يحتفل مجلس وزراء الداخلية العرب في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام بيوم الشرطة العربية، تخليدا لحدث عظيم في مسيرة العمل الأمني العربي المشترك، هو انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1972م، الذي مثل فاتحة عهد جديد، وانطلاقة هادفة ومخططة، لمسيرة تعاون خيرة توحدت فيها إرادة صناع القرار الأمني العربي لتحقيق أسمى هدف وهو ترسيخ الأمن والاستقرار في الوطن العربي.

مسيرة رائدة ممتدة لأكثر من خمسة عقود كانت حافلة بالعطاء ومفعمة بالألفة والمودة بين أجهزة الأمن العربية، تحققت في نطاقها إنجازات هامة كان أبرزها في تاريخ التعاون الأمني العربي فكرة عقد مؤتمر لوزراء الداخلية العرب، أفضت إلى إنشاء مجلس وزراء الداخلية العرب، هذا الصرح الأمني الذي بات مثلا يحتذي في العمل العربي المشترك.

جهود دؤوبة شهدتها هذه المسيرة التي لم يترك فيها قادة الشرطة والأمن العرب مجالا يخدم الشرطة العربية ويوحد خطاها على طريق التكامل إلا وفكروا فيه وحاولوا أن يضعوا له التصورات والمرئيات، فتم خلال هذه المسيرة إنشاء المؤسسات وتوحيد الرؤى والأسس التي تقوم عليها الثقافة الشرطية، ووضع الاتفاقيات والمدونات والاستراتيجيات والخطط والقوانين الاسترشادية، وتوحيد الهياكل والنماذج الأمنية، وتعزيز تبادل المعلومات وتدعيم التعاون الإجرائي الميداني بين الدول الأعضاء.

وطالت اهتمامات القادة العديد من المجالات المتعلقة بالعمل الأمني انطلاقا من فهم شامل للأمن وعلاقته المتلازمة بالتنمية الاقتصادية وبالحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية، فتعزز التعاون الأمني العربي بين الدول الأعضاء في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات، والجرائم الإلكترونية وجرائم الذكاء الاصطناعي، من خلال الاتفاقيات والاستراتيجيات والخطط التي رسمت في هذه المجالات، وخرجت من مداولات مؤتمرات قادة الشرطة والأمن العرب الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد والقانون العربي الاسترشادي لمكافحة الفساد والمدونة العربية الاسترشادية لقواعد سلوك الموظفين العموميين، التي شكلت خطوة هامة على صعيد مواجهة الفساد والجرائم المرتبطة به، ولم يغب موضوع البيئة عن هذا المفهوم للأمن الشامل، إذ تم تحقيق إنجازات رائدة على هذا الصعيد.

وكان لهذه المسيرة أيضا إسهامات مشهودة في تعزيز احترام حقوق الإنسان في نطاق العمل الأمني وإنفاذ القانون وقد حظي هذا الموضوع منذ عقود باهتمام كبير من لدن قادة الشرطة والأمن العرب، وظل الاهتمام به يتعزز عاماً بعد عام، حيث تم تبني مجموعة من الآليات الرائدة لتعزيز وترسيخ حقوق الإنسان في العمل الأمني منها؛ عقد مؤتمر سنوي للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية، وعقد اجتماع مشترك بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في الدول العربية، وتطوير مدونة قواعد سلوك رجل الأمن العربي، إضافة إلى وضع مشروع استراتيجية عربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمني، وغير ذلك من الانجازات التي لا يتسع المقام لحصرها.

مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات تم الاحتفال بيوبيلها الذهبي في المؤتمر السادس والأربعين الذي انعقد في مدينة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة العام المنصرم، والذي كان مناسبة للوقوف وقفة إجلال وتقدير للرواد المؤسسين الذين ثبتوا ركائز العمل الأمني العربي المشترك، وسعوا إلى تحقيق رسالته النبيلة بأحدث الأساليب، ومواصلة لهذه المسيرة الموفقة وما تحقق خلالها من مكاسب متعددة، مازالت أجهزة الشرطة العربية تعمل – من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب – على تطوير التعاون الأمني العربي وتعزيزه في كل المجالات بما يتناسب مع المستجدات على الصعيدين العربي والدولي.

إن الفضل الأكبر في كل الانجازات والنجاحات المتحققة يعود إلى تضحيات رجال الشرطة في الميدان الذين يقدمون أرواحهم الزكية قربانا للوطن والمواطن، وإن احتفالنا بيوم الشرطة العربية هو مناسبة نرفع فيها لأجهزة الأمن والشرطة العربية كل الشكر والتقدير عرفانا بالجهود التي تبذلها والتضحيات التي تقدمها حرصا على أداء الرسالة النبيلة في حفظ الأمن والاستقرار، وبث السكينة والاطمئنان في ربوع أوطاننا الغالية، وهو ما يجعلنا ندعو كافة الجهات المعنية لتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي لها، وتضمين احتفالاتها بيوم الشرطة العربية فعاليات لتكريم شهداء الشرطة والتعريف بالتضحيات الجسيمة التي تبذلها هذه الأجهزة، كما نترحم على أرواح كل رجال الشرطة والأمن الذين قضوا في سبيل أداء واجبهم المقدس في مواجهة الإرهاب والاجرام، مؤكدين أن هذه التضحيات لن تزيد أجهزتنا الأمنية إلا عزيمة على مواصلة أداء رسالتها النبيلة حتى يعم الأمن والأمان كافة ربوع وطننا العربي.

كما يشكل هذا اليوم بالنسبة لنا في الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب فرصة سانحة للدعوة إلى مزيد من تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين أجهزة الشرطة والأمن العربية من أجل التصدي بشكل أكثر فاعلية للتهديدات الأمنية التي تواجه مجتمعاتنا كافة، وخلق شراكة مجتمعية فعالة في مواجهة الجريمة، انطلاقا من الوعي التام بأننا معنيون جميعا بمساندة رجال الشرطة والأمن العرب، ودعمهم في جهودهم لمكافحة كافة أشكال الجرائم، والبحث عن سبل تعزيز دورهم، لتمكينهم من حماية أنفسهم ومواطنيهم وبلدانهم، والقيام برسالتهم النبيلة على أكمل وجه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس وزراء الداخلية العرب وزراء الداخلية الأمني العربي المزيد وزراء الداخلیة العرب بیوم الشرطة العربیة الشرطة والأمن العرب حقوق الإنسان فی الأمنی العربی العمل الأمنی هذه المسیرة

إقرأ أيضاً:

الشرطة الهندية: لا ناجين من حادث تحطم طائرة الركاب التي كان على متنها 242

أعربت الشرطة الهندية، الخميس، عن اعتقادها بعدم وجود ناجين من حادث تحطم طائرة الركاب بولاية غوجارات.

 

وأعلنت وسائل إعلام هندية، في وقت سابق الخميس، عن تحطم طائرة ركاب قرب مطار سردار فالابهبهاي باتل الدولي، بمدينة أحمد أباد، في ولاية غوجارات، أثناء توجهها إلى مطار غاتويك بالعاصمة البريطانية لندن.

 

وقال مسؤولون في شرطة أحمد آباد، لوكالة أسوشييتد بريس، إن 242 شخصا كانوا على متن الطائرة المنكوبة.

 

ولفت المسؤولون إلى أن الاعتقاد السائد هو عدم وجود ناجين من حادث تحطم الطائرة.

 

كما ذكر المسؤولون أن هناك ضحايا محتملين في المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة.

 

وتباينت الأرقام التي ذكرتها وسائل الإعلام الهندية بشأن عدد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الهندية من طراز "بوينغ 787-8 دريملاينر".

 

شركة الطيران أعلنت أن الطائرة كانت تقل 242 شخصا، بينهم 169 هنديا و53 بريطانيا، وكنديا واحدا، و7 برتغاليين.

 

فيما أعلنت هيئة الطيران المدني الهندية أن الطائرة كانت تقل 244 شخصا، بينهم 232 راكبا وطاقما مكونا من 12 فردا.

 

وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تصاعد دخان أسود كثيف، واحتراق المباني والمركبات في منطقة تحطم الطائرة المكتظة بالسكان.

 

ووفقا لصحيفة "إنديا توداي"، استنادا إلى مصادر لم تُسمّها، يُعتقد أن رئيس وزراء ولاية غوجارات السابق، فيجاي روباني، كان على متن الطائرة المنكوبة.

 

وبحسب صحيفة "هندوستان تايمز"، أعلن المدير العام لهيئة الطيران المدني فايز أحمد كيدواي، أن الطائرة، التي أقلعت الساعة 1.38 ليلا بالتوقيت المحلي، تحطمت بعد 5 دقائق من إقلاعها.

 

فيما أعلن موقع "فلايت رادار"، المختص بتتبع حركة الطيران المدني حول العالم، أن إشارة الطائرة انقطعت في غضون دقيقة واحدة من إقلاعها.

 

في السياق ذاته، وبحسب صحيفة "إنديا توداي"، أكد مفوض شرطة أحمد آباد، "جي. إس. مالك" أن 204 أشخاص لقوا حتفهم في الحادث، وأصيب 41 آخرون.

 

ولم يصدر أي بيان بشأن ما إذا كان القتلى والجرحى من الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة أم من السكان.

 

يذكر أن سبب تحطم الطائرة لم يعروف بعد.

 

 

 


مقالات مشابهة

  • الشرطة الهندية: لا ناجين من حادث تحطم طائرة الركاب التي كان على متنها 242
  • الداخلية الإيطالية: بيانتيدوسي ناقش مع الفريق ركن صدام حفتر التنسيق الأمني
  • وزير الداخلية الإيطالي يستقبل الفريق صدام حفتر في روما ويبحث معه التعاون الأمني
  • الشيخ المقداد لقبائل جبل الشرق: الاحتفال بيوم الولاية تجسيد العمل بالرسالة الإلهية
  • إليك المنتخبات العربية الآسيوية التي بلغت الملحق المؤهل لكأس العالم
  • حلم الاستقلال وخيبة الوعد.. القصة الكاملة للثورة العربية الكبرى
  • خلال لقائه رئيس مجلس الشورى في دولة قطر: رئيس البرلمان العربي يشيد بالجهود التي يقوم بها أمير دولة قطر لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
  • بيوم الصحافة اليمنية.. النقابة تطالب بإسقاط القيود المفروضة على العمل الصحفي وإطلاق المختطفين
  • الأردنيون يحتفلون بيوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى
  • المومني مهنئا بيوم الجيش وذكرى الثورة العربية: يوم العز والفخر والتاريخ المشرف