زنقة20ا الرباط

ترأس جلالة الملك محمد السادس اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالدار البيضاء، جلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة.

وحسب بلاغ للديوان الملكي “تأتي هذه الجلسة في أعقاب رفع الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، بعد انتهاء مهامها داخل الأجل المحدد لها، إلى جلالة الملك، تقريرا يتضمن أكثر من مائة مقترح تعديل، وبعد تفضل جلالة الملك أمير المؤمنين، بإحالة تلك المرتبطة منها بنصوص دينية على نظر المجلس العلمي الأعلى، الذي أصدر بشأنها رأيا شرعيا، وأيضا بعد قيام جلالته، أعزه الله، بالتحكيمات الضرورية بالنسبة للقضايا التي اقترحت فيها الهيئة أكثر من رأي، أو تلك التي تطلب الأمر مُراجعتها في ضوء الرأي الشرعي، والتي رَجح فيها جلالته الخيارات التي تنسجم مع المرجعيات والغايات المحددة في مضمون الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى السيد رئيس الحكومة، وكذا تلك الواقعة في دائرة الضوابط المحددة لعمل الهيئة، وفي مقدمتها ضابط “عدم تحريم حلال ولا تحليل حرام”.

وخلال هذه الجلسة، قَدم وزير العدل عبد اللطيف وهبي، بصفته عضوا بالهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، بين يدي جلالة الملك، عرضا حول طريقة ومنهج عمل الهيئة، لا سيما ما تعلق منها بجلسات الإنصات والاستماع التي نظمتها، وأهم المقترحات التي انبثقت عنها، والتي ضمنتها في تقريرها المذكور، بالإضافة إلى الغايات المرجوة منها.

كما عَرَض وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، بصفته عضوا بالمجلس العلمي الأعلى، خُلاصات الرأي الشرعي للمجلس، التي قدمت التقعيد الشرعي الضروري لبعض مقترحات الهيئة، وفتحت “باب المصلحة” لإيجاد حلول مطابقة للشرع، بالنسبة لمقترحات أخرى. وهو ما شكل مناسبة لإبراز قُدرة الاجتهاد البناء على استنباط الأحكام الشرعية، ووسطية واعتدال المدرسة الفقهية المغربية، المستمدة أُسسها من الثوابت الدينية للمملكة.

وفي هذا الإطار، دعا جلالة الملك أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى، إلى مواصلة التفكير واعتماد الاجتهاد البناء في موضوع الأسرة، عبر إحداث إطار مناسب ضمن هيكلته، لتعميق البحث في الإشكالات الفقهية التي تطرحها التطورات المحيطة بالأسرة المغربية، وما تتطلبه من أجوبة تجديدية تُساير متطلبات العصر.

ولتوضيح المضامين الرئيسة لمراجعة مدونة الأسرة، فقد كلف جلالته، خلال هذه الجلسة، السيد رئيس الحكومة والسادة الوزراء، بالتواصل مع الرأي العام، وإحاطته علما بمستجدات هذه المراجعة، والتي ستسهر الحكومة، داخل آجال معقولة، على حُسن بلورتها وصياغتها في مبادرة تشريعية، طبقا للأحكام الدستورية ذات الصلة.

وبخصوص المبادرة التشريعية لمراجعة مدونة الأسرة، وما سيليها من مناقشة وتصويت بمجلسي البرلمان، فقد ذَكر جلالته، حفظه الله، بالمرجعيات والمرتكزات التي ستؤطرها، والمتضمنة في الرسالة الملكية السامية المذكورة، ويتعلق الأمر بمبادئ العدل والمساواة والتضامن والانسجام، النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف، وكذا القيم الكونية المنبثقة من الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب.

كما أكد جلالة الملك، على ضرورة استحضار إرادة الإصلاح والانفتاح على التطور التي يَنْشُدها جلالته، من خلال إطلاق هذه المبادرة الإصلاحية الواعدة، بعد مرور عشرين سنة على تطبيق مدونة الأسرة، وضمان الحماية الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية للأسرة، والنظر إلى مضامين المراجعة في تكامليتها، وأنها لا تنتصر لفئة دون أخرى، بل تهُم الأسرة المغربية، التي تشكل “الخلية الأساسية للمجتمع”، وهو ما يتطلب الحرص على بلورة كل ما تقدم، في قواعد قانونية واضحة ومفهومة، لتجاوز تضارب القراءات القضائية، وحالات تنازع تأويلها.

كما لفت جلالته، نصره الله، الانتباه إلى ضرورة العناية بكل المداخل الأخرى المدعمة والمعززة لمراجعة مدونة الأسرة، سواء عبر تدعيم تجربة قضاء الأسرة، ومراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية ذات الصلة، في ضوء الأحكام الدستورية الجديدة، وإعداد برامج توعوية تُمكن المواطنات والمواطنين من الولوج إلى القانون، ومن استيعاب أكبر لحقوقهم وواجباتهم.

حضر جلسة العمل هاته رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامي أحمد التوفيق، ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة نعيمة ابن يحيى”.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: مدونة الأسرة جلالة الملک

إقرأ أيضاً:

العيسوي يرعى احتفال أبناء شرق وجنوب عمان بمناسبة عيد الاستقلال

صراحة نيوز ـ رعى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، اليوم الجمعة، احتفال أبناء شرق وجنوب عمان بمناسبة عيد الاستقلال.

وفي بداية الاحتفال، الذي حضره مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كنيعان البلوي ومحافظة العاصمة ياسر العدوان، وعدد من النواب ووجهاء عشائر وفعاليات شعبية ونسائية وشبابية من أبناء المنطقة، حيث رحب متصرف لواء القويسمة الدكتور أسامة الهاشم، براعي الحفل والحضور، مؤكدا أن مناسبة الاستقلال محطة راسخة تتجدد فيها معاني الولاء والانتماء، ويترسخ عبرها الإيمان بالمسيرة الأردنية بقيادة هاشمية حكيمة، قدّمت عبر التاريخ أعظم النماذج في التضحية والعطاء.

وأكد الهاشم، أن جلالة الملك عبدالله الثاني، سليل الدوحة الهاشمية، يحمل رسالة الثورة العربية الكبرى بقيمها النبيلة، ويقود الوطن بثبات رغم ما يحيط به من تحديات، عبر رؤية إصلاحية شاملة، ومشروع وطني يرتكز على التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ويضع المواطن في قلب المعادلة.

وأشار إلى أن الاستقلال هو ثمرة كفاح طويل، لم ينفصل يومًا عن المشروع الهاشمي في بناء الدولة الحديثة.

وتضمنت فعاليات الاحتفال، إلقاء كلمات، حيث تحدث النائب أحمد الهميسات والنائب أيمن البدادوة والنائب السابق إمغير الهملان وعبدالكريم الحويان وحسن الطلافيح والدكتور ثائر عمرو ونبيل الرقب ورشا الشوبكي والإعلامي السعودي أحمد الشراري، كما ألقت الشاعرة أية الدعجة، قصيدة شعرية.

وتضمنت كلمات المتحدثين على التأكيد بأن مناسبة الاستقلال هي عنوان المجد والسيادة، ومحطة لتجديد العهد مع الوطن والقيادة الهاشمية، مجددين وقوفهم خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، سندًا وظهيرًا لمواقفه المشرفة، وقيادته الحكيمة التي حصّنت الأردن وسط إقليم يموج بالتحديات.

وأشاد المتحدثون بما تحقق من إنجازات نوعية في عهد جلالة الملك، على صعيد التحديث الشامل، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز منظومة الحقوق والخدمات، ما جعل الأردن أنموذجًا في البناء والصبر والإنجاز رغم الظروف المحيطة.

وحيّوا، في كلماتهم، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، العضد الأوفى لجلالة الملك، وراعي تطلعات الشباب الأردني، بمبادراته الواعية، وتحركاته الميدانية التي تعكس وعيًا عميقًا بحاجات الجيل الجديد، وسعيًا صادقًا نحو بناء المستقبل على أسس راسخة ومحدثة.

كما عبّر المتحدثون عن فخرهم واعتزازهم بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وبالأجهزة الأمنية والمخابرات العامة، حماة الاستقلال، وسياج الوطن، الذين لم يتوانوا يومًا عن الذود عن ترابه وسيادته، مؤكدين الوقوف بالمرصاد لكل من يحاول المساس بأمن الأردن واستقراره.

وأكدوا على المواقف الأردنية الثابتة التي يقودها جلالة الملك في الدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشددين على أن الأردن سيبقى السند القوي للأشقاء العرب، وصوت الحكمة والعدل في كل المحافل، بقيادة جلالة الملك صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، التي تشكل مسؤولية تاريخية وحضارية تتشرف بها العائلة الهاشمية.

كما شددوا على أهمية الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة، مؤكدين رفضهم المطلق لكل الخطابات الفئوية والطروحات الضيقة، ومشددين على أن الأردن كان وسيبقى وطن العز والكرامة، بفضل وعي أبنائه، ونهج قيادته، وثوابت رسالته النبيلة.

كما تضمن الحفل، الذي شهد حضور جماهيري من مختلف الفعاليات الشعبية في لواء القويسمة، فقرات فنية تراثية، قدمتها كورال أمانة عمان الكبرى، كما شارك في الاحتفال حوالي 100 دراج من فريق أبطال الأردن للدراجين

مقالات مشابهة

  • بن غفير يرفض مقترح ويتكوف ويدعو لتكثيف الإبادة بغزة
  • جلالة السلطان يهنئ الرئيس الإيطالي
  • مرصد يؤشر تطور ظاهرة الخطاب الطائفي في العراق مع قرب الانتخابات ويدعو لـالضبط
  • وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من "خطر صيني وشيك" ويدعو الحلفاء لتحمل المسؤولية الدفاعية
  • بري يرفض الاحتكاكات بين اللبنانيين واليونيفيل ويدعو لمعالجة الوضع بحكمة
  • العيسوي يرعى احتفال أبناء شرق وجنوب عمان بمناسبة عيد الاستقلال
  • عامل إقليم الحوز في خدمة رعايا جلالة الملك: ثقة متبادلة وإدارة قريبة من المواطن
  • «حزب صوت الشعب» يشكر المشاركين بالاعتصام ويدعو لمواصلة الحراك السلمي أمام البعثة الأممية
  • مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة الكركي
  • إنجازات الأردن تحققت بفضل حكمة قيادته وتكاتف شعبه