غزة.. صمود يتحدّى الحصار والمعاناة
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، تعيش غزة أوضاعا إنسانية هي الأكثر قسوة منذ عقود، إذ تتشابك أزمات الحرب مع قسوة الشتاء لتزيد من معاناة السكان الذين يواجهون أبشع صور الحصار والتدمير.
الدمار الذي طال المنازل والبنية التحتية حوّل المدينة إلى مشهد مأساوي، إذ أصبحت النسبة الكبرى من المساكن غير صالحة للسكن، بينما تعاني البنية التحتية من انهيار شبه كامل، مما يدفع الآلاف من العائلات إلى النزوح.
النازحون، الذين فقدوا منازلهم، يعيشون في خيام بدائية مصنوعة من القماش وقطع النايلون، أو في مدارس مكتظّة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. هذه الملاجئ المؤقتة تعاني من غياب الكهرباء والمياه، ونقص حادّ في الغذاء والأدوية، مما يجعل الظروف أكثر قسوة مع دخول الشتاء. في ظل هذا الوضع، تصبح أبسط الاحتياجات مثل التدفئة أو مياه الشرب النظيفة ترفا بعيد المنال.
انقطاع الكهرباء المستمر يزيد من قتامة المشهد، إذ يعتمد السكان على وسائل بدائية لتدفئة أطفالهم، كحرق الحطب أو المواد البلاستيكية، على الرغم من مخاطرها الصحية. كما أن تدمير شبكات الصرف الصحي أدى إلى انتشار المياه الراكدة والطين، مما ساهم في تفشي الأمراض بين الأطفال وكبار السّن، الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه الظروف القاسية.
ورغم هذه المحنة، يواصل سكان غزة تقديم دروس في الصمود والتحدي. المبادرات المحلية والجمعيات الخيرية تعمل على توزيع الملابس الشتوية والبطانيات والمواد الغذائية، في محاولة لتخفيف وطأة المعاناة، إلا أن هذه الجهود تظل محدودة مقارنة بحجم الكارثة.
على الصعيد الدولي، تبدو المواقف مترددة وغير فعالة، إذ تتوالى المناشدات الحقوقية من دون أي خطوات عملية لإنهاء الحصار أو وقف العدوان. الاحتلال الإسرائيلي مستمرّ في سياساته العدوانية، متجاهلا القوانين الدولية، في حين يتحمل سكان غزة وحدهم أعباء هذه الحرب الوحشية.
غزة، التي اعتادت مواجهة الموت والدمار، تثبت مجدّدا أنها عصيّة على الانكسار. مع كل شتاء يعصف بها، ينهض أهلُها بإصرار من تحت الركام، متحدين الحصار والجوع والبرد، ومتمسكين بحقهم في الحياة والحرية. إن صمودهم اليوم يعكس إرادة شعب لا يعرف الاستسلام، ويؤكد أن الاحتلال مهما طال لن يكسر عزيمتهم.
في كل يوم يمر، تظل غزة شاهدا على معاناة إنسانية وقضية سياسية تستدعي تحركا دوليا فوريا لإنهاء الحصار وضمان حق الفلسطينيين في حياة كريمة. ومع ذلك، يبقى الأمل قائما بأن غزة ستنهض من تحت الركام لتعيد بناء حياتها وتواصل مسيرتها نحو الحرية والاستقلال.
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الصمود الاحتلال غزة الاحتلال الصمود جباليا مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نجاح عملية جراحية نادرة في مستشفى الزرقاء الحكومي لمريض بحالة حرجة
صراحة نيوز-في إنجاز طبي لافت، تمكن فريق طبي متخصص في مستشفى الزرقاء الحكومي الجديد من إجراء عملية جراحية دقيقة لتحرير القناة الشوكية على مستويين بين الفقرات القطنية الثالثة والرابعة، والرابعة والخامسة، لمريض يعاني من حالة صحية شديدة التعقيد.
وقال مدير المستشفى، الدكتور ناصر حسين، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن العملية جاءت بدعم مباشر من إدارة المستشفى، التي تؤمن بكفاءة الكوادر الطبية القادرة على التعامل مع أكثر الحالات تعقيدًا.
وأوضح حسين أن المريض كان يعاني من تضيق شديد في القناة الشوكية، وكان التدخل الجراحي ضرورياً، إلا أن تعقيد حالته الطبية، التي شملت سمنة مفرطة، ضعفًا في عضلة القلب، وسجلًا مرضيًا حافلًا بالجلطات، إضافة إلى إصابته بمرض الوهن العضلي الوبيل، جعل خيار التخدير العام محفوفًا بالمخاطر.
وبعد دراسة دقيقة للحالة، اتخذ الفريق الطبي قرارًا جريئًا بإجراء العملية تحت التخدير النصفي، ليبقى المريض واعيًا طوال الجراحة، وهو إجراء نادر في مثل هذه الظروف الحرجة.
ووفقًا للدكتور حسين، فقد تكللت العملية بالنجاح، بفضل التنسيق العالي بين أعضاء الفريق الطبي، الذي ضم كلًا من:
الدكتور عبد الجابر المسعود (رئيس قسم التخدير)
الدكتور رامي قيسية
الدكتور حمزة إبراهيم
الدكتور طارق حرب (رئيس شعبة جراحة الدماغ والأعصاب)
الدكتورة شيماء رائد
وبمساندة من طاقم التمريض: أحمد نافع وتسنيم الزيود.
وأكد حسين أن هذه العملية تمثل نقلة نوعية في مستوى الخدمات الجراحية والتخديرية بالمستشفى، وتفتح الباب أمام التعامل مع حالات معقدة دون الحاجة لتحويلها إلى مستشفيات خارج المحافظة. كما وجه شكره للفريق الطبي والتمريضي، مؤكدًا أن الكفاءة الأردنية أثبتت قدرتها على التميز حتى في أصعب الظروف.