تحذيرات روسية أمريكية من عودة "داعش" للتوحش في سوريا مجدداً
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلقت أطراف دولية وأخرى محلية تصريحات تحذيرية بشأن احتمالية عودة تنظيم داعش الإرهابي للتوحش من جديد مستغلا الأوضاع الحالية في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأثارت تحركات نشطة للتنظيم الإرهابي في البادية السورية مخاوف واشنطن التي تدير قوات التحالف الدولي العاملة في سوريا لمجابهة داعش، لذلك باردت القوات الجوية الأمريكية بتنفيذ ضربات ضد أهداف عدة في وسط سورية طالت تحركات وقيادات للتنظيم الإرهابي، بهدف إضعاف القدرات العملياتية لأفراد التنظيم ومنعهم من استغلال الأوضاع الحالية في سوريا.
أما الجانب الروسي، فقد أعلن بدوره مخاوفه من احتمالية أن يعود تنظيم داعش للإطلال من جديد في العمق السوري، حيث قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في حديث له مع الصحفيين، الأربعاء الماضي: "هناك خطر حقيقي من أن تظهر "داعش" مرة أخرى، وكل تلك الجماعات التي سبق وظهرت، وهذا أمر مثير للقلق".
بما يفيد أن الجانب الروسي لديه قلق من عودة التنظيمات السابقة التي هزمت لأنها ستجد في الأوضاع الحالية فرصة جيدة لبناء القدرات المهدرة.
إعدامات لأفراد من الجيش السوري
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام التنظيم الإرهابي بإعدام 54 عنصرا من قوات النظام السابق قرب كازية في منطقة السخنة في بادية حمص، ووفقا للمصادر فإن خلايا التنظيم اعتقلت العناصر الفارين من الخدمة العسكرية في البادية ودير الزور أثناء انهيار نظام الأسد.
وبلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيقات المرصد السوري 655 قتيلاً منذ مطلع العام 2024.
أكد رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري، الإثنين الماضي، أن تنظيم داعش الإرهابي يقوم بتحركات في منطقة البادية السورية، محاولا استغلال الأوضاع الحالية في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
إضعاف القدرات العلمياتية لداعش
وأعلنت القايدة المركزية للقوات الأمريكية (سنتكوم) أن القوات الجوية شنت غارات على أكثر من 75 هدفا لتجمعات تنظيم داعش الإرهابي بوسط سوريا، بهدف منع التنظيم الإرهابي من استغلال الوضع الحالي، وأن تقييم وحصر الأضرار مازال مستمرا.
ووفقا لبيان صادر عن القيادة المركزية، فإن القوات عشرات الضربات الجوية الدقيقة التي استهدفت معسكرات وعملاء داعش في وسط سورية.
وأضاف البيان، أنه جرى تنفيذ الضربات ضد قادة تنظيم داعش وعملائهم ومعسكراتهم كجزء من المهمة المستمرة لتعطيل تنظيم داعش وإضعافه وهزيمته، من أجل منع الجماعة الإرهابية من القيام بعمليات خارجية وضمان عدم سعي التنظيم إلى الاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه في وسط سورية.
وقال البيان إن العملية استهدفت أكثر من 75 هدفاً باستخدام العديد من أصول القوات الجوية الأمريكية، وإن تقييم الأضرار الناجمة عن الضربات جار، ولا توجد مؤشرات على وقوع إصابات بين صفوف المدنيين.
وأشارت القيادة المركزية الأمريكية، انها ستواصل بالتعاون مع حلفائها وشركائها في المنطقة، تنفيذ العمليات الرامية إلى إضعاف القدرات العملياتية لداعش حتى خلال هذه الفترة الحيوية في سورية.
ووفقا للبيان، قال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: "لا ينبغي أن يكون هناك أي شك في أننا لن نسمح لتنظيم داعش بإعادة تشکیل نفسه والاستفادة من الوضع الحالي في سورية، ويجب أن تعلم جميع التنظيمات في سورية أننا سنحاسبها إذا تعاونت مع هذا التنظيم أو دعمته بأي شكل من الأشكال".
سجون سرية لمختطفين من سنوات
نفذت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عمليات أمنية ضد خلايا وعصابات تنظيم داعش الإرهابي في بعض المناطق بدير الزور.
وأكد المكتب الإعلامي في بيان صادر لـ"قسد"، أن القوات الأمنية عثرت على وثائق واعترافات تفصيلية تؤكد احتفاظ التنظيم الإرهابي بعدد كبير من المختطفين السوريين، ما بين عامي 2013 و2018 في سجون سرية بمنطقة البادية السورية.
ولفت البيان إلى أن "قسد" تعمل على تحديد مواقع سجون المختطفين، من أجل تنسيق وإجراء عمليات الإنقاذ والتتبع.
من جانبه؛ أصدر مظلوم عبادي، قائد قوات سوريا الديمقراطية عفوًا عامًا في المناطق الخاضعة تحت سيطرته بمناسبة سقوط النظام، وذلك بهدف نشر الأجواء الإيجابية من قبل الإدارة الذاتية للأكراد.
وأصدرت الإدارة الذاتية للأكراد في شمال وشرق سوريا، بيانا، أكدت فيه أنها تتمسك بالمبادئ التي عملت عليها طوال الحقبة الماضية.
وقالت الإدارة الذاتية، إننا جزء أصيل من النسيج السوري والجغرافيا السورية، وسنعمل على الحفاظ على وحدة الشعب السوري ووحدة الأراضي السورية، ونتبنى لغة الحوار السلمي لحل القضايا دون إقصاء أي طرف.
وأضاف: كما نؤكد التزامنا بدور ريادي في بناء سوريا ديمقراطية تعددية، تضمن حقوق كل السوريين دون تمييز أو تفريق، وندعو جميع القوى السياسية في سوريا إلى إعادة النظر في الماضي واستخلاص الدروس اللازمة للعمل معًا لإخراج البلاد من أزمتها المتفاقمة.
وطالب بيان الإدارة الذاتية بضرورة تحويل المرحلة الحالية إلى صفحة جديدة من أجل الوصول إلى توافقات تخدم مصالح كل السوريين، كما دعت الجميع للابتعاد عن سياسات الإقصاء والتهميش التي تبناها النظام في الماضي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش سوريا الرئيس السوري بشار الأسد البادية السورية تنظیم داعش الإرهابی الأوضاع الحالیة البادیة السوریة الإدارة الذاتیة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
من لبنان إلى سوريا.. تفاصيل أكبر العصابات التي تطوّق الحدود
رغم سقوط النظام السوري السابق أواخر العام الماضي، لم تتراجع وتيرة تجارة الكبتاغون على الحدود اللبنانية–السورية. فخلافًا لتوقعات بعض الجهات الأمنية والدولية، لم يؤدِ غياب القيادة المركزية القديمة في دمشق إلى تفكيك الشبكات المنظمة أو الحد من تدفق الحبوب المخدّرة، بل على العكس، تشير معطيات ميدانية إلى أن أنماط التهريب أصبحت أكثر مرونة وتكيّفًا مع التغيرات السياسية في سوريا، خاصة في المناطق التي لم تستطيع الإدارة الجديدة السورية وضع يدها عليها، إذ تنشط فيها شبكات ضخمة جدًا متصلة بشبكات لبنانية، تحاول القوى الأمنية في لبنان التضييق عليها، من خلال عمليات استيباقية، تؤتي ثمارها في معظم الأحيان.وبحسب مصدر أمني لبناني قال لـ"لبنان24" أن "الحدود لا تزال تشهد حركة تهريب نشطة ومنظمة، بمعدل لا يقل عن أربع محاولات تهريب أسبوعيًا، معظمها يُكتشف بعد دخولها الأراضي اللبنانية". ويُضيف المصدر أن ما تبقى من عناصر الأمن العسكري والمخابرات السورية السابقة ما زالوا يوفّرون الغطاء اللوجستي للشحنات، مقابل حصص مالية مباشرة، تُسلَّم نقدًا عبر سماسرة يرتبطون بشبكات تتواجد في الشمال السوري.
ما يثير القلق، بحسب المصدر، ليس فقط استمرار عمليات التهريب رغم انهيار القيادة المركزية السابقة، التي تتهمها دول الغرب وأميركا بأنّها هي التي كانت تمول هذه الشبكات، بل القلق من تحوّل هذا الانهيار إلى محفّز لتوسّع الشبكات القديمة، ومحاولة حصر عملها في منطقة واحدة بغية الاستفادة من الغطاء الأمني، الذي يوفره فلول النظام السابق.
في المقلب اللبناني، لا يبدو أن الأجهزة قادرة على فرض رقابة دائمة على الشريط الحدودي، لا بسبب قلة الموارد فحسب، بل لأن أساليب التهريب تطورت بشكل لافت. ويوضح المصدر أن "الشحنات لم تعد تمرّ فقط عبر الطرق الجبلية التقليدية، بل باتت تُنقَل باستخدام دراجات كهربائية صغيرة مموّهة، وحتى عبر أنفاق ترابية قصيرة تم حفرها خلال السنوات الماضية، أو من خلال شحنات أدوات كهربائية".
وكشفت معلومات حصل عليها "لبنان24"، أن بعض المزارع المهجورة على الجانب اللبناني تُستخدم كمستودعات لتخزين الحبوب قبل توزيعها داخليًا أو شحنها إلى سوريا. وقد تمكنت الأجهزة الامنية، خاصة في الجانب السوري، من ضبط أجهزة تغليف حراري ومولّدات كهربائية تعمل على الطاقة الشمسية، ما يشير إلى وجود بنية صناعية شبه مكتملة لعمليات التحضير والتوضيب. ورغم التصعيد الواضح في وتيرة التهريب، لا تزال السلطات سواء في لبنان أو سوريا تعمل على عدم الكشف عن الحجم الحقيقي لعمليات التهريب. لكن المصدر الأمني أكّد لـ"لبنان24" أنّه في حال استمرار الوضع على حاله فإن ذلك "يُنذر بتحوّل بعض المناطق الحدودية إلى مساحات خارجة عن السيطرة الفعلية، ما يهدد بظهور بيئات أمنية رمادية تُدار فيها الأمور بقواعد موازية، يصعب على الدولة ضبطها لاحقًا".
المسألة لم تعد تقتصر على شحنات عابرة، بل تتجاوزها إلى ما يُشبه تشكّل بنية اقتصادية غير رسمية، تنمو على هامش الدولة، وتتمدّد بفعل غياب الرقابة. هذه البنية، التي يؤمنها التمويل السريع وسهولة التحرك، باتت تؤثر على الواقع الاقتصادي المحلي، وتجذب شرائح اجتماعية باتت ترى في الكبتاغون موردًا "واقعياً" أكثر من أي مشروع إنتاجي آخر.
تشير تقديرات متقاطعة إلى أن سوريا باتت اليوم بؤرة رئيسية لإنتاج الكبتاغون في المنطقة، مع مصانع قادرة على إنتاج ملايين الحبوب يومياً، وتجارة تتجاوز قيمتها السنوية خمسة مليارات دولار. هذا الواقع ينعكس بوضوح على لبنان، حيث تنشط عمليات التهريب عبر الحدود غير المضبوطة، وتنتشر معامل التصنيع في مناطق محاذية لسوريا. وخلال عام 2024 وحده، تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من ضبط وإتلاف أكثر من 42 مليون حبة كبتاغون، إلى جانب شحنات منفصلة فاقت 9 ملايين حبة في عمليات نوعية متفرقة. ورغم هذه الجهود، تبقى الأرقام الرسمية مجرد جزء من الصورة الكاملة، إذ إن معظم الشحنات تمر عبر طرق تهريب معقدة يصعب رصدها بالكامل، ما يجعل من لبنان وسوريا محوراً أساسياً في شبكة إقليمية متنامية لإنتاج وتهريب الكبتاغون.
في هذا الواقع المفتوح، يبدو التحدي الحقيقي أبعد من مجرد إقفال ممرات التهريب. ما يُبنى اليوم على أطراف الدولتين هو نمط اقتصادي موازٍ، بدأ يفرض منطقه الخاص، ويُهدد بإعادة رسم المشهد الأمني على إيقاعه. ولذلك، فإن أي خطة جدية لمكافحة التهريب لا بد أن تخرج من إطار الحواجز الأمنية التقليدية، لتتضمن تنسيقًا استخباراتيًا، مراقبة تقنية متطورة، واستحداث بنية رقابية متحركة. فالمعركة ليست ضد المهرّبين فحسب، بل ضد فراغ بدأ يُملأ بمنطق لا يعترف بحدود، ولا بقوانين دول.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة عصابات تطوّق الضاحية.. معركة إنهائها "مطروحة"! Lebanon 24 عصابات تطوّق الضاحية.. معركة إنهائها "مطروحة"!