ساليبا يرد على وصف الدوري الفرنسي بـ«المزارعين»!
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
أخبار ذات صلة
رغم فوز أرسنال الإنجليزي على الناديين الفرنسيين باريس سان جيرمان 2- صفر، وموناكو 3- صفر، في المرحلة الأولى من دوري أبطال أوروبا، إلا أن الفرنسي ويليام ساليبا «23 عاماً» قلب دفاع «المدفعجية» أشاد بمغامرة الأندية الفرنسية الأربعة «سان جيرمان، بريست، ليل، موناكو» في البطولة مشيراً إلى أن أداء هذه الأندية الجيد يؤكد أن الدوري الفرنسي «ليج آن» بطولة قوية.
وقال ساليبا في حديث لقناة «بلوس» الفرنسية الشهيرة: «شاهدت فوز سان جيرمان وبريست وليل في الجولة السادسة لمرحلة المجموعات، وكنت في منتهى السعادة، لأن هناك كثيراً من الناس ينظرون إلى الدوري الفرنسي على أنه بطولة أقل مستوى من بقية الدوريات الأوروبية الكبرى، وهذا يجعلهم لا يحترمونها».
وأضاف ساليبا: «حتى هنا في إنجلترا، يقولون عن الدوري الفرنسي إنه «دوري المزارعين أو الفلاحين» في إشارة واضحة إلى أنه ذو مستوى أدنى».
وأضاف ساليبا، الذي بدأ مسيرته الكروية في سانت إيتيين مروراً بأوليمبيك مارسيليا قبل أن يشد الرحال إلى إنجلترا ليلعب لأرسنال، قائلاً: فرصة الأندية الفرنسية الأربعة في التأهل إلى دورالـ 16 لهذه البطولة كبيرة، وإذا كان سان جيرمان واجه صعوبات بتعرضه لأكثر من هزيمة وخروجه من دائرة الثمانية الأوائل، فإن فرصة بريست وليل وموناكو كبيرة في التأهل إلى دورالـ16.
وقال ساليبا قلب دفاع منتخب فرنسا «26 مباراة دولية»: «ما زلت أحلم بتأهل فريق أو فريقين فرنسيين بين الثمانية الأوائل الذين يتأهلون مباشرة إلى الدور الثاني، من دون الاضطرار إلى خوض مباريات ذهاب وعودة من أجل التأهل».
وقال ساليبا: «شرف كبير للكرة الفرنسية أن تصل هذه الأندية إلى هذا الترتيب قبل جولتين من المرحلة الأولى للبطولة، إذ أن ذلك يعني إمكانية تأهل الأندية الأربعة بالفعل إذا حققت نتائج إيجابية خلال الجولتين القادمتين.
وذكرت شبكة راديو وتليفزيون مونت كارلو سبورت إن هذا الإنجاز الفرنسي الرائع يسعد قلب ساليبا لأنه يسمح له بأن يخرس ألسنة بعض منتقدي الدوري الفرنسي فيما وراء المانش «يقصد في إنجلترا».
واختتم ساليبا حديثه بقوله: أتمنى من كل قلبي تأهل الأندية الأربعة ولتحقيق ذبك يتعين عليها أن تبذل أقصى ما في وسعها خلال الجولتين القادمتين، وخاصة إنها ستواجه أندية إنجليزية، حيث يستضيف سان جيرمان، مانشستر سيتي، ويستضيف موناكو أستون فيلا، وينزل ليل ضيفاً على ليفربول في «الأنفيلد».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال أوروبا البريميرليج أرسنال باريس سان جيرمان موناكو الدوری الفرنسی سان جیرمان
إقرأ أيضاً:
رأي في الخلاف الجزائري الفرنسي
في خضم التوترات المتصاعدة بين الجزائر وفرنسا، تبدو الحاجة ماسّة إلى وقفة تأمل عميقة، تقود إلى قرارات رشيدة تتجنب الانزلاق إلى مواجهات قد تضر بمصالح الشعبين أكثر مما تخدم القضايا الجوهرية. فبين الذاكرة الاستعمارية والملفات السياسية والاقتصادية المعقدة، تتشابك خيوط الأزمة بشكل يفرض على الجزائر اعتماد نهج أكثر عقلانية، يقوم على الدبلوماسية النشيطة من جهة، وعلى تدعيم الجبهة الداخلية من جهة أخرى.
لا يخفى على أحد أن العلاقات الجزائرية-الفرنسية لطالما شهدت فصولاً من التوتر، تعود جذورها إلى التاريخ الاستعماري وما خلفه من جراح عميقة لم تندمل بعد. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن إنكار الروابط المتشابكة اقتصادياً وثقافياً وحتى اجتماعياً بين البلدين، خاصة في ظل وجود جالية جزائرية كبيرة في فرنسا. ولهذا، فإن أي تصعيد غير محسوب قد تكون له عواقب وخيمة، ليس فقط على العلاقات الرسمية، بل أيضاً على الأمن الاقتصادي والاجتماعي للجزائر.
إن من مصلحة الجزائر أن تتجنب الانجرار إلى مواقف انفعالية أو شعاراتية، قد تكسب تعاطفاً شعبياً آنياً، لكنها تهدد المصالح الاستراتيجية للدولة على المدى البعيد. وهنا تبرز أهمية تبني “دبلوماسية نشيطة”، لا تقتصر على إصدار البيانات أو ردود الأفعال، بل تعتمد على الفعل السياسي المدروس، والانخراط في مفاوضات متعددة المستويات، والسعي إلى بناء تحالفات دولية تحترم سيادة الجزائر وتدعم مصالحها.
غير أن نجاح الدبلوماسية الجزائرية في هذا السياق لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن وحدة وطنية صلبة. ولتحقيق هذه الوحدة، لا بد من توسيع مجال الحريات السياسية والإعلامية، بما يسمح بخلق مناخ داخلي قائم على الثقة بين المواطن والدولة. إن تعزيز حرية التعبير، وفتح المجال أمام النقاش السياسي المسؤول، وتمكين المجتمع المدني من أداء دوره، كلها عوامل تعزز اللحمة الوطنية وتحصن الجبهة الداخلية في وجه أي ضغوط خارجية.
الوطنية لا تُبنى بالشعارات وحدها، بل بالممارسات الديمقراطية الفعلية، وبالعدالة الاجتماعية، وباحترام حقوق الإنسان. في هذا السياق، فإن توسيع الحريات لا يُعدّ تهديداً للدولة، بل هو شرط من شروط قوتها. فالشعوب التي تشعر بأنها تُحترم وتُشارك في اتخاذ القرار، تكون أكثر استعداداً للدفاع عن الوطن في مواجهة التحديات الخارجية.
وفي ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة والعالم، تحتاج الجزائر إلى تصليب موقفها الدولي عبر الاعتماد على شرعية داخلية حقيقية، قائمة على التعددية والشفافية والمساءلة. أما الاستمرار في الاعتماد على خطاب المواجهة فقط، فيخاطر بعزل الجزائر دبلوماسياً، وتقديمها كدولة منغلقة تفتقر إلى أدوات التأثير الإيجابي في محيطها.
وفي السياق نفسه، إذا كانت الجزائر تطمح فعلاً إلى لعب دور فاعل ومؤثر في محيطها الإقليمي والدولي، فإن عليها أيضاً أن تعيد النظر بجدية في علاقاتها مع الجار المغربي. إن القطيعة القائمة حالياً لا تخدم مصلحة أي من الشعبين، بل تعمّق الانقسام وتفتح الأبواب أمام أطراف خارجية لاستثمار هذا الشرخ. لقد آن الأوان لطي صفحة الخلافات المفتعلة، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية، الذي ينبغي أن تتخلى الجزائر عن التدخل فيه وتتركه بين يدي المؤسسات الدولية، بعيداً عن الحسابات الجيوسياسية الضيقة. فتح قنوات الحوار مع المغرب، والتوجه نحو التكامل المغاربي الحقيقي، لا يُعدّ ضعفاً بل هو مؤشر نضج سياسي ووعي بالمصالح المشتركة التي يتوق إليها شعبا البلدين منذ عقود. إن تجاوز منطق العداء وبناء الثقة المتبادلة هو السبيل الأمثل لتعزيز الاستقرار في المنطقة، ولتمكين الجزائر من توجيه جهودها نحو التنمية الداخلية والإصلاح الوطني بدل استنزافها في صراعات عبثية.