موقع النيلين:
2025-06-01@10:42:58 GMT

المبعوث الفاشل توم بيريللو

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

لبلادنا أهمية لدی الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ليس لاهتمامها بالسلم والأمن العالميين، الذی تقوم أمريكا بزعزعته حول العالم وهي تزعم إنَّها تسعیٰ لحفظه!!

لكن لأن فی السودان داٸماً وظيفة لكل (عاطل أمريكي) أُحيل علی المعاش، أو فقد مقعده فی مجلس الشيوخ، أو قضی إجازة فی السودان، أو كان عضواً فی لجنة منبثقة من لجنة تتبع للجنة أعلیٰ تحت إطار أممی، وتجعل من السودان مسرحاً لها !! ليقوم أی رئيس أمريكي بتعيينه في وظيفة المبعوث الخاص للسودان، ويتصدر اسمه الصحف المحلية والعالمية وأخبار الفضاٸيات من قبيل قَامَ وقَعَدَ وعَقَدَ وصَرَّحَ وسَافَرَ وعَادَ وأفَادَ.

وللأمانة فإن من بين كل المبعوثين هٶلاء فإنَّ المبعوث الخاص (جون كلجيت دانفورث) وهو سياسي ومحامِ ودبلوماسي و(كاهن) أُسقفي، كان من أنشط المبعوثين وأوفرهم حركةً أيام مفاوضات السلام التی كانت تجري فی كينيا تحت رعاية دول الإيغاد وأصدقاء الإيغاد والتي تمخضت عنها إتفاقية السلام الشامل، وكان عند زيارته للسودان، يجتهد فی لقاء أكبر عدد من السياسيين وهو مستمع جيد، وفي إحدی زياراته لبَّیٰ دعوة عشاء أقامها الأستاذ علی عثمان محمد طه الناٸب الأول لرٸيس الجمهورية فی منزله، وسأل إن كانت الأجهزة الإعلامية تُغطی المناسبة!! وبعد أن إطمأنَّ علی عدم وجود تغطية إعلامية قال دانفورث:- غداً سيمتلٸ إعلامكم بكلام غير صحيح بأنَّ القسيس الأمريكي (يقصد نفسه) جاء ليفرض وجهة نظر أمريكا!! وفی الحقيقة ليس فی أمريكا (وجهة نظر) واحدة، إنَّما لديها العديد من (وجهات النظر) حول القضية الواحدة، ومشكلتكم أنتم في السودان لاتعرفون كيف تعمل اللوبیهات، وليس لديكم من يوصل وجهة نظركم للمشرعين الأمريكيين كما يفعل قرنق، وقال إن بعض رعايا الدول الأخریٰ من الذين يعملون فی مكتب الكونغرسمان، ويدرسون للحصول علی درجات عليا، فيقومون بكتابة دراسة أو تقرير عن مشكلة فی بلدهم، ويقترح إصدار قانون من الكونغرس بشأنها، فيحملها عضو الكونغرس إلی بعض زملاٸه ليقنعهم بها أثناء تناول القهوة، وتطرح فی المجلس ويصدر بها قانون!! وإن معظم أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس لا يعرف الواحد منهم غير تلك الولاية التي انتخبته، وبعضهم لا يعرف غير أمريكا. وضرب مثلاً يصدق قوله فقال عندما حاول كوفي عنان تحصيل مديونية الأمم المتحدة علی أمريكا عرف إن الطريق لذلك يمر عبر الكونغرس، فقام بتعيين عدد كبير من النواب، أعضاءً فی لجان دولية،ثمَّ اكتشف إن حوالی سبعين في الماٸة ليس لديهم جوازات سفر أصلاً بمعنی أنهم لم يسبق لهم السفر خارج أمريكا البتة، أو مَن يحمل منهم جواز سفر لم يستخدمه، وقلة قليلة سافرت إلیٰ أوروبا، ومعظهم لم يریٰ أفريقيا حتی في الخريطة. وقال إن قانون سلام السودان الذی أجازه الكونغرس من (أغبی) القوانين فی تاريخ أمريكا لأنه يجعل مكافأة للحركة الشعبية فی حال فشل المفاوضات، فلماذا إذاً أنجِّح المفاوضات إذا كان هناك فی انتظاري عشرات الملايين من الدولارات كجاٸزة للفشل!!

وقال دانفورث، أنا هنا لكي أبحث لرئيسي – بوش الإبن – عن نصرٍ خارجي يخوض به حملة إعادة إنتخابه، نصرٌ لا تستخدم فيه أمريكا قوتها العسكرية، وهذا النصر غير مُتاح في العراق ولا أفغانستان ولا في فلسطين، لكن يمكن تحقيقه في السودان من خلال المفاوضات التی تجري في نيفاشا … كلام علی البلاطة!!

ولا شكَّ عندي إن توم بيريللو الذي لم يخطو بتكليفه خطوة واحدة إلیٰ أی إتجاه سوی بعض تصريحاتٍ رعناء، لم يرتفع إلیٰ مستوی معشار جزء من صراحة ووضوح دانفورث، الذي أوردتُ منه بضع مقتطفات، ولا خير في بيريللو ولا فی دانفورث ولا من سبقهما، ولا من سيلحقها إلَّا بما يحقق مكاسبهم الشخصية، ثمَّ المصالح الأمريكية، فلا شٸ يأتي بالمجان.

وسيخلف بيريللو مبعوث خاص آخر يُعينه دونالد ترامب، عندما يتسلم مهام منصبه، وحتی ذلك الوقت (حوالی شهر) نسأل الله أن نكون قد حققنا النصر المٶزر، قبل موعد ولايته ليس خشيةً منه ولكن لكی نكون قد إجتثثنا المليشيا، وبدأنا إعادة الإعمار، وحينها لن يجد التاجر ترامب مدخلاً آخر غير التأمين علی ما أنجزناه علی أرضنا.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.

-الخِزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ا مریکا

إقرأ أيضاً:

بعد 14 عاما من القطيعة.. المبعوث الأمريكي يفتتح دار السفير بدمشق

وصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، إلى العاصمة دمشق، الخميس، في زيارة رسمية هي الأولي بعد إعلان واشنطن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، وبدء صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، بعد سنوات من القطيعة.

وبحسب وكالة الأنباء السورية "سانا"، فإن المبعوث الأمريكي باراك، الذي يشغل أيضاً منصب السفير الأمريكي لدى تركيا، افتتح برفقة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، دار السكن الخاصة بالسفير الأمريكي في دمشق، في إشارة واضحة إلى استئناف النشاط الدبلوماسي الأمريكي داخل الأراضي السورية.

ورفع الوزيران العلم الأمريكي مجددا داخل حرم المنزل الواقع في حي أبو رمانة وسط العاصمة، وذلك تحت إجراءات أمنية مشددة، وفق ما أفادت وكالة "فرانس برس".

وجاءت زيارة باراك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسمياً تعيينه مبعوثاً خاصاً إلى سوريا، حيث قال في بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية عبر منصة "إكس" إن "توم يدرك الإمكانات الكبيرة للعمل مع سوريا على وقف التطرف وتحسين العلاقات وتحقيق السلام في الشرق الأوسط"، مضيفاً: "معاً، سنجعل الولايات المتحدة والعالم أكثر أماناً".


وجاء التحول الأمريكي جاء بعد لقاء جمع ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع منتصف الشهر الجاري في العاصمة السعودية الرياض، حيث أُعلن خلال اللقاء رفع العقوبات التي كانت مفروضة على النظام السوري المخلوع بقيادة بشار الأسد، ويعد هذا اللقاء تتويجًا لتحولات متسارعة بدأت منذ سقوط الأسد في ديسمبر الماضي وتشكيل حكومة انتقالية بقيادة الشرع.

وكان باراك قد التقى الرئيس الشرع ووزير الخارجية الشيباني قبل أيام في إسطنبول، على هامش زيارة رسمية للوفد السوري إلى تركيا، في إطار ما وصفته الرئاسة السورية بأنه "جهود لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية" مع الولايات المتحدة.

وشهت العلاقات بين دمشق وواشنطن انهيارا تاما عقب اندلاع الثورة السورية في أذار/ مارس 2011، عندما اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بقمع المتظاهرين وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

في تموز / يوليو من العام نفسه، زار السفير الأمريكي آنذاك روبرت فورد مدينة حماة التي كانت تحت حصار عسكري، حيث استقبله المتظاهرون بالورود، في مشهد أثار غضب النظام الذي اعتبره تدخلاً سافراً، قبل أن يُعلن فورد شخصاً غير مرغوب فيه، ويغادر سوريا بعد أشهر لأسباب أمنية.

ومنذ ذلك الحين، قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق وفرضت سلسلة من العقوبات المشددة، كان أبرزها "قانون قيصر" الذي دخل حيز التنفيذ عام 2020، وشمل مئات المسؤولين السوريين والكيانات الاقتصادية المرتبطة بالنظام.


لكن التطورات الأخيرة، وأبرزها تشكيل حكومة انتقالية بعد سقوط الأسد، دفعت واشنطن إلى مراجعة موقفها، ويُنظر إلى الرئيس الجديد أحمد الشرع كشخصية توافقية تحظى بدعم إقليمي ودولي، وهو ما فتح الباب أمام استئناف الاتصالات الدبلوماسية بين الطرفين.

وأثارت الزيارة الأمريكية أثار تفاعلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، بين من رحب بها بوصفها بداية لإعادة الإعمار والاستقرار، ومن عبّر عن مخاوف من عودة النفوذ الأميركي إلى سوريا تحت غطاء التعاون الدبلوماسي.

مقالات مشابهة

  • بيدرسون: هناك إجماع دولي على دعم الحكومة السورية
  • حماس "تتشاور" مع الفصائل بشأن مقترح ويتكوف في غزة
  • بغداد ترد على عقوبات الكونغرس.. لا وصاية أمريكية ولا هيمنة إيرانية
  • ما رسائل ودلالات افتتاح مقر إقامة السفير الأميركي في دمشق؟
  • حماس تنفي الموافقة على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة
  • إبلاغ المبعوث الأمريكي بموافقة حماس وإسرائيل على هدنة غزة
  • بعد 14 عاما من القطيعة.. المبعوث الأمريكي يفتتح دار السفير بدمشق
  • المبعوث الأميركي إلى دمشق يدعو إلى "اتفاق عدم اعتداء" بين سوريا وإسرائيل
  • المبعوث الأميركي: واشنطن تدعم إبرام اتفاق عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل
  • المبعوث الأمريكي لدي دمشق: ترامب سيعلن أن سوريا ليست دولة راعية للإرهاب