داعش يعيد تنظيم صفوفه في سوريا
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – تشير التقارير إلى أن تنظيم داعش الإرهابي قد عاد للظهور على الساحة السورية بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وبحسب مصادر أمنية، قام التنظيم بتنشيط خلاياه النائمة، وتوزيع الأسلحة، وتجنيد مقاتلين جدد، ويحذر الخبراء من الانخداع بانخفاض عدد الهجمات، مؤكدين أن داعش يعيد تنظيم صفوفه.
يُقال إن تنظيم داعش الإرهابي يتحرك بهذه الدرجة من التنسيق لأول مرة منذ انهياره في عام 2019.
وصرح أكثر من 20 مسؤولًا أمنيًا ودبلوماسيًا من سوريا والعراق والولايات المتحدة وأوروبا لوكالة رويترز بأن التنظيم بدأ في إعادة تنظيم صفوفه.
وأفادت التقارير بأن داعش قام بتنشيط خلاياه النائمة في كل من سوريا والعراق، وتحديد الأهداف، وتوزيع الأسلحة، وزيادة أنشطته الدعائية.
ووفقًا للخبر، لوحظ أن داعش عاد للنشاط بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر. في 2 ديسمبر، تبين أن اثنين من مقاتلي داعش حاولا العبور إلى العراق حاملين تعليمات لمهاجمة أعضاء التنظيم، لكنهما اعتقلا.
وبعد 11 يومًا، تم إحباط هجوم انتحاري في مدينة داقوق بفضل معلومات استخباراتية. وقال القائد العراقي عبد الأمير البياتي: “داعش يستغل الفوضى كفرصة”.
ووفقًا لبيانات مجموعة SITE Intelligence Group، تبنى داعش 38 هجومًا في سوريا خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025. وهذا يمثل ثلث عدد هجمات العام الماضي. وفي العراق، تبنى التنظيم أربع هجمات فقط. على الرغم من انخفاض الأرقام، يشير الخبراء إلى أن هذا الصمت يدل على عملية إعادة تنظيم جديدة.
ورصدت مصادر استخباراتية أوروبية عودة بعض المقاتلين الأجانب إلى سوريا لأول مرة منذ سنوات. ليس من الواضح ما إذا كان هؤلاء الأفراد قد انضموا إلى داعش أم إلى جماعات أخرى. ومع ذلك، يشير هذا التطور إلى استمرار إمكانية اكتساب التنظيم بُعدًا دوليًا.
قوبلت جهود أحمد الشرع، زعيم الحكومة الانتقالية بعد الأسد، للتقارب مع الغرب برد فعل سلبي من بعض الجماعات الجهادية. أدان داعش لقاء الشارع مع ترامب، ودعا المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوفه.
ولا يزال مصير المخيمات التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب/قوات سوريا الديمقراطية، والتي تضم حوالي 9 آلاف من أفراد داعش وعائلاتهم، غير مؤكد. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية إنهم سيراقبون إدارة الشرع بعناية.
ويعطي العراق الأولوية للعمليات الوقائية لمنع عودة داعش للظهور. وتم تكثيف الضربات الجوية الموجهة، والمراقبة المدعومة بالطائرات المسيرة، والتنسيق في المناطق الحدودية.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين: “داعش لا يزال يتنامى، واستقرار سوريا حاسم لأمننا”.
ووفقًا لريتا كاتز، مديرة مجموعة SITE Intelligence Group، فإن انخفاض عدد هجمات داعش لا يعني ضعف التنظيم.
وعلقت كاتز قائلة: “إنها على الأرجح فترة إعادة تنظيم واستراتيجية”. ويقدر وجود ما بين 1500 إلى 3000 إرهابي من داعش في سوريا والعراق.
وأشار المسؤولون إلى أن داعش لا يمتلك القوة للاستيلاء على أراضٍ واسعة كما فعل في الفترة من 2014 إلى 2017. ومع ذلك، أفاد المسؤولون بأن داعش موجود في المنطقة وينتظر الفرصة.
Tags: إرهابتنظيمات إرهابيةداعشسورياالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: إرهاب تنظيمات إرهابية داعش سوريا أن داعش
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأمريكي إلى سوريا: نخشى على الشرع من الاغتيال
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تشعر بالقلق من أن جهود الزعيم السوري أحمد الشرع لتعزيز الحكم الشامل والتقارب مع الغرب قد تجعله هدفًا للاغتيال من قبل من وصفهم بـ"المتشددين الساخطين".
وصرّح السفير توم باراك في مقابلة مع موقع "المونيتور": "نحن بحاجة إلى تنسيق نظام حماية حول الشرع".
وسلط باراك الضوء على التهديد الذي تمثّله الفصائل المنشقة من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى الشرع في الحملة السريعة التي أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وفي حين تسعى القيادة السورية الجديدة إلى دمج هؤلاء المقاتلين ذوي الخبرة القتالية في الجيش الوطني، فإنهم يتعرضون للاستهداف من قبل جماعات مثل تنظيم الدولة (داعش) بغرض التجنيد.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أنه "كلما طال الوقت لإدخال الإغاثة الاقتصادية إلى سوريا، زاد عدد المجموعات المنقسمة التي ستقول: هذه فرصتنا للتعطيل".
وقال باراك: "نحن بحاجة إلى ردع أي من هؤلاء المهاجمين المحتملين قبل أن يتمكنوا من الوصول"، موضحًا أن ذلك يتطلب تعاونًا وثيقًا وتبادلًا استخباراتيًا مع حلفاء الولايات المتحدة، وليس تدخلًا عسكريًا.
ووصف باراك، الذي التقى الشرع مرتين، الرئيس السوري بأنه "ذكي"، "واثق"، و"مُركّز". وقلّل من شأن الشكوك بشأن ماضي الشرع الجهادي، مشيدًا به كمحاور بارع بوجه جامد لا يشي بالكثير.
وأضاف: "أنا متأكد من أن مصالحنا ومصالحه تتطابق اليوم، وهي تحقيق النجاح كما فعل في إدلب في بناء مجتمع شامل وفعّال يتبنى إسلامًا معتدلًا وليس متشددًا".
وقال باراك: "أنا أُقدّر حقًا هؤلاء الرجال لتسخيرهم الموارد المتاحة لهم والحفاظ على رباطة جأشهم بينما يحاول الجميع إشعال حرائق تُنسب إليهم".
لا شروط... ولكن "توقّعات"
تحدث باراك إلى "المونيتور" بعد أقل من شهر من لقاء ترامب بالشرع في الرياض في 14 أيار/مايو، حيث أعلن ترامب رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا. ويمثل ذلك تحوّلًا مفاجئًا في السياسة الأمريكية، التي كانت تتجنب التعامل المباشر مع الشرع وحكومته المؤقتة.
وكان باراك، وهو مستثمر عقاري وصديق قديم لترامب، يشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا قبل أن يُعيّن الشهر الماضي كمبعوث خاص لسوريا، ما رفع مكانته في إدارة ترامب بين الشخصيات البارزة في شؤون الشرق الأوسط. وقد واجه ضغوطًا من بعض كبار المسؤولين الذين حاولوا عرقلة تخفيف العقوبات بسبب علاقات الشرع السابقة بتنظيم القاعدة.
ووصف باراك مهمته بأنها محاولة لمنع "الرعاية البيروقراطية" من إعاقة جهود الرئيس في تخفيف العقوبات.
وقال: "اتخذ ترامب قرارًا جريئًا من تلقاء نفسه، وهو إزالة الضمادة"، مضيفًا: "لم يكن هذا قرار مستشاريه، بل قراره، وكان رائعًا".
وأكد باراك عدم وجود شروط مرتبطة برفع العقوبات، خلافًا لما دعا إليه بعض المسؤولين.
وأضاف: "نحن لا نفرض شروطًا، ولا نملي الأمور، ولا نبني أمة. لقد جرّبنا ذلك، ولم ينجح أبدًا".
لكن باراك أشار إلى وجود "توقعات" تتعلق بالشفافية، وتنفيذ الشرع لعدة أولويات حددها ترامب خلال لقائهما. وتشمل هذه الأولويات التصدي لعودة داعش، كبح المسلحين الفلسطينيين، والسعي نحو انضمام سوريا إلى اتفاقيات إبراهيم.
في 23 أيار/مايو، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا عامًا يسمح للشركات والمواطنين الأمريكيين بالتعامل المالي مع المؤسسات السورية، بما فيها المصرف المركزي. كما أعلنت وزارة الخارجية عن إعفاء مؤقت من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين لعام 2019.
وقد بدأ مشرعون من كلا الحزبين في الكونغرس بصياغة تشريع لإلغاء هذا القانون، في حين تعتزم الإدارة تمديد الإعفاء الحالي حتى يتم ذلك.
وكما كشف "المونيتور" أولًا، من المتوقع أن يوقع ترامب خلال هذا الأسبوع أمرًا تنفيذيًا بإلغاء مجموعة من العقوبات المفروضة على سوريا منذ عام 1979.
"تفاهم صامت"
وأشار باراك إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الشرع، بما فيها دمج القوات الكردية ضمن الجيش الوطني، واستيعاب مقاتليه الأجانب المتشددين، والتعامل مع معسكرات الاعتقال في شمال سوريا التي تحتجز عناصر داعش المشتبه بهم وعائلاتهم، والتي تُعد بيئة خصبة للتطرف.
وعليه أيضًا أن يتعامل مع إسرائيل، التي وسعت عملياتها في سوريا منذ سقوط الأسد. وقد سيطر الجيش الإسرائيلي على منطقة عازلة مساحتها 400 كيلومتر مربع في الجولان، وشن غارات جوية تهدف، كما يقول، لمنع وقوع الأسلحة في الأيدي الخطأ.
وقال الشرع إنه ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع عام 1974 مع إسرائيل، ولمّح إلى إمكانية تطبيع العلاقات بين البلدين يومًا ما.
وكان باراك قد دعا سابقًا إلى معاهدة عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل، واصفًا صراعهما بأنه "مشكلة قابلة للحل". وعندما سُئل عن خطوات الولايات المتحدة لتسهيل الحوار بين الطرفين، أجاب بتحفظ.
وقال باراك: "أملنا أن يتوصل الطرفان، إسرائيل والشرع، حتى لو لم يتحاورا الآن، إلى تفاهم صامت بأن الانخراط العسكري سيكون كارثة عليهما معًا".
أحرزت دمشق تقدمًا في ملف آخر شائك، إذ وقّع الشرع في منتصف آذار/مارس اتفاقًا مع قوات سوريا الديمقراطية، التي يهيمن عليها الأكراد، لدمج قواتها ضمن الجيش الوطني.
وقال باراك: "الطريقة الوحيدة لبقاء سوريا ككيان موحد هي إنهاء وجود دول متعددة مسلحة داخل أراضيها، والسماح لجميع الأقليات بممارسة ثقافاتهم وتقاليدهم - لكن كسوريين".
وأشار إلى أن دمج الجيش السوري يتجاوز مسألة الزي العسكري، ويُعبّر عن تحديات تتعلق بالهوية الوطنية.