جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-10@00:50:19 GMT

ذوو الإعاقة جزء من مجتمعنا

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

ذوو الإعاقة جزء من مجتمعنا

 

د. أحمد أبوخلبه الحضري

 

يعد ذوو الإعاقة جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، وهم ليسوا مجرد فئة بحاجة إلى الدعم والمساعدة، بل هم أفراد يمتلكون قدرات ومهارات قد تفوق في بعض الأحيان ما يملكه الأصحاء. ولهذا يجب أن نمنحهم الاهتمام والرعاية التي تليق بهم اجتماعيًا ونفسيًا، مما يعزز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع.

في هذه الأسطر، سأتناول أهمية الاهتمام بذوي الإعاقة اجتماعيًا ونفسيًا، ونسلط الضوء على الدور الرائع الذي توليه سلطنة عمان في دعم هذه الفئة، بالإضافة إلى أهمية دمجهم في المجتمع وكيف يمكننا أن نكون سندًا لهم في مواجهة التحديات التي يواجهونها.

إن الاهتمام بذوي الإعاقة لا يقتصر على الجانب الصحي أو الجسدي فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب الاجتماعية والنفسية التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم. من المهم أن نعمل على دمجهم في المجتمع وتوفير بيئات شاملة تتيح لهم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين. فالإعاقة ليست عائقًا أمام الإبداع والنجاح، وإنما غالبًا ما تكون فرصة لتطوير مهارات وطاقات كامنة.

 

من الناحية النفسية، يحتاج ذوو الإعاقة إلى دعم نفسي يساعدهم على تجاوز التحديات التي يواجهونها. قد يكون الضغط النفسي الناتج عن التمييز الاجتماعي أو عدم الفهم من قبل الآخرين أحد أكبر التحديات التي يعانون منها. لذلك، من الضروري أن نكون داعمًا لهم في بناء ثقتهم بأنفسهم وتعزيز روحهم المعنوية.

في سلطنة عمان، هناك اهتمام كبير بذوي الإعاقة على مختلف الأصعدة. فقد قامت الحكومة العمانية بإطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والوظيفية التي تساعدهم على تحقيق إمكاناتهم.

فعلى سبيل المثال ماتوليه وزارة التنمية الاجتماعية وفروعها في المحافظات  لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة لما من شأنه توفير بيئة شاملة تدعم ذوي الإعاقة في كافة المجالات، من الرعاية الصحية، إلى التعليم، وصولاً إلى التوظيف. كما تشجع السلطنة على موائمة التشريعات لتكون أكثر مرونة في تلبية احتياجات هذه الفئة، وتوفير الفرص المتساوية لهم في مختلف المجالات.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية التي تُنظم خصيصًا لذوي الإعاقة، مما يعزز اندماجهم الاجتماعي ويتيح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وتطوير مهاراتهم.

من المهم أن نتذكر أن ذوي الإعاقة ليسوا عبئًا على المجتمع، بل هم أشخاص ذوي قدرات خاصة يمكن أن يكون لديهم مهارات ومواهب تفوق بعض الأصحاء وهذا ما لمسته من خلال عملي كطبيب عيون ولقائي المتكرر مع الإخوة المكفوفين .

قد يواجه ذوو الإعاقة تحديات جسدية أو عقلية، ولكنهم غالبًا  يمتلكون إبداعًا وقدرات فكرية متميزة في مجالات مثل الرياضة، الفنون، التكنولوجيا، والعديد من المجالات الأخرى.

على سبيل المثال، العديد من الرياضيين ذوي الإعاقة قد حققوا إنجازات عالمية في الألعاب الأولمبية لذوي الإعاقة، ما يثبت أن الإعاقة لا تمنع التفوق والنجاح. علاوة على ذلك، نجد العديد من الفنانين والمبدعين الذين أضافوا بصمتهم الخاصة في مجال الفن والموسيقى، مما يعكس مدى تنوع مهاراتهم وقدراتهم.

من المؤسف أن بعض أفراد المجتمع قد يكونون سببًا في تفاقم معاناة ذوي الإعاقة، ليس من خلال إعاقة جسدية أو عقلية، ولكن من خلال المواقف السلبية أو التعليقات الجارحة التي تؤثر على حالتهم النفسية. إن التمييز والتهميش يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالعزلة والاكتئاب، مما يؤثر على حياتهم بشكل كبير.

نحن كمجتمع مسؤولون عن توفير بيئة داعمة تتيح لهم التعبير عن أنفسهم بحرية وكرامة. يجب أن نكون أكثر وعيًا بمشاعرهم واحتياجاتهم، وألا نكون سببًا في زيادة عبء حياتهم اليومية.

إن دعم ذوي الإعاقة لا يعني فقط تقديم المساعدة المادية أو الطبية، بل يشمل أيضًا الدعم النفسي والمعنوي. يمكن أن نكون سندًا لهم من خلال الاستماع إلى احتياجاتهم، تشجيعهم على تطوير مهاراتهم، و مساعدتهم على التغلب على تحديات الحياة اليومية.

من خلال تغيير مواقفنا وتقديم الدعم المستمر، يمكننا أن نساعد في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، مما يمكنهم من المساهمة الفعّالة في المجتمع.

فالدمج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة ليس فقط حقًا إنسانيًا، بل هو أيضًا توجه عالمي يتبناه العديد من الدول والمنظمات الدولية. يشمل هذا التوجه ضمان وصولهم إلى التعليم والعمل، و الأنشطة الاجتماعية دون تمييز أو عوائق. من خلال دمجهم في المجتمع، نساهم في بناء مجتمع متنوع يستطيع الاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم الخاصة.

 

إنَّ دمج ذوي الإعاقة في جميع جوانب الحياة يعزز من إحساسهم بالانتماء ويشجعهم على المشاركة الفعّالة في بناء المجتمع. كما أن هذا الدمج يعود بالنفع على المجتمع ككل، من خلال تعزيز التنوع وتحقيق التوازن الاجتماعي

لا يمكننا أن نغفل عن الدعم النفسي الذي يحتاجه أسر ذوي الإعاقة. إن الأعباء النفسية والاجتماعية التي تتحملها الأسر قد تكون كبيرة للغاية، حيث يحتاج الأهل إلى دعم نفسي مستمر لمساعدتهم على التعامل مع التحديات اليومية. يجب أن يتم تقديم برامج دعم للأسر تساعدهم على التكيف مع الوضع وتوفير بيئة صحية وآمنة لأطفالهم.

إن ذوي الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، ويستحقون كل الدعم والاهتمام من الناحيتين الاجتماعية والنفسية.

من واجبنا أن نكون سندًا لهم، وأن نعزز قدراتهم ومهاراتهم بدلاً من أن نكون سببًا في معاناتهم النفسية. فلنعمل معًا من أجل مجتمع شامل ينعم فيه الجميع، بما في ذلك ذوي الإعاقة، بحياة كريمة ومزدهرة.

مؤخرا كان لي الشرف المشاركة ضمن فريق فني لوضع تصور للخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة مع فريق رائع من جهات مختلفة بمحافظة ظفار  وإن شاء الله نصل إلى تصور  يكون نموذجاً لبقية المحافظات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مناقشة سبل توطيد الأمن وتعزيز الخدمات الأساسية خلال زيارة محافظ درعا إلى بصرى الشام والصنمين ونوى

درعا-سانا

بحث محافظ درعا أنور الزعبي مع الفعاليات الرسمية والشعبية في منطقة بصرى الشام، مجموعة من القضايا الأمنية والخدمية الملحة، والتي من شأنها توطيد الأمن والأمان في المنطقة.

ونقل المحافظ تحيات السيد الرئيس أحمد الشرع الى أهل بصرى وقال: “إن السيد الشرع وعد بأن تكون درعا خلال السنوات القادمة منبراً اقتصادياً مهماً لأنها بوابة الشام وسوريا”، وأضاف: “إننا اليوم انتقلنا من مرحلة الثورة إلى مرحلة البناء التي تستوجب التكاتف يداً بيد لبناء اللبنة الأولى لتأسيس نظام عادل، يقوم على التشاركية والعدالة الانتقالية الحقيقية”.

مدير الأمن الداخلي بدرعا العميد شاهر عمران تحدث عن الأهمية التاريخية والسياحية والدينية للمدينة، وأكد ضرورة تفعيل دور المجتمع في تعزيز حالة الأمن والأمان، وضرورة حصر السلاح بيد الدولة.

الدكتور يوسف أحمد المقداد شدد على ضرورة العمل الجاد لتحقيق الأمن وملاحقة الدولة لفلول النظام البائد الذين مازالوا يعيثون فساداً، ويروعون الناس البسطاء، وأكد ضرورة تطبيق العدالة وإعادة الحقوق لأهلها بإشراف الدولة.

الشيخ عمران الفارس تحدث عن بناء المجتمع من خلال مبادرة تقوم على تشكيل هيئة عدلية مؤقتة للمدينة تعمل بشكل مستقل وعادل، مهمتها النظر في كل القضايا الأمنية.

وأكد العديد من الحضور ضرورة أن تقوم الدولة بدورها في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية ترفع من سوية العيش، وتحقق الحد الأدنى من المعيشة الكريمة للمواطن، وبذل الجهود لتحقيق الأمان.

بدورهم أكد أعضاء من تجمع شباب بصرى ضرورة تفعيل دور الشباب، والاستفادة من توظيف طاقاتهم، وإشراكهم في عملية التنمية المستدامة.

من جهة ثانية بحث محافظ درعا خلال زيارته مدينتي الصنمين ونوى، برفقة مدير الأمن الداخلي بدرعا العميد شاهر عمران، الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية وسبل تعزيز حالة الأمن والاستقرار.

كما ناقش مع الفعاليات الأهلية والرسمية احتياجات المدينتين من الخدمات الأساسية، وسبل التعاون والتشاركية بين المجتمع المحلي والبلديات في تحسينها، وبما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • لماذا يحتاج الطلاب إلى الدعم النفسي في الامتحانات؟ أستاذ علم نفس تربوي يوضح
  • اليقظان الحارثي لـ"الرؤية": متحف "عُمان عبر الزمان" معلم ثقافي وسياحي رائد.. والتقنيات الحديثة عززت تجارب 800 ألف زائر
  • 10 سنوات من التنمية.. مصر تعزز العدالة الاجتماعية بمبادرات تمس حياة الملايين |انفوجراف
  • مناقشة سبل توطيد الأمن وتعزيز الخدمات الأساسية خلال زيارة محافظ درعا إلى بصرى الشام والصنمين ونوى
  • رعاية خاصة لذوي الإعاقة وكبار السن خلال طواف الوداع في صحن المطاف.. فيديو
  • وزير العدل: نجدد التزامنا بأن نكون شهودا للعدالة وحراسا لها
  • هذه إنجازات وزارة الشؤون خلال 100 يوم
  • الهلال الأحمر المصري ينفذ 90 دورة إسعافات أولية ويُدرّب 2500 مستفيد خلال شهر
  • فعالية مجتمعية بريف دمشق لتعزيز دمج الأطفال من ذوي الإعاقة بأقرانهم
  • تحرير 143 مخالفة للمحال التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق