الراعي في أمسية ميلادك نوّر بلدنا: سيكون ميلاد السلام بعد الحرب
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
نظَّمَ مكتبا "راعويَّة الشبيبة" و"راعويَّة الأشخاص ذوي إعاقة" في الدائرة البطريركيَّة المارونيَّة مبادرةً ميلاديَّة، تحت عنوان: "ميلادَك نور بلادنا"، أحيتها جوقة "إسبيرانزا" Esperanza بقيادة فادي هاشم بالاشتراك مع مؤسَّسة "سيزوبيل" SESOBEL، برعاية وحضور غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، يرافقه كلّ من النائب البطريركيّ العام المطران حنّا علوان، النائب البطريركيّ العام السابق المطران بولس صيّاح، مرشد مكتب راعوية الشبيبة البطريركيّ الأب جورج يَرَق، مرشد مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة الأب ميلاد سقيّم، ومكرّسين ومكرّسات، ومسؤولي الجماعات والحركات الرسوليّة والكشفيّة الكنسيّة والجمعيات الإنسانيّة ذات الصلة والشخصيات الوطنية والسياسية والأمنية والإعلامية والاجتماعية والشبيبة والعائلات بخاصة تلك التي عانت من الحرب.
استُهلت الأمسية الميلادية باستقبال سيّد الصرح بالابتهاج والفرح على وقع الأناشيد مع موسيقى الكشاف الماروني. ورافق النشيد الوطني اللبناني دخول العلم اللبناني محمولاً من الشبيبة في موكب تقدمةٍ إلى مذبح كنيسة الصرح الخارجية علامةً على تسليم وطننا الحبيب الذي عانى ولا يزال يعاني من مخاض الصراعات كي تكون ولادة يسوع ولادة جديدة له.
ومن ثمَّ، كانت كلمةُ ترحيبٍ وإطلاقٍ للأمسية مع أمين عام مكتب راعويَّة الشبيبة البطريركيّ، السيّد كارلوس معوَّض. وقد تضمَّنت الأمسية تأملاتٍ روحيَّة ميلاديَّة مع الشبيبة، ترافقَت مع لغة الإشارة. كما وأحيَت مرنمات جوقة "إسبيرانزا" داليا فريفر، ريتا مارديني وأمال شعيا، بأصواتهن العذبة السماويَّة هذه الأمسية.
وكان لشبيبة بيت العناية الإلهيّة مشاركة أيضًا برقصاتٍ تعبيريَّةٍ تسبيحيَّة زرعَت في قلوب الحاضرين بسمةً ورجاء. وشاركت جوقة أطفال وشبيبة مؤسَّسة "سيزوبيل" في احتفاليةٍ ميلاديَّةٍ ختاميَّة. بعدها، كانت كلمةٌ للآنسة داليا فريفر، منسقة مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة البطريركيّ، شكرت فيها غبطة البطريرك على "محبّته الأبويَّة الكبيرة وبركته الدائمة التي احتضن بها المكتب منذ إنطلاقته، أيّ منذ ما يقارب السنة، فهو علامةٌ فارقةٌ في الكنيسة لأنه يُعنى براعويّة الأشخاص ذوي إعاقة ويحمل صوتهم وقضيتهم لكلّ مكان كي يكون لهم مكانتهم وحضورهم الفاعل حيثما حلّوا".
وشكرت الرَّبّ على "وزناته الكبيرة التي يمنحنا إياها لنمجِّده بها". وشكرت مكتب راعويّة الشبيبة "على هذه الشراكة وهذا التعاون المميّز في التنظيم الذي أثمر بعد الجهد المشترك ثمار بركةٍ وفرح".
وشدَّدت على "أهمية تعاون مكاتب الدائرة البطريركيّة المارونيّة في حمل كلّ رسالةٍ إنسانيَّةٍ بمختلف أبعادها". متمنية أن يحمل ميلاد الرَّبّ يسوع هذه السنة بشكلٍ خاص السلام لقلوبنا ولبناننا".
وبعد تسليم هدايا لأطفال وشبيبة مؤسَّسة سيزوبيل عربون محبّةٍ وشكر على مشاركتهم المميَّزة في هذه الأمسية، كانت لهم ترنيمة ختاميَّة مع داليا.
ومن ثمَّ، كانت كلمةٌ لغبطة البطريرك الراعي عبَّر فيها عن فرحه العميق بهذه الأمسية، قائلاً: "أنا أعتقد أنَّ ما من أحدٍ تجرّأ على النظر إلى ساعته.. لروعة هذه الأمسية التي لا نريدها أن تنتهي. أنا شخصيًّا لم أنظر إلى ساعتي، وكذلك الأمر بالنسبة لكم. بالحقيقة ما سمعناه من داليا فريفر وريتا مارديني كان يمجِّد الخالق وقد رفعنا إلى فوق.. لذلك نسينا أنَّنا على الأرض، ولم نفكِّر في النظر إلى ساعاتنا. أودّ أن أقول لداليا، مبروك مرور سنةٍ على حياة مكتب راعويّة الأشخاص ذوي الإعاقة. لكنَّنا نعترف لكِ أنَّنا لم نحلم يومًا بأن تَصِلي بهذا المكتب إلى ما وصلتي إليه. بالحقيقة هذا إعتراف، لأنَّ ما قمتِ به وتقومين به وستقومين به أمرٌ كبير. والليلة، رأينا إلى جانبكِ ريتا مارديني، هذا الصوت الرائع. أنتما صوتان رائعان... شكرًا لكِ لأنَّكِ ستُعرّفيننا على كلّ الأشخاص ذوي إعاقة. لكنَّكِ تُظهرينَ لنا أن الإعاقة.. وأظنّ أنَّنا يجب أن نجد تعبيرًا مختلفًا غير إعاقة لأنَّكم بمواهبكم، داليا وريتا وأطفال وشبيبة سيزوبيل خالينَ من أيّ إعاقة. نريد أن نطلق عليكم اسم "جرح من جروحات المسيح" و"تكملة لآلام المسيح". لا يجب أن نطلق عليكم اسم ذوي إعاقة. لأنَّكم أظهرتم لنا المقدرة العظيمة التي تمتلكونها. على سبيل المثال، كيف تستطع داليا وريتا حفظ وتذكّر كل هذه الترانيم من دون أيّ ورقة أو كتاب أو أي شيءٍ آخر... أين حفظنَ كلّ هذه الكلمات؟ في ذاكرتهنّ؟! في قلبهنَّ؟! وبالتالي، كيف يمكننا القول بأنهم أصحاب إعاقة؟! ربّما نحن المعوَّقين.. لأنَّنا لا نملك قدراتهم، ولا نستطيع أن نحفظ مثلهم.. لذلك، أرى أنَّه يجب أن نطلق على أنفسنا أصحاب إعاقة وهم سليمين. أودّ أن أشكركم باسم كلّ الحضور، لأنَّكم هيّأتُم هذا الميلاد ليكون أجمل ميلاد في حياتنا. لأنَّكم رنَّمتم من كلّ قلبكم... أنتما وجوقة سيزوبيل.. غنَّيتم وصلَّيتم. سمحتُم لنا بأن نعيش أجمل ميلاد، أجمل تهيئة للميلاد. شكرًا لكم، لأنَّكم سمحتم لنا بعيش الميلاد الذي تشير كلّ الأمور إلى أنَّه سيكون ميلادًا مختلفًا عمّا مضى. سيكون ميلاد السلام بعد الحرب. وسيكون ميلاد رئيس جمهوريَّة في 9 كانون الثاني.. بالتأكيد".
وأضاف: "أريد أن أقول بكلمةٍ واحدةٍ شكرًا على الـ "هللويا" التي تخرج من صميم قلبكم، وأنتم تنشدون أناشيد الميلاد ليسوع الذي صار إنسانًا، الذي أحبَّنا، الذي هو إلهُنا معنا، الذي خلق السلام، الذي ترك لنا السلام، السلام الذي أنشده الملائكة يوم ميلاده كان "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام". نحن حاملين سلام المسيح. هذا ما نستنتجه الليلة من خلال كلّ شيء رائع سمعناه منكم ومن جوقة سيزوبيل. السلام الحقيقي هو السلام الذي في قلوبكم، والسلام الذي يكون في قلوب كلّ الناس، والسلام الذي يكون في ربوع الوطن. هذه هدية الميلاد لنا. يمكننا أن نرنم المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام. نعم، يسوع بميلاده زرع السلام في الأرض، وسلَّمنا إياه كي نبني نحن بدورنا للسلام، هذا عملنا. هذا ما عشتموه داليا وريتا الليلة وهذا ما يعيشُهُ إخوتنا في سيزوبيل. هذا هو السلام الذي يحتاجه العالم. هذا هو السلام الحقيقي. لقد شبعنا حروب، وشبعنا بغض، وشبعنا ضغينة".
وتابع: "آن الأوان لنبني هذا السلام، سلام المسيح. نتمنّى أن نحمل معنا في هذه الليلة هذه الزوادة، وهي أن يبني كلّ واحدٍ منّا السلام في بيته وفي بيئته الصغيرة، أن يكون من جماعة المحبّة والسلام. أتمنى أن يكون هذا العيد مباركًا عليكم، عيد الميلاد والسنة الجديدة، وأن تكون سنة 2025 سنة سلامٍ حقيقي وسنة إعادة بناء الدولة اللبنانيّة، بدءًا بانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني. هذا رجاؤنا وهذا أملنا وهذا وطيد إيماننا".
وأثنى البطريرك الراعي على "جهود الشبيبة واندفاعهم وعطاءاتهم النوعيّة مع مكتب راعوية الشبيبة" شاكرًا لهم "مساهمتهم في إنجاح هذه الأمسية".
وختَمَ غبطته قائلاً: "ميلاد مجيد وسنة مباركة عليكم جميعًا.. ولد المسيح، هللويا".
وبعد الكلمة، تمَّ تقديم هدية تذكاريَّة لغبطته من قبل المكتبين، مكتب راعويّة الشبيبة ومكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة، عربون محبّة بنويَّة عميقة على محبَّته وثقته. كما وقَدَّمَ مكتب راعويّة الشبيبة باقات ورود للمرنمات عربون شكر وتقدير على مواهبهنّ التي يضعنها في خدمة الرَّبّ. وفي الختام، بعد التقاط الصورة التذكاريّة، تمَّ توزيع هدية تذكاريَّة للحضور المشارك عربون محبَّةٍ وتقدير من المكتبين.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: السلام الذی هذه الأمسیة ة الشبیبة میلاد ا
إقرأ أيضاً:
فعالية نسائية حاشدة في الحديدة بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
الثورة نت /..
شهد ملعب العلفي بمدينة الحديدة عصر اليوم فعالية نسائية حاشدة بذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام – اليوم العالمي للمرأة المسلمة.
وعكس الحفل، الذي اكتظ بحشود نسائية من مديريات الميناء والحوك والحالي وعدد من مديريات المحافظة، الوعي المتنامي للمرأة اليمنية بأهمية إحياء اليوم العالمي للمرأة المسلمة المتجسد في ذكرى ميلاد فاطمة البتول ابنة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وأُلقيت في الاحتفالية كلمات أكدت في مجملها أن إحياء ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام يُجسّد الارتباط الصادق برسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله، ويعمق الالتزام بنهجه، ويعبر عن التمسك بخط آل البيت في واقع الأمة.
واعتبرت الذكرى، محطة إيمانية تربوية للتذكير بتضحيات الزهراء وصبرها وإيمانها وجهادها، بما يعزّز من مناعة المجتمع في مواجهة الحرب الناعمة والمشاريع التي تستهدف الهوية الدينية تحت عناوين الحريات المضللة والانفتاح المنفلت.
وأشارت الكلمات إلى أن الاحتفال بمولد ابنة رسول الله صلوات الله عليه وآله يعد من مظاهر الانتماء للهوية الإيمانية، ويُجسّد اعتزاز المرأة اليمنية بتعظيم المناسبات المرتبطة برسول الله وآل بيته الأطهار.
وأوضحت أن المرأة اليمنية، وهي تُحيي ذكرى ميلاد البتول التي تمثل الأنموذج القدوة لنساء المسلمين، تجدّد موقفها الثابت في الانتصار لدين الله ومواجهة طاغوت الاستكبار العالمي الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
وتطرقت إلى تضحيات نساء اليمن في معركة الدفاع عن الوطن، ودورهن في دعم الجبهات وإسناد المرابطين وتعزيز الصمود الشعبي في مواجهة العدوان والحصار.
وحيّت المتحدثات، صمود نساء الحديدة ودور الهيئة النسائية في رفد مسارات التوعية المجتمعية، والإسهام في التعبئة، وترسيخ قيم ومعاني الهوية الإيمانية، وتحصين النساء من الثقافات الدخيلة والمفاهيم المغلوطة.
وأكدت أهمية إحياء ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام وإعطائها ما تستحقه من حضور وزخم، بما ينسجم مع مكانتها في الإسلام، ويعزّز من الروح المعنوية في مواجهة التحديات.
ولفتت الكلمات، الى أن الفعاليات، تشكل دافعاً عملياً لاقتفاء صفات الزهراء وأخلاقها، وترجمتها في واقع المرأة اليمنية سلوكاً وموقفاً وانضباطاً في الأسرة والمجتمع.
وتناولت، دلالات الاحتفال بهذه الذكرى، في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن، بوصفها رسالة واضحة لقوى العدوان بأن المرأة اليمنية تستمد قوتها وثباتها من نهج سيدة نساء العالمين وقيم الإسلام المحمدي الأصيل.
ودعت إلى استثمار فعاليات هذه المناسبة في تعزيز الارتباط بفاطمة الزهراء عليها السلام، وترسيخ القيم والمبادئ والفضائل التي حملتها، والاستفادة من سيرتها العطرة في بناء الأجيال وإبراز النماذج القدوة من آل بيت النبي الكريم.
وأكدت المشاركات، أن المرأة اليمنية ستظل رمزاً للعزة والكرامة والصمود، متمسكة بنهج الزهراء ونساء آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله في نصرة قضايا الحق، باعتباره السبيل للانتصار على طغاة العصر ومجرمي الحروب، وتحقيق العزة للأمة.
وجددّت الالتزام بأخلاق وأهداف مشروع المسيرة القرآنية الذي يعبر عن الأمة وقيمها ومبادئها في مواجهة أخطر مشروع تدميري يستهدف هويتها من قبل أمريكا والكيان الصهيوني وأدواتهما في المنطقة.
تخللت الفعالية فقرات خطابية وانشادية عبرت عن معاني الارتباط بسيرة الزهراء ومكانتها في وجدان المجتمع اليمني، وأبرزت الدور الإيماني والتربوي للمرأة في مواجهة التحديات الراهنة.
عقب الفعالية، نُظمت المشاركات وقفة احتجاجية في ملعب العلفي للتنديد بجرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة وخروقاته المتكررة لاتفاقات وقف إطلاق النار واعتداءاته المتواصلة على المقدسات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واستنكر بيان الوقفة، الموقف العربي الرسمي المتخاذل تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتنكيل، مؤكداً مساندة المرأة اليمنية لكافة الخيارات التي تتخذها القيادة الثورية لنصرة فلسطين والتصدي لأي تهديدات تستهدف اليمن، ومواصلة تنظيم الفعاليات والوقفات المؤيدة للشعب الفلسطيني بكافة الوسائل والإمكانات المتاحة.
وأشار إلى استمرار المرأة اليمنية في السير على نهج السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، والتمسك بمبادئها في نصرة الحق والعدالة والدفاع عن المستضعفين، والثبات على المواقف التي تخدم قضايا الأمة العادلة.
وحذر البيان، من مساعي العدو لاستهداف المرأة عبر أدوات إعلامية وثقافية وفكرية تهدف لسلخها من هويتها الإيمانية وقيمها وأخلاقها، داعيًا كافة النساء إلى اليقظة والتمسك بالهوية التي تحفظ الكرامة وتصون المجتمع من محاولات الاختراق والتضليل.
وندد بالاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والعدوان الصهيوني الوحشي على غزة والضفة الغربية، مجددّا التأكيد على الموقف الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في مواجهة جرائم الاحتلال.
ولفت البيان إلى الاستمرار في حملة المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهما، داعياً الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تفعيل هذا السلاح الفعال وتعزيز أثره في إضعاف العدو اقتصادياً.
وجددّ ثبات موقف المرأة اليمنية في دفع أبنائها وأزواجها ورجالها للالتحاق بدورات التعبئة العسكرية، ورفع مستوى الجهوزية لخوض أي مواجهة قادمة مع العدو الصهيوني أو الأمريكي أو أي طرف يقف في صفهما.