سودانايل:
2025-05-18@05:17:09 GMT

المراكبي التائه: لا هدنة ولا تفاوض إلى متى..؟!

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

كلما تحدث البرهان إلا وأرسل (بشرياته) للسودانيين المكلومين بمزيد من الحرب والموت والتشريد (لا هدنة ولا تفاوض)..! لا هدنة ريثما يدفن الناس أمواتهم..ولا تفاوض لإيقاف محرقة هذه الحرب اللعينة الفاجرة..!
هذا هو حاله وهو يتنقل ببلادنا من كارثة إلى كارثة ومن مصيبة إلى جائحة ومن نكبة إلى نازلة في حرب قذرة (منزوعة الكرامة) طعامها الرئيسي أرواح وأجساد وأعراض المدنيين الأبرياء.

.!
الذين ينتظرون من هذا الرجل موقفاً رجولياً أو إنسانيا أو حتى موقفا يشبه تصرفات البشر إنما يركبون على بغال الوهم وحالهم حال الذي يخج ماء آسن في (قربة مقدودة) وينتظر أن يتمخض هذا الماء العفن عن زبدة بيضاء أو جُمادة..أو أن يصير لبناً سائغاً للشاربين..!
هذا الرجل هو المسئول الأول عن تدمير الوطن وموت وتشريد ملايين البشر لأنه نصّب نفسه مسؤولاً عن إدارة البلاد وحماية ساكنيها..! أليس هو من ترأس انقلاب الشؤم في يوم الشؤم وشهر الشؤم وعام الشؤم وعصر التفاهة والمشأمة.. وقال إنه يريد (إصلاح مسار الفترة الانتقالية)..؟!
إن ما فعله هذا الرجل ببلادنا العزيزة أسوأ مما فعله أسوأ الطغاة والمهابيل الذين وضعهم (سوء البخت) في قمة السلطة..ولن يكون مصيره أفضل من مصائرهم..وسيذهب اليوم أو غداً بالوزر الأعظم والجُرم الأفدح وعلى ناصيته الكاذبة الخاطئة عار الأبد وخزي الدنيا والآخرة..!
هو لا يدرى قيمة البلد الذي يجلس على رأسه..! فهو يا مولاي رجل جاء (من المجهول إلى المجهول)..ولا علاقة له بتاريخ السودان ولا مواريثه وحضارته..إنما هو رجل حملته الإنقاذ كما حملت آخرين من شاكلته إلى مناصب ودرجات مهنية ليسوا أهلا لها ولا مؤهلات لديهم لشغلها...فأخذ يقفز (في ظلام الإنقاذ) من رتبة إلى أخرى حتى وجد نفسه فجأة على قمة جيش لا يعرف له رأساً من رجل..! إنما هو من عوام أهل الغفلة يأكل ويشرب بالغريزة..ولا يعرف معنى للمسؤولية والأمانة وشرف العهد..!
إنه لا يعلم إن الإنسان هو سيد مصيره وكلمته..وانه مقيّد بتعاهده مع الآخرين، كما لا يعلم أن قائد الجيش أو صاحب الرئاسة تترتب على أفعاله وأقواله حياة الناس أو مهلكتهم وصيانة الوطن أو تدميره وتمزيقه وتهديم مرافقه ومحو اسمه من خارطة الوجود..!
هل يعلم البرهان شيئاً عن التنمية والرفاه وحقوق المواطنة مقابل الموت والفناء والتدمير؟! هل كان يشغل باله منذ أن استولى على مقعد الرئاسة بتحسين حياة السودانيين..؟!
هل كان يشغل نفسه بالمؤتمرات والملتقيات التي يشهدها قادة إفريقيا والعالم العربي وزعماء العالم لبحث شؤون التنمية والطاقة والتعليم والصحة واقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي وجدولة الديون وحصاد المياه وتغيرات المناخ واستزراع الصحراء والمشروعات الصغيرة والتنمية البشرية والحضرية..؟!
ما هو رأيك ورأي حكومتك في هذه القضايا..؟! أم أن الحكاية (شاي ولقيمات) ورفع الأيدي في بلاهة لمحاكاة (عود النِبلة)..؟! الله لا كسّبكم..!..؟!
هذا الرجل لا يجلس مع نفسه لحظة بين الوجبات التي يطفحها ليفكر في مآلات الوطن مع استمرار الحرب التي يقول انه لا تراجع عنها ولا هدنة ولا تفاوض..بالرغم من صيحات الأطفال والثكالى وطاحونة الموت التي لا تتوقف اغتيالاً وجوعا ومرضاً ويأساً..!
انه الجهل بمصائر الطغاة ونهاياتهم المأساوية المخزية المهينة؛ مثل صمويل دو ونهايته المهينة المُذلة وسحله عارياً بين الطرقات..ونهاية صدام حسين في حفرة..والقذافي في أنبوب صرف صحي..ومصرع علي عبدالله صالح خلال هروبه على ظهر بوكسي تايوتا (أربعة شناكل )..!
لا احد يريد للبرهان أو غيره ذلك..فالمصائر بيد خالقها جل وعلا..ولكن فقط ليغرب هذا الرجل عن وجه السودانيين..فهو يحمل مسؤولية ما حاق بهم وما جرى لوطنهم ومسؤولية إعدام مستقبل أبنائهم وبناتهم..!
أنت الذي أتيت بقوات الدعم السريع وقتلت من نادى بحلها وحصر القوة العسكرية والسلاح في يد الجيش وحده..!! فدعك من الضحالات واتهام القوى المدنية والمواطنين المساكين بأنهم حواضن للدعم السريع..هذا كلام فارغ وبهتان سخيف مردود و(مضروب على وجه وقفا) كل من يردده من المتاعيس الملاحيس..!
لا يعتذر البرهان بأنه أسير لدى الكيزان..! فهذا اعتذار أقبح من الذنب..أنت حر في جثمانك بعد أن قمت بالانقلاب ونصبت نفسك قائداً للجيش ورئيساً للبلاد..فمن ماذا تخاف..؟ الحقيقة السافرة أنك وضعت جيش السودان تحت إمرة الكيزان خانعاً ذليلاً وطائعاً مختاراً...!!
(إذا ذهب الحمار بأم عمروٍ / فلا رجعت ولا رجع الحمار)..! اغرب الآن من وجه السودان..ولكنك لن تفلت غداً أو بعده (أنت وكيزانك وجنرالاتك وميليشياتك) من المساءلة الجنائية..,ومن عدالة الأرض والسماء..ومن حُكم التاريخ... الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ولا تفاوض هذا الرجل لا هدنة

إقرأ أيضاً:

الرجل الأبيض وترويض الفهود..قصة فشل أوروبي وأمل عربي

نعيش عالمًا يطبعه صراع الهُويّات، أو حسب جملة مأثورة للصحفي الأميركي فريد زكريا، "إنها الهويات يا مُغفّل"، تحويرًا لجملة شهيرة وردت في مجلة ذي إيكونوميست سنة 1992، "إنه الاقتصاد يا مُغفل" في خضم الانتخابات الرئاسيّة حينها.

قضايا الهوية هي قضايا عابرة للمجتمعات قلّما تسلم منها دولة، وإن اختلفت أشكالها وطبيعتها، تتأثر بالسياق التاريخي والجغرافي والثقافي.

تعرف قضايا الهوية زخمًا مردّه حسب عالم الاجتماع الفرنسي ألان تورين، إلى الانتقال الذي طبع العالم، من نموذج صناعي يقوم على التنميط وصراع الطبقات، إلى مجتمعات ما بعد صناعية، يطبعها التنوع مما لا يتيح تجاوز الهويات.

بدت مطالب الهويات بشكل حادّ عقب سقوط جدار برلين، إذ حلت الهوية كعنصر تحليل محل الطبقة، وأضحى العامل الثقافي عنصر تفسير محلّ العامل الاقتصادي، وعرف العالم فورة مطالب هوياتية، في أوروبا الوسطى، والقوقاز، والبلقان، وانتقل تأثيرها إلى دول أفريقيا وحتى العالم العربي، وهو ما أفرز اهتزازات كبرى لم تخلُ من احتدام وصِدام، كما في يوغسلافيا السابقة، أو في رواندا، والتقتيل الذي عرفه هذا البلد ما بين الهوتو والتوتسي.

يستند خطاب الهوية، إلى عناصر موضوعية، إما إثنية، أو لغوية، أو عَقَدية. قد تكون جماعة ما عرضة للاضطهاد، أو محاولات تذويب، أو احتقار، أو تكون لغة ما مهمشة، أو غير معترف بها، أو عرضة للاندثار، أو عقيدة تتعرض للزراية، ولا يتاح لمعتنقيها مزاولة طقوسهم، وما يرتبط بذلك من ثقافة في الأفراح، والأتراح على السواء.

إعلان

يقوم خطاب الهُوية على قيم واعتبارات أخلاقية، منها العدالة، والحقّ في التنوّع، وحقوق الإنسان، والاعتراف، والكرامة، والتوزيع العادل للرموز.

يظلُّ الخطاب الهوياتي بناءً بالأساس، يقوم على العناصر الموضوعية المُومأ إليها، من لسان، أو إثنية، أو عقيدة، يوظفها مثقفون، في ظل احتقان يمسّ عنصر هويتهم، إما احتقارًا لها، أو تهميشًا، أو محاولة تنميط، من خلال ردّ الاعتبار لعنصر الهوية المضطهَدة، وتفكيك الخطاب الذي ينالها بالقدح، أو الشيطنة.

ولكن خطاب الهُوية يجنح، ويقع فريسة انزلاقين: الأول التمجيد الذاتي المفرط، أو الهيام في الأنا الجمعي، والثاني، وهو نتاج للأول، شطينة الآخر. كل خطاب هوياتي يستعدي آخر، وهو ما يسمى بالعدو الحميم، أي العنصر القريب. وهنا مكمن الخطورة.

ومن دون شك، أن الاستعداء أو الشيطنة هو ما ألهم الكاتب أمين معلوف بكتابة كتابه ذائع الصيت عن "الهويات المتناحرة"، لأن الهويات تناحرت وتنابزت في الفترة التي كتب فيها كتابه، في نهاية تسعينيات القرن الماضي، في كل ما كان في يوغسلافيا، وما طبعها من حروب أهلية وصور مروّعة للتّطهير العرقي، أو في رواندا، في الاقتتال ما بين الهوتو والتوتسي، وقبل هذا وذاك، في لبنان والحرب الأهلية التي مزّقت البلد منذ أن اندلعت سنة 1975.

لم يعد ممكنًا، في ظلّ السياق الذي أفرزته مرحلة ما بعد سقوط جدار برلين، تجاهل المطالب الهوياتية، ولكن في الوقت ذاته، كان يتوجب حسن تدبيرها، أو ما يسمّيه أمين معلوف بترويض الفهود.

ساد في الغرب اتجاهان، اتجاه أول غلب أوروبا، ويستوحي سابقة كندا فيما يسمى التعددية الثقافية، وعرف تطبيقاته في كل من ألمانيا، وهولندا، وإنجلترا، وحتى فرنسا، والاتجاه الثاني، ذلك الذي ساد الولايات المتحدة، ويُعرف بالتوليفة الهوياتية؛ أي الإقرار بنوع من الانفصالية (كذا) التقدمية؛ أي خصوصية بعض الأقليات، والجماعات الإثنية، وبالأخص بالنسبة للسود.

إعلان

فشل النموذجان، لأن التعددية الثقافية في أوروبا أفضت إلى تمايزات مجتمعية أو ما يسمى أرخبيلًا مجتمعيًا، في نوع من أبارتيد فعلي، يسمى مجازًا بالأبارتيد الرخو، أما نموذج التوليفة الهوياتية فقد تعارض مع مقتضيات المواطنة، وأفرز، كرد فعل، الدفاع عن الهوية البيضاء، أو ما يسمى بالامتياز الأبيض، مما يغذي الاتجاهات اليمينية المتطرفة.

لذلك أصبحت الهويات وخطابها، يتهددان في الغرب القاسم المشترك، أو المواطنة. يتجلى ذلك في علاقات توتر في بعض مكوناته، ما بين الأصليين والوافدين.

لم يكن العالم العربي، بمنأى عن الطلب الهوياتي، وانصاعت كثير من الدول، تحت مطالب داخلية محلية، وضغط خارجي، إلى الاعتراف بحقوق الأقليات العرقية والعقدية، أو في الاعتناء بلغات مهمشة. ضمّنت بعضها في نصوصها الأساسية، وفي اتخاذ إجراءات عملية لرفع الحيف عن وحدات إثنية، أو عقدية، أو لغات، في نوع من التمييز الإيجابي، أو المحاصصة.

ولكن هذه الاعترافات لم تسلم من زيغ، من خلال انكفاء الوحدات الثقافية، وهلهلة السبيكة المجتمعية، وإضعاف الدولة، وفي حالات معينة، حمل السلاح، واتخاذها ذرائع للتدخل الأجنبي.

لا يمكن أن يجادَل في شرعية الهويات، ولكن يتوجب ألا تتعارض مع مقتضيات أساسية، أولها شخصية بلد ما، أي البنية العميقة التي هي نتاج لتفاعل الجغرافيا والتاريخ، والتي تثبت رغم التغييرات الثقافية والديمغرافية.

ولا يجوز أن تتعارض الهويات مع مفهوم الأمة، التي تنصرف إلى أزمّة ثلاثة: ذاكرة جمعية، وحاضر ينبني على التضامن، ومستقبل ينصرف إلى المصير المشترك، وألا تجافي الهويات المواطنة، إذ لا ينبغي للهويات أن تقوم بديلًا للمواطنة، والحال أن الهويات تفضي إلى طائفية تتعارض مع المواطنة، في الغرب، وغيره.

بيدَ أن هذه المبادئ، على أهميتها ينبغي أن تستند إلى أدوات، وإلّا تُضحي مجرد شعارات، ومنها العدالة الاجتماعية؛ لأن خطاب الهوية يستمد مشروعيته من التباينات الاجتماعية والحيف الذي يمَس مجموعة ما، وأن تقوم أدوات تنشئة فعّالة، وعلى رأسها المدرسة التي ينبغي أن تكون بوتقة الانتماء، ورافعة اجتماعية، وأن تنهض وسائط مجتمعية، من أحزاب وجمعيات ومجتمع مدني، تتجاوز الانتماءات الهوياتية وتستوعبها، وأن تقوم رموز تاريخية وسياسية وفكرية ورياضية تكون محط إجماع، وتصلح أن تكون عناصر تمثُّل، فضلًا عما يسميه البعض بالتوزيع العادل للرموز.

إعلان

ليست الهويات قارّة، ولذلك تستلزم حوارًا دائمًا، يضطلع به من يسميهم ت. إس إليوت بالحكماء، وإلا تحولت قضايا الهوية إلى عمليات جراحية يجريها غير الأطباء، ما من شأنه أن يُعرض الجسم للأذى، والحال أن الثورة الرقمية لم تسعف في حوار هادئ ورصين وهادف لقضايا معقدة بطبيعتها، وتختلط فيها الجوانب الذاتية مع الموضوعية، ويمكن بإساءة التعاطي معها، أن تكون مصدر توتر وصِدام، أو تؤجّجهما.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الحوثي: كيان الاحتلال يرتكب المجازر وترامب عاجز.. وتهديدات نتنياهو بيع للوهم وهروب من تفاوض الأسرى
  • هدنة خادعة.. 90 ألف لبناني معلّقون بين العجز والدمار الدائم
  • الرجل الأبيض وترويض الفهود..قصة فشل أوروبي وأمل عربي
  • آخر خيبات غفلتنا وتخلفنا
  • صحيفة: آخر مستجدات هدنة غزة مع قرب انتهاء جولة ترامب
  • رجل يصطحب إبل لداخل مجلس لمشاهدة التلفاز .. فيديو
  • نقاش بين خالد أبو بكر وراغدة شلهوب: أنتو ظالمين الرجالة
  • هدنة غزة.. شروط الوساطة ودور الوسطاء
  • زيلينسكي: المهم أن تسفر محادثات إسطنبول مع روسيا عن هدنة
  • الرجل الألفا يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟