«الإمارات للإفتاء الشرعي»: بناء الوعي الإفتائي المتبصر ضرورة لتحقيق الأمن الفكري
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
أبوظبي (وام)
أكدت الدكتورة ماريا محمد الهطالي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن العمل على بناء الوعي الإفتائي المتبصِّر ضرورةٌ ملحةٌ لتحقيق الأمن الفكري في عصر التقنية والذكاء الاصطناعي، الذي يتطلب فهم طبيعة التساؤلات التي تطرحها الأجيال الجديدة.
وقالت الدكتورة الهطالي، في كلمتها أمام الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، التي انعقدت مؤخراً في القاهرة بمناسبة اليوم العالمي للفتوى تحت عنوان «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»، إن «عصرنا الحالي يشهد تحديات جسيمة تعترض طريق الفتوى والأمن الفكري، حيث تواجه الأجيال الحالية مخاطرَ متعددةً، في مقدمتها العوالم الافتراضية المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي التي أدت إلى بروز ظواهر مثل (الإفتاء الافتراضي والصراع الإفتائي)، مما أثر سلباً على الهُوية الوطنية للفتوى الشرعية الرصينة، وأضر بتقاليدها الراسخة، وحوّلها إلى أداة لهدم المجتمعات والقيم الأخلاقية بدلاً من أن تكون أداة للبناء وتحقيق الأمن الفكري والعدل والاستقرار الاجتماعي»، مشيرة إلى أن «مواجهة هذه التحدياتِ واجبٌ وطني وديني يقتضي منا تقديمَ إجاباتٍ شافيةٍ لهذه التساؤلات، وإلا أسهم الفراغُ الفكري في تمكين الجماعات المتطرفة من استغلال هذه الحاجة لنشر أفكارها السامة».
وأكدت أن الأمن الفكري يقوم على خمس ركائز أساسية، هي: العدالة والتعليم والإعلام والانتماء للوطن ووعي المجتمع بقيمه الأخلاقية، حيث تلعب الفتوى دوراً محورياً في تشكيل هذا الوعي.
واستعرضت الدكتورة الهطالي تجربةَ دولةِ الإمارات في مجال الفتوى، وأهميةَ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بيه في هذا السياق، داعية إلى التعاون من أجل وضع خطة شاملة للتصدي لتحديات الأمن الفكري، وأعربت عن أملها في الوصول إلى نتائجَ ملموسةٍ من خلال هذه الندوة.
وتأتي مشاركة مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، التي انعقدت تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، ترسيخاً لمبادئ الوسطية والاعتدال وتحقيق الأمن الفكري وتعزيز السلم العالمي.
وسلطت الندوةُ الضوءَ على الدعائم الأساسية اللازمة لضمان الأمن الفكري وبيان دور الفتوى في إرساء هذه الدعائم، بما يساهم في حماية الأفكار والعقائد، مؤكدة على ضرورة حماية الأمن الفكري من التحديات التي تواجهه، وتهدّد الهويةَ الثقافية والدينية للمجتمعات، مثل انتشار الفكر المتطرف والآثار الثقافية الضارة، إضافة إلى إيضاح دور الفتوى والمؤسسات الإفتائية في مواجهة هذه التحديات من خلال إصدار فتاوى معتدلة تُحصِّنُ المجتمعَ. وتناولت الندوةُ كذلك أهميةَ صون البنيان العقائدي والفكري للمجتمع من الأفكار الدخيلة التي قد تؤثر عليه سلباً، وناقشت أثرَ الشذوذ العقَدي في الفتوى على الأمن الفكري للمجتمعات، حيث يمكن أن تساهَم الفتاوى المغلوطة في نشر أفكارٍ تُضعفُ استقرارَ الفكر المجتمعي وتوجهاته السليمة.
وفي ختام الندوة، استعرض فضيلة الدكتور نظير عيّاد، مفتي الجمهورية في مصر ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عدداً من التوصياتِ والقراراتِ المهمَّةِ التي خلص إليها العلماء والباحثون المشاركون، بما في ذلك دعوةُ المسلمين في كل مكان إلى التمسك بأوطانهم وحبهم لها، وتعزيزُ دور المرأة في الإفتاء عبر تأهيلها للمشاركة في قضايا المجتمع، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة حماية الأمن الفكري والتصدي للفتاوى العشوائية لصون الكيان العقدي والفكري للمجتمع وتعزيز التعايش السلمي والقيم الإنسانية المشتركة، فضلاً عن التنويه بأهمية بناء جسورِ التفاهم والتعاون بين القائمين على صناعة الفتوى في العالم لمكافحة الفكر المتطرف ونشر الاعتدال وتعزيز الوحدة الإسلامية.
تأتي مشاركةُ مجلسِ الإمارات للإفتاء الشرعي في هذه الندوة في إطار سعيه المستمر إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الإفتائية العالمية، وتشجيعِ تبادل الخبرات في مجال الفتوى والبحث العلمي في العلوم الشرعية، بما يتماشى مع رسالة المجلس التي تضمنُ توفيرَ إفتاءٍ شرعيٍ معتدل، يحظى بالثقة على مستوى العالم. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي دار الإفتاء المصرية ندوة الإمارات للإفتاء الشرعی الأمن الفکری
إقرأ أيضاً:
أمين الإفتاء: 3 سور هي أنفع ما نقوله في التحصين الروحي من السحر
أكد الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الإنسان المصاب بالسحر، سواء كان يعلم من قام به أو لا، عليه ألا ينشغل بالبحث عن الفاعل، بل بالتحصن بما ورد في القرآن الكريم من آيات الحماية والشفاء.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، في رده على سؤال حول الآية التي يتحصن بها الإنسان من السحر، إن أول ما ينبغي أن يقوم به الإنسان هو المداومة على قراءة سور "الإخلاص" و"الفلق" و"الناس"، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه كان قد سُحر، فأنزل الله عليه هذه السور لحمايته وشفائه، وهي من أنفع ما يُستعمل في التحصين الروحي.
هل الأفضل تأخير صلاة العشاء عن وقتها؟.. الإفتاء ترد
حكم تأخير الصلاة عن وقتها.. الإفتاء: يجوز في هذه الحالات
المقصود ببيع المال بالمال والموقف الشرعي لهذا التعامل".. الإفتاء توضح
الإفتاء توضح حكم سنة صلاة العصر وعدد ركعاتها
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن من الأذكار العظيمة التي وردت في السنة كذلك: قراءة سورة البقرة، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اقرأوا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة"، موضحًا أن "البطلة" هم السحرة.
وأشار أمين الإفتاء إلى أن من الآيات المجربة والموصى بها للحماية من السحر: آية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، لقوله تعالى: "ما جئتم به السحر إن الله سيبطله"، وهي دالة على أن الله هو القادر وحده على إبطال السحر مهما عَظُم أمره.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء على أهمية التوكل على الله واليقين بقدرته، داعيًا إلى الإكثار من ذكر الله، وقراءة الأذكار صباحًا ومساءً، قائلاً: "مش مهم مين عمل السحر، المهم أنا أحصن نفسي إزاي، وأتعلق بالله لا بغيره".
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء في لمسة تراثية إلى قول المصريين القدماء "خمسة وخميسة"، لافتًا إلى أن سورة الفلق خمس آيات، وسورة الناس ست آيات، وهو ما يحمل رمزية جميلة في الثقافة الشعبية المصرية للتحصين من الشر.