مقال في بلومبيرغ: 5 سيناريوهات محتملة لتعامل ترامب مع العالم
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
كيف سيبدو العالم ومكانة الولايات المتحدة فيه بعد 4 سنوات أخرى من حكم الرئيس دونالد ترامب الذي يرث العديد من الحروب الساخنة والحروب الباردة والحروب المحتملة؟ سؤال ابتدر به هال براندز، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدم بجامعة جونز هوبكنز الأميركية، مقاله في موقع وكالة بلومبيرغ الإخبارية.
يقول الكاتب إن دبلوماسيين أجانب ومسؤولين أميركيين ومدراء تنفيذيين في شركات، والكل على ما يبدو، ظلوا يطرحون عليه هذا السؤال منذ يوم الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.
ويضيف أن رئيسا أميركيا "متقلبا" على وشك الاصطدام بعالم متقلب الأطوار هو الآخر، وأن تبدل أحوال ترامب سمة حقيقية حتى لو كان تعذر التكهن بذلك مبالغا فيه. فقد شهدت ولايته الرئاسية الأولى تقلبات سياسية أذهلت الجميع، فيما هدد بتمزيق معاهدات لطالما كانت تشكل حجر الزاوية في السياسة الأميركية لعقود.
لكن براندز -وهو كاتب عمود في موقع بلومبيرغ- يعود فيقول إن الأمر المختلف هذه المرة هو أن ترامب يرث عددا كبيرا من الحروب الساخنة والباردة والمحتمل اندلاعها، وإن بإمكانه الادعاء بأنه سيكون إزاء أوضاع "أقبح وأخطر" مما واجهها أي رئيس آخر منذ عقود.
إعلان
والحالة هذه، فإن كاتب المقال يرجح أن ترامب نفسه لا يدري بالضبط كيف سيتعامل مع هذه الاضطرابات، مضيفا أن هناك 5 سيناريوهات محورية تستحق الدراسة ويوجزها في كلمات مفتاحية هي: التجديد أو النهضة، والرفض، و الانكفاء، وإعادة التقويم، والارتباك.
وتفصيلا لتلك السيناريوهات، يقول براندز إن ترامب يبشر بنهضة تاريخية لأميركا، التي يمكنها كقوة عظمى "أكثر ذكاءً وصرامة"، أن تحقق نجاحا على كافة الأصعدة والجبهات.
لكن النقاد يحذرون من أن ترامب ربما يجنح، بدلا من ذلك، إلى الرفض أو حتى الانكفاء بالتخلي عن دور الولايات المتحدة في قيادة العالم، أو قد يتضافر مع الزعماء المستبدين الذين ينتقدون بشدة عالما تقوده أميركا.
وثمة احتمالان آخران يرى أستاذ الدراسات الدولية في مقاله أنهما أخف وطأة؛ أحدهما أن يدير ترامب عملية إعادة تقويم "فوضوية، لكنها مثمرة" للاستراتيجية الأميركية. أما الاحتمال الآخر هو أن ينتهي الارتباك السائد إلى إضعاف أميركا، ومن ثم، خلق فوضى عارمة في العالم.
غير أن براندز لا يعتقد أن ترامب شخص لا يمكن التكهن بما سيُقدِم عليه، كما يظن المحللين. ويستند الكاتب في ذلك إلى أن آراء الرئيس المنتخب الأساسية قديمة يعود تاريخها لعقود مضت، وهي تتجلى في نظرته إلى أن قيادة المعاملات القائمة على العلاقة التبادلية أمر جيد، واتفاقيات أميركا التجارية وتحالفاتها صفقات رديئة، والقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان مبالغ في تقديرها.
ويمضي الكاتب إلى القول إن ترامب يرى في التقلب تكتيكا وميزة تُفقد الأصدقاء والأعداء توازنهم. كما أنه يضفي طابعا شخصيا على سياسته، شأنه في ذلك شأن قلة من الرؤساء الآخرين، فإن ما يحبه وما يكرهه يلقي بظلاله على العلاقات الحساسة.
ترامب يرى في التقلب تكتيكا وميزة تُفقد الأصدقاء والأعداء توازنهم. كما أنه يضفي طابعا شخصيا على سياسته، شأنه في ذلك شأن قلة من الرؤساء الآخرين، فإن ما يحبه وما يكرهه يلقي بظلاله على العلاقات الحساسة.
ويردف براندز قائلا إن آراء ترامب غالبا ما تتسم بالتناقض؛ فقد أمضى سنوات وهو يهاجم الصين بينما يهاجم في الوقت نفسه الحلفاء الذين تحتاجهم الولايات المتحدة لمواجهة بكين. وتعني طبيعته القائمة على المعاملات أن التحول إلى عقد الصفقات أمر وارد دائماً، حتى مع الخصوم. وإذا كان لدى ترامب مقدرات فطرية قوية، فإن لديه نفورا أقوى من الخطط المنهجية.
إعلانووفقا لمقال بلومبيرغ، فإذا سئل ترامب كيف يخطط لحل بعض المشاكل المعقدة، فإن إجابته المعتادة أشبه ما تكون بالشعار، مثل قوله إن إنهاء الحرب الأوكرانية لن يستغرق سوى 24 ساعة دون الخوض في التفاصيل.
ويعتقد براندز أن هذا الأسلوب يمنحه المرونة، كما أنه يشيع حالة من الغموض بشأن ما يرمي إليه، في وقت يبدو فيه العالم وكأنه يتداعى، حيث تخسر أوكرانيا حربها ضد روسيا، ولا تزال إيران مصدر قلق في الشرق الأوسط، وتخوض أميركا حربا باردة مع الصين.
أما الحل فهو بسيط في نظر ترامب، ويكمن في جعل أميركا عظيمة مرة أخرى. فمثلما يتعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ باستعادة أمجاد الصين السابقة، ويحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعادة مكانة روسيا العالمية، فإن ترامب يعد بتجديد شباب بلاده لسنوات طويلة قادمة، حسب تعبير المقال.
وإذا تعهد ترامب بتجديد شباب بلاده، فإن منتقديه يخشون من أن يتخلى عن العالم الذي ظلت تقوده الولايات المتحدة. وفي هذا السيناريو، الذي لا يستبعده كاتب المقال، قد ينسحب ترامب من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويُجلي القوات الأميركية من كوريا الجنوبية، ويتخلص من الصفقات التجارية القائمة، أو أن يفرض عليها رسوما جمركية باهظة ليجعلها حبرا على ورق.
ويحذر براندز من أن انسحاب واشنطن من العمل في مجال النظام الدولي، قد يخرج العالم غير المستقر عن السيطرة. ومع ذلك، فهو يرى أن من حسن الحظ أن لدى ترامب من الأسباب ما يجعله لا يمضي في هذا المسار، فالانسحاب من حلف الناتو سيجعله يخوض صراعا مع أعضاء حزبه الجمهوري ممن يؤيدون قيادة بلادهم للعالم.
أما السيناريو الخامس والأخير الذي يرسمه أستاذ الدراسات الدولية، فهو الارتباك، منبهاً إلى أن مستشاري ترامب منقسمون حول قضايا رئيسة؛ مثل التعامل مع إيران، لا سيما أن معظم من عينهم في المناصب العليا لديهم خبرة قليلة أو يفتقرون إليها، في إدارة المصالح الحكومية.
إعلانوفي هذا السيناريو، يرى الكاتب أن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط قد تتصف بفوضى "متنافرة"، لأن الإدارة المنقسمة لا يمكنها أبدا أن تقرر ما هي الأهداف، أو مقدار التدخل الذي تسعى إليه.
ويخلص المقال إلى أن هذه المخاطر تزداد كلما اقترب تنصيب ترامب رئيسا، حيث يحذر المحللون من احتمال نشوب حرب عالمية أو من هيمنة استبدادية. ثم إن التنافس بين القوى العظمى يعيد صياغة الاقتصاد العالمي بما يؤثر على منطقة.
وختم الكاتب بالقول إن أميركا ترامب قد لا تستطيع مواجهة التحديات الراهنة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة أن ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
أميركا وحلفاؤها ينددون بتزايد التهديدات من أجهزة المخابرات الإيرانية
نددت الولايات المتحدة و13 دولة غربية، اليوم الخميس بما وصفته بتصاعد مؤامرات الاغتيال والخطف والإيذاء التي تحاك من أجهزة المخابرات الإيرانية ضد أفراد في أوروبا وأميركا الشمالية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة و13 دولة حليفة نددت "بتزايد التهديدات" من أجهزة المخابرات الإيرانية في بلدانها، وذلك في بيان مشترك صدر اليوم الخميس.
وأضاف البيان الصادر عن حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وألبانيا والنمسا وبلجيكا وكندا وجمهورية التشيك والدانمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد: "نحن متحدون في معارضتنا لمحاولات أجهزة المخابرات الإيرانية قتل وخطف وإيذاء الناس في أوروبا وأميركا الشمالية، في انتهاك واضح لسيادتنا".
وذكرت أن تنفيذ هذه الأعمال يتزايد بالتعاون مع شبكات إجرامية دولية.
علاقات متوترة
وكانت الولايات المتحدة قصفت في يونيو/حزيران الماضي 3 منشآت نووية إيرانية بينها منشأة فوردو، وذلك بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وتحدث ترامب مرارا عن "محو" البرنامج النووي الإيراني بعد تلك الضربات، لكن تقييمات استخبارية أميركية ألقت بظلال من الشك على تلك التأكيدات.
وأكدت طهران أن برنامجها النووي تضرر كثيرا بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية، وهي تنفي بشدة سعيها لإنتاج أسلحة نووية.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الخميس، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن توافق على تعويض بلاده عن الخسائر التي تكبدتها خلال حرب يونيو/حزيران الماضي.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز "عليهم أن يشرحوا لماذا هاجمونا في منتصف المفاوضات، وعليهم ضمان عدم تكرار ذلك".
وفي إطار ما يعتبر تشديد طهران موقفها قبل استئناف المحادثات النووية مع واشنطن، أكد عراقجي أن على الأميركيين أن يعوضوا إيران عن "الضرر الذي تسببوا فيه".
إعلانومن جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منتصف الشهر الجاري، أنه ليس في عجلة من أمره للتفاوض مع إيران لأن مواقعها النووية "دُمرت"، لكنّ الولايات المتحدة، بالتنسيق مع الترويكا الأوروبية، وافقت على تحديد نهاية أغسطس/آب المقبل موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق.
وعقدت الولايات المتحدة 5 جولات من المحادثات مع إيران قبل غاراتها الجوية في يونيو/حزيران، التي قال ترامب إنها "قضت" على برنامج تقول واشنطن وحليفتها إسرائيل إنه يهدف إلى تطوير قنبلة نووية.