الضرائب وتأثيراتها الاقتصادية
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
أحمد الشنفري
عندما نتحدث بين أهمية الضرائب كأداة اقتصادية وسيادية للحكومة، وبين مخاوف مشروعة حول تأثيرها السلبي على الاقتصاد الوطني، خاصة في الدول النامية التي تحتاج إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز النمو يجرنا الحديث إلى تحليل النقاط الأساسية:
اولا: أهمية الشفافية والمساءلة:
لا شك في أن فرض أي نظام ضريبي يجب أن يصاحبه التزام حكومي بالشفافية في كيفية استخدام الإيرادات وهذا يتطلب الانتباه له ووضعه في سلم الأولويات لان المواطنون والمستثمرون يحتاجون إلى رؤية واضحة لكيفية استثمار هذه الأموال في تحسين البنية التحتية، التعليم، الصحة، وغيرها.
ثانيا: جذب المستثمرين الأجانب:
المستثمرون غالبًا ما يفضلون البيئات ذات الأنظمة الضريبية المرنة أو ذات الضرائب المنخفضة وبكل تاكيد ضريبة الدخل قد تكون عبئًا إضافيًا يجعل بيئة الاستثمار أقل جاذبية مقارنة بدول اقليمية تقدم إعفاءات أو مزايا ضريبية مختلفة.
ثالثا: أثر ضريبة الدخل المتوقع على الاقتصاد الوطني:
في الدول النامية، الضرائب المرتفعة قد تؤدي إلى انكماش اقتصادي حتمي نتيجة تقليل الإنفاق والاستهلاك المحلي، مما يؤثر سلبًا على القوة الشرائية والنشاط الاقتصادي ، كذلك تطبيق ضريبة الدخل قد يعزز من الاقتصاد غير الرسمي (غير المسجل) للتهرب من العبء الضريبي وهذا يخلق سوق سوداء تضر بالسوق النظامية.
رابعا: زيادة عدد السكان والقوة الشرائية:
رفع عدد السكان وزيادة القوة الشرائية يتطلب توفير بيئة اقتصادية محفزة، خالية من الضرائب المرهقة التي قد تثني الأفراد والشركات عن الاستثمار أو العيش في الدولة.
والسؤال: هل ضريبة الدخل تدعم جذب الاستثمار؟
نعتقد أنه على المدى القصير، فإن تطبيق ضريبة الدخل قد يؤدي إلى عزوف المستثمرين الأجانب، حيث إن الدول المنافسة تقدم حوافز أكبر لجذب الاستثمار مما يؤدي إلى تراجع فرص العمل وزيادة معدلات الباحثين عن عمل.
أما على المدى الطويل، فإذا تم توجيه عائدات الضريبة إلى تطوير بنية أساسية قوية وخدمات عامة ذات جودة عالية، قد تصبح الدولة أكثر جاذبية، لكن ذلك يتطلب شفافية وحوكمة صارمة وحلول واضحة في كيفية تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة في توفير فرص العمل.
ختامًا.. اتفق مع الرأي السليم بتأجيل تطبيق ضريبة الدخل في المرحلة الحالية، وقد يكون من الأفضل تأجيل تطبيق ضريبة الدخل لعقدين من الزمان كأقل تقدير لضمان تحقيق أهداف التنمية وجذب الاستثمارات الأجنبية دون معوقات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تعزيز التصنيع المحلي للأدوية.. نواب: خطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي والتنمية الاقتصادية
وزير الصحة:الذكاء الاصطناعي أداة محورية في دعم وتعزيز القطاع الصحينائبة: صناعة الأدوية واحدة من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها القطاع الصحي في البلادبرلمانية: التصنيع المحلي للأدوية سيسهم في تعزيز الاقتصاد المصرى
صرح الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، على أن مستقبل الصحة في إفريقيا يجب أن ينبع من داخل القارة ذاتها، مؤكدًا أن الدولة المصرية ترحب بدعم شركاء النجاح، طالما كانت الرؤية نابعة من الأولويات الإفريقية وتعكس الواقع الميداني للشعوب، بما يضمن ملكية حقيقية واستدامة صحية فعلية.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الختامية لأعمال اللجنة التوجيهية الإقليمية (RESCO)، حيث أعرب الوزير عن سعادته بالمشاركة، مشيرًا إلى أن مصر تعتز باستضافة هذا المحفل الإقليمي، وتجدد التزامها الكامل بدعم توصياته وتحويلها إلى إنجازات ملموسة تُسهم في الارتقاء بالصحة العامة في القارة.
وأشار عبدالغفار إلى أن الاجتماعات شهدت نقاشات ثرية وتبادلاً بنّاءً للأفكار حول الاستثمار الصحي في إفريقيا، وابتكار حلول أكثر استدامة وعدالة، وهو ما ساهم في تعميق الفهم للاحتياجات الإقليمية، وتحديد خطوات عملية واضحة للمرحلة القادمة.
وأوضح الوزير أنه تم الاتفاق على ثلاث أولويات استراتيجية تمثل ركائز خارطة الطريق المستقبلية، أولاها تعزيز التمويل الصحي المحلي، إذ لا يمكن تحقيق التغطية الصحية الشاملة دون وضع الصحة في قلب السياسات الوطنية، وهو ما يتطلب تعبئة الموارد الداخلية، وتطوير نظم تأمين صحي عادلة، وابتكار أدوات تمويل داعمة للعدالة والاستدامة.
أما الركيزة الثانية، فهي تعزيز التصنيع المحلي للأدوية والمستلزمات الطبية داخل القارة، كمدخل لتحسين فرص الحصول على الرعاية، ودعم الاقتصاد المحلي، وتعزيز القدرة الذاتية على مواجهة الأزمات الصحية.
وشدد على أن مؤتمر أفريقيا للصحة يعد منصة تجمع العديد من صانعي القرار والعلماء، للانخراط في حوار فعال حول سبل النهوض بالقطاع الصحي في افريقيا، مشددا على أن الذكاء الاصطناعي يعد أداة محورية في دعم وتعزيز القطاع الصحي.
بداية، ثمنت النائبة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، تصريحات الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان بشأن تعزيز التصنيع المحلي للأدوية والمستلزمات الطبية داخل أفريقيا، كمدخل لتحسين فرص الحصول على الرعاية، ودعم الاقتصاد المحلي.
وأشارت«سعيد» فى تصريح خاص «صدى البلد» إلى أن
صناعة الأدوية واحدة من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها القطاع الصحي في البلاد، موضحة أنها تلعب دورًا محوريًا في توفير الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المختلفة، والتي تسهم في تحسين صحة المواطنين .
و أوضحت عضو البرلمان أن تعزيز التصنيع المحلي للأدوية والمستلزمات الطبية بأفريقيا، سيسهم بشكل كبير في تقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يعزز من قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
وشددت عضو البرلمان على ضرورة حرص هيئة الدواء المصرية على تطوير صناعة الدواء في إفريقيا، والاستمرار في تعزيز فرص القارة للنهوض بالمنظومة الدوائية، ومناقشة التحديات ومواجهتها.
في سياق متصل،أكدت النائبة ميرفت عبد العظيم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن الدولة المصرية تبذل جهودا كبيرة لتوفير جميع الأدوية، سواء بدفع عجلة التصنيع المحلى أو بالسعى لتوطين الصناعات الدوائية .
وأشارت«عبد العظيم» فى تصريح خاص لـ«صدى البلد» إلى أن التوسع في التصنيع المحلي للأدوية يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاستيراد، إلى جانب تقليل الضغط على النقد الأجنبي، و توفير فرص عمل جديدة ، مما يدعم الاقتصاد المحلي.
أوضحت عضو البرلمان أن التصنيع المحلي للأدوية سيسهم أيضا في تعزيز الاقتصاد المصرى وتحقيق الأمن الدوائي.