اخترع فريق بحثي من جامعة (كانتربري) الإنجليزية نهجًا جديدًا يفترض أن مبادئ الحساب؛ مثل: الضرب والقسمة لها أصل "بيولوجي"، ما يجيب عن سؤال عمره مئات السنوات، حول الأسس التي تُبنى عليها الرياضيات كلها.

وحسب الدراسة التي نشرها الفريق مؤخرًا في دورية "سايكولوجيكال ريفيو"، فإن بعض السلوكيات وآليات الإدراك في عالم الحيوان (خاصة النحل)، يشبه في جوهره أسس عمليات الحساب.

وعلى سبيل المثال، تُظهر العديد من الأنواع غير البشرية -بما في ذلك الحشرات- قدرة على التنقل المكاني، التي يبدو أنها تتطلب ما يعادل الحساب الجبري. حيث يمكن للنحل القيام برحلة متعرجة للعثور على الرحيق، ثم العودة من الطريق المباشر، كما لو كان بإمكانه حساب الاتجاه والمسافة إلى المنزل.

النحل يبحث عن الرحيق بشكل متعرج، ثم يعود إلى الخلية في خط مستقيم (ذا كونفرسيشن) واحد زائد واحد

ولفهم الفكرة الخاصة بهذه الدراسة يمكن أن نبدأ بسؤال يسير؛ وهو: لماذا يساوي جمع واحد زائد واحد العدد اثنين؟ قد تظن أن هذه العبارة تعدّ بدهيةً تمامًا، غير أن محاولة اثباتها احتاجت مئات من الصفحات في كتاب بعنوان، "مبادئ الرياضيات" (Principia Mathematica)، من تأليف البريطانيين ألفريد نورث وايتهيد وبرتراند راسل، في أوائل القرن العشرين، وفيه حاولا تقديم دليل صارم على صحة هذه العبارة: (واحد زائد واحد يساوي اثنين)، باستخدام تدوين رياضي معقّد، وقدر لا بأس به من التفكير المنطقي.

في هذه الحال يستخدم متخصصو الرياضيات مجموعة من المسلّمات للبناء عليها شيئًا فشيئًا، لإثبات صحة هذه العبارة الرياضية.

والمسلّمات هي قضايا أو عبارات صحيحة بذاتها ولا تحتاج لإثبات؛ كأن تقول إن كل الزوايا القائمة متطابقة، وهذا طبيعي فالزاوية القائمة هي أي زاوية تساوي 90 درجة -كما تعلمنا في المرحلة الإبتدائية- وبالتبعية فكل الزوايا القائمة متطابقة.

وتنبع أهمية إثبات جمل مثل "واحد زائد واحد يساوي اثنين"، من أنها أساسية لإثبات سلامة الرياضيات كلها، وصولًا إلى أعقد المعادلات في النظريات الفيزيائية، التي تشرح سلوك الأجرام الكونية؛ مثل: الثقوب السوداء والنجوم النيترونية، بل وآلية عمل كل شيء في حياتك من الهاتف، حتى جسمك نفسه.

أربعة مبادئ

لكن لأن هذه المهمة معقدة جدًا في الرياضيات، ولم يصل العلماء في هذا النطاق إلى حلّ نهائي لها، فإن فريق جامعة (كانتربري) قرّر أن يتخذ طريقًا استثنائيًا لإثبات صحة العمليات الحسابية؛ مثل: القسمة والضرب من أسس موجودة في عالم الطبيعة.

وحسب راندولف جريس، أحد مؤلفي الدراسة في مقال على منصة "ذا كونفرسيشن"، فقد استنتج هذا الفريق أن أربعة من أسس الإدراك لدى الكائنات الحية، التي تشبه أسس ومسلمات الرياضيات المطلوبة لإثبات صحة العبارات؛ مثل: "واحد زائد واحد يساوي اثنين"، وهذه الأسس هي الترتيب والتحدب والاستمرارية والتماكل، والأخيرة تعني تماثل أو تساوي الأشكال.

وعلى سبيل المثال، يعني الترتيب أن هناك مبدأ ثابتًا هو الحفاظ على ترتيب الأشياء، فمثلًا نعرف أن الأشياء تكون أكبر كلما اقتربنا منها، والعكس صحيح، أما مبدأ التماكل فتعني الآلية التي ندرك بها درجات التشابه بين الأشياء، فنعرف -مثلًا- أن القطة أقرب للكلب في الشكل من الصخرة.

وبالطبع، لا تزال هذه الطريقة الجديدة مجرد محاولة مختلفة لإثبات أسس الرياضيات، لكنها لا شك بحاجة للكثير من المراجعة والدراسة من قِبل متخصصي الرياضيات.

الجميع يتفق على أن الرياضيات ظاهرة في كل مكان بالكون (غيتي) الرياضيات في كل مكان

إلا أنه في هذا السياق يتفق الجميع على أن الرياضيات ظاهرة في كل مكان بالكون بلا سبب واضح، فنجد أن الرياضيات -مثلًا- هي ما يخبرنا عن الأجزاء الأولى الدقيقة للغاية من الثانية الأولى بعمر هذا الكون، وهي ما يصف سلوك أكبر المجرات وأصغر الجسيمات، تلك التي تشكّل أجسامنا جميعًا.

ويكفيك أن تعرف أن صيغة رياضية؛ مثل: "متسلسلة فيبوناتشي"، تلك المتتالية الشهيرة التي يساوي كل رقم فيها مجموع الرقمين السابقين له، فتبدأ بـ "1، 1، 2، 3، 5، 8، 13، 21.." وهكذا، تعدّ جزءًا رئيسًا من تركيب العديد من الظواهر في الطبيعة، بداية من الزهور والقواقع وتقاسيم الوجه وأغلفة النباتات وشكل الأعاصير، وحتى دراسة سلوك البيانات الضخمة عبر الإنترنت.

ويقترح الفيزيائي الأميركي ماكس تيغمارك، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن ذلك يشير إلى أن الكون كله يتكوّن في الأساس من هيكل رياضي. من تلك الوجهة، فإن محاولات فريق جامعة (كانتربري) ليست إلا دراسة للرياضيات الخاصة بالكون، والمتمثّلة في سلوك بعض الكائنات الحية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

محافظ المنوفية: تخصيص مبني الوحدة المحلية بكفر عشما للتأمين الصحي

أصدر اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية قراراً رقم 703 لسنة 2025 بتخصيص المقر القديم بالوحدة المحلية بكفر عشما كمقر جديد بالمجان لصالح هيئة التأمين الصحي بالشهداء ، وذلك للمساهمة في تخفيف الزحام ورفع المشقة عن المترددين والمنتفعين بالخدمة الطبية .

جاء ذلك عقب زيارته المفاجئة أول امس لعيادة الشهداء الشاملة للتأمين الصحي للوقوف على مدى انتظام سير العمل والتأكد من مستوى جودة الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمرضي .

ضبط مستلزمات طبية بدون ترخيص والتحفظ على 2 طن نخالة محظور تداولها بالمنوفيةمحافظ المنوفية يلتقى رئيس الجامعة لتعزيز أوجه التعاون المشتركرئيس مياه المنوفية يتفقد بعض محطات الشرب بمركز الساداتضبط 20 طن زيت طعام غير مطابق للمواصفات ودقيق فاخر مجهول المصدر بالمنوفية

وفي ذات السياق ، أشار محافظ المنوفية أنه تم التواصل مع رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي لتشكيل لجنة عاجلة تضم عدد من المختصين بالهيئة العامة بالقاهرة وفرع التأمين الصحي بالمنوفية لوضع تصور بشأن رفع كفاءة وتطوير مقر العيادة الشاملة للتأمين الصحي بالشهداء لتقديم خدمة طبية لائقة لمرضى كبار السن المترددين على العيادة .

وأكد محافظ المنوفية على أننا مستمرون في تقديم الدعم الكامل للقطاع الصحي والذي يقع على رأس أولويات منظومة العمل لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ، فضلاً عن التنسيق الكامل مع كافة الجهات المعنية لاتخاذ كافة القرارات اللازمة وتوفير سبل الدعم والاحتياجات للنهوض بالقطاع الطبي لمواكبة التطور في أداء الخدمة الطبية .

طباعة شارك محافظة المنوفية المنوفية اخبار محافظة المنوفية التأمين الصحي التكدس

مقالات مشابهة

  • اكتشاف نوع جديد من الكائنات الحية يوصّل الكهرباء كالأسلاك
  • مراجعة نهائية الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2025 الرياضيات
  • نوم عميق تحت قبة الكونغرس.. نواب أمريكيون يغفون في قلب الجدل السياسي!
  • الإمارات تغلق مسجد الشيخ زايد لاستقبال الرئيس الأمريكي.. وترامب يعلق «هذه هي المرة الأولى التي يُغلقون فيها المسجد ليوم واحد إنه شرفٌ للولايات المتحدة
  • محافظ المنوفية: تخصيص مبني الوحدة المحلية بكفر عشما للتأمين الصحي
  • فتح باب التقديم لوظائف معلم مادة الرياضيات بالأزهر الشريف.. الشروط وكيفية التقديم
  • دراسة حديثة: استنشاق الروائح العطرية أثناء النوم يُعزز الذاكرة 226 %
  • الصدر يشكك في مشروع الديانة الإبراهيمية ويضع 6 شروط لإثبات حسن النوايا
  • كن عميقًا.. كن لبقًا
  • المركزي يوجه المصارف بتمكين المواطنين من السحب من أي فرع دون التقيد بـ«فرع الحساب»