دروز الجولان ضائعون بين سوريا الجديدة وإسرائيل
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
منذ احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان، اعتبرت الأقلية الدرزية التي تعيش في مجدل شمس الجبلية نفسها سورية، لكن بالنسبة للعديد من الشباب الدروز في المنطقة، فإن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي عرفوها، وهم يرون مستقبلهم هناك، وليس في سوريا.
إسرائيل تبحث عن جيران جيدين، والدروز لا يريدون أن يهدد أحد وجودهم
وفي تحقيق لها من المنطقة، تنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" عن نيرفانا يوسف، البالغة من العمر 20 عاماً، والتي قاتل أجدادها من أجل سوريا ضد إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967 قولها: "لا أريد العودة.
وتحاول إسرائيل الآن الاستفادة من هذا الشعور، على أمل استغلال نجاح المجتمع في إسرائيل لإقناع أقاربه عبر الحدود في سوريا بأن جارتهم قوة صديقة. وهو جزء من جهد أوسع تبذله إسرائيل بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة في تأمين حدودها.
This is how clear explanations are disseminated in the Arab world, especially to the free Syrian people!
This video has it all!
This is the clear and concise message, ‘We are not against you but don't mess with us.’ This was explained by a senior Arab Muslim officer in the most… pic.twitter.com/Fppw2JZ7HV
ومع سيطرة "هيئة تحرير الشام" على دمشق، سارعت القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية للقاء قيادة الدروز، وهم مجتمع يبلغ تعداده 150 ألف نسمة في إسرائيل، ويتمتع بعلاقات عائلية وطائفية قوية مع ملايين الآلاف من الدروز الذين يعيشون في جنوب سوريا.
ويعيش حوالي 20 ألف منهم في مرتفعات الجولان. ويمارس الدروز ديانة وثيقة تشكلت كفرع مبكر من الإسلام.
الأقلية الدرزيةوتخشى كل من إسرائيل والأقلية الدرزية في سوريا من أنه على الرغم من الرسائل المعتدلة التي يوجهها الزعماء الإسلاميون الجدد في سوريا، فإنهم يمثلون تهديداً مستقبلياً خطيراً.
وفي خطوة استباقية، احتلت إسرائيل المنطقة العازلة بين البلدين ودمرت في الأيام الأخيرة الأصول العسكرية السورية لمنعها من الوقوع في أيدي معادية محتملة.
وإذا انقسمت سوريا أو انزلقت إلى جولات أخرى من القتال بين الفصائل، يقول المسؤولون الإسرائيليون الحاليون والسابقون إن إسرائيل يمكن أن تساعد في حماية المجتمعات الدرزية في سوريا، وفي المقابل، يمكن للدروز أن يكونوا بمثابة منطقة عازلة ضد الأعداء الذين يرغبون في التعدي على حدود إسرائيل.
وقال العميد الجنرال (احتياط) حسون حسون، درزي ومسؤول عسكري إسرائيلي كبير سابق إن "إسرائيل تبحث عن جيران جيدين، والدروز لا يريدون أن يهدد أحد وجودهم أو شرفهم أو أرضهم أو دينهم".
Syrian Artist Abbas Al-Noury: “I have never seen in my life a people celebrating while "Israel" occupies a third of its lands, Turkey nibbles away at the other third, and extremists stifle the arts, women, and minorities in it.
A people like this should be kept away from, and… pic.twitter.com/43JZUat8z5
وتقول الصحيفة إن مثل هذا التشديد في العلاقات سيكون بمثابة استمرار للسياسة التي اتبعتها إسرائيل في السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية.
وبين عامي 2011 و2018، أقامت إسرائيل روابط مع مجموعة متنوعة من الجماعات المتمردة بالقرب من حدودها وأعطتهم المال والغذاء والوقود والإمدادات الطبية، وقالت إسرائيل علناً إن جهودها كانت إنسانية بحتة.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون، بمن فيهم مسؤولون دروز رفيعو المستوى، إن إسرائيل تحركت سراً بالفعل لحماية الدروز في سوريا خلال الحرب الأهلية، لكنهم رفضوا تقديم تفاصيل.
وقال حمد عمار، النائب الدرزي الإسرائيلي: "فعلنا ذلك في الماضي، ويمكننا أن نفعل ذلك في المستقبل".
وشدد على أن إسرائيل لا تريد أي أرض سورية، وأنها ترغب في العيش بسلام إلى جانب سوريا.
وفي عام 2017، وسط قتال عنيف في قرية الحضر الدرزية عبر الحدود من مجدل شمس، قال الجيش الإسرائيلي إنه لن يسمح بإلحاق الأذى بالقرية.
وأظهر مقطع فيديو تم التقاطه في أواخر الأسبوع الماضي وانتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي تجمعا للدروز في بلدة الحضر طالب فيه الناس بضمها إلى إسرائيل.
وسمع أحد المتحدثين يقول: "حتى لو كان طلب الضم إلى الجولان (الإسرائيلي) يعتبر شراً، فهو أقل شرا بكثير من الشر الذي يأتي في طريقنا".
جزء من سورياوعارض قادة قرية الحضر والقرى الأخرى المجاورة هذه المشاعر بشدة في بيان رسمي، وقالوا إن الدروز يرغبون في أن يكونوا جزءاً من سوريا ديمقراطية موحدة وأن الفيديو لا يمثل غالبية السكان. كما أعرب الزعماء الدروز في إسرائيل عن عدم رضاهم عن دعوات الضم.
وقال أيمن جواد التميمي، الخبير في الشأن السوري وزميل في منتدى الشرق الأوسط يتواصل مع سكان الحضر إن "شعوري هو أن هناك نهجاً حذراً للانتظار والترقب. في الوقت الحالي، فإنهم يسيرون مع تيار الرغبة في أن يظلوا جزءاً من سوريا".
وتحاصر القوات الإسرائيلية القرية الآن من ثلاث جهات بعد أن احتلت المنطقة العازلة بين البلدين بعد الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول.)
يعيش أكبر مجتمع درزي سوري في السويداء، وهي منطقة تبعد حوالي 60 ميلاً عن حدود إسرائيل.
والتقى أبو محمد الجولاني، بالقادة الدروز في سوريا في 16 كانون الأول (ديسمبر) وأخبرهم أنه يتوقع أن تظل سوريا موحدة وأن يتم دمج جميع المقاتلين في وزارة الدفاع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأسد سقوط الأسد الدروز فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
اللمز والغمز .. من الدروز لا يجوز
صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة
وصل عدد سكان الوطن العربي حالياً الى ( ٤٧٣ ) مليون نسمة ، ويشكلون حوالي ( ٥٪ ) من سكان العالم . رغم حبي للعرب وللعروبة لكن لمواقفهم المتخاذلة ، ولتشتتهم ، أقول الله لا يبارك فيكم ، ولا يحفظكم ، ( حِزمة بَعِرْ ) ، وغُثاء كغثاء السيل كما وصفكم رسولنا العظيم الكريم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام .
أرى انه يسهل علينا في أقطارنا العربية كافة الطعن ، والتشويه ، والتخوين ، والتشكيك بالفئات الأقل عدداً في المجتمعات العربية ( ولا أقول أقليات ) الأقل عدداً عرقياً ، او دينياً ، او مذهبياً .
كُلٌ يكتسب عِرقه ، او ديانته ، او مذهبه بالوراثة . إذاً ما ذنب من ينتسب بالوراثة الى عِرق او دين او طائفة او مذهب ؟
التوازن مطلوب في الأوطان عند إدارتها ، كما التوازن الكيميائي في الجسم . كُلٌ يؤدي دوره بتوازنٍ عجيب فريد ليعكس عظمة الخالق سبحانه وتعالى .
يجب ان يكون المقياس الوحيد للمفاضلة بين مكونات المجتمع يتمثل في الولاء ، والإنتماء ، والعطاء للوطن .
كل انسان يحب ، وينتمي الى ما فُطر عليه ، مع انه لم يختره ، فأنا مثلاً اعشق عروبتي مع انني لم أختر ان اكون عربيا . وأعشق وطني مع انني لم أختر ان أكون أردنياً . وأعشق ديني الإسلام ، مع انني لم أختر ان أكون مسلماً . وأعشق الكرك ، مع انني لم أختر ان أكون كركياً ، بل وأعشق قريتي ( زحوم ) مع انني لم أختر ان أكون ( زحومياً ) .
للعرب الدروز تاريخ مُشرِّف ، وهم مناضلون أشداء ، وتصدّوا للإستعمار ببسالة عزّ نظيرها . وهم عرب أقحاح ، لا يشوب تاريخهم شائبة . وبمجرد ذكر إسم المناضل / سلطان باشا الأطرش يكفي عن ذِكر أية تفاصيل أخرى . الذي حكم عليه الإستعمار الفرنسي بالإعدام لشراسة مقاومته كقائد للثورة السورية الكبرى عام ١٩٢٥ . مما إضطره لمغادرة سوريا ليقضي ( ٤ ) سنوات في الكرك ، بدءاً من عام ١٩٣٢ . وتسابقت العائلات والعشائر الكركية على إستضافته كبطل للثورة السورية ضد الإستعمار . فأقام الأطرش وعائلته بداية في منزلي / حسين وعطا الله الطراونة ، ثم في ديوان المجالي ، وبعدها في بيت / جريس الحدادين ، أحد وجهاء الكرك المسيحيين . لم ينظر أهل الكرك اليه كدرزي ، بل رأوه رمزاً من رموز الكرامة العربية ، في مواجهة إستعمار أجنبي ، بل شعروا انهم شركاء مع أهل جبل العرب ضمن وحدة بلاد الشام .
أتدرون لماذا عمل الدروز في جيش الإحتلال ؟ إضطروا للعمل لان الإحتلال صادر كافة أراضيهم ، وجلسوا لسنوات طويلة بدون عمل ، فعانوا من جوعٍ وفقرٍ مُدقِع . وحاولوا بكافة السبل مع سلطات الاحتلال لإيجاد مصادر للرزق لهم . إلا ان الإحتلال أغلق كافة منافذ الرزق عنهم . وسمح لهم بالإنخراط بجيش العدو ، مما إضطرهم للعمل فيه مُكرهين ، ليتمكنوا من العيش .
أرى انه من الضروري ان أوضح بانني لا أُبرر لهم الإنخراط في جيش العدو ، ولست موافقاً عليه ، بل أرفضه بشدة ، لكن هذا هو الواقع . وعندما نفكر عقلانياً ومنطقياً : فإن الدروز في الأراضي المحتلة ليسوا هم لوحدهم ، بل هناك من فلسطينيي عام ٤٨ يعملون في جيش الإحتلال ، رغم وجود فرص عمل أخرى أمامهم . كما ان الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ، كان اعتمادهم على العمل كمهنيين وعمال في الأراضي المحتلة عام ٤٨ في بناء المستعمرات الصهيونية . فلماذا نجد لهم المبرر ، ولا نبرر للطائفة الدرزية في الأراضي المحتلة ؟
القراء الكرام ، ارجو ملاحظة انني عندما أكتب أراعي الدقة ، والصِحة ، والإمانة ، والمنطق ، والحيادية فيما أكتب ، وهذا قد يزعج بعض القراء الكرام عندما لا يتناسب طرحي المنطقي مع قناعاتهم ، لكنني لا أقدر الا ان أكون كما أنا دوماً صادقاً ، وأميناً ، وحيادياً في نقل المعلومة ، لأنها أمانة في عنقي .
بداية علينا ان لا ننسى أن أحد مرتكزات عظمة سوريا الوطن ، والقطر العربي ، يكمن في تنوع فسيفساء المجتمع السوري . ثراء ، وعظمة المجتمع السوري تكمن في تعدد اعراقه ، ودياناته ، ومذاهبه . وقد تعايشوا ، بل وانصهروا طيلة قرون طويلة جداً ، ولم يعرف عنهم التعصب ، ولا التحيز لأية جهة ، بل كانوا مجتمعاً متحضراً ، منتجاً ، مبدعاً ، متعايشاً ، يقدر ، ويحترم كل طرف الأطراف والمكونات الأخرى ، وكلهم منصهرون في بوتقة الوطن الأم سوريا العظيمة .
ما حدث في السويداء ، إحدى المحافظات السورية الحبيبة ، تمت شيطنته ، وإستغلاله من العدو الصهيوني ، ومن السفهاء السخفاء من كل المكونات فجرى تضخيمه ليصل لدرجة التناحر والإقتتال مع الأسف .
دروز السويداء لهم ثلاثة مشايخ عقل لإدارة شؤون الطائفة ، ويتطلب اي إجراء او مطالبة رسمية توقيع الثلاثة شيوخ ، هم : الشيخ /يوسف جربوع ، والشيخ / حمود الحناوي ، والشيخ / حكمت الهجري .
إرتكب الشيخ / حكمت الهجري خيانة عظمى عندما إستنجد بالعدو الصهيوني لحماية الطائفة الدرزية في السويداء . وأيده بعض من رجالاته المقربين ، بل وأيده بعض يسير من الدروز في الأراضي المحتلة . لكن شيخ دروز الأراضي المحتلة ، الشيخ / موفق طريف لم يؤيده ، وطلب منه التهدئة . أما الشيخ/ يوسف جربوع ، والشيخ / حمود الحناوي من شيوخ السويداء عارضوه تماماً ، واعتبروا ذلك خيانة . كما ان الشيخ / وليد جنبلاط ، والشيخ / طلال أرسلان ، فقد أصدرا تصريحات واضحة بإتهام الشيخ / حكمت الهجري بالخيانة . بينما أيده ودعمه الشيخ / وئام وهاب . وقال الشيخ / جنبلاط انه لا خطر على دروز سوريا الا من العدو الصهيوني . كما قال : ان دروز السويداء وقبائل البدو يتمتعون بعلاقات تاريخية طيبة على مدى قرون ، ولن نسمح للهجري ان يستقوي بالعدو الصهيوني ضد أشقائنا البدو . كما قال : ان الدروز شرفاء لا يمثلهم الهجري وأشكاله .
القراء الكرام ، من الواجب ، والضروري على كل مواطن ان يحترم تنوع وتعدد واختلاف الأعراق والأديان في وطنه ، لانهم كلهم مواطنون ، وجميعهم يجتمعون تحت سقف الوطن . والمقياس الوحيد للتفضيل بينهم كأفراد — ولا تفضيل بينهم كجماعات — ان يكون بمقياس ، الإنتماء ، والولاء ، والعطاء للوطن ، فقط .
علينا ان ندرك بانه لا يوجد اتباع دين ، ولا طائفة ، ولا عرق الا ويكون بينهم عملاء وخونه وفاسدين . وهنا من الحكمة والعقل والوطنية أولاً انه اذا كان هناك خائن او مجموعة خونة من طائفة ، او عرق ، او دين ، من الإنصاف ، والحق ، والدين ان نلجأ لمحاكمة الأشخاص الخونة او العملاء الذين أساؤا للوطن كأشخاص ، وليس كمجموعة كطائفة ، او عِرق ، لأنه ليس للمجموعة ذنب ، فيما اقترفه البعض . وديننا الحنيف العظيم يقول لنا في الآية الكريمة : ( ولا تزِرُ وازرةٌ وزِرَ أخرى ) صدق الله العظيم .