في تطور سياسي لافت، اختارت صحيفة "بوليتيكو" الدولية جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، لتكون "أقوى شخصية في أوروبا لعام 2025"، مما يعكس صعودها المثير للإعجاب في الساحة السياسية الأوروبية والدولية. هذه الجائزة تأتي في وقت حاسم في مسيرتها السياسية، حيث تعتبر ميلوني الآن من أبرز الزعماء الأوروبيين الذين يشكلون التوجهات الرئيسية على مستوى القارة.

وأشار تقرير "بوليتيكو" إلى أن ميلوني قد تحولت من شخصية كانت تُعتبر خارج التيار السياسي التقليدي في إيطاليا، إلى زعيمة محورية تُحاور القوى الكبرى في أوروبا والعالم، بما في ذلك بروكسل وواشنطن. وأضافت الصحيفة أن ميلوني قد نجحت في بناء علاقات استراتيجية مع قادة دوليين، مما عزز موقعها في السياسة الأوروبية. من أبرز هذه العلاقات تلك التي أقامتها مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وهو ما ساعد على توقيع اتفاقيات هامة مع دول شمال أفريقيا، مثل تونس وموريتانيا ومصر، في ملف الهجرة. كما لعبت ميلوني دورًا بارزًا في توحيد الموقف الأوروبي تجاه الحرب في أوكرانيا.

تعتبر الصحيفة أن هذه الإنجازات تمثل مرحلة جديدة في حياة ميلوني السياسية، حيث يمكنها الآن استخدام نفوذها بشكل أكبر على الصعيدين الإقليمي والدولي. مع وجود دعم قوي من شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك، يرى الكثيرون أن ميلوني في طريقها إلى أن تصبح شخصية محورية على الساحة العالمية، ما قد يجعلها منافسًا قويًا على قيادة الأجندة السياسية الدولية.

لكن، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل هذه الزعامة. هل ستواصل ميلوني تعزيز علاقاتها مع المؤسسات الأوروبية مثل الاتحاد الأوروبي والناتو، أم أنها ستعود إلى جذورها السياسية المحافظة، متحدية بذلك النظام السياسي السائد؟ هذا السؤال يبقى مفتوحًا مع تقدمها في مسيرتها السياسية، حيث يراقب العالم التطورات القادمة بعينٍ حريصة.

وفي ظل هذه التحولات، تبدو ميلوني على وشك تغيير قواعد اللعبة السياسية في أوروبا، وقد تفتح هذه المرحلة فصلًا جديدًا في تاريخ إيطاليا السياسي والدولي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا

إقرأ أيضاً:

بابا الفاتيكان يحذر المخابرات الإيطالية من إساءة استخدام المعلومات السرية

دعا البابا ليو الرابع عشر أجهزة المخابرات الإيطالية إلى الالتزام بالقانون والأخلاق، محذرا من خطورة تشويه سمعة الشخصيات العامة والصحفيين أو إساءة استخدام المعلومات السرية، معتبرا أن مثل هذه الممارسات “تهدد بتقويض الديمقراطية وتقويض ثقة الجمهور”.

وجاءت تصريحات البابا، أمس الجمعة، خلال كلمة ألقاها في حفل أقيم بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس جهاز المخابرات الإيطالي، في وقت تخضع فيه الأجهزة الأمنية في البلاد لتدقيق متزايد على خلفية فضائح مراقبة حديثة شملت استخدام برامج تجسس واتهامات باختراق هواتف صحفيين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.

وأشاد البابا خلال كلمته بـ“الدور الذي تضطلع به أجهزة الاستخبارات في حماية الأمن القومي”، بما في ذلك أمن الفاتيكان، لكنه شدد في المقابل على “ضرورة أن تسترشد أعمالها دومًا بالقانون والأخلاق”.

وقال: “المراقبة الصارمة ضرورية حتى لا تستخدم المعلومات السرية لترهيب السياسيين أو الصحفيين أو غيرهم من الفاعلين في المجتمع المدني، أو لاستغلالهم أو ابتزازهم أو تشويه سمعتهم”.

كما حذر البابا أفراد الأجهزة الأمنية من “الإغراءات” التي قد يفرضها طبيعة عملهم، داعيا إياهم إلى اليقظة والانضباط المهني، ومؤكدا أن مهام الاستخبارات يجب أن تظل “متناسبة دائما مع الصالح العام”.

وتأتي هذه التصريحات في ظل كشف البرلمان الإيطالي، في وقت سابق من العام الجاري، أن الحكومة استخدمت برنامج تجسس إسرائيلي الصنع لاختراق هواتف عدد من الأشخاص، من بينهم لوكا كاتشاريني وجوزيبي كاتشيا، وهما من مؤسسي منظمة “ميديتيرانيا لإنقاذ البشر”، وهي منظمة غير حكومية تنشط في حماية اللاجئين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط.


وشدد البابا ليو الرابع عشر على أهمية تعزيز الضمانات القانونية والأخلاقية مع ازدياد تعقيد العمل الاستخباراتي في العصر الرقمي، محذرا من مخاطر الأخبار المزيفة والتلاعب عبر الإنترنت، التي قال إنها باتت تشكل تحديا متزايدا أمام المجتمعات الديمقراطية.

وفي سياق متصل، كشف البابا أن كنائس في عدد من البلدان وقعت ضحية لأجهزة استخبارات “تعمل لغايات سيئة”، وفرضت قيودا على حريتها، دون أن يورد تفاصيل إضافية حول تلك الحالات.

وختم البابا كلمته بالتأكيد على ضرورة أن تبقى أنشطة أجهزة الاستخبارات خاضعة للمساءلة، قائلا:“احرصوا على أن تكون أعمالكم دائما في خدمة الصالح العام”.

مقالات مشابهة

  • رئيسة وزراء إيطاليا: على أوروبا قبول استراتيجية ترمب الأمنية الجديدة
  • ميلوني توجه نداء بشأن استراتيجية أميركا الأمنية الجديدة
  • المنفي يلتقي «موسى فرج» لبحث دعم العملية السياسية
  • "إيني" الإيطالية تخطط لضخ استثمارات بـ 8 مليارات دولار في مصر
  • بابا الفاتيكان يحذر المخابرات الإيطالية من إساءة استخدام المعلومات السرية
  • الرئيس الفلسطيني يلتقي عدد من القيادات ورؤساء الأحزاب الإيطالية
  • الجدول الزمني المتبقي لانتخابات مجلس النواب 2025 .. مراحل حاسمة تترقبها الساحة السياسية
  • المخاوف الأوروبية والهواجس الروسية
  • الأيقونة الإيطالية تواصل التألق.. الكشف عن فيات 500 بنسخة هجينة| صور
  • سياسي: خطة المفوضية الأوروبية تجاه أموال روسيا المجمدة تهدد الاقتصاد الأوروبي