريحات خامنئي في أعقاب التطورات الأخيرة في سوريا، وخصوصًا سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي كانت إيران تعد من أبرز داعميه على مدار سنوات الحرب الأهلية، إيران، التي تعتبر سقوط النظام السوري تحديًا جديدًا لمحورها الإقليمي، تشير إلى أن هذا الحدث لن يؤثر على قوة "المقاومة" التي تدعمها في المنطقة، لا سيما المقاومة في لبنان التي تقودها جماعة حزب الله، وأضاف خامنئي أن هذه الجماعات ستظل قوية رغم الضغوط الدولية والإقليمية، مشددًا على أن أعداء المقاومة قد يحاولون إضعافها بكل الوسائل، ولكنهم لن ينجحوا في ذلك.

 

وفي الوقت الذي تتابع فيه إيران التطورات بعد سقوط النظام السوري، تشير إلى أنها ستواصل العمل على تعزيز محور المقاومة في مواجهة ما وصفته بـ"المخططات الصهيونية والأمريكية"، وقد تزامنت هذه التصريحات مع ما اعتبرته طهران ضربة موجعة لها، حيث استثمرت إيران موارد كبيرة لدعم نظام الأسد عسكريًا وسياسيًا طوال السنوات الماضية.

 

ومع استمرار تداعيات سقوط النظام السوري، يراقب المجتمع الدولي بحذر كيفية تأثير هذه التطورات على العلاقات بين إيران وحلفائها التقليديين في المنطقة، بالإضافة إلى التساؤلات التي تطرح حول مستقبل النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة بشكل عام، ورغم التحديات التي تواجهها، تؤكد طهران أنها ستبقى ملتزمة بدعم ما تسميه "قوى المقاومة" في المنطقة، وأنها ستسعى لتعزيز نفوذها في الملفات الإقليمية الحساسة.

 

ويبدو أن إيران تعتبر هذه المرحلة فرصة لتوسيع قوتها الإقليمية، في مواجهة التغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة، رغم سقوط أحد أبرز حلفائها في سوريا.

 

بلومبرغ: بوتين يطلب تحقيقاً في فشل المخابرات بشأن تهديد حكم الأسد

 

أفادت وكالة بلومبرغ، نقلاً عن مصدر مقرب من الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطالب بتوضيحات حول سبب عدم تمكن أجهزة المخابرات الروسية من اكتشاف التهديد المتزايد لحكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل سقوط نظامه، ويأتي هذا الطلب في ظل تداعيات الأحداث الأخيرة في سوريا، التي انتهت بفرار الأسد إلى موسكو.

 

وفقاً للتقارير، قام عملاء المخابرات الروسية بتنظيم عملية هروب الأسد بعد أن توصلوا إلى استنتاج مفاده أنه لن يتمكن من الصمود أمام تصاعد نفوذ المعارضة المسلحة في سوريا، وأوضحت المصادر أن العملية جرت عبر القاعدة الروسية في سوريا، حيث تم تأمين نقله جواً إلى موسكو.

 

وأضافت التقارير أن جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بالطائرة التي أقلت الأسد تم إيقاف تشغيله لتجنب تعقبها، مما يظهر التنسيق الدقيق الذي نفذته الأجهزة الروسية في العملية، ويبدو أن قرار الفرار جاء بعد تقييم روسي شامل للوضع العسكري والسياسي في سوريا، خلص إلى أن استمرار الأسد في البلاد يعني مواجهة خسائر حتمية في الحرب.

 

وأشارت المصادر إلى أن روسيا لعبت دوراً محورياً في إقناع الأسد بمغادرة سوريا، معتبرة أن ذلك الخيار الوحيد للحفاظ على حياته وتجنب المزيد من التعقيدات التي قد تؤثر على مصالح موسكو في المنطقة.

 

يذكر أن سقوط نظام الأسد ترك آثاراً كبيرة على التحالفات الإقليمية، خاصة بين روسيا وإيران، في ظل خسائر ملموسة لكلا الطرفين على صعيد النفوذ السياسي والميداني، ويعكس هذا الحدث تغيراً كبيراً في المشهد السوري، حيث باتت موسكو تواجه تساؤلات داخلية حول استراتيجياتها وأدائها الاستخباراتي في المنطقة.

 

مع استمرار تطورات الوضع السوري، يبقى التساؤل مفتوحاً حول دور روسيا المستقبلي في إدارة المرحلة الانتقالية وتوجهاتها تجاه الفاعلين الجدد على الساحة السورية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: علي خامنئي الوضع في سوريا الجهات العليا النظام السوري النظام السوری فی المنطقة فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه

وصل وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، إلى روسيا، الخميس، والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، في أول زيارة لمسؤول سوري رفيع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.

ما اللافت؟

تعتبر الزيارة إلى روسيا بعد أشهر فقط على سقوط نظام الأسد، أمرا لافتا، كون الأخير لاجئ في روسيا حاليا، وكانت موسكو حليفته في قمع المعارضة والثورة في سوريا على مدى عقد كامل قبل أن يصبح معارضو الأسد في السلطة اليوم.

ماذا تريد سوريا من موسكو؟

تريد سوريا "تصحيح العلاقة" مع موسكو في الوقت الحالي، كما تريد دعم روسيا في الوصول إلى "سوريا موحدة وقوية" وذلك وسط دعوات لتقسيم البلاد على شكل فيدرالية، إلى جانب نزاعات طائفية مع العلويين في الساحل، والدروز في الجنوب، والأكراد في شمال شرق البلاد.

انفتاح مبكر؟

بعد أشهر فقط على سقوط الأسد، وبالتحديد في نيسان/ أبريل الماضي، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" أن  روسيا تحتفظ بوجود عسكري على الأراضي السورية، وأن  حكومته تجري مفاوضات مع موسكو بهذا الشأن، مشيرًا إلى احتمالية تقديمها دعما عسكريا لدمشق. 

وأكد في هذا السياق أن حكومته أبلغت موسكو بضرورة التزام الوجود العسكري الأجنبي بالقانون السوري، وأن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحفظ سيادة البلاد وأمنها.



وأشار الرئيس السوري إلى أن موسكو كانت ولا تزال أحد أبرز مزوّدي الجيش السوري بالسلاح، فضلاً عن تقديمها الدعم الفني لمحطات الطاقة. وقال: "لدينا اتفاقيات في مجالي الغذاء والطاقة مع روسيا منذ سنوات، ويجب أخذ هذه المصالح بعين الاعتبار".

ماذا عن تسليم الأسد؟

بشأن الأسد، رفضت السلطات الروسية تسليم الأسد الذي قدم طلب لجوء إلى موسكو "لأسباب إنسانية".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس بوتين هو من قرر بصفة شخصية منح حق اللجوء الإنساني للرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته.

متى بدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا؟

بدأ الدعم السياسي لنظام الأسد منذ اليوم الأول لاندلاع ثورة شعبية ضد نظام حزب البعث في عام 2011.

وكانت أولى الضربات العسكرية الروسية ضد المعارضة في سوريا في أيلول/ سبتمبر من عام 2015 بطلب من رئيس النظام المخلوع آنذاك بشار الأسد.

وافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة خارج البلاد.

وقال الائتلاف السوري المعارض آنذاك أن الضربات الروسية استهدفت المدنيين، وليس مقاتلين من تنظيم الدولة كما زعمت وزارة الدفاع الروسية.

لاحقا، بدأت روسيا بتعزيز حضورها العسكري في البلاد من ذلك الوقت عبر قواعد برية، وجوية، وبحرية.

ماذا حصل بعد سقوط الأسد؟

سحبت روسيا قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا ومن مواقع في جبال الساحل لكنها لم تغادر قاعدتيها الرئيسيتين حميم الجوية، وطرطوس البحرية.

 وبعد أيام من سقوط الأسد، أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية طائرتين على ما يبدو من طراز أنتونوف إيه.إن-124، وهي من بين أكبر طائرات الشحن في العالم، في قاعدة حميميم وكانت مقدمتاهما مفتوحتين استعدادا للتحميل.



وقالت مصادر عسكرية وأمنية سورية على اتصال بالروس إن موسكو تسحب قواتها من الخطوط الأمامية وتسحب بعض المعدات الثقيلة وضباطا سوريين كبارا.

لاحقا، ذكر معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن صور الأقمار الصناعية تظهر سحب روسيا أسطولها من  قاعدة طرطوس البحرية.

وأظهرت الصور إخلاء روسيا ثلاث فرقاطات حربية وغواصة وسفينتين مساعدتين من القاعدة البحرية.

ماذا قالوا؟

◼ قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن هناك فرص عديدة لسوريا موحدة وقوية، ونأمل أن تقف روسيا إلى جانبنا في هذا المسار.

◼ تابع الشيباني: اتفقنا مع وزير الخارجية الروسي على تشكيل لجنتين لإعادة النظر في جميع الاتفاقيات السابقة مع النظام البائد وإعادة تقييمها بما يصب في مصلحة شعبنا.

◼ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو مهتمة بالتعاون مع دمشق وتم مناقشة عمل السفارتين واتفقنا على تشكيل لجنة روسية سورية مشتركة للنظر في المسارات الاقتصادية متبادلة المنفعة.

◼ تابع لافروف بأن موسكو تعارض أن تتحول سوريا إلى ساحة للمنافسات الجيوسياسية للدول الكبرى.

ماذا عن إيران؟

وليست روسيا وحدها هي من دعم الأسد في وجه المعارضة المسلحة، حيث وقفت طهران بكامل ثقلها خلف الأسد بشكل رسمي، إلى جانب المليشيات الإيرانية المسلحة.

لكن إيران قالت إنها ليست في عجلة من أمرها لإقامة علاقات مع السلطات السورية الجديدة، واكتفت بتمني الخير لسوريا وشعبها في ظل الإدارة الجديدة.

وعليه لم تبد أيضا السلطات السورية الجديدة أي رغبة في علاقات سريعة مع إيران، على غرار ما تفعله مع موسكو.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن العلاقات مقطوعة حاليا بين إيران وسوريا، و"لسنا على عجلة، لإقامة العلاقات".



وأوضح عراقجي، أنه في حين ترى الحكومة السورية، مدى قدرة العلاقات مع إيران، على مساعدة الشعب السوري، فنحن مستعدون للرد على طلبها.

والمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في حينه على احترام بلاده لخيار الشعب السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال بقائي إن "مواقف إيران تجاه سوريا واضحة، ومنذ بداية التطورات تم التأكيد على أن إيران تحترم خيار السوريين، وأي شيء يقرره الشعب السوري يجب أن تحترمه جميع دول المنطقة".

وشدد بقائي على ضرورة أن "تكون سوريا قادرة على تقرير مصيرها ومستقبلها دون التدخل المدمر للأطراف الإقليمية أو الدولية، وألا تصبح مكانا لتزايد الإرهاب والتطرف العنيف"، بحسب تعبيره.

ماذا ننتظر؟

ربما تنتقل العلاقات الروسية السورية إلى مستوى جديد إذا قرر الرئيس الشرع تلبية الدعوة الروسية وحضور "القمة العربية الروسية" في موسكو في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وقال لافروف إن موسكو تأمل حضور الشرع إلى القمة.

مقالات مشابهة

  • بدء المرحلة الأولى من مشروع ضخ الغاز من أذربيجان عبر تركيا إلى الأراضي السورية
  • مظاهرة في ساحة الشهداء بمدينة اللاذقية دعما لوحدة الأراضي السورية
  • أمطار على مناطق مختلفة في الدولة
  • المفاوضات السورية-الإسرائيلية: تاريخ من الأخطاء والدروس
  • لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك ما نعرفه
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه
  • الوزير الشيباني: تدخلات إسرائيل تعقد المشهد على الساحة السورية وهناك جهات لا تريد لسوريا أن تكون آمنة
  • لافروف: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تنتهك القانون الدولي ومن الضروري وقفها
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد