أعربت روسيا، عبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الحاد في المنطقة، عقب الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أهدافاً داخل الأراضي الإيرانية فجر اليوم الجمعة. 

ووصف الكرملين هذه التطورات بأنها "الأكثر إثارة للقلق" منذ اندلاع التوترات، داعياً جميع الأطراف إلى الامتناع فوراً عن أي خطوات قد تؤدي إلى انفجار أوسع في الشرق الأوسط 

تمثل هذه الدعوة أول رد فعل رسمي من روسيا على التصعيد الأخير، وتعد انعكاساً لموقف موسكو التقليدي التفضيلي للوساطات والدبلوماسية كسبيل لحل النزاعات، مع التأكيد على رفض أي استخدام قوة مفرطة ومحذر من تداعيات سلبية على المدنيين والاستقرار الإقليمي.

أول رد فعل لـ ماكرون عقب هجوم إسرائيل ضد إيران واغتيال علماءها النووينضربة استباقية متهورة .. اسرائيل: دمرنا صواريخ باليستية في إيران كانت موجهة ضدنا

أطلقت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، عملية عسكرية وصفتها بـ"واسعة النطاق"، باسم "الأسد الصاعد"، استهدفت منشآت نووية وعسكرية في عمق الأراضي الإيرانية، بما فيها منشأة نطنز لصهر اليورانيوم وقادة من الحرس الثوري . 

وأسفرت الضربات على ما يبدو عن تدمير صواريخ باليستية أصبحت موجهة نحو الأراضي الإسرائيلية، وهو ما اعتُبر تحوّلاً غير مسبوق في المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية.

وشدد الكرملين على ضرورة "ضبط النفس" وتفادي أي تدحرج نحو مزيد من العنف، معتبرًا أن الوضع يقترب من النقطة التي يمكن أن تُطلق منها شرارة حرب إقليمية واسعة .

ومنذ سنوات، دعت روسيا إلى حل سياسي للخلافات في الشرق الأوسط، مشددة على ضرورة تفادي أي انفلات عسكري قد يستهدف المدنيين أو يهدد حرية الملاحة والطاقة عالمياً.

وأفادت مصادر بأن موسكو تواصل اتصالات سرية مع جميع أطراف التوتر من طهران وتل أبيب إلى واشنطن وأطراف غربية أخرى لدفعهم نحو تخفيف التوتر وتبني وساطة فعالة.

بجانب موسكو، شكّلت هذه الضربات محطة مثار اهتمام عالمي، فالأمم المتحدة دانت التصعيد، داعية إلى ضبط النفس وتفادي نزاع أوسع، و دول مثل عمان والصين وتركيا أبدت قلقها، معتبرة أن الهجوم ينتهك مبادئ القانون الدولي ويهدّد استقرار المنطقة.

الموقف الروسي، كما عبّر عنه الكرملين، يعكس سعي موسكو للموازنة بين عدائها للتوسع العسكري الأمريكي الإسرائيلي من جهة، وحرصها على تفادي سقوط المنطقة في فراغ أمني يعيد صنع مشهد دولي أكثر قسوة. 

وفي ظل هذه المعادلة، تبدو موسكو مستعدة للعب دور الوسيط، ولكن مطالبة الأطراف المتصاعدة بـ"ضبط النفس" تضعها أمام اختبار جديد حول مدى إمكانية تأمين هدنة أو تقليل التوتر برفع سقف التهديدات العسكرية.

طباعة شارك دميتري بيسكوف الكرملين روسيا الضربة الجوية الإسرائيلية الأراضي الإيرانية الشرق الأوسط موقف موسكو الأسد الصاعد إسرائيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دميتري بيسكوف الكرملين روسيا الضربة الجوية الإسرائيلية الأراضي الإيرانية الشرق الأوسط موقف موسكو الأسد الصاعد إسرائيل

إقرأ أيضاً:

في حضرة الصمت

قد تأتي على الإنسان لحظات، يشعر معها بأن لا شيء يتغير، أو يَتَسَرَّبَ إليه اليأس من الوصول إلى ما يُحبه ويتمناه، فيلوذ بـ«حضرة الصمت»، بعيدًا من الصَّخب، أو يَفِرّ إلى آفاق نائية من الانعزال والوحدة.
في تلك اللحظات «النادرة»، يصبح «الصمتُ» لغةً أبلغ من القول، والتأمل في مجريات الحياة أعمق من أي حوار، خصوصًا عندما يُمعن الإنسان النظر في محيطه، وكل ما، ومَن حوله، ليزداد يقينًا بأن للحياة وجهًا آخر، لم يُكشف بعد!
عندما يُطْلِق الإنسان العنان لتأملاته، في كل ما يدور حوله ـ سواء أكان في محيطه القريب أو البعيد ـ قد يجد العَيْش في «حضرة الصمت»، حالة مثالية، بدلًا من إهدار العقل في مآلاتٍ لا جدوى من التفكير فيها، لأنها تصبح حينئذ نوعًا من العبث الممنهج.
أما حين يلتزم الإنسان «الصمت» إزاء ما يدور حوله، فلا يعني ذلك أنه بلا رأيٍ أو بلا إحساسٍ، بل لأنه أدرك أن كثرة الأصوات قد تقتل المعنى، وأن الضجيج يشوِّه الحقيقة، ولا يغير شيئًا، وبالتالي يكون «الصمت» إنصاتًا داخليًّا، ويقظة حادَّة، ومقاومة ناعمة لما يُفْرَض علينا من سطحية وفوضى.
يقينًا، كل إنسان منَّا يعيش مراحل صعبة في حياته، وعليه أن يتحمل مراراتها وقسوتها، بانتظار فرصة أخرى لتجديد الحياة، والابتعاد عن شبح الماضي، بآلامه وإخفاقاته، وأن نُعيد التفكير دائمًا في حياتنا: ماذا فعلنا، وماذا نفعل الآن، وماذا نريد أن نفعل في المستقبل؟
بكل أسف، أشياء كثيرة في حياتنا، تبعث على الأسى والسخرية، في ظل واقع إنسانيّ مأساويّ، يشبه سيناريو أفلام الخيال العلمي، قد لا تُسعف الذاكرة استعادة أول مشهد فيه، قبل الانتهاء من كتابته، أو وضع نهاية له!
وبما أن الحياة التي نعيشها عبارة عن سلسلة من الأحداث الإيجابية والسلبية، تتعاقب وتتلاحق بشكل محير، يصعب فهمها أو تخيلها، فإنه لا يمكننا الربط بين مقدماتها ونتائجها، لأن ذلك أمر لا يمكن إدراكه أو حتى تخيله.
إذن، من الطبيعي أن كل شيء إيجابي يجعلنا نشعر بالسعادة، في حين أننا غالبًا ما نُصاب بالألم والحزن لكل أمر غير مرغوب في حدوثه، رغم أنه قد يبدو ظاهريًا أنه نهاية العالم، لكنه في الحقيقة قد يحمل معاني ودلالاتٍ يصعب فهمها في حينها، ولا نُدرك مدلولاتها إلا بعد فوات الأوان.
أخيرًا.. «جميع الناس يتحدثون، لكن الحكماء فقط هم مَن يعرفون متى يصمتون»، كما يقول «أرسطو»، وبالتالي ليس كل ساكتٍ غافلًا، وليس كل متكلمٍ واعيًا، فثمة أرواحٌ تتقن الإصغاء، وتلتقط في «حضرة الصمت» قطوف الحكمة، ما لا تقدر الكلمات على توصيله، خصوصًا عندما نواجه قوالب الحياة المتكررة، التي تُعيد تكرار البؤس!

فصل الخطاب:

يقول «الإمام عليّ»: «الصمت حكمة لمن عقل، والقول فضولٌ لمن جهل».



[email protected]

مقالات مشابهة

  • مقتل عنصرين من الحرس الثوري بهجوم غرب إيران
  • في حضرة الصمت
  • روسيا تدعو 22 دولة وأمين عام الجامعة العربية لحضور قمة موسكو
  • لوبوان: كيف أفلتت أحداث 7 أكتوبر من رقابة الاستخبارات الإسرائيلية؟
  • حرب الظلال بين إيران والكيان “الإسرائيلي”
  • كييف تتهم موسكو بتصعيد الهجمات.. روسيا ترفض الاتهامات الأوروبية بشأن المسيرات
  • زيلينسكي يفجر مفاجأة: روسيا تقصفنا بأسلحة ذات مكونات غربية
  • إيران: معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع روسيا دخلت حيز التنفيذ والعلاقات الثنائية راسخة
  • صحيفة بريطانية: مهارات إيران أذهلت خبراء الاستخبارات وكشفت عيوباً قاتلة في الدفاعات الإسرائيلية
  • ناشطو أسطول الصمود يروون تفاصيل الهجوم والاحتجاز الإسرائيلي