مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق “بشار الأسد”، ظهرت في البلاد حالة أثارت جدلا كبيرا في الشارع السوري وهو ما أطلق عليه “حالة التكويع والنفاق اللامتناهية”، من “مؤيدين للعضم كما يقال لـ”بشار الأسد”، لمؤيدين بلا حدود “للثوار”، حيث برروا موقفهم بأنهم كانو “مقموعين”، وسادت الحالة بشكل كبير في أوساط الفنانين، فكيف علق بعض منهم على نجاح ثورة 8 ديسمبر 2024 وإسقاط نظام “الأسد”؟

ونبدأ من الفنان السوري الكبير دريد لحام، “والذي كان يؤكد في مقابلاته على ضرورة عدم وجود محظورات، وبعد سقوط “الأسد”، عبر عن صدمته بأنه لم يسقط بل فر هاربا معلنا أنه أزاح عبئا كبيرا برحيله”، وكان “لحام” صرح سابقا بأن “حافظ الأسد” كان يحضر مسرحياته ومجرد تواجده في المسرح يشكل حالة من الأمان والحماية لهم كممثلين”.

أما مطربة الجيل ميادة الحناوي، فقد تبدل الموقف بـ”كوع ثلاثي الأبعاد” على حد قول البعض، “فهي التي غنت الكثير من الأغاني للقائد الراحل حافظ الأسد وكان من الممكن أن تغني “لبشار الأسد” قالت خلال تواجدها بالبحرين وهي تحيي حفلها الغنائي “نحنا مرقنا بحقبة صعبة كتير وطاغية ومتلنا متل كل الناس ما منعرف شي أبدا”.

أما الفنانة “سوزان نجم الدين”، التي ظهرت في إحدى القنوات الفضائية اللبنانية أعلنت رفضها المساس بشخص الرئيس وغادرت الحلقة غاضبة عندما سألها المذيع هل هي مع أو ضد “بشار الأسد” في قتل شعبه؟ فنشرت تبريرا لمواقفها السابقة تصف ما جرى اليوم بأنه تغيير جذري وقالت: “لم أكن يوما متلوّنة ولن أكون.. ولدت وترعرت صادقة.. حرّة.. كسوريتي اليوم بإذن الله.. فمن لحظة سقوط النظام أدركت كم كنا مخدوعين..(بفكرة التغيير).. لقد زرعوا الخوف في أعماقنا ولسنينَ طويلة من أن دماءنا ستستباح على قارعة الطريق”.

وأضافت نجم الدين: “ماحدث اليوم في (شكل تغيير السلطة) جعلني أدرك أنها كانت أفعالا فردية وعشوائية فتبدد الخوف في داخلي ودعاني للتفاؤل.. فما حملته القيادة الجديدة من شعارات.. وما أصدرته من بيانات تدعو فيها للم شمل البلاد وتضافر أهلها بمختلف طوائفهم وحرصهم على عدم إراقة الدماء وعلى الأمن والأمان..وحفاظهم على الممتلكات العامة والخاصّة وعفوهم عن سجناءَ قد أدمى قلوبنا وعقولنا ما رأيناه فيهم من ظلم واضطهاد.. لنعيش معا يدا واحدة .. نحن معكم فلاتخذلونا.. كما خذلنا من قبلكم وخان الوطن والشعب وحتى العائلة.. فكونوا على العهد كما وعدتمونا”.

وخرج الفنان أيمن زيدان الذي وصفه البعض بأنه من “مدللي السلطة”، وأن معظم ما قدمه عبر السينما في سنوات الحرب كان بمباركة وتبن واضح من القيادات، وعلق بمنشور كتب فيه معتذرا: “أقولها بالفم الملآن كم كنت واهما.. ربما كنا أسرى لثقافة الخوف ..أو ربما خشينا من التغيير لاننا كنا نتصور ان ذلك سيقود الى الدم والفوضى …لكن ها نحن ندخل مرحلة جديدة برجال أدهشنا نبلهم في نشر ثقافة التسامح والرغبة في إعادة لحمة الشعب السوري ….شكرا لأنني أحس أنني شيعت خوفي وأوهامي بشجاعة أعتذر مما كنت أراه وافكر فيه”.

من جهتها، الفنانة سلاف فواخرجي، أعلنت عن ولائها للثورة السورية وعودتها إلى “جادة الصواب”، مؤكدة أن تواجدها مع النظام السابق في بعض المناسبات لن يمسح من ذاكرة الناس”، بحسب قناة روسيا اليوم.

وأردفت: “إنها مرحلة من تاريخ سوريا شئنا أم أبينا.. بإيجابياتها وسلبياتها.. وتاريخنا معها.. احترم كل لحظة مضت.. وسأحترم كل لحظة جديدة في حياة جديدة لبلدي أتمنى كل المنى أن تكون قادرة على نهضة سوريا، وتمنت أن تكون سوريا دولة علمانية مدنية فسوريا بلد الحضارة والديانات والنور”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: سقوط نظام بشار الأسد سوريا حرة فنان سوري

إقرأ أيضاً:

لوباريزيان: سوريا تطارد شبح الأسد بالشائعات في منفاه المرفّه بموسكو

قالت صحيفة لوباريزيان إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، قد اختفى تماما عن الأنظار منذ وصوله إلى روسيا، من دون أي ظهور علني أو صورة أو خطاب.

ومع ذلك لا يزال الأسد الذي يعيش في منفى محاط بالسرية في موسكو، رغم مرور عام على سقوطه وفراره من دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024، يحضر بقوة في الوعي السوري، ولكن هذه المرة بصفته مادة للشائعات والسخرية، كما جاء في تقرير مراسلة الصحيفة الفرنسية في دمشق بالوما دوبون دو دينشان.

وأشارت المراسلة إلى أن مقاطع وصورا قديمة للأسد تنتشر في داخل سوريا، مما يثير موجات غضب وسخرية، مثل الفيديو الذي ظهر فيه في الغوطة عام 2018 ساخرا من معاناة سكانها، عندما سألته مستشارته في السيارة "ماذا تقول قبل أن نغادر الغوطة؟" فأجاب ضاحكا "لعنة الله على الغوطة".

الاحتفالات عمت كل مكان في سوريا بمرور عام على سقوط بشار الأسد (الجزيرة)

وبعد أن كانت صور بشار الأسد تملأ البلاد طيلة ربع قرن، لم يبقَ منها -حسب المراسلة- سوى آثار باهتة على الجدران، تحول بعضها إلى ممسحات للأقدام في مشهد يعكس تلاشي الهيبة السابقة.

ومنذ أن هرّبت القوات الروسية الأسد إلى موسكو من قاعدة حميميم، أصبح الرجل مجرد ظل هارب -حسب المراسلة- مما فتح الباب أمام شائعات لا تنتهي عن حياته هناك، مثل مشاهدته متنكرا بنقاب داخل متجر، أو تعرضه لمحاولة تسميم، أو قضائه الوقت في ألعاب الفيديو داخل برج فاخر في "موسكو سيتي".

كما أعاد سقوط نظام الأسد تسليط الضوء على ثروة عائلة الأسد الضخمة، وعلى الامتيازات التي عاشها أفرادها في وقت كان فيه السوريون يرزحون تحت الحرب والانهيار.

ورغم أن منظمات حقوقية جمعت ملفات واسعة عن الجرائم المنسوبة للنظام، تبقى محاكمة الأسد شبه مستحيلة بسبب الحماية السياسية الروسية التي تؤمّن له ملاذا آمنا.

إعلان

وخلصت المراسلة إلى أنه في الوقت الذي يختبئ فيه الأسد في موسكو بعيدا عن الأنظار، تحاول سوريا مواجهة إرث ثقيل من الدمار والانقسام خلّفه حكمه.

مقالات مشابهة

  • اعتقال مفاجئ لرئيس تحرير يثير جدلاً واسعاً في تركيا
  • الفنان محمد صبحي يثير جدلا واسعا بعد طرده لسائقه أمام الجمهور
  • سوريا تُحبط عملية تهريب مخدرات كبيرة.. قادمة من لبنان
  • ابن عم المخلوع بشار الأسد يمثل أمام القضاء السوري
  • اتحاد العلويين السوري في أوروبا يعلن نواة كيان معارض
  • إحالة وسيم الأسد ابن عم الرئيس السوري المخلوع للمحاكمة تثير جدلاً واسعاً
  • لوباريزيان: سوريا تطارد شبح الأسد بالشائعات في منفاه المرفّه بموسكو
  • كيف تظهر تسريبات بشار الأسد أسلوب عمل النظام السوري المخلوع؟
  • الكونغرس يصوت اليوم لإلغاء عقوبات قيصر عن سوريا
  • الأمن السوري يعتقل متهما رئيسيا وراء جرائم البراميل المتفجرة