تقرير جديد يكشف أن الحرب في السودان تسببت في مقتل 60 ألف شخص وتشريد 14 مليونًا، مع انهيار صحي يهدد حياة الملايين..

التغيير: وكالات

قالت لجنة الإنقاذ الدولية – هيئة إغاثية مقرها نيويورك – إن الحرب المستمرة منذ 20 شهرا بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان أشعلت “أكبر أزمة إنسانية تم تسجيلها على الإطلاق في تاريخ العالم.

وأوضح تقرير صادر عن اللجنة،  أن السودانيين أصبحوا يمثلون 10 في المائة من جميع الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في العالم البالغ عددهم نحو 305 مليون شخص.

وصنف التقرير الذي صدر الأربعاء الماضي، نقلا عن اسكاي نيوز عربية، السودان في صدارة قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية لعام 2025 التي أصدرتها المنظمة للعام الثاني على التوالي، يليه قطاع غزة والضفة الغربية وميانمار وسوريا وجنوب السودان.

ومنذ اندلاعها في أبريل 2023، قتلت الحرب في السودان أكثر من 60 ألف شخص في العاصمة الخرطوم وحدها وعشرات الآلاف في المناطق الأخرى التي شملتها الحرب التي تمددت في أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد.

وشردت الحرب أكثر من 14 مليون شخص منهم 11.3 مليون نزحوا داخليا، وما يزيد عن 3 ملايين عبروا الحدود إلى بلدان أخرى، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

وبسبب الحرب يهدد الجوع نحو 26 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان البالغ تعدادهم 48 مليون نسمة.

قتال مستمر

تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية أكثر، مع استمرار القتال وتعثر جهود وقف إطلاق النار، وهيمنة الأزمات في أماكن أخرى على اهتمام العالم.

وقالت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية محلية إن ما لا يقل عن 435 مدنيين قُتلوا يومي الاثنين والثلاثاء بالبراميل المتفجرة والهجمات الجوية والقصف المتبادل من الأطراف المتحاربة.

وقالت لجنة مقاومة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب البلاد إن أكثر من ثمانية براميل متفجرة ضربت سوقا مكتظا في بلدة كبكابية بشمال دارفور يوم الاثنين.

وأكدت منظمة محامو الطوارئ، وهي منظمة حقوقية، إن المناطق المدنية المكتظة بالسكان في معظم أنحاء البلاد تتعرض لاستهداف مستمر، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الضحايا المدنيين العزل.

وكثف الجيش يومي الاثنين والثلاثاء غاراته الجوية في المناطق التي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، بينما شنت قوات الدعم السريع ضربات مدفعية مكثفة في عدد من المناطق.

انهيار صحي

حذرت اللجنة الدولية للإنقاذ من “انهيار صحي” كامل. وإضافة إلى الموت بنيران الحرب، تتزايد اعداد السودانيين الذين يفقدون حياتهم بسبب انتشار الأمراض المعدية والوبائيات والنقص الحاد في الأدوية والمستشفيات، في ظل خروج أكثر من 70 في المئة من مؤسسات القطاع الصحي عن الخدمة منذ بدء القتال.

وبحسب كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فإن الانهيار الصحي وانتشار الأمراض كان سببا في وفاة معظم من فقدوا حياتهم في العاصمة الخرطوم منذ اندلاع القتال وحتى يونيو 2024 والمقدر عددهم بنحو 61 ألف شخص.

أرقام صادمة

قال تقرير لجنة الإنقاذ الدولية إن إجمالي 30.4 مليون شخص في السودان في حاجة لمساعدات إنسانية.

أدى القتال المستمر إلى شح كبير في السلع الغذائية وارتفاع في الأسعار فاق 300 في المئة لبعض السلع وتراجع يقدر بنحو 46 في المئة في الإنتاج الزراعي بحسب منظمة الزراعة والأغذية العالمية.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 26 مليون سوداني يواجهون انعدام الأمن الغذائي.

يتحمل الأطفال العبء الأثقل للأزمة الإنسانية المدمرة التي يعيشها السودان حيث يعاني 3.7 ملايين طفل من سوء التغذية فيما تركت الحرب 17 مليونا خارج مقاعد الدراسة.

شردت الحرب أكثر من ثلث السكان وجردت نصف الأسر من مصادر دخلها تماما، وأعجزت 70 في المئة منها عن إلحاق أطفالها بالمدارس.

بسبب الأوضاع الأمنية السائدة في معظم أنحاء البلاد، انخفض معدل الوصول إلى الخدمات الصحية الكاملة بشكل كبير من 78 في المائة إلى 15.5 في المائة، بحسب الأمم المتحدة.

الوسومالأزمة الإنسانية السودان حرب الجيش والدعم السريع لجنة الإنقاذ الدولية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأزمة الإنسانية السودان حرب الجيش والدعم السريع لجنة الإنقاذ الدولية فی السودان ملیون شخص فی المئة أکثر من

إقرأ أيضاً:

حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟

في خطوة تصعيدية تنذر بتحولات كبرى في مسار الحرب السودانية، أعلنت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، عن تشكيل حكومة موازية تعرف باسم "حكومة السلام "، تضم قوى سياسية وتحالفات مدنية.

الإعلان تم من مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، وهي من أهم معاقل الدعم السريع.

وأعادت الخطوة رسم المشهد السياسي والعسكري في السودان، وأثارت مخاوف من انقسام الدولة فعليا إلى كيانين متوازيين. 
 
أولًا: خريطة السيطرة الميدانية لقوات الدعم السريع

دارفور.. القاعدة المركزية
تظهر آخر الخرائط الميدانية أن قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تفرض سيطرة شبه كاملة على إقليم دارفور، وتمدد نفوذها في ولايات كردفان.

تعد دارفور القلب النابض لقوات الدعم السريع منذ بدء الحرب في نسيان/ أبريل 2023، ومع تصاعد العمليات العسكرية ضد الجيش السوداني، عززت قوات الدعم السريع سيطرتها على أربع من ولايات الإقليم الخمس: غرب، وسط، جنوب، وشمال دارفور، بينما لا تزال شرق دارفور متنازعًا عليها.


دارفور تحت السيطرة
وبحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي (ISW)، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أراضي ولايات دارفور الخمس، لا سيما غرب ووسط وجنوب دارفور، بما في ذلك مدن رئيسية مثل الجنينة، زالنجي، وكبكابية.

في ولاية شمال دارفور، فرضت القوات حصارا خانقا على مدينة الفاشر، حيث لا تزال القوات الحكومية متمركزة، وتظهر صور أقمار صناعية صادرة عن منظمات حقوقية أن الدعم السريع نفذ عمليات تهجير وقتل جماعي خاصة في الجنينة.

تمدد استراتيجي نحو كردفان
في كردفان، بسطت قوات الدعم السريع نفوذها على مدينة الفولة في غرب كردفان، كما سجلت تقارير ميدانية توغلها في جنوب كردفان بالتنسيق مع قوات الحركة الشعبية شمال، مما يشير إلى محاولة السيطرة على الممرات المؤدية للنيل الأبيض وولايات الوسط ومع أن الجيش استعاد بعض النقاط الحيوية في شمال كردفان، فإن الدعم السريع يحتفظ بممرات دعم لوجستي مهمة عبر الصحراء.

هجمات بالطائرات المسيّرة في الشمال
أفادت مصادر أمنية أن الدعم السريع شن عدة هجمات بطائرات بدون طيار استهدفت منشآت في ولايتي نهر النيل والشمالية، من بينها منشآت قريبة من سد مروي ومطار دنقلا. ورغم أن هذه المناطق لا تشهد وجودًا ميدانيًا دائمًا للدعم السريع، فإن هذه الضربات تمثل رسائل استراتيجية لتهديد عمق سيطرة الجيش السوداني.

شبكة تفتيش ونقاط نفوذ غير رسمية
على الأرض، أنشأت قوات الدعم السريع شبكة من نقاط التفتيش في دارفور وكردفان، تستخدمها لفرض رسوم على المارة والتحكم في حركة المساعدات والإمدادات، ما يضفي طابع "الدولة داخل الدولة".

وقد وثقت منظمات إنسانية أكثر من 70 نقطة تفتيش نشطة تديرها قوات الدعم السريع خارج سلطة الدولة المركزية.


ثانيًا: مناطق النفوذ المحتمل للحكومة الموازية

نيالا.. العاصمة المؤقتة
إعلان الحكومة الموازية انطلق من نيالا، لتكون بمثابة مركز إداري وسياسي جديد للتحالف المدني-العسكري بقيادة الدعم السريع. المدينة توفر قاعدة آمنة نسبيًا للحكومة الناشئة نظرًا لسيطرة شبه تامة للدعم السريع  عليها.

دارفور الكبرى كمجال نفوذ أولي
مع سيطرة قوات الدعم السريع الكاملة على معظم دارفور، من المتوقع أن تكون هذه الولايات الأربع هي نواة "الدولة الثانية" التي تسعى الحكومة الموازية إلى شرعنتها، من خلال تعيين حكام إداريين وإطلاق خدمات مدنية محدودة.

تحالفات سياسية داعمة
تشمل الحكومة الجديدة تحالفًا باسم "تحالف القوى الوطنية والمدنية"، من ضمنها قيادات منشقة عن قوى الحرية والتغيير، وبعض وجوه العملية السياسية السابقة مثل محمد حسن التعايشي. هذه التوليفة تسعى لتوفير غطاء مدني للحكومة بديلة.

تطلعات لضم مناطق جديدة
الحكومة أعلنت عن تعيين حكام في ولايات لا تخضع لسيطرة الدعم السريع مثل سنار والجزيرة، في محاولة لتوسيع نفوذها الرمزي نحو وسط السودان، رغم محدودية التواجد العسكري فيها.

رئيس المجلس الإستشاري لقائد قوات الدعم السريع د. حذيفة أبو نوبة: مستعدون لحكومة السلامع المزمع تشكيلها خلال ساعات .#تحالف_تاسيس #اعلان_المجلس_الرئاسي pic.twitter.com/QYWkkwIkGj — مركز رؤى الإعلامي (رؤى نيوزRMC) (@rmcsudan1) July 26, 2025
ثالثا: التأثير الداخلي والخارجي للحكومة الموازية

داخليًا: إدارة ميدانية في مناطق السيطرة
في دارفور وغرب كردفان، تسعى قوات الدعم السريع إلى تنظيم إدارة محلية تشمل توزيع المساعدات، الإشراف على الأسواق، والتحكم في الأمن الداخلي عبر ميليشيات موالية، في بعض المناطق، بدأ تعيين لجان مدنية تحت إشراف مباشر من قادة ميدانيين في الدعم السريع.

أزمة إنسانية متفاقمة:
تسببت العمليات العسكرية وتوسع الدعم السريع في موجات نزوح هائلة، خصوصًا من نيالا والجنينة، حيث تم تسجيل أكثر من 2.5 مليون نازح داخليًا من دارفور وحدها منذ بداية الحرب، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

انقسام فعلي للدولة:
إعلان الحكومة الموازية يعمق الانقسام السياسي، ويجعل من احتمال تقسيم السودان واقعا فعليا وليس فقط سياسيا، مع وجود حكومتين تدّعي كل منهما الشرعية والتمثيل الوطني.

جمهورية السودان
وزارة الخارجية
مكتب الناطق الرسمي وإدارة الإعلام
بيان صحفي

تشجب وزارة الخارجية وتدين بأشد العبارات ما ذهبت إليه مليشيا الدعم السريع الإرهابية بإعلان حكومة وهمية تزعم فيها توزيع مناصب حكومية لإدارة السودان في تغافل تام واستهتار بمعاناة الشعب السوداني الذي أذاقته… — وزارة خارجية جمهورية السودان ???????? (@MofaSudan) July 27, 2025
خارجيًا:
ردود فعل دولية متحفظة
الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية أعربوا عن قلقهم إزاء إعلان الحكومة الموازية، مؤكدين أن الحل السياسي الشامل هو المسار الوحيد المقبول. الولايات المتحدة وصفت الخطوة بأنها تهديد لوحدة السودان.

استقطاب إقليمي محتمل
الخطوة قد تؤدي إلى تموضع إقليمي جديد فهناك اتهامات مسبقة بتلقي الدعم السريع مساعدات عسكرية من دول مثل الإمارات، بينما يعتمد الجيش على دعم سياسي وعسكري من مصر ودول شرق أفريقيا.


تهديد للعملية السلمية
الحكومة الموازية نسفت فعليًا أي جهود لتوحيد المسار التفاوضي، خصوصًا تلك التي كانت تجري عبر وساطات سعودية وإفريقية. قد تؤدي الخطوة إلى تصاعد القتال، خاصة في مناطق التماس مثل شمال كردفان ودارفور الشرقي.

أعلنت مليشــ.ـيات الدعم السريع عن تكوين حكومة موازية لحكم المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، في خطوة تعد قفزة في طريق تقسيم السودان.

فاللهم احفظ السودان وأهله من شروروهم.#السودان_المنسي pic.twitter.com/2Kkydkg6jx — الھیئة العالمیة لأنصار النبي ﷺ (@SupportProphetM) July 27, 2025

مقالات مشابهة

  • تحتجزهم ميليشيا الدعم السريع في نيالا،، الأسرى،، صـرخة لاستعادة الإنسانية
  • الأردن: الكارثة الإنسانية في غزة وصلت لمستويات غير مسبوقة
  • حوادث مأساوية تضرب عددا من المحافظات: طعنات غادرة تودي بحياة محفظة قرآن في مسكن الزوجية.. سقوط شاب من الطابق الرابع .. مشاجرة تنهى حياة شخص
  • شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع
  • أمطار الصين تودي بحياة العشرات وإجلاء أكثر من 80 ألف
  • بسبب الحرارة والحرائق.. تركيا تواجه أزمة بيئية غير مسبوقة
  • موجة الحر في أوروبا تودي بحياة 2300 شخصا
  • كشمير تشتعل من جديد.. عملية أمنية هندية تودي بحياة 3 مسلحين
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟
  • حقوق الإنسان محذرة: أزمة مياه تخنق ذي قار وتهدد بكارثة إنسانية