دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في تشكيل مستقبل عمليات البيع بالتجزئة
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
ماكس أفتوخوف، الرئيس التنفيذي لشركة يانغو تك
قبل شهر، أعلنت سلسلة متاجر وول مارت عن خططها لتوسيع نطاق منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي والواقع المعزز والتجارة الغامرة بهدف تعزيز تجارب العملاء والارتقاء بها. يأتي هذا في فترة تشهد الكثير من التركيز والاهتمام على دور الذكاء الاصطناعي في إشراك العملاء، مع أن الإمكانات الحقيقية للذكاء الاصطناعي التوليدي تكمن في قدرته على تحسين عمليات البيع بالتجزئة.
تكمن القدرة على إدارة معلومات المنتج بفعالية في صميم نموذج أعمال البقالة الإلكترونية. تعمل برمجيات إدارة معلومات المنتجات كقاعدة مركزية لبيانات المنتجات يتم تخزين التفاصيل الأساسية لكل منتج عليها، بما في ذلك الأسماء والأوصاف والصور، مما يضمن توفر معلومات دقيقة للعملاء ويسهل تجربة تسوق سلسة، وبالتالي دعم الخدمات اللوجستية وحركة المخزون.
تؤثر الجاذبية البصرية للمنتج وأوصافه بشكل كبير على قرارات العملاء. تشير الأبحاث إلى أن 81% من المستهلكين يلجأون إلى المصادر المتوفرة أونلاين للحصول على معلومات عن المنتجات قبل شرائها. ومع ذلك، تتطلب الطرق التقليدية لإدخال البيانات وتنزيل الصور وإنشاء بطاقة المنتج الكثير من الخطوات. يعالج الذكاء الاصطناعي التوليدي هذه التحديات من خلال تسريع إنشاء وتعديل معلومات المنتج مع الحد من الأخطاء وتقليل أعباء العمل على مدراء المحتوى.
نستعرض معكم فيما يلي بعض الطرق المبتكرة التي استكشفت بها يانغو تك قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن برمجية إدارة معلومات المنتج الخاصة بالشركة:
تحسين اكتمال البيانات في بطاقة مواصفات المنتج
يعد الحفاظ على دقة واكتمال بيانات المنتج أحد أكبر التحديات التي تواجه تجار التجزئة. يمكن لمتاجر البقالة الاستفادة من ميزة التعرف على الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتبسيط هذه العملية. كل ما عليك هو مسح العبوة ليتم ملء بطاقة مواصفات المنتج تلقائياً في ثوانٍ، بما في ذلك القيم الغذائية والمكونات وعدد السعرات الحرارية. تقلل هذه التكنولوجيا بشكل كبير من وقت إدخال البيانات من 15 – 20 دقيقة إلى خمس دقائق فقط، مع ميزة التحقق الآلي لضمان دقة البيانات وتحديثها.
إنشاء أوصاف مقنعة للمنتج بنقرة واحدة
تُعتبر القدرة الإبداعية لإنشاء نص تسويقي جذاب للمنتجات تحدياً لتجار التجزئة. ومع ذلك، يمكّن الذكاء الاصطناعي التوليدي متاجر البقالة الإلكترونية من إنتاج أوصاف جذابة للمنتجات بسهولة وبنقرة زر واحدة. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل برمجية إدارة معلومات المنتج، يمكن لمتاجر التجزئة تبسيط هذه العملية، حيث يقوم النظام بإنشاء أوصاف شاملة للمنتج بناءً على المعلومات القائمة. علاوة على ذلك، تقوم البرمجية بإنشاء إعلانات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز حضور العلامة التجارية وتعزيز مشاركة وتفاعل المستهلكين معها.
تحسين صور وتصنيف المنتج
تكشف الدراسات أن 75% من المتسوقين أونلاين يبنون قرارات الشراء الخاصة بهم على صور المنتجات، مما يسلط الضوء على أهمية الصور الدقيقة التي تمثل المنتج تماماً. لدعم هذا، يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي المطوَّر والمدرب خصيصاً لتعزيز تجربة التسوق أونلاين لتعكس تجربة تسوق المنتج على أرض الواقع. علاوة على ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تطوير كتالوجات منظمة وسهلة الاستخدام للمنتجات، مما يتيح للعملاء التنقل بسهولة بين المنتجات وتحديد المنتح المطلوب. كما يمكن تصميم هذا الحل ليناسب العروض المحددة للمتاجر أو العلامات التجارية أو الحملات الترويجية.
عصر جديد من الابتكار في مجال البيع بالتجزئة
مع استمرار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تشكيل مشهد البيع بالتجزئة، يمثل دمج هذه التكنولوجيا في أنظمة إدارة معلومات المنتج خطوة هامة للارتقاء بعمليات البيع بالتجزئة. بالنسبة لمحلات البقالة الإلكترونية، تعزز الاستفادة من الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي التوليدي من سير العمليات الخلفية، وتضمن دقة بيانات المنتج وتحديثها بسلاسة. تعزز هذه التحسينات في الكفاءة التشغيلية من سلاسة تجربة العملاء ورضاهم وولائهم. وفي النهاية، يؤدي هذا إلى استدامة نموالأعمال، حيث يصبح المتسوقون الجدد عملاء متكررين.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی البیع بالتجزئة
إقرأ أيضاً:
درونات الذكاء الاصطناعي تحرس أقدام الحجاج.. ثورة تقنية في موسم الحج!
في ثاني أيام التشريق.. الحجاج يرمون الجمرات الثلاث بسلاسة ويبدأ المتعجلون مغادرة منى
أدى حجاج بيت الله الحرام، يوم الأحد، رمي الجمرات الثلاث (الصغرى، الوسطى، والكبرى– العقبة) في ثاني أيام التشريق، وسط أجواء روحانية مفعمة بالطمأنينة، وتنظيم دقيق وإشراف ميداني متكامل من الجهات المختصة، وذلك ضمن خطة تهدف لضمان أعلى درجات الراحة والسلامة لضيوف الرحمن.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن حركة الحجاج على جسر الجمرات كانت سلسة ومنظمة سواء أثناء أداء شعيرة الرمي، أو خلال عودتهم إلى مقار سكنهم في مشعر منى، أو توجههم إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع لمن اختاروا التعجّل في مغادرة المشاعر المقدسة.
ويغادر الحجاج المتعجلون مشعر منى بعد زوال شمس يوم الأحد، الثاني عشر من ذي الحجة، عقب رمي الجمرات الثلاث كل منها بسبع حصيات، متوجهين إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، حيث يُتمون بذلك مناسك الحج، فيما يُكمل بقية الحجاج مناسكهم يوم الاثنين، في ثالث أيام التشريق، ورابع أيام عيد الأضحى المبارك.
في السياق ذاته، أكملت الجهات الحكومية في المدينة المنورة استعداداتها لاستقبال طلائع الحجاج المتعجلين الذين يبدأ توافدهم مساء الأحد، عبر الحافلات ورحلات قطار الحرمين السريع، بعد انتهاء شعائرهم في مكة المكرمة. وقد تم تجهيز جميع المرافق الخدمية والطبية والأمنية لضمان راحة الحجاج خلال زيارتهم للمدينة النبوية.
وتؤكد المملكة من خلال هذا التنظيم الدقيق التزامها الدائم بخدمة الحجيج وتيسير أداء مناسكهم بأمان وطمأنينة.
السعودية توظف الدرونات والذكاء الاصطناعي لضمان موسم حج آمن وميسر يواكب التحول التقني الشامل
مشهد يعكس تحولاً تقنياً مذهلاً، حيث سخّرت المملكة العربية السعودية أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من “درونات” وأنظمة ذكاء اصطناعي لضمان موسم حج آمن وميسر، يليق بضيوف الرحمن الذين توافدوا من مختلف أصقاع الأرض.
ففي موسم حج هذا العام، أطلقت الجهات المعنية منظومة متكاملة من الطائرات المسيرة “الدرون” والأنظمة الذكية، التي باتت تشكل “أسلحة تقنية” عالية الكفاءة، تعمل بصمت ودقة في السماء وعلى الأرض، لرصد الحشود، وإدارة الطوارئ، ومراقبة المخالفين، وحتى إيصال الأدوية في وقت قياسي.
صقر.. درون الإطفاء والإنقاذ الأول من نوعه
لأول مرة، دخلت طائرة “صقر” الذكية، التي أطلقها الدفاع المدني، على خط العمليات الميدانية، مزوّدة بتقنيات إطفاء متقدمة، وكاميرات حرارية، وقدرات بث مباشر مرتبطة بمراكز القيادة والتحكم.
وتستطيع “صقر” التحليق لمدة 12 ساعة متواصلة، على ارتفاعات عالية، حاملة ما يصل إلى 40 كيلوغراماً من مواد الإطفاء، لتتدخل في المواقع الحساسة كالمباني الشاهقة أو المناطق الصناعية والمزدحمة، وتقلل المخاطر عن الأفراد.
درونات الأمن.. عين لا تنام لحماية المشاعر
وفي جانب الأمن، قامت طائرات الدرون التابعة للأمن العام بجولات مكثفة فوق حدود المشاعر المقدسة، ضمن حملة “لا حج بلا تصريح”، حيث رصدت محاولات تسلل عبر مسارات غير معتادة في المناطق الجبلية والصحراوية، وأسهمت في ضبط عدد من المخالفين قبل وصولهم إلى المشاعر.
6 دقائق فقط لإيصال الأدوية!
أما في الجانب الصحي، فأسهمت “درونات الإمداد الطبي” في اختصار زمن إيصال الأدوية من ساعة ونصف إلى أقل من 6 دقائق، مستهدفةً 6 مرافق طبية رئيسية في مشعري منى وعرفات، لضمان وصول العلاج في أسرع وقت ممكن للحالات الطارئة وسط الزحام.
رقابة ذكية على الطرق والجسور
الهيئة العامة للطرق لم تكن بعيدة عن هذا التحول، حيث وظّفت الدرونات في مراقبة الطرق، وتفقد الجسور والتحويلات المرورية، وتحليل تدفق الحشود، من خلال تصوير حي وحفظ بيانات رقمية تُرسل بشكل لحظي إلى مراكز اتخاذ القرار، ما يضمن انسيابية الحركة في أدق الأوقات.
وبفضل هذا التكامل الذكي بين الدرونات والذكاء الاصطناعي، دخل موسم الحج عصراً جديداً من الكفاءة والسلامة، حيث تسير الأقدام على الأرض مطمئنة، بينما تحرسها “عيون ذكية” من السماء، لتجسد رؤية المملكة في جعل رحلة الحج أكثر يسراً وأماناً.