جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-12@17:25:28 GMT

لا أريدك عمياء

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

لا أريدك عمياء

 

مريم محمد قوش **

 

أحضرها أخي،، قطةٌ صغيرةٌ رآها تسقط من حافة مبنى على وشك الانهيار، لا أعلم ما الذي دفعها لتصعد هناك.. ولا أعلم ما الذي دفع أخي ليأخذها عائدًا بها إلى البيت، ليقول لي: انظري! دعينا نُدركها قبل أن تعمى!

أخذتُ أمسحُ عينها بالشاي المر، تمامًا كما نمسح عيون المواليد حينما يفدون للحياة، ثم بدأنا بتقطير الأمل في عينيها رويدا رويدا.

.

هل تذكر ذلك يا أبي؟! كنت تصنع مثل ذلك كثيرًا يا حبيبي، وتقول جملتك التي حفظناها: إذا جعلك الله في موقف لصنع الخير، فلا تتأخر، فقد ساق الله الجنة إليك.. فإنك لا تعلم أي عمل يتقبله الله منك..

لقد استسلمت القطة تماما بين أيدينا ونحن نطبب عينيها.

كنت أقول لأخي وهو يقطّر في أجفانها بعناية: مجروحةْ عيناها، تحتاج لبيطري.. وتحتاج لشاش طبي ومضاد جروح ومعقم.

ابتسم أخي ولم يقل شيئًا، كنت أعلم أنه اختصر حديثًا طويلا، فلا مشافي ولا أدوية ولا أطباء  للبشر الذين يذبحون ليل نهار، ولا حتى أكفان للشهداء..

انتيهنا أخيرًا، والقطة الصغيرة حولنا تحاول أن تفتح عينيها، كنت أرمي نظري الى أول شيء ستقع عينها عليه، يا الله! إنه شارعنا المهدم قد ظهر كله من جدار البيت المتداعي، نظرت للقطة ولعينيها اللتين تحاولان إدراك العالم.. كدتُ أقول لها: اعذريني! سترين كل ما لا يحب مخلوق أن يراه، لكنني يا صغيرتي لا أريدك عمياء..

 

** غزة- فلسطين

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بشير جبر: لا أعلم شيئا عن مصير منزلي في مدينة غزة لكني سأعود له وأقيم خيمة مكانه

أكد بشير جبر، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من قطاع غزة، إنه يعيش مشاعر متداخلة من الحنين والأمل في العودة إلى منزله بحي النصر في المنطقة الغربية من مدينة غزة، بعد سنوات طويلة قضاها هناك.

وأضاف جبر، في تصريحات عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنه لا يعلم شيئًا عن مصير منزله الذي قد يكون دُمّر بالكامل خلال العدوان، لكنه ما زال متمسكًا بحلم العودة إلى الحي الذي عاش فيه أكثر من 40 عامًا.

وأوضح أنه رغم احتمال تدمير منزله، إلا أنه سيعود للإقامة في المكان نفسه، حتى لو اضطر إلى نصب خيمة فوق ركام بيته، مؤكدًا أن فكرة العودة بالنسبة له ولأبناء غزة هي تأكيد على الصمود والإصرار على الحياة فوق هذه الأرض مهما كانت التحديات.

وأكد أن الفلسطينيين لا يؤمنون بأفكار تدعوهم إلى النزوح أو مغادرة أراضيهم، بل يتمسكون بالبقاء في مدنهم وأحيائهم، مشيرًا إلى أنه يشارك الآن آلاف النازحين مشاعر الفرح بالعودة إلى غزة، في مشهد يعكس إرادة الحياة والأمل في مستقبل أفضل رغم آثار الحرب والدمار.

اقرأ أيضاًرغم وقف الحرب في غزة.. السبب الحقيقي وراء خسارة ترامب جائزة نوبل للسلام 2025

قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل خلال الحرب على غزة.. تقرير يوضح

ترامب يكشف تفاصيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. «أبرزها أزمة سلاح المقاومة»

مقالات مشابهة

  • عاجل: إرادة ملكية بقبول استقالة الدكتورة رويدا المعايطة من رئاسة مجلس أمناء جامعة اليرموك
  • فقدت بصر عينها بكاءً عليه.. الحياة تعود لأم المفقود "خالد"
  • فتاوى وأحكام| هل وفاة الجنين تشفع لوالديه؟.. ما حكم ترك المسكن في فترة العدة بسبب عدم الأمن؟.. كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟
  • كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيب
  • مصدر وزاري: قرار الحكومة بحصرية السلاح ينفذ رويداً رويداً
  • فتاوى| ماذا يحدث لمن صبر عند البلاء والكرب؟.. زوجت نفسي بعقد رسمي وبدون ولي فهل زواجي صحيح؟.. كيف أعرف الحائل الذي يمنع صحة الطهارة؟
  • ما الذي يقوي العلاقة بين الزوجين؟.. احرصا على هذا الأمر ولو مرة يوميا
  • بشير جبر: لا أعلم شيئا عن مصير منزلي في مدينة غزة لكني سأعود له وأقيم خيمة مكانه
  • مراسل القاهرة الإخبارية: لا أعلم شيئا عن منزلي في غزة وسأعود له وأقيم خيمة مكانه
  • في حب النبي .. أجمل ما قال الراحل أحمد عمر هاشم في آل البيت