صحفي بريطاني للمقابلة: أشعر بالعار من تغطية إعلام بلادي للسابع من أكتوبر
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
وانتقد أوبورن، الذي عُرف بمسيرته الصحفية المستقلة ونقده الشديد للتحيز الإعلامي، خلال مشاركته في برنامج "المقابلة" بشدةٍ انحياز إعلام بلاده بشكل واضح لخطاب التضليل ضد الفلسطينيين، وما وصفه بـ"انحراف الصحافة البريطانية عن قيم العدالة والمساواة".
وولد بيتر أوبورن في معسكر للجيش البريطاني في مقاطعة دورست قبل نحو 70 عامًا، فقد كان والده ضابطا عسكريا، مما منحه فرصة العيش في دول متعددة، أبرزها السودان ومصر، مما زرع فيه حبا كبيرا للعالم العربي.
ويقول أوبورن إن تلك التجارب صقلت شخصيته ووسعت آفاقه الثقافية، مؤكدا أن الجيش البريطاني في زمن طفولته كان يُروج له باعتباره مؤسسة عادلة تلتزم بالقوانين الإنسانية، وهو تصور تغير لديه في ظل الحروب التي خاضتها بريطانيا لاحقا، مثل غزو العراق وأفغانستان.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صحيفة بريطانية تحذف تقريرا عن السنوار وتعتذر لقرائهاlist 2 of 4الإسلاموفوبيا والعنف العنصري يتصاعد في بريطانيا عقب حادثة ساوثبورتlist 3 of 4أكاديمي بريطاني: التمييز ضد المسلمين لا يظهر كاملا بإحصاءات رسميةlist 4 of 4موقع بريطاني: هكذا تجاهل إعلام الغرب خبر المقابر الجماعية في غزةend of listوبعد دراسته في جامعة كامبريدج وعمله لفترة قصيرة في مجال التمويل، قرر أوبورن التحول إلى الصحافة، وأوضح أنه لم يجد نفسه في المجال المصرفي ووصف تلك التجربة بأنها كانت "مضيعة للوقت"، لكنه اكتشف شغفه في الصحافة، حيث وجد نفسه في سرد القصص ونقل الحقائق، واصفًا هذه المهنة بأنها "مهنة تحتاج أحيانا إلى شيء من الجنون".
إعلان انتقاد التبعيةوبرز أوبورن كصحفي ناقد بشدة للسياسات البريطانية، خاصة في قضايا الشرق الأوسط، ومثلت تغطية الإعلام البريطاني لغزو العراق نقطة تحول في مسيرته المهنية، حيث انتقد بشدة الانجرار الأعمى وراء الولايات المتحدة، ودعا إلى تبني سياسات مستقلة تراعي القيم البريطانية.
وفي قضية فلسطين، كان أوبورن من أبرز المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، مهاجما انحياز وسائل الإعلام البريطانية لإسرائيل وتشويهها للحقائق.
وكان انحياز صحيفة "ديلي تلغراف" الكبير لإسرائيل من بين الأسباب التي دفعته للاستقالة، ومنذ ذلك الحين، كرس جهوده لإعداد تقارير تكشف الانتهاكات الإسرائيلية وتدعو لتحقيق العدالة للفلسطينيين.
وتناول أوبورن في حديثه للمقابلة ما وصفه بـ"الهجمة الممنهجة ضد المسلمين في بريطانيا"، موضحًا أن الإعلام لعب دورا أساسيا في تأجيج الإسلاموفوبيا بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 و7 يوليو/تموز 2005، وأشار إلى أن بعض الصحف البريطانية الكبرى، مثل "التايمز"، أسهمت في نشر الأكاذيب وتعزيز الخوف من المسلمين.
واتهم أوبورن روبرت مردوخ، أحد أكبر مالكي الصحف في بريطانيا، بالتحريض ضد المسلمين لتحقيق مكاسب سياسية وتجارية، وأضاف أن هذا الخطاب المعادي للمسلمين لم يقتصر على الإعلام فقط، بل تبنته بعض الأحزاب السياسية لتعزيز شعبيتها.
تشويه وتحريضوتحدث أوبورن عن المظاهرات التي خرجت في بريطانيا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرًا إلى أنها كانت ضد الحرب وداعية للسلام، لكنها وُصفت من قبل الحكومة ووسائل الإعلام بأنها مظاهرات طائفية ومحرضة على الكراهية.
وأكد أن هذا التوصيف لم يكن صحيحًا، بل كان جزءًا من محاولة تشويه الحراك الشعبي الذي يعارض الظلم، وأشاد بالتقليد البريطاني العريق في الاحتجاجات الشعبية، مؤكدا أن هذه المظاهرات كانت مشابهة للاحتجاجات التي خرجت في السابق ضد غزو العراق.
إعلانلكنه أعرب عن خيبة أمله من القمع الإعلامي والسياسي الذي يواجهه هذا الحراك، معتبرا ذلك تهديدًا لقيم الديمقراطية في بريطانيا.
وفي تقييمه لأداء الصحافة البريطانية، أشار أوبورن إلى وجود مراسلين مميزين في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مثل جيريمي بوين وليز دوسيت، اللذين يعملان ضمن قيود صعبة ولكن يقدمان تغطية مميزة.
لكنه انتقد بشدة التغطية المحلية، لافتًا إلى أن موضوعات مثل بيع الأسلحة البريطانية لإسرائيل والتعاون العسكري بين البلدين يتم تجاهلها تمامًا من قِبل الصحافة المحلية، رغم أهميتها السياسية.
ازدواجية معاييروأضاف أوبورن أن الفظائع الإسرائيلية المتزايدة لم تصبح قضية سياسية كبرى في بريطانيا رغم خطورتها مقارنة بفظائع ارتُكبت في سياقات أخرى.
وأشار إلى استمرار بريطانيا في بيع الأسلحة لإسرائيل، بل وحتى محاولة عرقلة إجراءات قانونية دولية ضد مسؤولين إسرائيليين، كما تطرق إلى انتقادات تجاه الطريقة التي أوقفت بها بريطانيا تمويل وكالة الأونروا بناءً على ادعاءات إسرائيلية وصفها بأنها واهية.
وعن المقارنة بين تغطية الصحافة البريطانية للحرب في أوكرانيا وقطاع غزة، أكد أوبورن أن الفارق في التغطية يعكس تمييزًا عنصريًا، حيث تحظى حياة الأوكرانيين البيض بأهمية أكبر من حياة الفلسطينيين.
وتناول أوبورن أيضًا قضية حرية الصحافة في بريطانيا، مشيرًا إلى أن الصحفيين البريطانيين لا يواجهون تهديدات جسدية كما يحدث لصحفيين آخرين في العالم. ومع ذلك، أبدى استغرابه من عدم شجاعة هؤلاء الصحفيين في مواجهة السلطة، حيث يكتفي معظمهم بتمرير الروايات الرسمية دون تحقيق أو تدقيق.
وتحدث أوبورن عن تجربته الشخصية خلال حرب العراق عام 2003، مؤكدًا أن هذه الحرب كانت نقطة تحول كبيرة في حياته المهنية، وأوضح أنه أدرك خلال هذه الفترة مدى استعداد كبار الصحفيين البريطانيين لترديد روايات حكومية دون تدقيق، مما دفعه لابتكار مصطلح "الصحفي العميل" لوصف هؤلاء الذين يسهمون في تضليل الرأي العام.
إعلان 22/12/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی بریطانیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن الحكومة البريطانية هددت بوقف تمويل المحكمة والخروج من نظام روما الأساسي الذي أنشأها، إن مضت في خططها لإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كريم خان ذكر هذا الادعاء في مذكرة قدمها للمحكمة دفاعا عن قراره بمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكان ذلك في 23 أبريل/نيسان 2024 عندما تلقى خان اتصالا هاتفيا حازما من مسؤول بريطاني لم يكشف عن هويته.
لكن تقارير إعلامية رجحت أن يكون المتصل وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون.
وأضاف خان أن المسؤول البريطاني اعتبر أن إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت أمر غير متناسب.
وقد أوضح المدعي العام -وهو بريطاني من أصول باكستانية- أن التهديدات البريطانية لم تكن الوحيدة، فقد تلقى أيضا تحذيرات من مسؤول أميركي بأن إصدار مذكرات التوقيف سيؤدي إلى "عواقب كارثية".
وخلال مكالمة أخرى في الأول من مايو/أيار 2024، حذره السيناتور الأميركي ليندسي غراهام من أن تنفيذ المذكرات قد يدفع حركة حماس إلى قتل الأسرى الإسرائيليين.
وفي مواجهته لدعوات تأجيل إصدار مذكرة التوقيف، قال خان إنه أصرّ خلال المكالمة على أنه لم تكن هناك أي إشارة إلى استعداد الحكومة الإسرائيلية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية أو تغيير سلوكها.
وكشف خان أنه أصر على إرسال رد قوي من 22 صفحة على طلب إسرائيل بإلغاء المذكرات، "بعد أن رأى أن الرد الأولي كان ضعيفا.
كذلك، أوضح المدعي العام للجنائية الدولية أنه شكّل لجنة من خبراء القانون الدولي لتقييم اختصاص المحكمة وإمكانية محاكمة نتنياهو وغالانت و3 مسؤولين من حماس.
يذكر أنه بدعم أميركي، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، وأدت لسقوط أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.
التزام علني
وعبرت عدة دول أوروبية عن التزامها بقرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو، مما أجبره على تفادي المرور في أجواء هذه الدول الأوروبية خوفا من اعتقاله.
إعلانوإذا كانت بريطانيا، حاولت سرا إنقاذ نتنياهو فإنها لم تعارض علنا مذكرة توقيفه، بل أبدت احترام المحكمة وأكدت التزامها بميثاق روما الأساسي.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن لندن "ستتبع الإجراءات القانونية الواجبة" إذا زار نتنياهو البلاد.
وجاء ذلك تعليقا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الأخير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وردا على سؤال عما إذا كانت لندن ستنفذ أمر الاعتقال، قال لامي: "نحن موقعون على نظام روما، ودائما نلتزم بتعهداتنا بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".