منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، نشهد نوعًا من التهذيب السياسى والعسكرى لتيارات الإسلام السياسى فى المنطقة العربية.

فى لبنان، تم تقزيم «حزب الله» وتدمير جناحه العسكرى، «قوات الرضوان»، وفى المقابل، تم دفع نبيه برى، «رئيس حركة أمل»، شيعى المذهب، ليكون الممثل، المتحدث السياسى باسم جميع شيعة لبنان، كما أن نبيه برى من الوجوه المقبولة فى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.

وفى فلسطين، تم تدمير البنية الأساسية لحركة حماس، وجناحها العسكرى «كتائب القسام»، وإنهاء دورها المسيطر على غزة، بل حدث تطور فى وجود اتفاق على حوار فلسطينى- فلسطينى للإبقاء على الدور السياسى لحركة حماس.. كقوة فاعلة ضمن مجموعة القوى الفلسطينية الحالية.

وفى العراق، تم إضعاف التيارات الشيعية الإسلامية الموالية لإيران.. على حساب تقوية ودعم التيار القومى الشيعى الصدرى.

وفى اليمن، تؤكد المؤشرات أنه سيتم حصار الحوثيين، وإنهاء دورهم العسكرى لصالح تقوية التيار السُّنى. وفى تركيا، سيتم الاحتفاظ بدورها الإسلامى لضمان استمرار دعم تواجد التيارات الإسلامية الموالية لها بالمنطقة.

أما فى سوريا، ترند السوشيال ميديا الآن، فتمت كتابة نهاية الحكم العلوى، الذى بدوره أنهى النفوذ الإيرانى فى سوريا، وأوجد التيار الإسلامى.. المعروف حاليًا باسم «هيئة تحرير الشام»، والذى بدأ بعد الربيع العربى الأسود سنة ٢٠١٢ تحت مظلة تنظيم الدولة الإسلامية باسم «جبهة النصرة»، ثم صار تحت عباءة تنظيم القاعدة بين عامى ٢٠١٣ و٢٠١٦، ثم انفصل عنه، وغيّر اسمه ليصبح «جبهة فتح الشام». وفى سنة ٢٠١٧، اندمج مع فصائل إسلامية مسلحة تحت اسم «هيئة تحرير الشام» الموجودة حاليًا، وهو تغيير فى الشكل، وظل الهدف هو

إسقاط نظام بشار الأسد، والوصول إلى السلطة، ودعم سيطرة التيار الإسلامى السُّنى فى مواجهة التيارات الشيعية الموالية لإيران. والمُلاحَظ أن «أبومحمد الجولانى»، الذى ظهر باسمه الحقيقى، أحمد الشرع، هو صورة متطورة لأسامة بن لادن وأبى بكر البغدادى.

وسيذكر التاريخ أن دخول قوات الجولانى إلى دمشق قد تواكب فعليًّا مع اكتساح إسرائيل جبل الشيخ، واستيلائها على أراضٍ سورية جديدة، فضلًا عن إسقاط الجيش السورى من خلال مخطط سابق التجهيز بقصف الطائرات على الأرض والقطع البحرية فى أماكنها، وتدمير منظومة الدفاع الجوى (الصواريخ). وتكرر ما حدث فى العراق، حيث تم استهداف العلماء السوريين بالاغتيال والتصفية.

نقطة ومن أول السطر..

ما يحدث الآن هو إعادة إنتاج الحرب الباردة بشكل جديد.. أكثر شراسة وأكثر عنفًا مما عرفناه قبل ذلك.. وستظل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا هما رأس الحربة حسب توجهاتهما ومصالحهما الجيو- استراتيجية المباشرة.. دون وجود ملامح حقيقية للصين والهند.. اللذين لم يتورطا عسكريًّا على مستوى العالم، ولكنهما نجحا فى الغزو الاقتصادى لدول العالم سواء من خلال التصدير أو من خلال قواهما البشرية المنتشرة فى كل دول العالم.

لقد استطاعت الصين والهند تحقيق نظرية الاستعمار الجديد دون رفع السلاح ودون طلقة واحدة.

ولنتذكر القول المأثور: ليس بإنسان ولا عاقل.. مَن لا يَعِى التاريخ فى صدره.

ومَن درَى أخبار مَن قبله.. أضاف أعمارًا إلى عمره.

انتباه.. التاريخ يعيد نفسه.

هاني لبيب – المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حين يسيء الناس لدينهم قبل أن يسيء إليه خصومه

حين يسيء الناس لدينهم قبل أن يسيء إليه خصومه..ردا على مقال #نجاة_النهاري.

#منى_الغبين


بحكم إقامتي الطويلة في امريكا ،، وتعرفي على بعض الجنسيات ومختلف المذاهب ،،كان بعضا من أصدقائي غير المسلمين ينتقدون ما يسمعونه ويشاهدونه في عالمنا العربي والإسلامي من اضطرابات ،، يسألونني كيف لدينكم والذي تقولون عنه إنه دين الرحمة والعدل،، أن يصبح في نظر الآخرين مليئا بالانقسامات والخوف والرهبة!!؟ طبعا تساؤلهم ليس تهجما،، بل محاولة منهم لفهم الدين الاسلامي،، هم أشخاص قرأوا عن نبينا المصطفى محمد وكيف بأخلاقه ومعاملته الحسنة جذب الناس للايمان بالدين الإسلامي..

وكنت قد صادفت مقالا للسيدة اليمنية نجاة النهاري،، اليهودية التي عبرت عن فضولها واحترامها للإسلام من خلال إحدى مقالاتها التي نشرت على بعض المواقع الاخبارية…

مقالات ذات صلة الإنجاز الأعظم / مهند أبو فلاح 2025/12/12

تقول إنها تبحث عن الإسلام الذي كان في عهد نبينا المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام ،،والذي عرفته من قراءتها للسيرة النبوية،، وليس الاسلام من الواقع الحاضر…والكثيرون مثلها لديهم الفضول ..

ولهذا سأرد عليها بوضوح وعقلانية..وبالقدر المستطاع..

الإسلام في جوهره ثابت من خلال القرآن والسنة وسلوك واضح من خلال التطبيق العملي من اخلاق ومعاملات وعباداتنا اليومية..

الدين الاسلامي هو تهذيب للنفس وتحرير الإنسان من الظلم.. صحيح ما نراه اليوم في عالمنا لا يمثل جوهر الدين الاسلامي نهائيا…ولكن لم تتغير نصوص وجوهر الدين الاسلامي،، الذي تغير هو الإنسان حين ابتعد عن تعاليم الإسلام…

القرآن الكريم يؤكد أن الناس لا يختلفون عن بعضهم البعض ،،فكلهم مكرمون عند الله،،

في سورة الإسراء يقول الله تعالى ((لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)).

لا بحكم عليهم من خلال الجنس واللون والانتماء ،، بل من خلال أفعالهم..

لذلك أهل الكتاب وعلى اختلاف مذاهبهم ،، منهم أمة قائمة تتلو آيات الله وتسجد له وتتبع سنة واخلاق نبينا محمد،،، ولم يتم نعتهم بصفات الكفر المطلق كما يردد بعض الجهلة..

وحين يتساءل غير المسلم.. أين أذهب وماذا افعل اذا أردت أن افهم الإسلام؟!!!!

ببساطة يجب ان تذهب إلى نص القرآن الكريم..والسيرة النبوية الشريفة… وليس من ضجيج و صخب السياسة وأكاذيبها ،،ولا في شاشات الدم التي امتلأت بها قنوات الإعلام ..

فما يحدث من صراعات بين المسلمين وفي دولهم ليس هذا هو الدين !!بل هو بسبب ضعف تلك الدول،، والتدخلات الخارجية بها وسياساتها التي هي من عملت على إراقة الدماء دماء المسلمين من أجل سياساتهم وأحلامهم ،، ومن أنظمة فاسدة،، كما حدث في سوريا وما حدث بالعراق ما بعد صدام حسين ،،والفقر والجهل وغياب العدل ..والتاريخ يؤكد إن كل أمة مرت عليها هذه المواقف ،، حتى أوروبا غرقت في حروب دينية أحرقت مدنها وذبحت شعوبها،، واستبعدتهم.. ومن أشهر الخلافات السياسية الدينية في أوروبا والصراع بين الكاثوليك والبروتستانت، وأدت إلى حروب عنيفة مثل حرب الثلاثين عامًا في القرن السادس عشر والحروب الدينية الفرنسية،، بالإضافة إلى صراعات أخرى مثل حرب الثمانين عاما .. في هولندا،، والتي مزجت بين الولاءات الدينية والمصالح السياسية للدول والأسر الحاكمة!!.
ومع ذلك لم نسمعأحد قال ان المسيحية دين دم وقتل وترهيب!!!!
اذا المشكلة ليست في الإنجيل،، بل في من رفع السيف باسم الدين المسيحي ..وفي عالمنا الإسلامي ،، ليست مشكلتنا في اختلاف المذاهب كما توهم البعض،، بل الواقع أن الخلاف بينهم فقهي وفكري،،
والاختلاف قطعا لا يغير أصل الدين ولا أركانه..
ما الذي جعل الخلاف يتحول إلى اقتتال الجواب هو السياسة.. لا العقيدة…ومن أشهر الخلافات السياسية في عهد الصحابة مثلا تمحورت حول قضية الخلافة بعد وفاة المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام ،،والأحداث الدامية التي بدأت بـمقتل عثمان بن عفان وتصاعدت إلى حروب داخلية كـموقعة الجمل ومعركة صفين بين جيش علي ومعاوية، مما أدى إلى انقسام المسلمين وظهور فرق (الشيعة، الخوارج، والجماعة…
يتساءل أحدهم مالذي يغري ويدفع الناس إلى اعتناق الدين الاسلامي!!!!
الحقيقة الثابتة أن الدين الإسلامي لم يكن مشروع سياسي لجذب الناس بالقوة أو الوعود الدنيوية..
على مر العقود والسنين الناس دخلت الإسلام لأن الدين الاسلامي دين سلام ومحبة وكرامة وعدلا وحرية وحقوق الإنسان ..وليس ولاءات وعود دنيوية ودماء ..
أما لماذا اختفى بريق الاسلام او خفت أن صح التعبير ،، ذلك لأن أغلب دولنا ترزح تحت ظلم الفقر والفساد ،،
وليس لان الإسلام ظالم،وبعض من يمثلونه في المؤسسات
والمجتمع بعيدون عن قيمه وتعاليمه..
لهذا يحاول الملايين من المسلمين الهجرة إلى دول تحترم حقوق الإنسان بغض النظر عن دينها…حقيقة موجعة وواقع الحال..
سيظل القران الكريم ودستوره أكبر من أخطاء البشر واكبر من نواياهم كلهم ..
ونبينا المصطفى محمد عليه افضل الصلاة والسلام ،مثلنا الاعلى وقدوتنا،، نستمد منه ومن سيرته الامان والسلام بعيدا عن ضجيج السياسة..
وسيظل الدين الإسلامي في سماحته وعدالته كما هو رغم المغرضين والحاقدين،، وسيعود السلوك الحسن ،،كما روي عن النبي حين جعل اليهودي يحبه ويؤمن بالدين الإسلامي حتى قبل أن يفهم آيات القرآن..
عليكم أن تعرفوا أن الإسلام ليس ما تشاهدونه في نشرات الأخبار،، بل ما يمكن أن يكونه الإنسان حين يتحلى بالرحمة،،والصدق،والعدل،، حسن الجوار، وصون كرامة الإنسان مهما كان دينه…
وما دام هناك من يتساءل ولديه الفضول وحب المعرفة بصدق مثل السيدة نجاة النهاري ،، فحتما هذه بشرى سارة أن الإسلام ما زال قادرا على مخاطبة القلب والعقل حين نزيح عنه غبار التاريخ وأخطاء البشر…

مقالات مشابهة

  • Sntf: إعادة تهيئة وعصرنة 20 قاطرة بأنظمة متطورة
  • حين يسيء الناس لدينهم قبل أن يسيء إليه خصومه
  • تواكُلُ المعارضة التونسية على الغرب.. إعادة إنتاج العجز في خطاب جديد
  • كهرباء المنوفية: فصل التيار الكهربائي عن منطقة المحكمة بالشهداء غدًا
  • سوريا.. أحمد الشرع يصدر مرسوما بإعفاء ضريبي للأعوام 2024 وما قبل
  • كامل الوزير: إنتاج 300 أتوبيس خلال سنة بعد إعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات
  • أحمد رحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • أحمد الرحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • هل تحالف الإسلام السياسي وقوى اليسار لنصرة فلسطين؟
  • تحليل لـهآرتس: الشرع يواجه تحدي إعادة بناء سوريا في ظل إملاءات إدارة ترامب