وتر حساس.. دراما مصرية تثير الفضول وتُغضب الجمهور
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
أن تكون الأكثر مشاهدة لا يَعني بالضرورة أنك الأفضل لكنه يَعني قطعا أنك الأكثر إثارة للجدل، هذا ما جرى مع المسلسل المصري "وتر حساس" الذي بدأ عرضه قبل فترة.
ورغم استياء قطاع عريض من الجمهور من العمل تارة بسبب حبكته وتارة أخرى لدواع فنية، فإنه ظل الأكثر تداولا عبر منصة إكس ومثار حديث متابعيه عبر منصات التواصل الأخرى.
المسلسل يروي قصة 3 نساء: سلمى، وكاميليا، ورغدة، تربطهن صداقة وثيقة وعلاقة قرابة بين اثنتين منهن. كما تجمعهن طموحات كبيرة، ومشاعر متناقضة من الغيرة النسائية، وعناد مميز بشخصياتهن القوية التي تسعى لتحقيق مصالحهن حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين، مما قد يُسبب ألمًا وإزعاجًا لهم.
تكتشف سلمى (التي تجسدها صبا مبارك) تعرضها لإساءة سابقة واتهام كاذب يمس شرفها من كاميليا (التي تؤدي دورها إنجي المقدم). تقرر سلمى الانتقام بوسائل متعددة، أبرزها محاولة سرقة زوج كاميليا، مما يشعل صراعًا محتدمًا بين المرأتين.
تستخدم كل منهما كل ما تملك من أسلحة في هذه المواجهة، بينما تتشابك الأحداث مع علاقات اجتماعية وعاطفية أخرى تزيد من تعقيد الحبكة وإثارتها.
"وتر حساس" يُسيء لصانعيه أم الجمهور؟لاقى العمل اعتراضات واسعة، كان أبرزها الانتقادات الموجهة للعلاقات العاطفية التي تضمنتها القصة، والتي وصفها البعض بالمثيرة للاشمئزاز، مشيرين إلى أنها تُعيد أجواء المسلسل التركي الشهير العشق الممنوع، المعروف بخياناته المتكررة داخل الأسرة الواحدة.
إعلانهذا الجدل دفع البرلمانية المصرية مي أسامة رشدي إلى مطالبة رئيس مجلس النواب المصري، المستشار حنفي جبالي، بوقف عرض المسلسل، معتبرة أنه يسيء لصورة المجتمع ويُرسخ قيما سلبية تؤثر سلبا على الأجيال الجديدة، وخاصة الأطفال والمراهقين.
عكس مسلسل وتر حساس مسلسل ممل واداء سيء ومتكلف ومخشب من الجميع واحداث بطيئة مسلسل سخيف ف مجمله وبطلته اللي ملهاش ف التمثيل صبا مبارك المفروض انهم عايزين يطلعوها مظلومة وتاخد تعاطف وهي شخصية ف غاية السوء ومفيش اي تعاطف معاها
— الحدق يفهم ???????? (@Arwakkk_) November 27, 2024
في المقابل، رفض بعض النقاد فكرة التدخل في مسار الأعمال الفنية، مؤكدين أن النقابة أجازت العمل، وأن موضوع الخيانات الزوجية لطالما كان مادة غنية للدراما وعاكسة لواقع موجود في المجتمع ومحاكم الأسرة.
أما أبطال المسلسل، فقد دعوا المشاهدين إلى عدم التسرع في الحكم على العمل، منتظرين حتى نهايته التي قد تقدم تفسيرات منطقية ومبررات للأحداث.
أثار العمل أيضا مقارنات مع المسلسل السوري اللبناني "ستيلتو"، المستوحى من النسخة التركية "جرائم صغيرة"، والذي عُرض عام 2022 ودار في إطار بوليسي حول نساء من المجتمع الراقي وعلاقاتهن المعقدة التي امتزجت بالخيانة والانتقام وحتى القتل.
ورغم الانتقادات التي وجهت إلى ستيلتو بأنه لا يعكس قضايا المجتمع العربي وأنه مستنسخ من دراما غير عربية، فإنه حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، دون أن تلقى طبيعة العلاقات فيه الهجوم ذاته الذي يواجهه "وتر حساس".
عمليات التجميل تقتل التعبيربخلاف الحبكة، واجه المشاهدون مشكلة مع بطلات العمل بسبب ما أجروه من إجراءات تجميلية ربما لم تصل حد العمليات لكنها تضمنت حقن الفيلر والبوتوكس، الأمر الذي تسبب بأن بدت النجمات نسخة مكررة من بعضهن.
والأسوأ أنهن لم ينجحن في التعبير عن انفعالات الشخصيات سواء عبر العيون أو تقاسيم الوجه وجاءت تعبيراتهن جافة وجامدة حتى بأحلك المواقف وأكثرها غضبا أو حزنا.
إعلانوهو ما أزعج الكثيرين خاصة أنه جرى من البطلات الرئيسيات صبا مبارك وإنجي المقدم، في حين نجحت الوجوه الأقل شهرة مثل هاجر عفيفي (داليا) وتقى حسام (فرح) في إبراز مشاعرهن عبر وجوههن الحقيقية.
هما ليه ف مسلسل وتر حساس كلهم بيمثلوا وحش اوي كدا ????
— Nada (@NaddaYousseff) November 29, 2024
أما العيب الفني الذي استفز المتابعين تشارك بارتكابه الستايلست مايا حداد والبطلات الثلاث، إذ بدت ملابسهن غير مناسبة لكثير من الأحداث أو أماكن التصوير، وغلب عليها فساتين السهرة، وهي الملابس التي ظهرت بها الشخصيات في أماكن العمل نهارا ومع أولادهن في المدارس وفي النوادي الرياضية.
مما جعل المشاهدين يسخرون من النجمات عبر منصات التواصل ويتهمونهن بأنهن لا يشبهن الأمهات الحقيقيات والنساء العاملات، وعقّبت النجمة إنجي المقدم على هذا، مبررة تلك الملابس بأن العمل يخاطب ويعبر عن شريحة معينة من المجتمع حيث الطبقات الغنية وليس الطبقة المتوسطة أو الفقيرة.
متابعة حتى الحلقة الأخيرةينتمي مسلسل "وتر حساس" لدراما الـ45 حلقة، ومع أنه حصل على العديد من التقييمات السلبية لمختلف الأسباب، لكنه لا يزال يحظى بشعبية طاغية ومشاهدات مرتفعة مع كل حلقة، خاصة بعد أن تضمن العمل جريمة قتل لإحدى الشخصيات وخرج من حيز الخلافات النسائية.
وهو ما يعود لنجاح الكُتَّاب بإثارة فضول المشاهدين ووجود جرعة هائلة من المفاجآت غير المتوقعة على الإطلاق شبه اليومية، مما صعّب القدرة على توقع النهاية وبالتبعية زاد من حدة التشويق والمتعة.
مسلسل وتر حساس مستفز بس عندي فضول اشوف كل حلقة
جلد ذات
— PaSantot ???? (@Basntot1) December 2, 2024
"وتر حساس" مسلسل طويل يُعرض حاليا، مناسب لمحبي القصص التي تجمع بين الأجواء الرومانسية والدراما الاجتماعية دون أن يخلو الأمر من التعقيدات والالتواءات المفاجئة.
إعلانشارك في البطولة الجماعية للمسلسل صبا مبارك، وإنجي المقدم، وهيدي كرم، ومحمد علاء، وتميم عبده، وأحمد جمال سعيد، ولطيفة فهمي، ومحمد علي رزق، وجنا الأشقر، وهو من تأليف أمين جمال ومينا ببلاوي، وإخراج وائل فرج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات صبا مبارک وتر حساس
إقرأ أيضاً:
حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية
حسين فخري باشا شخصية لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن تاريخ مصر الحديث، فهو مثال حي على الإنسان المصري الذي جمع بين العلم، الخبرة، والوطنية الحقيقية.
ولد في القاهرة عام 1843 في عائلة شركسية مرموقة، والده الفريق جعفر صادق باشا كان حكمدار السودان، ما منح حسين منذ صغره فرصة التعلم في بيئة تتسم بالمسؤولية والانضباط.
منذ أيامه الأولى، كانت حياة حسين فخري باشا شهادة على الطموح والالتزام، إذ بدأ مسيرته الإدارية كمساعد للمحافظة عام 1863، قبل أن ينتقل إلى نظارة الخارجية، ثم ترسل إليه الحكومة المصرية لتأدية مهمة في باريس، حيث درس العلوم القانونية وعاد إلى مصر عام 1874 محملا بالعلم والخبرة، مستعدا لخدمة وطنه في عهد الخديوي إسماعيل.
لم يكن حسين فخري باشا مجرد سياسي عادي، بل كان عقلا منظما وفكرا مصلحيا، فقد شغل مناصب عدة، من ناظر للحقانية إلى وزير للمعارف والأشغال العمومية، وصولا إلى رئاسة مجلس الوزراء لفترة قصيرة، لكنه رغم قصر مدتها، ترك بصمة قوية في المشهد السياسي.
في وزارة رياض باشا الأولى عام 1879، ترأس لجنة لوضع قوانين جديدة للحقانية وفق المعايير الأوروبية، محاولة منه لتحديث النظام القضائي وتنظيم المحاكم الأهلية والشرعية، رغم أن الثورة العرابية أوقفت هذا المشروع لفترة.
ولم يكتف بذلك، فقد استمر في مسيرته الإدارية والسياسية، مطورا البنية القانونية لمصر، وأثبت في كل موقف قوته الفكرية وقدرته على الدفاع عن مصالح وطنه ضد الضغوط الخارجية، كما حدث عندما صدم المشروع البريطاني لإصلاح القضاء المعروف بمشروع سكوت.
إنجازات حسين فخري باشا في وزارة المعارف والأشغال العمومية كانت حجر الزاوية لتطوير مصر في شتى المجالات، فهو أول من أدخل تعليم الدين والسلوك في المدارس الابتدائية عام 1897، واهتم بالكتاتيب الأهلية وعمل على تشجيع تعليم البنات، مما يعكس رؤيته المستقبلية لمجتمع واع ومثقف.
كما أصر على بناء مدارس قوية ومؤسسات تعليمية متينة، أنشأ قسما للمعلمات، وأولى اهتماما خاصا بتعليم المعلمين الأوليين، كل هذا ليضمن للأجيال القادمة تعليما متينا يواكب العصر.
وفي جانب الأشغال العمومية، كان له دور بارز في مشاريع الري والبنية التحتية، من بناء القناطر والسدود، إلى التخزين السنوي للنيل وضبط مياهه، ما ساهم في تطوير الزراعة وتحسين حياة المصريين في الوجه القبلي، وأدخل مصر عصر التخطيط الحضري الحديث.
حياة حسين فخري باشا لم تكن مجرد منصب وسلطة، بل كانت رسالة وطنية صادقة، فقد جمع بين العلم والخبرة والإدارة، وكان مثالا للمسؤولية والأمانة الوطنية، يظهر حب مصر في كل قراراته وأفعاله.
ليس أدل على ذلك من اهتمامه بالحفاظ على التراث المصري والانخراط في الجمعيات العلمية والجغرافية ولجنة العاديات، ليترك إرثا حضاريا للمستقبل.
كذلك حياته العائلية تربط بين السياسة والدبلوماسية، إذ كان والد محمود فخري باشا، سفير مصر في فرنسا، وزوج الأميرة فوقية كريمة الملك فؤاد، ما يعكس أيضا ارتباط عائلته بخدمة الوطن على أعلى المستويات.
حين نتأمل مسيرة حسين فخري باشا، ندرك أن مصر لم تبنى بالصدفة، بل بجهود رجال مثل هذا الرجل الذي جمع بين الوطنية، الكفاءة، والرؤية البعيدة.
إنه نموذج للقيادي الذي يضع مصلحة بلده قبل كل اعتبار، الذي يفكر في أجيال المستقبل، ويترك بصمته في كل جانب من جوانب الحياة العامة.
حسين فخري باشا ليس مجرد اسم في كتب التاريخ، بل هو مثال حي على روح مصر الحقيقية، على قدرة المصريين على مواجهة التحديات والعمل بجد وإخلاص لبناء وطن قوي ومزدهر، وهو درس لكل من يسعى لفهم معنى الوطنية الحقيقية وحب مصر العميق.