الجزيرة:
2025-07-05@12:55:25 GMT

سُمنة الأطفال… هل يقع اللوم على الوالدين؟

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

سُمنة الأطفال… هل يقع اللوم على الوالدين؟

في تقريره الأخير الصادر خلال العام الحالي، أبدى الاتحاد العالمي للسُّمنة قلقه من ارتفاع معدلات السمنة في العالم، خاصة بين الأطفال، وأوضح أن أكثر من 208 ملايين طفل و 175 مليون طفلة، سيعانون من زيادة الوزن بحلول 2035.

وتتعدّد أسباب الإصابة بالسمنة، ولكن إذا استثنينا الأسباب البيئية والوراثية وبعض الأمراض المسببة لها، فمن يكون المسؤول عن سمنة الأطفال؟ وهل يتحمل الآباء مسؤولية بدانة أطفالهم؟

عادات الأكل السيئة تبدأ من المنزل

وجّهت العديد من البحوث العلمية أصابع الاتهام إلى الآباء، فالأطفال يكتسبون العادات الغذائية غير الصحية من بيئتهم، وفي هذا الصدد، كشفت دراسة أميركية، شملت أكثر من 24 ألف طفل ونشرتها المجلة الطبية البريطانية في يوليو/تموز 2018، أن النمط الغذائي الصحي للأمهات يرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بالسمنة لدى أطفالهن، وأن الأطفال لأمهات يتمتعن بمؤشر كتلة جسم طبيعي، كانوا أقلّ عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 75% مقارنة بأطفال الأمهات اللائي اتبعن نمطًا غذائيًا غير صحي.

وهو ما أكدته دراسة أخرى أجراها مركز الأبحاث الصحية بجامعة كاليفورنيا في 2009، وتوصلت إلى دور الوالدين في إصابة أطفالهم بالسمنة، بعد أن اتضح للباحثين أن الأطفال يميلون إلى تناول ما يأكله الوالدان، ووجدت الدراسة أن المراهقين أكثر عرضة لتناول ما لا يقل عن 5 حصص من الفاكهة والخضروات يوميًا كما يفعل آباؤهم، وعلى العكس من ذلك، فإن 40% من المراهقين المنحدرين من والدين يفضلان الوجبات السريعة، أو يواظبان على المشروبات الغازية، فإنهم يتبعون السلوك نفسه.

استبدال حبوب الأطفال المحلاة والوجبات الخفيفة المصنعة ببدائل صحية مثل الخضروات والفاكهة مما يُنصح به (بيكسلز) ارتباط مؤشر كتلة جسم الوالدين ببدانة الأطفال

وأشار المسح الصحي في إنجلترا لعام 2017، أن الأطفال الذين يعيشون مع والدين يتّسمان بالبدانة تزداد نسبة إصابتهم بالسمنة، بمعدل 3 أضعاف الأطفال الذين يعيشون مع والدين يتمتعان بوزن طبيعي، وشمل المسح 8000 من البالغين و2000 طفل، وللمرة الأولى اعتُمد تحليل العلاقة بين وزن الوالدين والطفل، وإجراء مقارنات لأنماط حياة الأطفال مع والديهم.

وأظهر المسح أن نحو 28% من أطفال الأمهات البدينات عانوا -كذلك- من زيادة الوزن، مقارنة مع 8% من أطفال الأمهات اللاتي لا يعانين من زيادة الوزن، أما فيما يخص الآباء البدناء، فقد قدّر المسح أن نحو 24% من أطفالهم قد أصبحوا من البدناء -أيضًا- مقارنة بنسبة 9% فقط ممن يتمتع آباؤهم بوزن صحي، وحسب المسح فإن حوالي نصف الآباء اعتقدوا أن طفلهم البدين يتمتع بوزن صحي.

وفي 2012، أظهرت دراسة علمية نُشرت في الصحيفة الرسمية للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، أن الضغوط الأبوية المتعددة؛ مثل: المرض العقلي والوضع الوظيفي والضغوط المالية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بخطر إصابة الطفل بالسمنة، وإقباله على الوجبات السريعة.

السمنة إساءة للطفل

وينقل موقع "إندبندنت" عن نيك ميتشل، أحد أشهر مدربي اللياقة البدنية حول العالم، تعليقه بأن السمنة هي أسوأ بداية في حياة أي طفل، ويقول "إصابة طفلك بالسمنة ما هو إلا شكل من أشكال الإساءة الموجّهة نحو الأطفال، ولا يختلف عن السماح لطفلك بالتدخين أو تعاطي المخدرات، غير أنه في الحالة الثانية ستعرّض نفسك للمساءلة القانونية".

ويقول المتخصص في أمراض الكبد، دكتور جوزيف غالاتي لموقع "هيلث أون لاين"، إنه يتفهم رغبة الوالدين في توفير الأفضل دائمًا لأطفالهم، ولكن كثيرًا من الآباء يصرّون على إطعام أطفالهم كميات كبيرة، ظنًا منهم أنه في كل مرة يبكي الطفل، فإنه بحاجة للطعام، أو يسمحون لأطفالهم بخيارات غذائية سيئة، كأن يسمحوا للطفل بتناول رقائق البطاطس لإبقائه هادئًا في المتجر، مع التساهل في تقديم الحلوى والوجبات الخفيفة معظم الوقت.

ووفقًا لغالاتي، فإن الطفل الذي يعاني من السمنة في الثانية من عمره تزيد فرصة إصابته بها عند البلوغ بنسبة 50%، وبذلك يهيئ الآباء أطفالهم لحياة صعبة، من خلال مزيج من عادات الأكل السيئة، والقليل من النشاطات البدنية، التي تخلّف وراءها كثيرًا من الأمراض في سن مبكرة؛ مثل: السكر والضغط والكبد والقلب والسرطان.

الطهو المنزلي الغني بالألياف يعدّ أحد أفضل الطرق للتحكم في الدهون والسكريات (غيتي) دور الوالدين للحد من سمنة الأطفال

وفي سبيل الحدّ من تفاقم وباء السمنة بين الأطفال، ثمة مجموعة من "الإستراتيجيات" التي يقدّمها الخبراء والمتخصصون، ويمكن أن يعتمدها الوالدان؛ ومنها:

استبدال حبوب الأطفال المحلاة والوجبات الخفيفة المصنعة ببدائل صحية؛ مثل: الخضروات والفاكهة والبروتينات الخالية من الدهون. الحدّ من تناول السكريات، فلا يُضاف السكر لطعام الطفل قبل عامين، وبعد ذلك يُراعى ألا يزيد عن 10% من السعرات الحرارية اليومية. تقليص الوقت المخصص للأجهزة اللوحية، وتجنّب وضع جهاز التلفاز في غرفة نوم الطفل، لعدم تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز، إذ أنه حسب الدراسات يعرّض الطفل لزيادة الوزن بمعدل مرة ونصف المرة. تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة ومشاركته بعض النشاطات الرياضية؛ مثل: الذهاب في نزهة على الأقدام، أو ركوب الدراجات لحرق السعرات الحرارية، وعدم تخزينها في شكل دهون. عدم دفع الطفل لتناول كميات كبيرة من الطعام، حتى يتعلّم الاستماع لجسمه، وإنهاء طعامه بمجرد الإحساس بالشبع. ينبغي للوالدين أن يكونا قدوة مؤثرة لأطفالهما، إذ يميل الأطفال إلى تقليد سلوكيات الوالدين واتباع النمط الغذائي نفسه. تعزيز النوم المنتظم وعدم السهر لتفادي تناول الطعام في الليل، ويحتاج  الأطفال من عمر 6 إلى 12 سنة، نحو 9 – 12 ساعة نوم كل ليلة، بينما يحتاج المراهقون من سن 13 حتى 18 سنة، ما بين 8 – 10 ساعات يوميًا. يعدّ الطهو المنزلي الغني بالألياف، أحد أفضل الطرق للتحكم في الدهون والسكريات، ويساعد الطفل على اكتشاف العناصر والفيتامينات المهمة لجسمه، بدلًا من الوجبات الجاهزة الغنية بالمواد الحافظة والأملاح والسكريات. يجب الاهتمام بوجبة العشاء، حيث تشير الدراسات إلى أن وجبة العشاء العائلية المنتظمة، لها فوائد عديدة للأطفال؛ مثل: تحسين عاداتهم الغذائية، وتقوية الروابط الأسرية، وتعزيز الصحة العامة، وتقليل خطر الإصابة بالسمنة، وفي دراسة أجريت على 8550 طفلًا في سن 4 سنوات، فإن الأطفال الذين يتناولون العشاء مع باقي أفراد الأسرة بانتظام، ولديهم وقت محدد للشاشات مع الحصول على النوم الكافي، كانوا أقل عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 40%. استشارة اختصاصي التغذية العلاجية عند الضرورة لقياس كتلة جسم الطفل، والحصول على المشورة الغذائية، وينصح الخبراء بعدم اللجوء للنظام الغذائي المقيد بالوقت لإنقاص الوزن، إذ يؤدي إلى اضطرابات الأكل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

إعلان تفاصيل خدمة بيع وشراء المنح السكنية بهدف التقارب بين الوالدين ومقدم الرعاية الرئيسي من الأبناء

بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، أعلنت مؤسسة التنمية الأسرية ومركز أبوظبي العقاري عن تفاصيل خدمة بيع وشراء المنح السكنية بهدف التقارب بين الوالدين ومقدم الرعاية الرئيسي من الأبناء، سعياً إلى تقوية الروابط الأسرية والتلاحم المجتمعي، وذلك ضمن إطار مبادرة "بركتنا".

وبهذه المناسبة، أكّدت وفاء محمد آل علي، مديرة دائرة تنمية الأسرة في مؤسسة التنمية الأسرية، حرص المؤسسة على تقديم خدمات وبرامج نوعية تُعزز جودة حياة كبار المواطنين، وتسهم في تمكينهم من البقاء أكثر نشاطاً وفعالية ضمن نسيجهم الأسري والمجتمعي، بما يحقق لهم الرفاهية ويعزز مشاركتهم الفاعلة في بناء المجتمع.

وأشارت سعادتها إلى أهمية استيفاء مجموعة من المتطلبات لتسجيل الدخول في منصة "تم" باستخدام الهوية الرقمية، حيث تبدأ العملية بتقديم الطلب وتسلم إشعار بتأكيده من المنصة، ثم جدولة زيارة منزلية من قِبل المؤسسة، يتبعها إشعار بتأكيد الموعد المخصص لدراسة الحالة الاجتماعية. وبعد إجراء الفريق المختص للدراسة في المنزل، يتم إصدار إشعار عبر المنصة، لتأكيد تلبية مقدم الطلب لشروط الحصول على الخدمة.

وأضافت آل علي أن مؤسسة التنمية الأسرية هي الجهة المخوّلة بتأكيد أن الأبناء يقدمون الرعاية لأحد الوالدين كمقدمي رعاية رئيسيين، موضحةً أن هذا التأكيد لا يُعد شرطاً للموافقة على طلبات خدمة بيع وشراء المنح السكنية بهدف التقارب بين الوالدين ومقدم الرعاية الرئيسي من الأبناء.

أخبار ذات صلة «التنمية الأسرية» تنظم ملتقى حوارياً للتعريف بخدماتها في الختم «تحدي القراءة الأسري».. استدامة المعرفة بين الأجيال

وأشارت إلى أن مدة دراسة الطلب تستغرق نحو 30 يوم عمل، مشددةً على ضرورة تنبيه البائع للمشتري بأهمية الموافقة على إشعار القبول المبدئي للبيع، الصادر عن منصة "تم"، حتى يتم تحويل الطلب إلى المؤسسة لاستكمال الدراسة الاجتماعية.

ومن جانبه، قال المهندس راشد العميرة، مدير عام مركز أبوظبي العقاري بالإنابة: "يُعد مركز أبوظبي العقاري الجهة المعنية بإدارة وتنفيذ عمليات بيع وشراء المنح السكنية، ونسعى من خلال ذلك إلى تقديم تجربة سلسة ومرنة تعكس أعلى معايير الكفاءة والمهنية، مع التركيز على راحة المتعاملين وتبسيط الإجراءات. ونحرص في المركز على توفير رحلة متكاملة تبدأ من استقبال الطلبات، مروراً بالتدقيق والتنسيق مع الجهات المعنية، وانتهاءً بإتمام المعاملة، وفق الأطر القانونية والتنظيمية المعتمدة في إمارة أبوظبي، بما يضمن أعلى مستويات الدقة والشفافية."

وأضاف: "نفخر بأن نكون جزءاً من مبادرة «بركتنا»، حيث تُعد خدمة بيع وشراء المنح السكنية خطوة نوعية نحو تعزيز جودة حياة كبار المواطنين، من خلال توفير حلول سكنية مرنة تلبي احتياجاتهم بكل يُسر. كما نوفّر في المركز منظومة خدمات متكاملة تعتمد على أحدث الحلول الرقمية، وتضمن الكفاءة وسرعة الإنجاز، مع تقديم الدعم الشخصي لضمان تجربة استثنائية لكل متعامل. وبفضل التعاون الوثيق مع مؤسسة التنمية الأسرية وجميع الشركاء الاستراتيجيين المعنيين، سنُقدّم هذه الخدمة وفق أعلى المعايير، بما يضمن راحة واستقرار كبار المواطنين وأُسرهم، ويعزز دور المركز كمحرّك رئيسي لتطوير القطاع العقاري في أبوظبي، برؤية عصرية ومستدامة."
 

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • الطفلان شام وعمرو.. نماذج مؤلمة لحرب التجويع الإسرائيلية بغزة
  • لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟
  • هل ضرب الآباء للأبناء مشروع في الشريعة؟.. عالم أزهري يوضح
  • أزهري: الله لا يحاسب الطفل على أفعاله حتى البلوغ والبعض يعذبهم بالمنازل
  • هل ضرب الآباء لـ الأبناء موجود بالشريعة.. أزهري يحسم الجدل
  • برلمانية تطالب بتغليظ عقوبة عقوق الوالدين.. فيديو
  • وقت الطفل أمام الشاشة يقلق الأهل.. لكن المشكلة الحقيقية في مكان آخر
  • دراسة بحثية من جامعة الملك فيصل في الإعلام المرئي والمسموع تؤكد تأثير اليوتيوب على سلوكيات الأطفال
  • دعم كامل لوحدة المسح الذري.. محافظ بورسعيد يتفقد مستشفى النصر التخصصي ويشيد بمستوى الخدمة|صور
  • إعلان تفاصيل خدمة بيع وشراء المنح السكنية بهدف التقارب بين الوالدين ومقدم الرعاية الرئيسي من الأبناء